الانقسامات في ليبيا تقود البلاد إلي مفترق الطرق.. وحفتر يحذّر "العابثين"

الأربعاء 19/أكتوبر/2022 - 12:25 م
طباعة الانقسامات في ليبيا أميرة الشريف
 
ما زالت الخلافات والمهاترات والانقسامات تعبث بأمن واستقرار ليبيا، فالأطراف المتنازعة علي أحقية السلطة، دخلت في معارك وتراشق بالتصريحات والتهديدات قد تدفع ليبيا إلي طريق مظلم مجددًا، فقد حذّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، المؤسسات العامة في البلاد من التعاطي مع أيّ قرار تصدره الحكومة المنافسة له برئاسة فتحي باشاغا، في خطوة تصعيدية تزامنت مع وصول المبعوث الأممي إلى العاصمة طرابلس.
وينبئ خطاب الدبيبة المتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي إلى العاصمة طرابلس ، باحتدام الخلاف مع الحكومة الموازية في ظل الصراع الذي يدور بينهما منذ مارس الماضي حين منح مجلس النواب الثقة لحكومة باشاغا، التي لم تتمكن منذ ذلك الحين من ممارسة مهامها ودخول العاصمة طرابلس.
في هذا السياق  جدد قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر دعوته الشعب إلى الانتفاض، كما كرر انتقاداته للسياسيين الذين أهدروا الوقت والأموال، دون أن ينفذوا أي مشاريع تنموية في البلاد.
وقال حفتر الذي التقى، أمس ، للمرة الأولى، رئيس بعثة الأمم المتحدة عبد الله باتيلي، بمقره في الرجمة بشرق البلاد، عما وصفها بـ "المعركة الفاصلة التي لا مفر من خوضها من أجل ليبيا". وأكد ألا "مسار يؤدي إلى النجاح إلا المسار الذي اختاره الشعب".
وكان حفتر أكد يوم الاثنين الماضي، عقب العرض العسكري الأول من نوعه لقوات الجيش بمدينة سبها في جنوب البلاد، أن من وصفها بالزمرة المتصارعة على السلطة، أهدرت وقتاً ثميناً وأخفقت في تحقيق الوفاق وفاقمت الأزمة، وأن حجم الأموال المنفقة خلال 10 سنوات كان كفيلاً بإحداث التنمية والتطور، لكنها أهدرت في منظومة الفساد"، بحسب ما نقلت "الشرق الأوسط".
كما شدد على جهوزية الجيش في حماية "انتفاضة الشعب، الذي ما عليه إلا تصدر المشهد"
إلى ذلك، انتقد الطبقة السياسية والصراع فيما من أجل السلطة والسيطرة على ثروات البلاد"، مؤكدا أن وقتاً ثمينا أهدر في المهاترات والمناكفات السياسية والمؤتمرات الصورية التي أخفقت في تحقيق أدنى قدر من الوفاق، بل أدت إلى تفاقم الأزمة.
وكان قال "حفتر" إنّ تضحيات الليبيين لم تكن يوماً من أجل أن تنعم جهة من الفاسدين بحياة الترف بالمال العام ويعيش المواطن الشريف تحت خط الفقر، معتبراً أنّ على الشعب والجيش أن يتداركا الموقف قبل فوات الأوان، والعمل معاً كيَدٍ واحدة قادرة على تحطيم ما وصفها بأصنام السّاسة.
كما طالب "حفتر" القوى الوطنية بأن تعيد تنظيم نفسها وتجمعَ شتاتها لقلب الموازين لصالح الشعب.
وتطالب حكومة باشاغا، التي بدأت ممارسة مهامها من مدينتي بنغازي وسرت بعد فشل محاولات دخولها العاصمة طرابلس، بتوفير ميزانية لتسهيل وتمويل عملها، وتنفيذ البرامج والمشاريع التي تعهدت بها والتزمت بتنفيذها.
وكان مجلس النواب الليبي قد صادق في جلسة سابقة على منح ميزانية لحكومة باشاغا، لكن المصرف المركزي الذي يمول حكومة الدبيبة، لم يقم حتى الآن بتسييل ميزانية لباشاغا.
وشهدت العاصمة وبعض المدن الليبية من حين إلى آخر اشتباكات متقطعة بين موالين لحكومة الدبيبة وأنصار حكومة باشاغا، ما زاد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي- في البلاد.
وفور وصوله إلى طرابلس تعهد باتيلي، في بيان نشرته البعثة الأممية على موقعها الإلكتروني، بالتواصل "مع جميع الأطراف الليبية في عموم البلاد بمن فيهم المجتمع المدني والنساء والشباب للاستماع إلى آرائهم بخصوص الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ومعرفة رؤاهم بالنسبة لمستقبل بلادهم خلال الأيام المقبلة".
وأوضح باتيلي أن "الأولوية بالنسبة له هي تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة بالاستناد إلى إطار دستوري متين"، مبينا أن "استعادة العملية الانتخابية كفيل بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد".
يشار إلى أن الأزمة السياسية في ليبيا لا تزال تراوح مكانها منذ أشهر، بعدما تعثرت جهود ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق توافق ليبي حول قاعدة دستورية تجرى وفقها انتخابات يأمل الليبيون أن تقود إلى نقل السلطة وإنهاء نزاع مسلح يعانيه منذ سنوات بلدهم الغني بالنفط، حيث تتنافس حكومتان على السلطة، في نزاع تخلّلته حرب طاحنة على تخوم العاصمة طرابلس أكثر من مرّة.

شارك