ألمانيا تستعد لاغلاق "عش التجسس" الايراني في هامبورغ

الخميس 29/سبتمبر/2022 - 04:09 م
طباعة ألمانيا تستعد لاغلاق علي رجب
 

في تحرك ألماني لمواجهة التغلغل الايراني في البلاد، في ظل تقارير استخباراتية ألمانية تحذر من نشاط المركز الإسلامي في هامبورج- ذراع طهران في ألمانيا- كأبرز جماعات الاسلام السياسي التي تهدد استقرار المجتمع الألماني.

طالب مسؤول السياسة الخارجية لحزب الخضر الألماني والنائب في البرلمان الألماني من أصول إيرانية أوميد نوريبور، الحكومة الألمانية بإغلاق المركز الإسلامي في هامبورج- ذراع طهران في ألمانيا.

ووصف والنائب في البرلمان الألماني، المركز الإسلامي في هامبورج بأنه "عش للتجسس" لإيران في البلاد.

وندد أوميد نوريبور، مسؤول السياسة الخارجية لحزب الخضر الألماني، الذي شارك في مسيرة شعبية، بقمع سلطات طهران التظاهرات الأخيرة في الشارع الإيراني التي خرجت احتجاجا على مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد قوات الأمن الإيرانية.

كما أعلن نوريبور عن الجهود التي يبذلها البرلمانيون الألمان لاتخاذ الإجراءات الفنية المتعلقة بإغلاق الإنترنت في إيران، وقال إننا نتفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية  ودول أخرى في هذا الصدد.

وشدد على أن “واجب كل إنسان أن يكون صوت الشعب الإيراني عندما لا يسمع صوت الشعب الإيراني بسبب انفصال إيران”.

المركز الإسلامي في هامبورج

والاسبوع الماضي، نظمت لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني، جلسة استماع، استمرت في مقر البرلمان ببرلين، حول كشف تمويل الإسلام السياسي في ألمانيا، ومن ضمنها المركز الإسلامي في هامبورج.

ولفت تقرير الاستخبارات الألمانية إلى أن تنظيمات الإسلام السياسي "تملك أنشطة تمويل ضخمة من حيث النطاق والمدى”، مضيفا “هناك قدر كبير من الأدلة على أن هذه التنظيمات تنظم مبادرات واسعة النطاق لجمع الأموال، وتجمع مبالغ كبيرة من المال"

التقرير ذكر أيضا "كما هو معروف، هناك أيضًا تدفقات مالية تأتي من الخارج. على سبيل المثال، هناك مؤشرات على تمويل حكومي مباشر للمركز الإسلامي في هامبورج من إيران".

وكشف التقرير عن صعوبات تكتنف عمل الاستخبارات في رصد التمويلات الخارجية للتنظيمات الإسلاموية، وهي "نحن نسجل فقط مقتطفات من المعاملات، مثل التحويلات النقدية، بدون حساب مستلم في بعض الأحيان".

والعام الماضي كشفت وثائق جديدة أثبتت أن المركز الإسلامي في هامبورج ‘إي.زد.إتش’ هو بمثابة مكتب خارجي لطهران في أوروبا، وقال المتحدث باسم المكتب الإقليمي لهيئة حماية الدستور في هامبورغ ماركو هاسه اليوم الجمعة، إن “الوثائق الإيرانية المتاحة حاليا لدى هيئة حماية الدستور تبين التزام مدير المركز، محمد هادي مفاتح بتعليمات النظام الإيراني”، موضحا أن “إدعاء المركز بأنه مؤسسة دينية بحتة مستقلة عن إيران يعتبر لذلك غير جدير بالتصديق”.

وذكر هاسه أن الوثائق “أكدت على نحو شبه رسمي أن مفاتح يعتبر نائبا رسميا لخليفة الخميني، آية الله خامنئي”. كما يرى مكتب حماية الدستور أدلة على أن “مفاتح مرتبط مباشرة بمكتب قائد الثورة”. بالإضافة إلى ذلك تم العثور على أدلة على وجود صلات بين المركز وحزب الله اللبناني المصنف على أنه منظمة “إرهابية”.

