تصاعد نشاط تنظيم داعش.. أفريقيا "مستقبل الخلافة"

الجمعة 02/سبتمبر/2022 - 04:17 م
طباعة  تصاعد نشاط تنظيم علي رجب
 

حذر خبراء من تصاعد نشاط تنظيم داعش الإرهابي في القارة الأفريقية، معتبرين أن أفريقيا أصبحت بمثابة "مستقبل الخلافة". 
وأوضح الخبراء أن وسع نفوذه داخل القارة الأفريقية، ولم تسلم أي من المناطق الجيوسياسية للأقاليم الخمس (شمال ووسط وجنوب وشرق وغرب ) في أفريقيا من نشاط التنظيم الإرهابي. 

تقرير أممي

هناك أكثر من 20 دولة تعاني مباشرة من نشاط الجماعات الإرهابية، تستخدم أكثر من 20 دولة أخرى ي الخدمات اللوجستية وتعبئة الأموال والموارد الأخرى وتهريب المقاتلين، ووفقا لتقرير مجلس الأمن الدولي ، الأخير حول التهديد الذي يشكله داعش للسلام والأمن الدوليين. 
و تباينت وتيرة الهجمات ضد المدنيين في الساحات الخمس الرئيسية للجماعات اارهابية والمتطرفة في إفريقيا – وهي مناطق الساحل والصومال وحوض بحيرة تشاد وشمال موزمبيق وشمال إفريقيا – مما يؤكد الدوافع والإستراتيجيات المتمايزة لهذه المجموعات، لذلك. 
وفي أفريقيا، تدهور الوضع أكثر منذ التقرير الأخير للأمين العام، مع توسع داعش في وسط وجنوب وغرب أفريقيا، من أوغندا، وسّعت جماعة تابعة لداعش منطقة عملياتها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما كثفت جماعة أخرى تابعة للتنظيم - بعد أن تم القضاء عليها من خلال عمل عسكري العام الماضي - هجمات نطاقها ضيق في مقاطعة كابو ديلغادو في موزامبيق."
ويرى المسؤول الأممي أن هذا التوسع يؤثر على البلدان التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الهجمات إلى حدّ كبير، مثل البلدان الساحلية في خليج غينيا.
وحذر من أن داعش والجماعات التابعة له يسعى أيضا إلى إلهام أو توجيه الهجمات في المناطق الخالية من النزاعات، للتحريض على الخوف واستعراض القوة.

الساحل الافريقي

ويرى الأكاديمي الموريتاني المتخصص في العلوم السياسية "بون ولد باهي" أن  تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية في السنوات الأخير، يؤشر على المخاطر التي تواجها الدول الأفريقية. 
ويقول "ولد باهي" إن تصاعدنشاط عمليات التنظيم الإرهابي تدق ناقوس خطر تحقيق داعش حلمها في إقامة دولة الخلافة بالقارة الأفريقية، الذي هو من الأفكار الأساسية لهذا التنظيم ويختلف عن تنظيم القاعدة بشأنه، مضيفا أن المنطقة تعاني من مجموعة من المشاكل المزمنة مثل عدم الاستقرار السياسي وضعف الدولة والصراعات الأهلية التي اضعفت المجتمعات بدورها. 
وتنشط في منطقة الساحل وشمال أفريقيا تنظيمات ارهابية أبرزها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المواليت للقاعدة، وفروع داعش. 
ووفقا لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، ومقره واشنطن، في يوليو، تصاعد عنف الجماعات الإرهابية في الساحل، خصوصا بوركينا فاسو ومالي والنيجر، بشكل أسرع من أي منطقة أخرى في إفريقيا، بزيادة قدرها 140% منذ عام 2020. 
كشف تقرير لمعهد الدراسات الأمنية"ISS" أن تنظيم "داعش" الإرهابي يعيد انتشاره بشكل واسع في شمال وغرب إفريقيا، مستغلا الجنوب الليبي كأهم محطة لتحرك مقاتليه، علما أنه أنشأ 4 ولايات في "سامبيسا" في نيجيريا، و"تومبوما بابا" في بورنو بالدولة ذاتها، و"تمبكتو" في شمال مالي، وولاية مستحدثة في تشاد توقع أن تضم إرهابيين عربا، تحت قيادة مركزية بولاية بورنو في نيجيريا. 
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، أن أسباب التمركز الارهابي في أفريقيا تكمن في فشل بناء دول وطنية في القارة قادرة على القيام بوظائفها الأمنية والاستراتيجية والتوزيعية بشكل عادل وكاف، كما أن للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية تداعيات سلبية على كل ما سبق ومن أسباب انتشار الظاهرة، لذا أصبحت أؤمن  بعدم جدية القوى الفاعلة بمجلس الأمن الدولي للقضاء على الإرهاب. بل أصبح وسيلة للتنافس بينها من أجل السيطرة على العالم النامي وبيع أسلحتها وتكنولوجيها للدول التي تعاني من الإرهاب. 
وللحد من الظاهرة، يجي على الدول الأفريقية القيام بترتيبات داخلية ونهج سياسة تعاونية جديدة خصوصا من قبل الدول التي لم تصل إليها الظاهرة، لأنها قادمة لا محالة إن تنجح دول الساحل والشمال والقرن الأفريقي من مواجهتها، وفقا لـ"أغ إسماعيل". 
ويرى أن دولة مصر جنوب أفريقيا وغانا وأوغندا والمغرب والجزائر  عليها تقدم المزيد من الدعم للدول المتضررة من الإرهاب لحماية لأمنها القومي. 

