اعتقال خلية صاروخية تابعة للحركة.. ماهو سيناريوهات مسقبل العلاقات بين حماس والجهاد والاسلامي؟

الجمعة 19/أغسطس/2022 - 02:42 م
طباعة اعتقال خلية صاروخية على رجب
 

كشفت تقارير إعلامية عن منع حركة  حماس ، حركة الجهاد الإسلامي من وضع صواريخ في مواقعها واعتقلت خلية الصواريخ التابعة للجهاد، في مؤشر على تصاعد الخلافات بين الحركتان في قطاع غزة، ومحاولة حماس انجاح التهدئة في القطاع، المنهك اقتصاديا.
واوقفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، خلية من الوحدة الصاروخية لكتائب القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ومنعتها من زرع صواريخ في شمال غرب قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أنه "بعد إلقاء القبض على أعضاء الخلية ، تم إطلاق سراحهم بعد تدخل قادة عسكريين كبار في التنظيمين"، مضيفة أن  سرايا القدس اتخذت بعد المواجهات الأخيرة بين الجهاد واسرائيل، قرارا بالانسحاب من غرفة العمليات المشتركة، بعد توجيه انتقادات للجهاد بالتحرك منفردة بعيد عن التنسيق مع قيادات حماس، وهو ما اعتبرته الأخيرة خيانة لها.
ويرى مراقبون أن حماس لم تدخل المواجهة الأخيرة بجانب حركة الجهاد، خوفا من تصاعد غضب الشارع الفلسطيني في قطاع غزة المنهك اقتصاديا، والذي رأى ان هذه المواجهات لا تخدم المصالح الفلسطينية بقدر خدمة مصالح الخاصة للفصائل الفلسطينية واطراف اقليمية في اشارة الى ايران.
ويعتقد القوة الصاروخية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ، قد واجهت خسائر  فادحة وضربات قوية بعد المواجهات الأخيرة مع اسرائيل.
وأوقفت إسرائيل والجهاد الإسلامي بعد ثلاثة أيام من المواجهات  الذي شهد سقوط مئات الصواريخ على بلدات إسرائيلية وغارات جوية مكثفة في أنحاء قطاع غزة، والتي قُتل فيها خالد منصور قائد الجهاد الإسلامي في جنوب غزة ونائبه نائبه زياد مدليل قائد لواء رفح، بالاضافة الى تيسير الجعبري "لواء القيادة" لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع الشمالي .
وحسب التقديرات لدى حركى الجهاد ترسانة الأسلحة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ من مختلف النطاقات وقاذفات مضادة للدبابات وبعض الطائرات بدون طيار.
وتقدر ميزانية حركة الجهاد بعشرات الملايين من الدولارات وهي مصنفة ضمن أغنى عشر منظمات مسلحة في العالم، وفقا لتقديرات مجلة " فوربس" الأمريكية.
لكن أهم سلاح في ترسانة الجهاد إلى حد بعيد هو امتلاكهم لمجموعة متنوعة جداً من صواريخ أرض - أرض. ويُعتقد أن بعض هذه الصواريخ (إلى جانب أنظمة أخرى مستخدمة مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات)، قد تم تهريبها عبر الأنفاق.
لكن الجزء الأكبر من ترسانة الجهاد الإسلامي مصنعة محلياً إلى حد بعيد، حيث توجد قدرات تصنيع نشيطة ومتطورة نسبيا داخل قطاع غزة نفسه. ويعتقد خبراء أن الخبرة والمعرفة الإيرانية لعبت دوراً مهما في بناء هذه الصناعة، وبالتالي كانت مواقع تصنيع وتخزين الأسلحة من بين الأهداف الرئيسية للقصف الإسرائيلي.
وتشير التقديرات أن المواجهة الأخيرة جاءت بعد  وجدت الحركة نفسها في أزمة مالية، مع الضغوط الأمريكية والأوروبية عليها في نقل الأموال وتجفيف مصادر تمويلها، واعتماها على طهران كداعم وومول للحركة، فكانت زيارة زياد النخالة إلى طهران في التوقيت الذي اشتعلت فيه حرب الثلاثة أيام.
و تستفيد الحركة بميزانيات كبيرة من إيران التي تعتبرها قوة أمامية ضد إسرائيل، وبالتالي تزودها بالمعلومات التكنولوجية والعسكرية والاستخباراتية وتربطها بـ"حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى المساعدة في التدريبات للعناصر العسكرية في الخارج للجناح العسكري للحركة "سرايا القدس".
واللافت أن الأمين العام للحركة زياد النخالة خرج يوجه الشكر والتقدير للبنان وإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، ولم يوجه الشكر للدولة التي أسهمت في وقف إطلاق النار، وقامت بالتحرك في اتجاه كل الأطراف، والرسالة المهمة التي يمكن الانتهاء إليها في هذا السياق أن الحركة ستواجه بتطورات داخلية وإقليمية نتاج علاقاتها المتشابكة، وأن هذا الأمر سيكون مطروحاً في الفترة المقبلة، وسيعمل في اتجاهات متعددة، ولن يتوقف عند الداخل الفلسطيني، وفي قطاع غزة تحديداً، بخاصة أن هذا الأمر مرتبط بأولويات الحركة ومهامها في الفترة المقبلة ويحتاج إلى مراجعات مهمة، وفقا للأكاديمي المتخصص في الشؤون الفلسطينية طارق فهمي. 
ويرى "فهمي" أن عنا  عدة سيناريوهات أهمها وأخطر تضرر علاقات "حماس" و"الجهاد" على الرغم من كل التأكيدات بأنه لا تضرر، وأن الأمر سيمضي في سياقه الكبير، مما سيؤكد أن الفصائل الفلسطينية في حاجة إلى توحيد مواقفها، وليس الدخول في مناكفات، بخاصة أن حركة الجهاد ليست عابرة فهي في جوهر المواجهة، ومرتكز رئيس في مواجهة إسرائيل، الأمر الذي يعني أننا أمام سيناريو محدد، بخاصة مع احتمالات المساس بوحدة المقاومة، وكيانها التنسيقي الممثل في غرفة المقاومة الواحدة والعمل المشترك في مواجهة إسرائيل.
والسيناريو الثاني احتمالات ترميم العلاقة بين الحركتين في المدى القصير في حال تجدد المواجهات مع إسرائيل، وهو أمر وارد، وسعي حركة حماس لإعادة اللحمة والتنسيق، وإن كان هذا الأمر سيواجه بفكر الأولويات الكبرى لحركة حماس تجاه إسرائيل وتفضيلها في إدارة المشهد السياسي الحالي على أي اعتبار آخر، مما يعني استمرار حالة التشكك وعدم الثقة في ما سيجري من أولويات مطروحة قد ترتب الخيارات السياسية والأمنية والاستراتيجية معاً، وهناك تصور حقيقي يدفع بهذا الأمر مرتبط بواقعية حركة حماس وفكرها المصلحي، الذي سيسبق أي خيارات أخرى، بدليل ما جرى أخيراً في التعامل مع المشهد الأمني الحالي، وفقا لـ"فهمي".









شارك