اشتباكات جديدة في طرابلس.. تهدد مساعي حل الأزمة الليبية

الخميس 19/يناير/2023 - 02:22 م
طباعة اشتباكات جديدة في أميرة الشريف
 
في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا بوادر انفراجة لحل الأزمة العالقة منذ سنوات، عادت الاضطرابات مجددا في العاصمة طرابلس، حيث شهد محيط مطار طرابلس الدولي اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مختلفة فجر الخميس 19 يناير 2023.
ويشير الوضع إلي أن عودة الاقتتال في المدينة ستعيد الأزمة إلي المربع صفر، وبالأخص مع الجهود الداخلية والخارجية لتجاوز الجمود السياسي وبعد زيارة أداها رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان التقى خلالها عددا من المسؤولين في مقدمتهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وكذلك زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" وليام بيرنز حيث التقي كلا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر  بالعاصمة طرابلس.
وتأتي هذه الاشتباكات في ظل تصاعد الصراع المستمر بين الجماعات المسلحة على مناطق النفوذ والسيطرة على العاصمة طرابلس.
وذكرت تقارير إعلامية بأن إطلاق النار وقع في منطقة قصر بن غشير المحيطة بالمطار ، كما ذكرت صحيفة المرصد الليبية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين "الردع" و"اللواء 111" بقيادة عبدالسلام زوبي في محيط المطار "عقب أقل من 24 ساعة من انطلاق الأعمال التمهيدية لصيانته".
وتشهد العاصمة طرابلس حالة من الهدوء منذ فترة ، بعد أشهر من اشتباكات بين ميليشيات بعضها موال للدبيبة وأخرى لرئيس الحكومة المدعومة من مجلس النواب فتحي باشاغا الذي تعهد سابقا بدخول المدينة سلميا لكنه ووجه برفض من قبل المجموعات المسلحة الموالية للدبيبة.
وكان المبعوث الاممي عبدالله باتيلي طالب المجتمع الدولي بدعم اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) لـ"التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار" الموقع بين أطراف النزاع العسكري عام 2020 واخراج المرتزقة والقوات الاجنبية.
وكان عبد الحميد الدبيبة صعد من خطابه بعد التقارب بين مجلسي النواب والأعلى للدولة من خلال رفض ترشح عسكريين سابقين للانتخابات الرئاسية المقبلة في رسالة موجهة لباشاغا الذي يعتبر عسكريا وتولى وزارة الداخلية في حكومة الوفاق السابقة.
واعتبرت التصريحات محاولة من قبل الدبيبة لعرقلة جهود التوصل لحلول بدفع من تركيا قبل ان تندلع اشتباكات بين الميليشيات من المتوقع ان تتصاعد خلال الفترة المقبلة لإجهاض اية تفاهمات لا تكون أنقرة راضية عنها.
ويترقب الليبيون الفترة المقبلة الوصول إلي الحل النهائي لإنهاء النزاعات التي تشهدها البلاد منذ سقوط معمر القذافي في 2011، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية، الذي تم اختتامه ، فيما بيّن النائب في المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، أن مهمة المجلس الرئاسي هي إعادة الثقة بين أبناء الشعب الليبي.
ويسود ليبيا انقسام كبير مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف برئاسة الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس، وتتخذ من سرت في وسط البلاد مقراً موقتاً لها بعد منعها من الدخول إلى طرابلس.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا في الدعوة الإسلامية لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.

شارك