بعد تضاعف عدد المتضررين من الجفاف.. يد الخير الإماراتية تمتد لمساعدة الصومال

الثلاثاء 17/يناير/2023 - 12:29 م
طباعة بعد تضاعف عدد المتضررين أميرة الشريف - فاطمة عبدالغني
 
تضاعف عدد المتضررين من الجفاف في الصومال بأكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 7.8 مليون شخص، ونزح أكثر من مليون شخص بسبب الجفاف، ويواجه 6.7 مليون شخص على الأقل انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال شهر ديسمبر الماضي، وضرب الجفاف مناطق شاسعة في الصومال، وتسبب في سوء تغذية أكثر من مليون و800 ألف طفل في الصومال، ونزوح مئات الآلاف من المناطق المتأثرة بالجفاف، حيث وصف تقرير صادر عن شبكة معلومات الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة حالة ندرة المياه التي تشهدها الصومال حاليا بأنها "حالة جفاف تاريخية" واعتبرها نموذجا صارخا لتأثير التغيرات المناخية في العالم على إحدى دوله النامية التي اجتمعت عليها ويلات التغير المناخى والصراعات المسلحة في وقت واحد.
ولفت التقرير إلى أن الجفاف والصراع على موارد المياه بات أحد الأسباب الرئيسية للصراعات المسلحة في الصومال والتي كان من آخرها الصراع المسلح الذي نشب في منطقة "جالمودو" الصومالية في أغسطس الماضي الذي خلف 20 قتيلا على الأقل، وحذر من أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه، وأكد قلق الأمم المتحدة من أن يصير القتال على المياه أمرا معتادا إذا لم يسرع العالم إلى مد يد العون لحكومة الصومال لمساعدتها في التغلب على آثار التغيرات المناخية.
وأوضح التقرير أن الصومال قد دخلت عام جفافها الخامس وأن شح الأمطار أجبر ملايين الصوماليين على النزوح من مناطق سكناهم، كما دمر شح الأمطار عمليات الرعي وإنتاج الألبان وصناعة اللحوم، وأخذا في الاعتبار حالة الأسواق المتدهورة بات الصوماليون يعانون من أوضاع معيشية صعبة وباتت أسعار الأغذية في غير استطاعتهم.
وأشار التقرير إلى أن 15 مليون صومالي على الأقل باتوا يواجهون مشكلات في الحصول على الغذاء، وأن 300 ألف صومالي باتوا مهددين بالمجاعة في إقليم "باي" الصومالي الأشد جفافا.
وارتفع عدد الصوماليين المتضررين من الجفاف إلى 8ر7 مليون في ديسمبر 2022، كذلك ارتفع عدد المشردين والنازحين عن مواطن سكناهم الأصلية داخل الصومال بسبب الجفاف وضيق العيش إلى مليون و170 ألف و842 صوماليا خلال الفترة من يناير 2022 حتى نهاية ديسمبر الماضي، بينهم 68 ألف و393 نازحا تقطعت بهم السبل في مناطق الشمال الصومالي بنهاية سبتمبر الماضي بزيادة نسبتها 30% عن العدد المسجل في أغسطس السابق له وفقا للبيانات الصادرة عن بعثات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الصومال.
وتشير البيانات الأممية الاغاثية إلى أن مليونا و25 ألف سيدة صومالية تعانين حالة التشرد الناتج عن النزوح من المناطق التي ضربها الجفاف الممتد في الصومال.
وفي أغسطس الماضي، أطلقت جمعية دبي الخيرية اليوم حملة إغاثة إنسانية عاجلة للمُتضرّرين من الجفاف في الصومال تحت شعار (أبشري يا الصومال)، لمساعدتهم في تجاوز المحن التي يعانون منها جراء الجفاف الذي تسبب في القضاء على المحاصيل الزراعية ونفوق الماشية، وحرمان حرم العديد من المجتمعات الرعوية من مصدر دخلها الوحيد.
