مع استمرار التراشق بين باشاآغا والدبيبة .. الأزمة الليبية تتفاقم

الخميس 25/أغسطس/2022 - 03:06 م
طباعة مع استمرار التراشق أميرة الشريف
 
بدأت حرب التراشق بالتصريحات الحادة والهجوم بين فتحي باشاغا رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان، و عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية، حيث رد الأخير على رسالة باشاغا التي طالبه فيها بتسليم السلطة، مستعيناً بورقة الانتخابات.
وفي تغريدة عبر "تويتر"، خاطب الدبيبة باشاغا بوزير الداخلية الأسبق، وطلب منه تركيز جهده لدخول الانتخابات، مطالبه بالابتعاد عن التهديد بإشعال الحرب.
جاء ذلك بعدما بعث باشاغا برسالة للدبيبة طالبه فيها بتسليم السلطة، معتبراً أن ذلك سيكون "حفاظا على دماء الليبيين"، وفق كلامه.
كما شدد باشاغا للدبيبة على أنه سيُحاسب على أفعاله إذا لم يسلم السلطة.
جاءت هذه التطورات في أعقاب تلويح  باشاغا بدخول العاصمة طرابلس لاستلام مهامّه، إذا استمر تعنّت منافسه عبد الحميد الدبيبة ورفضه تسليم السلطة بشكل سلمي.
وقال في كلمة له خلال لقاء، مساء الجمعة الماضية، مع عدد من حكماء وأعيان المنطقة الغربية بمدينة مصراتة، إن "7 ملايين ينتظرون دخول حكومته إلى طرابلس لاستلام مقراتها ومن بينهم أهالي العاصمة"، مضيفا أن من يدعم حكومة الدبيبة أقلية تدافع عن مصالحها الشخصية.
لكنه جدّد تأكيده على رغبته في دخولها بشكل سلمي من أجل عدم إراقة الدماء، مشيرا في المقابل إلى أنه مستعد لاستخدام قوة السلاح إذا ما لجأت القوات المساندة للدبيبة إلى ذلك.
كما دعا الليبيين إلى الوقوف صفا واحدا معه في هذه المرحلة التي وصفها بـ"المفصلية" في تاريخ البلاد.
رداً على ذلك، رفع رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، من درجات الحماية في محيط المقرات الحكومية، مع عزم باشاغا التوجه للعاصمة طرابلس لاستلام السلطة.
وذكرت وسائل إعلام ليبية بأن الدبيبة أصدر قراراً يقضي بإعادة تشكيل ميليشيا "القوة المشتركة مصراتة" تحت اسم "لواء ليبيا"، وخصّص لها مبالغ مالية إضافية، كما كلفها بحماية مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، وذلك بالاشتراك مع ميليشيا "قوة حماية الدستور والانتخابات".
في حين وجه باشاغا انتقادات لاذعة إلى حكومة الدبيبة التي اتهمها بالعمل ضد مصالح الليبيين بمساعدة دول أجنبية لديها مصالح خاصة، وبالفشل في إدارة شؤون البلاد منذ توليها الحكم وفي قيادتها إلى انتخابات عامة، مشيرا إلى معاناة الليبيين من غلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء وغياب السيولة المالية، بالإضافة إلى الركود التجاري غير المسبوق.
وبدأ النزاع منذ أشهر على السلطة بين حكومة باشاغا المدعومة من البرلمان ومن الجيش، وتنتشر القوات الموالية لها بكامل عتادها في ضواحي طرابلس، وبين حكومة الدبيبة المدعومة من المجلس الأعلى للدولة ومن أقوى المليشيات المسلحة بالغرب الليبي، التي حوّلت وسط العاصمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وسط مخاوف من أن تكون القوّة هي الخيار الحاسم في هذا الصراع.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا في الدعوة الإسلامية لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.

شارك