اشتباكات طرابلس.. حرب النفوذ تهدد استقرار ليبيا

الجمعة 12/أغسطس/2022 - 03:40 م
طباعة  اشتباكات طرابلس.. أميرة الشريف
 
ما زالت الأوضاع في ليبيا تشهد صراعات ونزاعات طائلة فى ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة، في العاصمة الليبية طرابلس (غرب)، وانتهت بعد وساطة من اللواء 444 قتال.
وقبل أسبوعين، أدت اشتباكات في طرابلس إلى 13 قتيلا و30 جريحا. وانتهت ايضا بعد تدخل من اللواء 444 الذي تم تشكيله قبل نحو سنتين تحت إشراف وتدريب تركي.
وأفادت تقارير إعلامية بأن المعارك التي استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة نشبت في الجبس في جنوب المدينة، على خلفية الفوضى السياسية ووجود حكومتين تتنافسان على السلطة.
واندلعت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة موالية لعبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة التي تتخذ طرابلس مقرا، ومجموعات أخرى قريبة من رئيس الحكومة المنافسة فتحي باشاغا الذي استقر موقتا في سرت (وسط)، على ما أفادت صحف محلية.
و بحسب وسائل إعلام ليبية، انتهت المواجهات بعد وساطة من اللواء "444".
وقد أدت الخلافات بين الفرقاء السياسيين، لتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، علما بأن المجتمع الدولي كان يعلّق عليها آمالا كبيرة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وفي أول يوليو الماضي شهدت عدة مدن ليبية مظاهرات تطالب برحيل جميع المؤسسات السياسية، وإجراء الانتخابات دون أي تأخير.
وجاءت الاحتجاجات عقب فشل اجتماعات ليبية في جنيف برعاية أممية من أجل التوصل لتوافق حول القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات العامة.
ويسود ليبيا انقسام كبير مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف برئاسة الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس، وتتخذ من سرت في وسط البلاد مقراً موقتاً لها بعد منعها من الدخول إلى طرابلس.
وكلفت حكومة الدبيبة بمهمة أساسية هي تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في ديسمبر الماضي.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا في الدعوة الإسلامية لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.

شارك