تغير لهجة الخطاب الغربي تجاه طهران.. احتجاجات ايران إلي أين؟

الخميس 06/أكتوبر/2022 - 01:49 م
طباعة تغير لهجة الخطاب علي رجب
 

مع دخول الاحتجاجات في ايران اسبوعها الرابع، واستخدام العنفمن قبل القوات الأمنية الإيرانية، بدأت لهجة خطاب الدول الغربية تتغير تجاه طهران، ومطالب بوقف العنف، والدعوة لتحقيق دولي في مقتل الفتاة الكردية مهسا اميني، وقتلى الاحتجاجات الايرانية.
فقد طالب الرئيس الألماني فرانك  فالتر شتاينماير، قادة ايران بوقف العنف بحق المتظاهرين المناوئين للحكومة، والتأكيد على حق التظاهر السلمي.
وقبل لقائه مع رؤساء دول أوروبية أخرى في فاليتا عاصمة مالطا، قال شتاينماير، الخميس 6 اكتوبر2022: "يجب أن يصدر من هنا نداء للنظام في طهران لوقف العنف وإظهار الاحترام للشباب والنساء الموجودين في الشوارع هناك"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح الرئيس أنه سيتحدث عن الموقف في إيران خلال اجتماع مجموعة دول "آرايولوس"، اليوم، وقال: "لا يمكن أن نكون غير مبالين عندما تقوم أجهزة أمن هناك بالتعامل بعنف كبير بالذات مع الشباب وممثلي الجيل الحديث والنساء".
عقوبات على ايران
أيضا طالب يدرس الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من العقوبات ضد نظام طهران، فيما تقول جماعات حقوقية إن الآلاف اعتقلوا وأصيب مئات على يد ميليشيات خامنئي، عقب اندلاع انتفاضة واسعة في جغرافية ما يسمى ايران احتجاجا على مقتل الفتاة الكردية مهسا اميني.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات إضافية على إيران.
لم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين قتلوا أو اعتقلوا في هذه الأيام العشرين منذ بداية الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران.
تحقيق دولي
كما أعلن البرلمان الأوروبي أنه سيقدم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي بشأن انتهاكات النظام الإيراني.
وسيوجه مشروع القرار دعوة إلى الأمم المتحدة لتشكيل آلية تحقيق ومحاسبة دولية في شأن انتهاكات الحكومة الايرانية، حيث سيتم التصويت عليه اليوم الخميس في ستراسبورغ.
فرنسا تدعم العقوبات
وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا يوم  تسعى لتجميد أصول وحظر سفر عدد من المسؤولين الإيرانيين من قبل الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق فرض الاتحاد الأوروبي  فرض سابقًا عقوبات ضد 90 مسؤولًا إيرانيًا بحظر السفر وتجميد الأصول 
كما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا يوم الثلاثاء إن بلادها تسعى لتجميد أصول وحظر سفر عدد من المسؤولين الإيرانيين من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأكدت  كولونا ، التي كانت تتحدث في برلمان بلادها ، أن تصرفات فرنسا المتعلقة باحتجاجات إيران ستتم متابعتها من خلال الاتحاد الأوروبي.
عقوبات أمريكية كندية
في الأيام العشرين الماضية ، فرضت الولايات المتحدة وكندا عقوبات بسبب قمع الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد إيران.
كما أعلنت الحكومة الكندية، أنها ستضيف 25 فردًا و 9 كيانات إلى قائمة العقوبات بسبب "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران.
وفرضت الحكومة الكندية عقوبات على ثلاث منظمات تابعة لقيادة الدفاع الإلكتروني في الحرس الثوري الإيراني  الارهابي والشرطة الأخلاقية الإيرانية وسجن إيفين.
في السابق ، كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات مماثلة على مسؤولي نظام طهران وأضافت شرطة الأمن المعنوي إلى قائمة المؤسسات الخاضعة للعقوبات.
أيضا طالبت عريضة بأكثر من 10 الأف توقيع في بريطانيا تطالب بوقف منح تأشيرات لأشخاص مرتبطين بالنظام الإيراني.
وفي وقت سابق غردت وزارة الخارجية في الأتحاد الأوروبي، باللغة الفارسية، دعما لانتفاضة الشارع في  جغرافية ما يسمى إيران ، ضد نظام طهران، بهشتاغ #مهسا_اميني، مؤكده  على حق التظاهر السلمي ومحاسبة المتورطين في قتل الفتاة الكردية مهسا اميني ، والتي قتلت على يد ميليشيات شرطة الارشاد في طهران.
وتتواصل الانتفاضة الشعبية في مختلف مدن ايران، التي أشعلها مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، بعد اعتقالها من قبل ما يعرف بشرطة الأخلاق، منذ 20 يوماً .
التغير في لجهة خطاب المجتمع الدولي يأتي بعد تهديد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بالرد في حال اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءً سياسياً ضد طهران.
كما وصف عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، في محادثة هاتفية مع نظيره الإيطالي، لويغي دي مايو، المتظاهرين الإيرانيين بـ"مثيري الشغب"، معتبراً أن التعبير عن القلق الدولي بشأن قمعهم بمثابة "تدخل أجنبي في التطورات الداخلية للبلاد".
التطورات المتلاحقة في ملف الاحتجاجات الايرانية، يكشف عن تحرك دولي من أجل الضغط على النظام وهوما يشكل تغيرا في لهجة السياسية الأوروبية والغربية تجاه تظاهرات الشارع الإيراني.
التحرك الغربي يشكل ضغطا كبيرا على النظام الايراني الذي يعيش أزمة حقيقة في مواجهة الاحتجاجات، والتعامل الأمني ، يزيد من اشتعال الشارع مع انضمام شرائح جديدة من المجتمع الايراني الى التظاهرات أبزها شرائح طلبة الجامعات والمدارس الايرانية.
"عسكرة الاحتجاجات" تعمق الأزمة داخل ايران، وهو ما يشكل خسائر كبيرة للنظام الايراني، في ظل الغموض المحيط بصحة المرشد الأعلي علي خامنئي، والتي تأتي في توقيت حرج باندلاع الاحتجاجات وهو ما يعني ان المسؤولين في ايران في ازمة قد تعصف بالنظام.


شارك