 وتتضمن هذه الحملة التي تمتد حتى منتصف الشهر المقبل، مشاريع سقيا ماء وتوفير سلال غذائية وحفر آبار وكسوة أسر متعففة إضافة إلى جمع تبرعات بأي مبلغ مالي بحسب مقدرة المتبرع.
وفي أول الشهر الجاري جرت اتفاقيات التعاون الأمني بين دولتي الصومال والإمارات العربية المتحدة.
وتعد العلاقة مع دولة الإمارات في قمة الخصوصية حيث حرص الرئيس الصومالي على أن تكون وجهته الأولى التي قام بزيارتها بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة لإعادة الروح والدفء في علاقة بلاده مع الدولة الشقيقة وتبديد غيوم الخلافات التي كانت تعكر الصفو خلال عهد سابقه فرماجووهي الزيارة التي أثمرت عن الاتفاق على مبادرات إماراتية تُسهم في دعم الشعب الصومالي، منها منحة 20 مليون درهم لمواجهة ملف الجفاف، وتسهيل إجراءات دخول المواطنين الصوماليين إلى دولة الإمارات.
وكان وفد صومالي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع عبد القادر محمد نور قبل أيام قليلة قد زار العاصمة الإماراتية أبوظبي وسط ترحيب كبير من كبار  المسؤولين في وزارة الدفاع الإماراتية وقيادات قواتها المسلحة.
وخلال تلك الزيارة تم التوقيع على اتفاقية تعاون في المجال العسكري والأمني ومحاربة الإرهاب مع وزير الدولة لشؤون الدفاع في الحكومة الإماراتية، محمد بن أحمد البواردي.
وقد تؤدي هذه الاتفاقيات التي جرت بين الإمارات والصومال إلى زيادة القدرة الدفاعية للصومال، وتساهم بشكل كبير في مكافحة الإرهاب في البلاد.
هذا وقد ، أطلقت الأمم المتحدة نداءً “قبل فوات الأوان” لجمع الأموال لمساعدة 30 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد في بلدان متضرّرة من أزمة الغذاء. وأكّدت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك، أنّ “أكثر من 30 مليون طفل في البلدان الـ15 الأكثر تضرّراً يُعانون من الهزال (سوء التغذية الحاد)، ويُعاني ثمانية ملايين من هؤلاء الأطفال من الهزال الشديد، وهو أكثر أشكال نقص التغذية فتكاً”.
والبلدان الـ15 المتضرّرة هي أفغانستان وبوركينا فاسو وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتي وكينيا ومدغشقر ومالي والنيجر ونيجيريا والصومال والسودان وجنوب السودان واليمن. أمّا وكالات الأمم المتحدة الخمسة، فهي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.
ويؤدي الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية إلى تفاقم نقص الغذاء ويعوّق الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة. كذلك أدّت النزاعات وتغيّر المناخ وجائحة كورونا إلى تفاقم الوضع، وفقاً لتلك الوكالات.
وقد حذر المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) شو دونيو من أنّه “من المرجّح أن يتدهور هذا الوضع أكثر في عام 2023. 
وفي هذا الإطار، تدعو وكالات الأمم المتحدة إلى زيادة الاستثمارات لدعم جهودها من أجل تلبية “الاحتياجات غير المسبوقة الناتجة من هذه الأزمة المتفاقمة، قبل فوات الأوان”.
وتسعى الوكالات إلى منع سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، وكشف حالاته، ومعالجتها، من خلال العمل على جبهات الغذاء والصحة والمياه والنظافة وأنظمة الحماية الاجتماعية، على أن تشمل خطة العمل الأطفال دون الخامسة، والحوامل والمرضعات والأمهات، ومقدّمي الرعاية للأطفال دون الخامسة. وقد شدّد شو دونيو على ضرورة التأكد من أنّ الغذاء الصحي “متاح ويمكن الحصول عليه بأسعار معقولة”.

شارك