وسط وجنوب أفريقيا

بدوره يقول  المحلل السياسي التوغولي محمد مادي غابكاتي إنه من الواضح أن الجماعات الإرهابية  أصبحت أكثر حضورا في إفريقيا، مع تصاعد وتواصل نشاطها الإرهابي في أجزاء كبيرة من القارة مستفيدة من الفساد العام وتحديات الحكم السائدة  في غالبية البلدان المتضررة، معتبرا أن التقرير هو جرس إنذار للدول الأفريقية، لمواجهة هذا الخطر المتنامي. 
ويضيف"غابكاتي" أنه طالما أن الدول الأفريقية لن تكون قادرة على تقديم الاستجابة المناسبة لاحتياجات سكانها في المناطق الطرفية التي تتميز بغياب سلطة الدولة وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد الطبيعية، وعدم رغبة الأحزاب الحاكمة في التنظيم العادل انتخابات ذات مصداقية فإن الإرهاب والحركات المسلحة ستجد في أفريقيا أرضا خصبة. 
وتابع المحلل التوغولي، قائلا إن الإرهاب قد اشتد في نطاقه دليل واضح على فشل استراتيجية مكافحة الإرهاب، مشددا على أهمية تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون أثناء مكافحة الإرهاب أمر لا بد منه ويجب اعتباره أولوية إذا أردنا إيقاف هذه الجماعات، إذا لم يكن الأمر كذلك ، فسوف يستمرون في تلقي الدعم والتعاطف من السكان المحليين الذين فقدوا الثقة في سلطات دولتهم. 
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، امتد فرع تنظيم  داعش في وسط أفريقيا، لا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا، ضد دول وسط أفريقيا، وامتد نشاك لتنظيم إلى الكونغو الديمقراطية وموزمبيق وبنين وتوغو، وجنوب القارة، في دلالة على تمدد التنظيم. 

شرق أفريقيا

واعتبر لمحلل السياسي الصومالي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي، نعمان حسن، أن تقرير مجلس الأمن يؤشر على أن أفريقيا أصبحت ملاذا آمنا للجماعات الإرهاربية وخاصة الفارين من المناطق الشرق الأوسط ، مضيفا أنه عدم قدرة دول أفريقيا على فرض سيطرتها على كل أقاليمها سهل التنظيمات الإرهابية من التمدد في القارة السمراء. 
وأضاف "حسن" أنه يمكن المواجهة هذه التنظيمات الإرهابية عن طريق تمويل إفريقي إنطلاقا من الحلول إفريقية لمشاكل الإفريقية وتأسيس من ربوع القارة الأفريقية تحالفات إقليمية لمكافحة الإرهاب وأيضا عن طريق حكم جيد والعدالة الاجتماعية.

شارك