وتستغل إيران مركز ‘إي.زد.إتش’ لتمرير سياستها الناعمة وترسيخها خارجيا، كما تستعمله في ألمانيا كذراع أطول للنظام في طهران، ويستثمر على نطاق أوسع في أنشطة تجسس ونشر تطرف، ويصل الأمر إلى تهديد واستهداف المعارضين الإيرانيين في الخارج.

ترحيل مدير المركز الإسلامي

في يونيو2022، حكمت محكمة ألمانية بالسجن المؤبد وترحيل مدير المركز الإسلامي في هامبورج "المسجد الأزرق" ومثل المرشد الايراني علي خامنئي ، في أوروبا،  سليمان موسوي فر، بتهمة معاداة السامية.

وصل موسوى فر إلى ألمانيا أواخر عام 2016 بتأشيرة "خريج جامعي" للعمل كرجل دين شيعي في المركز الإسلامي بهامبورج، و انضمت إليه زوجته وطفلاه في يناير 2017. ولد طفلاه الآخران في ألمانيا، بحسب صحيفة بيلد.

 ورصدت التقارير الألمانية خطورة المركز الإسلامي، على المجتمع الألماني عبر خطابه الاسلامي الذي ينفذ ايدلوجية ولاية الفقيه في ألمانيا وعبر شبكات من المؤسسات الشيعية الممولة ايرانيا.

 

كذلك تم رصد اتصالات وعلاقات بين مدير المركز سليمان موسوى فر، وحزب الله اللبناني، مصنف كمنظمة إرهابية في ألمانيا  منذ أبريل 2020 ، وحظرت أي حركة برلين أي نشاط للحزب الممول ايرانيا  في ألمانيا، وكذلك صنفته عدة دول أوروبية على قوائم الارهاب وحظرت نشاطه في القارة العجوز.

 الذراع الطويلة للنظام الإيراني في أوروبا ، يعد من أبرز المؤسسات الايرانية الذي تأسس ثلاثينيات القرن الثالث عشر بدعم تأسيسه آية الله حسين علي الطباطبائي البروجردي، أحد المقلدين الشيعة في قم، يصدر أمر تعيين رئيس المركز الإسلامي في هامبورج من قبل المرشد علي خامنئي في طهران.

المركز الإسلامي ينظم دائما مناسبات شيعية وايرانية، ذات طابع سياسي، بما يتنافى مع القوانين الألمانية التى وافقت على تأسيس المركز، وأبرز هذه  المناسبات يوم القدس، حيث شارك في مظاهرة معادية للسامية في برلين في حزيران / يونيو 2018.

وأيضا تأبين قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، فرع العمليات الخارجية للحرس الثوري الارهابي، الذي اغتيل في الضربات الجوية الأمريكية بمطار بغداد يناير 2020 ، وسليماني أبرز جنرالات الحرس الثوري على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.

يبدو طلب النائب البرلمان الألماني اغلاق المركز الاسلامي والحكم القضائي الألماني بترحيل ممثل خامنئي ورئيس لمركز الاسلامي في ألمانيا موسوى فر، بعد حظر حزب الله اللبناني، تواجه الدول الأوروبية النشاط الإرهابي لإيران، والتي تشكل أبرز التهديدات الأمنية على الدول الاوروبية، في ظل سجل ايران الطويل في عمليات غسيل الأموال وتهريب الأموال وكذبلك عمليات الاغتيال للمعارضي النظام الإيراني، والتي كان أبرزها محاكمة الدبلوماسي الايراني  سد الله أسدي، وثلاثة من شركائه البلجيكيين، في بلجيكا بتهمة التخطيط لمهاجمة تجمع "مجاهدي خلق" – ابرز الجماعات المعارضة للنظام الايراني في الخارج- قبل أربع أعوام في باريس.

 

 


شارك