بين القلق والتصعيد.. صراع النفوذ يتواصل في طرابلس

الأربعاء 24/أغسطس/2022 - 01:39 م
طباعة بين القلق والتصعيد.. أميرة الشريف
 
ما زالت الأوضاع في ليبيا تشهد صراعات ونزاعات طائلة فى ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة، في العاصمة الليبية طرابلس (غرب)، وانتهت بعد وساطة من اللواء 444 قتال.
ويرجح مراقبون أن تشهد طرابلس اشتباكات جديدة خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن حالة من الاحتقان باتت تطغى العلاقات بين الميلشيات غرب البلاد، والتي تواجه بدورها انقساماً بين أطراف داعمة للدبيبة، وأخرى موالية لباشاغا، مشيرين إلى أن السلطات المركزية لا تبدو قادرة على لجم الجماعات المسلحة. 
هذا وقد لوح فتحي باشاغا، الجمعة الماضي بدخول طرابلس لاستلام مهامه، حال استمرار رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة بشكل سلمي، مشيراً إلى أن ملايين الليبيين ينتظرون دخول حكومته إلى طرابلس لاستلام مقراتها، ومن بينهم أهالي العاصمة. 
وجدد باشاغا تأكيده على رغبة حكومته في دخول طرابلس سلمياً، من أجل عدم إراقة الدماء، مشيراً في الوقت نفسه إلى الاستعداد لاستخدام قوة السلاح حال لجأت القوات لحكومة الوحدة الوطنية إلى القوة.
وشدد الزعماء القبليون للمنطقة الغربية على التمسك بمبدأ التداول السلمي على السلطة، وأكد الزعماء في بيان دعمهم الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة، التي لها حق ممارسة السلطة في كامل التراب الليبي، مطالبين بإجراء الانتخابات في الموعد، الذي تحدده المفوضية الوطنية العليا دون تأجيل. وحمل ملتقى الزعماء القبليون، في بيان البعثة الأممية المسؤولية عما آلت إليه الأمور في ليبيا، عقب تغاضيها عن اتهام بعض الشخصيات الليبية بتلقي الرشاوى في جنيف، وعدم كشف نتائج التحقيقات، التي ادعت إجراءها وقفزت على الحقائق بإطالة عمر الأزمة.
وكلفت حكومة الدبيبة بمهمة أساسية هي تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في ديسمبر الماضي.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا في الدعوة الإسلامية لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.

شارك