إلقاء اللوم على "الأعداء الخارجيين" .. هل ينقذ الملالي من انياب النساء ؟

الإثنين 10/أكتوبر/2022 - 12:08 م
طباعة إلقاء اللوم على الأعداء روبير الفارس
 
في الوقت الذى يقوم فيه الملالي  بحشد القوات لشن حملة القمع داخلياً ضد الاحتجاجات المستمرة  لجأ النظام الإيراني إلى تكتيكه القديم المتمثل بإلقاء اللوم على "الأعداء الخارجيين" "لحياكتهم مؤامرة" بغية إثارة الاحتجاجات. حيث  اتهم قائد «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية بلعب دور قيادي في الانتفاضة عبر وسائل الإعلام الفارسية "المدمِرة" (مثل "صوت أمريكا"، و"راديو فاردا"، و "بي بي سي"، و خاصة "إيران إنترناشونال"،وفي اليوم التالي، وجّه خامنئي اتهامات مماثلة إلى واشنطن والرياض وإسرائيل.

وقال الباحث "فرزين نديمي  المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج ". ان ما  يثير القلق بشكل أكبر أن النظام قد ربط أساساً هذا الخطاب مع تحرك عسكري ضد أهداف أجنبية. حيث  بدأت "القيادة الشمالية الغربية للقوات البرية لـ «الحرس الثوري»" في قصف معسكرات تابعة لأحزاب معارضة كردية إيرانية شمال العراق باستخدامها المدفعية والصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة. واتهمت طهران هذه الجماعات بالتحريض على أعمال العنف في الجانب الآخر من القرى الحدودية الكردية الإيرانية، وهي تهمة نفتها هذه الجماعات. يذكر أن ضربات «الحرس الثوري» تسببت في سقوط العديد من الضحايا - معظمهم من المقاتلين الأكراد، لكن بعض المدنيين أيضاً، بمن فيهم مواطن أمريكي.

وقد  أسقطت مقاتلة أمريكية طائرة مسيرة إيرانية من نوع "مهاجر-6" والتي أفادت بعض التقارير أنها كانت تقترب من أربيل في العراق؛ فوفقاً لـ "القيادة المركزية الأمريكية"، كانت الطائرة المسيرة "تبدو كتهديد لقوات هذه القيادة في المنطقة". كما حذر رئيس "هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة" الإيرانية اللواء محمد باقري، واشنطن من أن إيران سترد على أي أفعال أخرى تستهدف طائراتها المسيرة التي تنفذ أنشطة عسكرية فوق العراق عبر استهداف المنشآت الأمريكية في "القواعد العسكرية في حرير وأربيل ودهوك" في الوقت الذي تراه طهران مناسباً.
واكد تقرير نشره  "فرزين نديمي  " في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني  انه من غير الواضح ما إذا كانت طهران تعتقد فعلاً أن الحكومات الأجنبية تقف وراء الاحتجاجات أم أنها تستخدم فقط مثل هذا الخطاب لتحويل الأنظار عن الاضطرابات التي تشهدها. وفي الحالتين، قد تتمثل النتيجة بشن هجمات إضافية ضد أهداف خارجية. وقد لا تصب إيران غضبها التضليلي هذا فقط على الجماعات الكردية - فقد تكون السعودية في خطر أيضاً. وفي حين تُلقي طهران اللوم على وسائل الإعلام العالمية الناطقة باللغة الفارسية بسبب دورها في الاحتجاجات، فقد ركزت بشكل خاص على القناة التلفزيونية الفضائية "إيران انترناشونال" ومقرها لندن، متهمة إياها بتلقي تمويل من الرياض وبأنها المحرك الرئيسي للانتفاضة. وفي العراق، واصلت قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني نشر تهديدات بتنفيذ انتقام مسلح إذ تعتبر أن السعوديين مصممون على الإطاحة بالجمهورية الإسلامية.
وتتسم الانتفاضة الإيرانية الحالية  بطبيعة فريدة من حيث عمقها ورقعتها: فللمرة الأولى منذ عام 1979، تتخطى حركة احتجاجية كافة الانقسامات العرقية والاجتماعية والاقتصادية الرئيسية بينما تركز على الإطاحة بالنظام كمطلبها الوحيد. علاوة على ذلك، تلعب النساء دوراً رائداً في هذه الاحتجاجات ويتناولن قضية جوهرية كانت من المحظورات: إلزامية ارتداء الحجاب. ويبدو أن المجال متاح أمام زيادة درجة التصعيد في أوساط شرائح أساسية من الشعب التي لم تنضم بعد إلى الاحتجاجات بشكل جماعي بدءاً بعناصر "القوات المسلحة الوطنية" والفروع العسكرية الأخرى وصولاً إلى موظفي الدولة والعاملين في القطاع العام

شارك