بوركينا فاسو هدف جديد لتظيم القاعدة في الساحل

الثلاثاء 20/سبتمبر/2022 - 06:33 م
طباعة بوركينا فاسو هدف علي رجب
 

تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو، خاصة في المناطق المتاخمة للحدود المالية، ما أدى إلى اتخاذ رئيس المجلس العسكري اللفتنانت كولونيل سانداوجو داميبا، قرار بإقالة وزير الدفاع ارثيليميه سيمبوريه وتولّى المنصب بنفسه.

هجوم أودالان

وأعلن الجيش البوركيني تحييد حوالي 41 مسلحاً و مقتل 8 من جنوده، بعدما تعرضت  وحدة من فوج المشاة الكوماندوز الحادي عشر لكمين على بعد 11 كيلومترًا من مدينة ورسي التابعة لولاية أودالان شمالي بوركينا فاسو.

وأوضح بيان الجيش البوركيني أنه تم تحييد 41  ارهابيا بعد اشتباكات مع الوحدة عسكرية التابعة للجيش في "ورسي"، والاستيلاء على أسلحة وذخائر وسيارات.

وشهدت بوركينا فاسو هجمات إرهابية من قبل جماعة نصرة الاسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابين وخلايا لتنظيم "داعش الصحراء الكبرى" في المنطقة المتاخمة مع مالي.

ومع تصاعد العمليات الإرهابية، أجرى رئيس المجلس العسكري اللفتنانت كولونيل سانداوجو داميبا، ، تعديلاً وزاريًا طفيفًا بإقالة وزير الدفاع ارثيليميه سيمبوريه وتولّى المنصب بنفسه.

خطر الإرهاب

ورغم أن الجماعات الارهابية لا تسيطر على أي مدينة في بوركيا فاسو، إلا أن التنظيمات الإرهابية تشكل خطرا كبيرا على أمن واستقرار البلاد، وتستعرض قوتها في المناطق الريفية.

وتُظهر الاتجاهات الأمنية زيادة مستمرة في عدد الحوادث، وشهد شهر  يوليو نحو 270 عملية ارهابية في بوركينا فاسو، مما أدى إلى مقتل 525 شخصًا.

ونتجية لنشاط الجماعات الارهابية في وسط وشمال بوركينا فاسو، نزح نحو 1.9 مليون مواطن ، مما يعزز خطر تعريض التماسك الاجتماعي للخطر، وفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية " OCHA ".

وهناك حوالي 7066 مدرسة و 285 مركزًا صحيًا معطلة بسبب انعدام الأمن والعنف ، مما يحرم المجتمعات من الوصول إلى التعليم والصحة، وفقا لـ " OCHA ".

أنصار الإسلام

في منطقة الساحل التي تضم دول بوركينا فاسو، تشاد، موريتانيا والنيجر نمت خلال العقد الأخير شبكة متداخلة ومتميزة من التنظيمات الإرهابية، وأخذت هذه الشبكة بالتمدد في ظل استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في دول الساحل.

الأزمة في شمال بوركينافاسو هي انعكاس لتدهور الأوضاع في شمال ووسط مالي، والتي تعد معقلا لتنظيم جماعة نصرة الاسلام والمسلمين، والتي لديها نفوذ كبير في بوركنا فاسو.

وينشط في شمال بوركينا فاسو جماعة "أنصار الإسلام" بقيادة  جعفرديكو، والتنظيم المتطرف وأعلن مسؤوليته عن عدة هجمات في شمال بوركينا فاسو خلال السنوات الأولى من نشاطه، حيث ينشطك التنظيم الارهابي ف في عام 2015 ، تندرج بوركينا في فئة بلدان الساحل ضحايا الجماعات المسلحة والإجرامية المتمركزة بشكل رئيسي في مالي ، ولكنها تعمل في مناطق "أودالان" و"سينو" و"ياغا" و"سوم" التابعة لولاية "الساحل " شمالي بوركينافاسو، المتاخمة لمالي والنيجر.

وفي 2016 ظهرت أنصار الإسلام لأول مرة في شمال بوركينا فاسو تحت قيادة إبراهيم مالام ديكو حتى وفاته في 2017، لها صلات بجماعة أمادو كوفا ، مؤسِّس وأمير جبهة تحرير ماسينا، المعروفة حالياً باسم كتيبة ماسينا التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين .

 

أسباب تصاعد الإرهاب

الجماعات الارهابية تستغل التهميش الذي يعاني منه السكان المحليون، إلى جانب النزاعات العرقية على مصادر المياه والأراضي الزراعية، وهو ما توظفه الجماعات الارهابية للنفوذ والتمدد في هذه المناطق، وفقا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل.

 أيضا عدم الاستقرار السياسي في واغادوغو، أدى الى زياد نشاط الجماعات الإرهابية في الدولة الساحلية.

كذلك غياب السيطرة الأمنية على المناطق الحدودية بين بوركينا فاسو، ومالي والنيجر، وتصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية  في هذه المناطق، عنصر أساسي من تهريب السلاح والمقاتلين بين هذه الدول.

انسحاب مالي من مجموعة "G5" وغياب التنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول المجموعة، وزيارة رئيس المجلس العسكري اللفتنانت كولونيل سانداوجو داميبا، الى بماكو ولقاء نظيره المالي أسيمي غويتا، من أجل عودة مالي إلى المجموعة والتعاون في مواجهة الإرهاب، وفقا لـ"أغ اسماعيل".

كما أدت التطورات العسكرية في مالي إلى شراء الطائرات واستهداف معاقل التنظيمات الإرهابية في وسط البلاد وقرب الحدود مع بوركينا فاسو، لذلك تبحث هذه الجماعات عن مناطق لا تتعرض فيها للطيران الحربي مثل بوركينا فاسو.

وتدل إقالة وزير الدفاع البوركيني عن مدى الصعوبات التي تواجه هذه الدولة ولا أعتقد بأن ضم الرئيس للمنصبين الرئاسة والدفاع سيغير من الأمر شيئا،  بل يعبر عن فشل الاستراتيجية المتبعة ولعل هذا ما يفسر جولته الإقليمية للبحث عن التنسيق الإقليمي، وبالطبع لا يمكن تحقيق الأمن في منطقة الحدود الثلاثة دون تنسيق جماعي.

لكن المعضلة التي تواجه التنسيق الإقليمي تكمن في الخلاف المستمر بين بماكو وباريس، فيصعب تجاوز الخلافات بين هذه الدول دون الحد من الخلاف بين مالي وفرنسا، وفقا لـ"أغ اسماعيل".

وأوضح أن تصاعد نشاط الإرهاب في دول الساحل يرجع للعديد من الأسباب، ولكن هذه الدول بحاجة إلى استقرار سياسي، وتعاون أمني فيما بينها ودعم دولي في مواجهة الإرهاب، وتحسين الوضع المعيشي للسكان المحليين.

شارك