حزب النهضة. روسيا توجه ضربه لإخوان طاجكستان

الإثنين 03/أكتوبر/2022 - 05:44 م
طباعة حزب النهضة. روسيا علي رجب
 

أعلنت المحكمة العليا الروسية حزب النهضة الإسلامي – فرع جماعة الإخوان في طاجيكستان- حزبا إرهابيا، وحظرت نشاطه داخل أراضيها.

ونظرت المحكمة العليا الروسية  في القضية التي رفعتها النيابة العامة الروسية في وقت سابق، مطالبة فيها إعلان حزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان حزبا إرهابيا وحظر نشاطه داخل روسيا الاتحادية.

وحققت المحكمة العليا الروسية  في الوثائق والمستندات المقدمة من قبل النيابة العامة لروسيا الاتحادية، واقتنعت بحظر أنشطة هذا الحزب في روسيا الاتحادية.

قال المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف في يوليو / تموز خلال محادثات مع الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان في دوشنبه إنه "تم النظر" في طلب من السلطات الطاجيكية للاعتراف بـ "بعض الجماعات" على أنها إرهابية في روسيا.

قرار المحكمة العليا الروسية قد صدر الآن بدافع رغبة الكرملين في تعزيز مصداقية مع الرئيس الطاجيكي، يقضي بتسليم أي عضو في حزب النهضة إلى دوشنبه.

حزب النهضة

حزب النهضة الإسلامي في طاجيكستان تأسس في 1973، علي يد الأب الروحي للإخوان في طاجكستان سيد عبد الله نوري والمتأثر بأفكار حسن البنا وسيد قطب، ولكن تم تسجيله كحزب رسمي في 26 أكتوبر 1991.

 يقود الحزب حاليا محي الدين كبيري، يقدر عدد أعضاء الحزب الإخواني بنحو 5 ألاف، وهو الحزب الإسلامي الوحيد الذي عمل رسميًا في آسيا الوسطى  حتى سبتمبر/ ايلول 2015 ، حيث تم حظر الحزب وتصنيفه كتنظيم ارهابي من قبل المحكمة العليا لجمهورية طاجيكستان .

وتم اعتقال عددا من اعضائه، وفي يونيو / حزيران 2016 ، أصدرت المحكمة العليا في طاجيكستان أحكامًا بالسجن لمدد طويلة على قيادة الحزب بأكملها تقريبًا ، ومصادرة أصول الحزب.

كما تم إدراج اسم هذا الحزب في قائمة المنظمات الإرهابية لإدارة مكافحة الإرهاب التابعة لمنظمة شنغهاي للتعاون في عام 2017م.

بالإضافة إلى ادراجه في قائمة المنظمات الإرهابية والمتطرفة المعترف بها في الدول الأعضاء في اتحاد الدول المستقلة، تحت السجل رقم 65 الذي يضم قائمة المنظمات الإرهابية الدولية مثل تنظيم "القاعدة"، و"داعش" وجماعة "الإخوان المسلمين"، وجماعة "أنصار الله".

دخل الدولة الطاجكية في حرب ضد حزب النهضة المعروفة بالحرب الأهلية، أبريل 1992، حيث مارس اعضاء الحزب عمليات قتقل وخطف ضد مسؤولين حكوميين رهائنَ، وفتح السجون التابعة للحزب في منطقة "وخش".

وشارك الحزب في الانتخابات البرلمانية (2000- 2005- 2010)، وحظر في 2015، وفر محي الدين كبيري وعددا من قيادات الحزب الى العوصام الأوروبية، حيث تم منح عددا منهم حق اللجوء السياسي.

وقد نشرت وكالة "خاور" للأنباء الوطنية الطاجيكية، تقريرًا أوضحت فيه الطرق السرية الجديدة التي اتبعها حزب النهضة المحظور في طاجيكستان لتجنيد شباب ورجال جدد بشكل سري بعدما استفاد من الخبرة الداعشية في هذا المجال، حيث كشفت عن عدة مجموعات كونها الحزب الإرهابي، أولها مجموعة خاصة بتجنيد وضم أعضاء جدد أهمها الدعوة للانضمام في الليل بين المزارعين في الريف والجبال، مستغلين حالة عدم الوعي السياسي والقافي لدي بعضهم، من خلال أعضائه الذين يخفون انتماءهم ويشغلون وظائف بسيطة مثل حراسة مضخات المياه ومواقف السيارات والمستودعات، وترويج أفكارهم للمقيمين الطاجيك بالخارج، خصوصًا دول أوروبا .

أما ثاني المجموعات، فهي مسلحة تم تدريبها في معسكرات داعش وكانت ضالعة في جرائم بشعة، منها اغتيال شخصيات مهمة والخطف وقتل أبرياء والنهب وقطع الطريق، وهم مندسون في وسط الشعب الطاجيكي يخفون عضويتهم في الحزب الإسلامي حتى عن أهلهم، والمثير أنه في حالة القبض على أحدهم من خلال تحريات الشرطة يعترف بانتمائه للحزب في حين أن قياداته يتنكرون له ويرفضون الاعتراف به عضوًا بالحزب أو تابعًا للمجموعات السرية الخاصة به.

وتعتبر دولة طاجيكستان، ضمن البلدان التي يطمع بها الكثير من الحركات الإرهابية؛ بسبب موقعها الجغرافي والحركات الإسلاموية بها مثل حزب النهضة "الإخواني"، إضافةً إلى الجماعات المتطرفة الأخرى المتأثرة بالفكر القاعدي وحركة طالبان على وجه الخصوص، ونشطت هذه الجماعات في البلاد بكثافة في بداية تسعينيات القرن العشرين، خاصةً بمنطقة وادي "فرغانة" الواقعة بين أوزبكستان وقرجيزستان وطاجيكستان.

في يوليو 2019، أكد تقرير يحمل عنوان: «العودة الثانية لداعش»، صدر عن المعهد الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن، امتلاك تنظيم داعش القدرة على العودة بقوة إلى سابق عنفوانه.

 

وأشار التقرير، إلى أن «حلم بناء دولة الخلافة»، لا يزال هو الهدف الرئيسي للتنظيم، مؤكدًا أنه في سبيل ذلك يتبنى استراتيجية الهجوم والانسحاب، وإعادة التموضع في مناطق أخرى من العالم، بعد فشل مشروعه الأول في سوريا والعراق.

 

وبحسب التقرير الأمريكي، فإنه رغم الضربات الاستباقية، التى شنتها الولايات المتحدة ضد بؤر تنظيم "داعش" في أفغانستان ومصرع عدد من قياداته عام 2015، جاء إعلان الحركة الإسلامية في طاجيكستان، بمثابة قبلة الحياة للتنظيم في العام ذاته، موضحًا أنها الحركة التى ينتمى إليها آلاف المسلحين من آسيا الوسطى و بلدان عربية والشيشان والهند وبنجلاديش وإقليم الإيجور في الصين.

وأوضح التقرير، أنه بفضل هذا التحالف تعززت مواقع تنظيم داعش في منطقة نانجارهار شمال شرقي أفغانستان، وقويت شوكته في مواجهة "طالبان أفغانستان"، المتوجسين من هذا التنظيم الوافد إلى مناطقهم، محملًا بهزائم الشرق الأوسط، ومعه أمواله أيضًا.

 

شارك