تصاعد الصراع بين باشاآغا والدبيبة.. مواجهات دموية قبيل جلسة حاسمة للبرلمان في بنغازي

السبت 24/سبتمبر/2022 - 10:24 ص
طباعة تصاعد الصراع بين أميرة الشريف
 
ما زالت ليبيا تشهد صراعات وفوضي عارمة بسبب نزاع الأطراف على السلطة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة في منطقة بوابة الجبس بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الاشتباكات دارت بين الجماعة المسلحة 301 من مدينة مصراتة، التابعة لعبد السلام زوبي، ونظيرتها من مدينة الزاوية التي يقودها محمد البحرون الملقب بالفار.
 وتأتي هذه الاشتباكات قبيل جلسة حاسمة للبرلمان الثلاثاء، حيث امتدت من محيط بوابة الجبس إلى طريق المطار واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المواجهات، كما أشار شهود عيان في شارع الزاوية القريب من الاشتباكات، إلى نقل جثث قتلى من عناصر قوة دعم المديريات، التي سبق أن تمركزت في طريق المطار بعد طرد جماعة الفار منها.
وينتظر الليبيون ما سينتج عن اجتماع مجلس النواب في جلسته التي دعا رئيسه عقيلة صالح إلى عقدها الثلاثاء المقبل بمدينة بنغازي في ظل استمرار حالة الغموض التي تكتنف المشهد السياسي العام في البلاد. 
ووفق برنامج الجلسة الذي تم الإعلان عنه، فإن النواب مدعوون لانتخاب النائب الثاني لرئيس المجلس عوضاً عن حميد حومة الذي بات يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة الاستقرار المنبثقة عن البرلمان، والتي حظيت بثقته في الأول من مارس الماضي، وتتولى حالياً مباشرة مهامها من مدينتي سرت وبنغازي.
كما سينظر المجلس في إنشاء محكمة دستورية تلبية لرغبة عامة في إحداث هيكل قضائي قادر على حسم الملفات الكبرى ذات العلاقة بالإعلان الدستوري والمراسيم والقرارات المستندة إليه في انتظار الاتفاق على دستور دائم للبلاد.
ويري مراقبون بأن إنشاء محكمة دستورية من شأنه أن يقطع الطريق أمام إعادة تفعيل الدائرة الدستورية ولاسيما في ظل التجاذبات القائمة حول مؤسسة القضاء بين الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي، كما يطيح بدور رئيس المجلس الأعلى للقضاء محمد الوافي القريب من حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس، والذي ظل في منصبه لفترة بعد بلوغه سن التقاعد في منصبه.
ويبدو أن رئيس الحكومة الليبية المكلّف من البرلمان فتحي باشاغا استسلم، فقد أعلن رسمياً أن حكومته ستعمل من مدينتي سرت وبنغازي.
وأضاف في كلمة ألقاها بمطار بنينا فور وصوله إلى مدينة بنغازي، بعد جولة خارجية لحشد الدعم لحكومته، استمرت 3 أسابيع، أن عمل حكومته "سيكون لصالح كل الليبيين"، مشيرا إلى أنّها "ستعمل على حل المشاكل في كافة القطاعات تحت شعار "الشفافية والعمل".
إلى ذلك، أقر بفشل حكومته في ممارسة مهامها من العاصمة طرابلس، بعد تعثّر محاولات دخوله إليها، محمّلا حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة التي وصفها بـ"العصابة"، مسؤولية الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة قبل أسابيع، والتي أودت بحياة العشرات وأدت إلى خسائر مادية في المنشآت العامة.
وفي هذا السياق اتهم حكومة الدبيبة بأنها "أثارت الفتنة وأطلقت النار"، مضيفا أنها "تسيطر على طرابلس بالقوّة والترهيب"، مشددا على أنّ حكومته "لن تستسلم لهذا الوضع وستعمل على فكّ أسر المنطقة الغربية وتخليص أهالي العاصمة من المعاناة".
أما لتحقيق ذلك، فطلب باشاغا دعم البرلمان من خلال توفير ميزانية لحكومته وسنّ قوانين تساعدها على أداء عملها بكل أريحية خلال الفترة القادمة.
يشار إلى أن باشاغا يستعد للإعلان عن خطة حكومته للفترة المقبلة، التي قال إنها "ستركّز على ما يحقق الاستقرار والسلام والازدهار لليبيا وشعبها، ويضمن الوصول إلى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة حرة ونزيهة".
وشهدت طرابلس أواخر الشهر الماضي أغسطس معارك واشتباكات عنيفة تفجرت بين الميليشيات، موقعة 32 قتيلاً وعشرات الجرحى، في أسوأ قتال تشهده العاصمة منذ سنتين.
فيما لا تزال المواجهة السياسية تدور منذ أشهر، بين حكومة الوحدة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، وحكومة باشاغا التي يدعمها البرلمان، ومقره شرق البلاد، من أجل استلام السلطة، في حين تدعم الميليشيات كل طرف، ما يزيد الطين بلة.
ومنذ أشهر، تعيش ليبيا على وقع توتر سياسي وعسكري متصاعد ومحتدم، نتيجة الصراع على السلطة بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، والطرفان يحظيان بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة، ومستعدّة للمواجهة.
وأدى قتال عنيف بين الميليشيات الموالية لباشاغا والأخرى الداعمة للدبيبة، إلى مقتل 23 شخصاً وإصابة أكثر من مئة آخرين، كم تضرّرت منشآت طبية وحكومية داخل العاصمة طرابلس ولحقت أضرار جسيمة في الممتلكات الخاصة.

شارك