من الرحلات الترفيهية إلي جبهات القتال.. أطفال عمران يسقطون في فخ الحوثي

الأربعاء 16/نوفمبر/2022 - 12:34 م
طباعة  من الرحلات الترفيهية أميرة الشريف
 
مع الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران علي مدار الأعوام السابقة في حق أطفال اليمن، أفادت  الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأن فرق الرصد التابعة لها تمكنت من توثيق عمليات تجنيد إجبارية طالت (12341) طفلاً بعضهم لا يتجاوز أعمارهم (14) عاماً.
وأكد تقرير الشبكة أن الإحصائية التي تم توثيقها كانت خلال الفترة من 1 يونيو 2018 وحتى 1 يوليو 2022، موضحة بأن (1716) طفلاً قتلوا في المواجهات أثناء إرسالهم من قبل ميليشيا الحوثي والزج بهم في جبهات القتال، وأن العدد المذكور تم تشييعهم في مواكب جنائزية معلنة وجرى بثها عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة لميليشيات الحوثي.
في حين بلغ عدد الأطفال المصابين (3114)، تم توثيقهم من خلال سجلات أقسام الرقود في المستشفيات في مختلف المحافظات من بينها محافظات صنعاء والمحويت وذمار والحديدة وحجة وإب وتعز والبيضاء والضالع ومن الكشوف الخاصة بمؤسسة رعاية الجرحى التابعة لجماعة الحوثي، حسب التقرير.
ويتعرض الأطفال في اليمن للانتهاكات الجسيمة إثر الحرب، عن طريق استغلالهم من قبل الميليشيات الحوثية في التجنيد القسري وزجهم في معارك حارقة لا يقوون عليها، إذ تمتلئ الإصلاحات الاجتماعية ودور الرعاية وإعادة التأهيل في عدد من المحافظات المحررة، بمئات الأطفال الذين زجت بهم ميليشيات الحوثي في معاركها العبثية.
وفي وقت سابق أكدت منظمات يمنية معنية بحماية الطفولة، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية جندت خلال العام الجاري آلاف الأطفال، من خلال المخيمات الصيفية والأنشطة التعليمية، أقامتها كستار لعمليات التجنيد القسري للصغار.
وأفادت تقارير إعلامية  بتزايد حالات الإبلاغ عن اختطاف العشرات من الأطفال اليمنيين، بعضهم لا يتعدى 15 عاماً في مديريات مختلفة من محافظة عمران، شمال صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
ووفق التقارير فقد جاء اختفاء الأطفال بشكل مفاجئ عقب أيام فقط  من تلقيهم محاضرات دينية على يد الحوثيين داخل المساجد والأحياء السكنية والمدارس والقرى النائية في المحافظة.
ووفق موقع "نيوز يمن" ، أبلغ عشرات من الأسر في مديريات (مسور، وحبور، وظليمة، وشهارة، وحوث، وصوير) الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين باختفاء أبنائهم بشكل مفاجئ، إلا أن تلك الأجهزة تكتفي بتسجيل محاضر الاختفاء من الأسر دون أي تحرك يذكر في البحث أو التحري لمعرفة ملابسات اختفاء الأطفال.
ووفق تقارير حقوقية في عمران فإن جميع الأطفال المختفين هم من المشاركين في الندوات والفعاليات الدينية التي أقامها مشرفون حوثيون زاروا المديريات خلال الأشهر الماضية، مؤكدة أن عملية الاختفاء منظمة تبدأ باستقطاب الأطفال وإعطائهم محاضرات دينية طائفية حول الجهاد وقتال اليهود والنصارى وأميركا وإسرائيل، يتبعها تنظيم رحلات سياحية وهمية للأطفال المشاركين صوب الحدائق والملاهي ومدن الألعاب في صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية، إلا أن الأطفال يتم توجيههم صوب معسكرات تدريبية وبعدها المتاريس القتالية في الجبهات.
وأفادت التقارير بأن أطفال في مديرية صوير أفلتوا من شباك المشرفين الحوثيين، وقدموا شهادات وروايات حول كيفية إغراء أصدقاء لهم وإيهامهم بأخذهم في رحلات سياحية مجانية للاستمتاع بالسباحة في مياه البحر في الحديدة، مشيرة إلى أن الأطفال أكدوا في شهاداتهم أن جميع من ذهبوا في تلك الرحلة لم يعودوا.
ووفق المعلومات، يقوم المشرفون الحوثيون بإيصال الأطفال المغرر بهم والمختطفين في عدة محافظات يمنية إلى أحد المعسكرات التدريبية التابعة لهم، ويتم بعدها إخضاعهم لدورات ثقافية تحريضية على الإرهاب والقتل وسفك الدماء، إلى جانب تدريبات عسكرية واستخدام السلاح.
ورغم تماسك وقف إطلاق النار بدون تمديد الهدنة إلا أن الحوثيين واصلوا التصعيد على المستوى السياسي أيضاً حيث أصدروا قراراً يلزم جميع موظفي الخدمة المدنية في مناطق سيطرتهم الالتزام بمعتقداتهم السياسية وتوجهاتهم كأساس للبقاء في العمل ومن يعارض ذلك يتعرض للفصل ويتم استبداله.
و يشهد اليمن حربا منذ نحو 8 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

شارك