مقتل الظواهري وتصاعد نشاط القاعدة.. دلالات التحذير الأمريكي لرعايها في مالي

الثلاثاء 09/أغسطس/2022 - 02:58 م
طباعة مقتل الظواهري وتصاعد علي رجب
 

أصدرت السفارة الأمريكية في بماكو، تحذيرا أمنيا لرعياها مع دعوات من قبل قوى مالية لتظاهرات لمغاردت قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما).

وشدد السفارة الأمريكية في بيان لها، اليوم الأربعاء، على موقعها الإكتروني، على تجنب منطقة التظاهرات واليقظة، والإبتزام بمحيط المسكن أو العمل، وتوخي الحذر في الشوارع.

وقبل أسبوعين  قرر المجلس العسكري الحاكم في مالي، طرد المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة "مينوسما" " أوليفييه سالغادو ، بعد اتهامه بنشر "معلومات غير مقبولة" حول قضية احتجاز جنود من ساحل العاج في مالي.

وفي وقت سابق طالبت الادارة الأمريكية، موظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بسرعة مغادة العاصمة المالية بماكو، محذرة من تصاحد الهجمات الرهابية والعنف في البلاد.

وقالت الخارجية الأمريكية إن دعوتها لموظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة مالي، يرجع إلى محدودية قدرتها على مساعدتهم في الحالات الطارئة، مضيفة أن الجماعات  المتطرفة والمسلحة قد تهاجم البعثات الدبلوماسية والنوادي الليلية، ووالفنادق والمطاعم ودور العبادة دون سابق انذار.

التحذير الأمريكي، جاء قبيل ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جون بايدن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وعقب استهداف جماعة "نصرة الاسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة،  نقاط عسكرية للجيش المالي بالقرب من العاصمة بماكو ، بعد أن كانت هجماتها تتركز على الشمال والوسط البلاد.

ونفذ إرهابيون تابعون لجماعة موالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، الاسبوع الماضي هجوما على قاعدة "كاتي" العسكرية التي تبعد 15 كيلومترا عن العاصمة بماكو وب القرب من مقر إقامة الرئيس الانتقالي الكولونيل آسيمي غويتا.

دلالات التحذير الأمريكي

ويرى مراقبون أن التحذير الأمريكي، يكشف عن تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، وتخبط المجلس العسكري الحاكم في إدارة الأوضاع الأمنية، مع اعتماده على "فاغنر" الروسية، وأيضا الانسحاب من مجموعة "G5" مما يهدد التنسيق الأمني والاستخباراتي مع دول الجوار.

ويقول العضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، بكاي أغ حمد، إن التحذير الأمريكي، يكشف عن مأزق الأوضاع الأمنية التي تعيشها مالي، وارتفاع خطر الجماعات الإرهابية في البلاد.

وأضاف "بكاي" إن بيانات واشنطن الصادرة من الخارجية الأمريكية أو سفارتها الولايات المتحدة في بماكو، يشير إلى امتلاك الإدارة الأمريكية، معلومات استخباراتية حول نشاطالجماعات الإرهابية وتحركها في مالي واستهداف المصالح الغربية في بماكو.

وأوضح الإعلامي الأزوادي " إذ اتبعنا نظرية المؤامرة فإن لواشنطن يد بشكل غير مباشر في نشاط تلك الجماعات"، مضيفا أن الاستخبارات الأمريكية قد تكون مخترقة  للجماعات الأرهابية في مالي كما حدث في أفغانستان واليمن، وتدرك مخططات هذه التنظيمات.

وأضاف بكاي، أن تصاعد قوة الجماعات الإرهابية، ووصول عملياتها إلى العاصمة، يشكل تهديدا كبير للمجلس العسكري القابض على السلطة في بماكو، موضحا أن استهداف بماكو أو بالقرب منها يؤكد قدرة تلك جماعة "نصرة الاسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، على تنفيذ عملياتها العسكرية في أي مكان ، نظرا لمقدرت عناصرها على التمويه، لانهم يملكون سيارات الجيش المالي و يتمتعون ببشرة بنفس سكان تلك المناطق.

من جانبه يقول الإعلامي التشادي أبو بكر عبد السلام، أن التحذي الأمريكي، يؤشر على خطورة الأوضاع في بماكو، وتصاعد قوة الجماعات الإرهابية في مالي.

وأضاف أن الجماعات الإرهابية كانت تستهدف في السنوات الأخيرة مواقع أمنية في المناطق الريفية وشبه الحضرية في شمال ووسط مالي، ولكن الانتقال العاصمة بماكو، يكشف عن تبنى التنظيمات الإرهابية استراتجية جديدة في مالي.

انتقام القاعدة

وفي تقدير الأكاديمي الموريتاني المتخصص في العلوم السياسية "بون ولد باهي"، أن استهداف مصالح الولايات المتحدة في مالي أمر وارد جدا بحكم تواجد تنظيم القاعدة في البلاد.

وأضاف "ولد باهي" أن تحذير الخارجية الأمريكية، قبيل ساعات من الاعلان عن مقتل الظواهري، لادراكهم بردة فعل التنظيم الإرهابي الذي يوجد في العراق وسوريا وليبيا وهو تنظيم ليس سهلا، وبنيته التحتية موجودة في العالم كله، وكما كان في السابق يقوم بعمليات غير متوقعة يمكن يحدث الامر سواء في مالي أو أي بلد آخر.

ولفت  الأكاديمي الموريتاني إلى أن دول غربية أخرى قد تسير على نهج واشنطن في مطالبة رعاياها بمغادرة بماكو.

شارك