من العراق إلي فلسطين .. "إعلان الجزائر" يرفض التدخلات الخارجية في المنطقة

الخميس 03/نوفمبر/2022 - 10:43 ص
طباعة من العراق إلي فلسطين أميرة الشريف
 
اختتمت القمة العربية الذي عقدت في العاصمة الجزائرية بحضور قادة الدول العربية، بالتأكيد على رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية-العربية.
وتعد هذه أول قمة لجامعة الدول العربية تعقد منذ ثلاث سنوات، والتي كان من المفترض أن تعقد في الجزائر في مارس الماضي غير أن التوافق حول مواضيعها ومخرجاتها اضطر المسؤولين الجزائريين إلى طلب إرجاء عقدها حتى الأول من نوفمبر سعيا لتقريب وجهات النظر المتباينة بين مختلف الدول العربية حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وبالتالي تفادي ارتباط اسم الجزائر بفشل محتمل.
وحرصت الجزائر، التي غابت عن الشؤون العربية لعدة سنوات، على إظهار نفوذها في هذه المناسبة بإطلاق عبارة "لم الشمل" على هذه القمة في محاولة لإظهار وحدة الصف العربي.
وقد تباينت مواقف الدول العربية بين دعم القضية الفلسطينية، والأدوار الإقليمية لإيران وتركيا، وإصلاح هياكل الجامعة العربية، فيما يستمر الخلاف الديبلوماسي بين الجزائر والمغرب بشأن إقليم الصحراء الغربية.
وشددت كلمات قادة وممثلي الدول العربية على ضرورة تكثيف التنسيق، ونبذ الخلافات وتغليب المصالح المشتركة، وتبني موقف موحد تجاه الأزمات العربية والدولية.
وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام القمة على أهمية الاستمرار في حض إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين، للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي، وشدد السيسي في كلمته على ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي، لمنع التدخلات الخارجية ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى أن القمة العربية تأتي في توقيت مهم، بالتزامن مع عدد من الأزمات العالمية، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق وفلسطين تمتد آثاره لدول المغرب العربي، مؤكداً أن مصر ترغب في الدعم العربي للتوصل لتسوية سياسية في ليبيا في أسرع وقت.
وأكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على  ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور داخل البيت العربي ونبذ الخلافات البينية وتغليب المصالح المشتركة، مع التأكيد على وحدة الصف والمصير، لمواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية وتجاوزها، وشددت المملكة على أن القضية الفلسطينية ستبقى دائماً في صلب اهتمامات الأمة العربية، ولفتت إلى استمرارها في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن وليبيا.
بدوره، دعا ولي عهد الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، إيران إلى احترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية، مؤكداً تمسك الكويت بالنظام الدولي متعدد الأطراف، وشدد على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب والتطرف، مؤكداً دعم الكويت لحل سياسي في سوريا واليمن، داعياً المجتمع الدولي لإنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط، للوصول لحل للقضية الفلسطينية.
من جانبه، شدد ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله على ضرورة الاستفادة من الإمكانات الواعدة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والاقتصاد، مضيفاً: واجبنا هو تكثيف جهودنا مع الدول ذات العلاقة لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأعرب الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، عن أمله في أن تكون القمة منطلقاً لتنقية الأجواء وتعزيز العمل المشترك، وأكد أن إرادة القوات المسلحة والشعب العراقيين ستستمران بمواجهة فلول الإرهاب في العراق، قائلا: أمامنا مسؤولية تطوير التفاهم مع جارينا إيران وتركيا بشأن توزيع المياه.
فيما دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، القمة العربية إلى تشكيل لجنتين وزاريتين عربيتين للتحرك على المستوى الدولي، لدعم دولة فلسطين سياسياً وقانونياً، مشدداً على ضرورة تنفيذ مبادرة السلام العربية، ونيل المزيد من اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومنع نقل سفارات الدول إلى القدس، وعقد مؤتمر دولي للسلام على قاعدة الشرعية الدولية.
كما دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، الدول العربية إلى تبني موقف عربي موحد تجاه الأوضاع في ليبيا، وعلى رأسها رحيل كل المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية عن الأراضي الليبية، مشدداً على ضرورة وقف التدخلات السلبية وغير البناءة، ودعم المسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة في ليبيا.
و أكد الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني أن الأزمات الدولية الحالية تهدد كيانات عدد من الدول، وتغذي عوامل زعزعة الأمن والاستقرار، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود لتكثيف التنسيق والعمل الجاد على ترسيخ التعاون بين الدول العربية.
وشدد البيان الختامي على ضرورة تقوية الجامعة العربية لتمارس دورها في حل الأزمات، لافتا إلى ضرورة مواصلة الجهود لحماية القدس.
وأشار إعلان الجزائر إلى التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم جهود حل الأزمة سلميا.
كما أكد على دعم الحكومة الشرعية في اليمن، ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية.
كما دعا الدول العربية للقيام بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا.
فيما رحب البيان بتنشيط الحياة الدستورية في العراق بما في ذلك تشكيل الحكومة والإشادة بجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، وتجسيد آمال وتطلعات الشعب العراقي، مع تثمين النجاحات التي حققها العراق في دحر التنظيمات الإرهابية والإشادة بتضحيات شعبه في الدفاع عن سيادة البلاد وأمنها.
وجدد التضامن مع لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره ودعم الخطوات التي اتخذها لبسط سيادته على أقاليمه البرية والبحرية.
وجدد إعلان الجزائر الالتزام بمضاعفة الجهود لتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي وفق رؤية شاملة تكفل الاستغلال الأمثل لمقومات الاقتصادات العربية وللفرص الثمينة التي تتيحها، بهدف التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا لإقامة الاتحاد الجمركي العربي.
وثمن السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف "أوبيك +" من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
وشدد على ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وتجفيف منابع تمويله، والعمل على تعبئة المجتمع الدولي ضمن مقاربة متكاملة الأبعاد تقوم على الالتزام بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
كما دعت القمة العربية للالتزام بمبدأ عدم الانحياز في الأزمة الأوكرانية الروسية.
وأشاد البيان الختامي بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها السعودية، معلنا تأييد الدول العربية لاستضافة السعودية لمعرض إكسبو 2030.
وعقب انتهاء أعمال القمة العربية في الجزائر، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استضافة المملكة للقمة العربية المقبلة.

شارك