بالتزامن مع القمة الفرنكوفونية بتونس.. مواجهات بين السلطات وأهالي مهاجري جرجيس الغارقين

السبت 19/نوفمبر/2022 - 12:34 م
طباعة بالتزامن مع القمة أميرة الشريف
 
عادت التظاهرات والاحتجاجات في مدينة جرجيس جنوب شرق تونس مجددا، بعدما تجاهلت السلطات مطالب الأهالي الذين فقدوا ذويهم في حادث غرق مركب هجرة غير شرعية منذ شهرين، حيث أطقت الشرطة التونسية، قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين بعدما حاولوا الدخول لجزيرة جربة، مقر انعقاد القمة الفرنكوفونية.
واختفى قارب غادر سواحل المدينة وعلى متنه 18 مهاجرا تونسيا، سعيا للوصول إلى الساحل الإيطالي ليل 20 إلى 21 سبتمبر، حيث عثر صيادون في 10 أكتوبر على ثماني جثث، ولا يزال البقية في عداد المفقودين.
ويستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة آخرين في جربة، يومي السبت والأحد الجاريين، وذلك بعد اجتماع وزراء خارجية هذه الدول في الجزيرة في وقت لاحق اليوم الجمعة.
ووفق تقارير إعلامية، يقول بعض المحتجين الذين فقدوا ذويهم في مركب للمهاجرين إنهم يحتجون لإيصال أصواتهم في جربة لكن جواب السلطة كان بالقوة والقمع.
وبدأ المتظاهرون الاحتجاج في جرجيس على ما اعتبروه تجاهلا من الحكومة لمأساتهم وتقاعسها في إرسال قوارب للبحث عن الجثث وتحديد هوية تلك التي عُثر عليها قبل الدفن.
هذا وقد انتشرت قوات الشرطة بكافة مداخل جزيرة جربة، لمنع المسيرات ومنعت المحتجين من اقتحام المدينة، وذلك باستخدام قنابل الغاز لتفريقهم، لتندلع مواجهات بين الطرفين، وسط حالة من الاحتقان الواسعة.
وأظهرت صور من المسيرة، الطريق المؤدي لجزيرة جربة وقد اكتظ بالمحتجين، ومن بينهم عائلات المهاجرين، كما تحدث ناشطون عن توقف الدراسة وإغلاق المتاجر، كما وثقت صور أخرى لحظة اندلاع المواجهات بين الأمن والمحتجين.
ويطالب أهالي مدينة جرجيس، بتكثيف البحث عن مهاجرين مفقودين، غرق المركب الذي كان يقلهم أثناء محاولتهم الوصول إلى سواحل أوروبا في رحلة هجرة غير شرعية، منذ شهرين، ويتهمون الدولة بالتقاعس عن أداء مهامها وبتجاهل مطالبهم.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، إنه ليس لديه تفاصيل أو تعليق على احتجاج اليوم الجمعة أو تعامل الشرطة معه.
وشهدت جرجيس التي يناهز عدد سكانها 75 ألف نسمة إضرابا عاما في 18 أكتوبر الماضي  للمطالبة بفتح تحقيق في غرق القارب وتكثيف البحث عن المفقودين، وكذلك احتجاجا على دفن بعض الضحايا بدون التثبت من هويتهم.
ودفنت السلطات المحلية عن طريق الخطأ أربعة مهاجرين تونسيين في مقبرة تحمل اسم "حديقة إفريقيا" تخصص عادة لدفن جثامين مهاجرين من دول جنوب الصحراء عند العثور عليها قبالة سواحل المنطقة. 
وفقد 1765 مهاجرا في البحر المتوسط، من بينهم 1287 في وسط البحر المتوسط الذي يعد أخطر طريق للهجرة في العالم، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ووفق وكالة فرانس برس، تواجه السلطات التونسية صعوبات في اعتراض المهاجرين أو إنقاذهم وتشتكي من نقص الموارد، وترجع الهجرة الجماعية لتونسيين إلى الأزمة الاقتصادية المستفحلة والوضع السياسي غير المستقر.
وبحسب بيانات رسمية، تم اعتراض أكثر من 22500 مهاجر - تونسيون ومن دول جنوب الصحراء وجنسيات أخرى قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الجاري.

شارك