التجنيد والولاء.. ماهي مكاسب إيران من توثيق علاقتها بعشائر سوريا

الجمعة 04/نوفمبر/2022 - 03:17 م
طباعة التجنيد والولاء.. علي رجب
 
في استمرار لعملية التغيير الديمغرافي، والتسلل الايراني في سوريا، افتتحت الميليشيات الإيرانية ديوانا للوجهاء وشيوخ العشائر في منطقة حي فيلات البلدية في دير الزور، تحضيرا لاجتماع موسع بقصد استمالة الوجهاء والشيوخ وتلميع صورتها.
وتستعين الميليشيات الإيرانية بوجهاء وشيوخ العشائر في دير الزور، لتنفيذ أجندات إيران في المنطقة، ومن أبرز هؤلاء، نواف راغب البشير شيخ قبيلة البقارة في دير الزور، ومهنا فيصل الفياض شيخ عشيرة البوسريا غربي دير الزور، وفيصل الكسار شيخ عشيرة الجغايفة في قرية الهري، وجمال الحردان أحد وجهاء عشيرة الحسون في قرية السويعية في ريف دير الزور.
وتجدر الإشارة، بأن الميليشيات الإيرانية تعمل جاهدة وبشتى الطرق، على التغلغل في الجسم السوري، ونشر فكر “التشيع” بين الأوساط الأهلية، بهدف بسط نفوذها في سوريا، والنشاطات التي تقام في مناطق سيطرتها، تعتبر خطوة تخدم مصالحها وأهدافها الاستراتيجية في عموم مناطق سورية.
كما تعمل على كسب حاضنة شعبية لها عبر تقديم سلال غذائية للعوائل التي تم تشييعها، فيما يلجأ المواطنون للتشيع والانضمام في صفوف الميليشيات الإيرانية للحماية ونظرًا لسوء الأوضاع المعيشية، والخوف من بطش الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
ويتم تجنيد المواطنين في ميليشيات موالية لإيران بتسهيلات من وجهاء وشيوخ العشائر، حيث تقدم لهم الميليشيات مرتبات شهرية 300 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تأمين الخبز والسلال الغذائية، والمحروقات من محطات وقود تتبع للنظام.
وتنشط حاليًا ميليشيا عشائرية أخرى هي "قوات مقاتلي العشائر"، وهي مليشيا موالية لإيران بقيادة شيخ العشائر المزعوم تركي البوحمد في محافظة الرقة. تتكون هذه الميليشيا من 800 رجل معظمهم من عشيرة تركي البوحمد المسماة "البو حمد"، وقد لعبت دورًا فاعلاً في العديد من الهجمات ضد "داعش" في الصحراء السورية. وفي حين أن هذه القوات لم تشتبك بشكل مباشر مع "قوات سوريا الديمقراطية"، إلا أنها تطلق التهديدات ضد "قوات سوريا الديمقراطية" بين الحين والآخر وتتهمها بالتعاون مع الأمريكيين.
كذلك تبني إيران نفوذ عسكري واجتماعي واقتصادي بين العشائر السورية الشرقية التي تستعد لغزو المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في حالة انسحاب الولايات المتحدة.
في إطار هذه الاستراتيجية، قدمت إيران الدعم العسكري والاجتماعي والمالي لعشائر شرق سوريا، في محاولة شاملة لتعزيز نفوذها في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية. فمحافظة الرقة هي محافظة استراتيجية بالنسبة لإيران كونها تربط الجزيرة السورية بحلب حيث تملك إيران وجودًا ممثلاً بفرع حلب من "لواء الباقر". وعلاوة على دير الزور، تتركز حقول النفط السورية أيضًا في محافظة الحسكة. لذلك فالاستحواذ على الحسكة يتيح لإيران التخفيف من تأثير العقوبات على النظام السوري، الذي يدفع حاليًا لـ"قوات سوريا الديمقراطية" ثمن شحنات النفط.
أيضا أنشأت إيران أيضًا روابط مع الشخصيات الاجتماعية في العشائر من خلال الدبلوماسية. فقد دعا المسؤولون الإيرانيون زعماء العشائر السورية إلى زيارة طهران أجرت معهم محادثات في عدة مناسبات. وغطت وسائل الإعلام الحكومية في إيران وسوريا زيارات زعماء العشائر السورية وصوّرتهم على أنهم شخصيات وطنية مهمة. كما بدأت إيران بدعوة بعض المشايخ، الذين انشقوا عن النظام في أولى أشهر الانتفاضة، إلى العودة إلى مناطق سيطرة النظام، وأعطتهم الضمانات بأن النظام سيعفو عنهم. على سبيل المثال، أمضى الشيخ نواف البشير من قبيلة البقارة سنوات عدة في تركيا قبل أن يعود إلى سوريا، حيث يعمل منذ عودته على تجنيد المقاتلين من عشيرته للانضمام إلى "لواء الباقر" والقتال إلى جانب الميليشيات الإيرانية في دير الزور.


شارك