"نظارات البجا" تلوح بالانفصال وتعلن استقلالها عن حكومة الخرطوم

الأربعاء 09/نوفمبر/2022 - 02:52 م
طباعة نظارات البجا تلوح أميرة الشريف
 
أعلن مجلس نظارات البجا بشرق السودان، عدم الاعتراف بحكومة الخرطوم ولا بأي سلطة أو مؤسسة أو إدارة مركزية أخرى تضع يدها على موارد وثروات وحريات الطبيعة قبل التوصل إلى اتفاق بين سلطة الإقليم وحكومة السودان.
ويتمركز "مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة"، بزعامة ناظر قبائل الهدندوة الأمين ترك، في ولاية البحر الأحمر، بشرق السودان.
كما أعلن المجلس تكوين حكومة وزارية مؤقتة في شرق السودان، وأن الهيئة العليا للمجلس هي البرلمان التشريعي العرفي للإقليم، وأن اللجنة السيادية لتقرير المصير بلجانها المتخصصة هي الحكومة الوزارية التنفيذية المؤقتة للإقليم، وأن الملكية العرفية للأرض هي أساس ملكية الأرض في الإقليم إلى حين قيام سلطة تداولية دائمة.
وأشار في بيان له إلى حق سلطة الإقليم المؤقتة في إقامة مؤسسات حكم ذاتي متعددة للحكم والإدارة وتصريف الأمور، وبناء قوات عسكرية نظامية للدفاع عن الشعب وعن الحقوق وللقيام بالدور الأمني والشرطي بالإقليم.
ورفض المجلس الأعلى للبجا المشاركة في أي تسوية أو حكومة تتم قبل إلغاء مسار الشرق الأجنبي المدسوس وقبل أن يصل البجا إلى اتفاق سياسي دستوري يوقع مع حكومة السودان في منبر تفاوضي منفصل، وقال المجلس إنه ليس عضواً في مبادرة نداء السودان ولا في تحالف الحرية والتغيير – التوافق الوطني.
وأضاف "جميعهم كان لهم القدح المعلى في أن تكون للبجا قضية ومظلمة أصلاً، إنما نحن حلف قضيتنا، ونحن نداءٌ لأجل حقوق شعبنا، ولا ينكر دورنا في حماية وتحرير وتأسيس الدولة السودانية إلا مكابر، ونعلنها داوية أن المجلس الأعلى للبجا ليس جزءا من التحالفات المذكورة ولن يقبل نتائج أي تسوية تجري الآن ثنائية كانت أو أكثر ما لم تتضمن مجلس وقرارات مؤتمر سنكات 2020".
وأعلنت الأمانة السياسية تكوين الهيئة السيادية لتقرير مصير البجا برئاسة الأمين السياسي، وهي هيئة عليا لاستخدام حق تقرير المصير المكفول قانوناً، وهو القرار رقم (11) من قرارات مؤتمر سنكات 2020، ومع مزيد من التشاور مع هيئة المجلس والقوى السياسية والقيادات سيتم تكوين اللجان الفرعية المتخصصة ويتم الإعلان عنها لاحقاً.
ودعا المجلس لجنة التصعيد الثوري بالمجلس وأمانة الإعلام والهيئة السيادية لتقرير المصير وأمانة الشباب تنعقد لجان الثورة بكل مناطق الإقليم عبر مناديبهم يوم 15 نوفمبر 2022بالبحر الأحمر لتوسيع اللجان وتنظيمها واعادة ترتيب برامجها وتمتين أبنيتها التنظيمية ووضع البرنامج التفصيلي للحراك، وإعلان التصعيد الثوري الشامل بالإقليم لأجل هدف واضح جدا هو تنفيذ قرارات مؤتمر سنكات فقط وقال المجلس: الحقوق تنتزع ولأن ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، رفضا لمماطلة الخرطوم في تنفيذ مطالب شعبنا وإصرارها على إقصاء شعبنا، وعملاً بالحق المكفول لكل شعوب العالم في تقرير المصير، فإن المجلس الاعلى للبجا – الأمانة السياسية تعلن ان مجلس البجا هو السلطة السيادية المعترف بها لدى شعب الإقليم والمفوضة رسمياً من هذا الشعب في عقد اجتماعي مشهود في سنكات، ونعلن أن الهيئة العليا للمجلس هي البرلمان التشريعي العرفي للإقليم، وأن اللجنة السيادية لتقرير المصير بلجانها المتخصصة هي الحكومة الوزارية التنفيذية المؤقتة للإقليم، وأن الملكية العرفية للأرض هي أساس ملكية الأرض في الإقليم الى حين قيام سلطة تداولية دائمة، عليه نعلن عدم اعترافنا بحكومة الخرطوم ولا بأي سلطة او مؤسسة او إدارة مركزية أخرى تضع يدها على مواردنا وثرواتنا و حرياتنا الطبيعية قبل التوصل الى أتفاق بين سلطة الإقليم و حكومة السودان.
وأطلق المجلس نداء لجميع مكونات المجتمع الدولي و ومنظمات الإنسان الأممية إحترام حقوق وقرارات شعب شرق السودان نحو حقه الطبيعي ونحو التحرر والانعتاق والنماء.
وخلال الفترة الأخيرة رفع المجلس عدة مطالب من بينها إقالة والي البحر الأحمر، ومباشرة دفع رواتب العاملين في الإقليم، ووقف التصديقات على الأراضي، بناء على اتفاق "مسار شرق السودان"، ضمن اتفاقية جوبا، الموقعة في فبراير عام 2020.
وتعتبر نظارات البجا من الداعمين للقوات المسلحة وللإجراءات الاستثنائية التي فرضتها في أكتوبر 2021، حين أعلنت حالة الطوارئ وحل الحكومة، إلا أن أزمة مسار الشرق واتفاق السلام لا تزال عالقة.
وضمن احتجاجات متواصلة، كان أنصار مجلس البجا، قد أغلقوا موانئ حيوية بشرق السودان، وطرقا على ساحل البحر الأحمر  تربط الولاية بباقي أجزاء البلاد.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، عانت قبائل شرق السودان وعلى رأسها البجا التي تعدّ الأكبر في المنطقة، من تهميش اقتصادي وسياسي، كما تشكو تلك القبائل من سوء تمثيلها في مؤسسات الحكم الانتقالي.
ويعد شرق السودان بولاياته الثلاثة البحر الأحمر، كسلا، الغضارف، عصب الاقتصاد السوداني، فهذه المنطقة غنية بالموارد الزراعية والنفطية والمعدنية، إلى جانب الموانئ الرئيسية التي أغلقت سابقًا لمدة 48 يومًا.
وتشكل قبائل البجا ما نسبته 10% من سكان السودان البالغ عددهم 45 مليونًا وفق آخر إحصاء رسمي، وينقسمون إلى مجموعتين بحسب اللغة وهما البداويت والتقراية، ولديهم نظامهم الخاص لفض المنازعات المعروف بـ"القلد"، وهو ملزم لجميع أفراد القبيلة بصرف النظر عن مكان وجودهم.

شارك