غانا هدفا استراتيجيا للجماعات الإرهابية

الخميس 30/مارس/2023 - 10:18 ص
طباعة غانا هدفا استراتيجيا حسام الحداد
 
 نفذ متطرفون من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة أكثر من 1,470 هجوم في بوركينا فاسو عام 2022، مما أسفر عن مقتل 3,600 شخص، بنسبة زيادة 26% مقارنة بــعام 2020. أشار مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية التابع للبنتاغون أن التنظيم يسيطر على 40% من بوركينا فاسو.
ولا شك بإن توسع هجمات المتشددين إلى البلدان المجاورة مثل توغو وبنين وساحل العاج يثير مخاوف متزايدة بأن تكون غانا هي التالية. إن التهديد الذي تتعرض له غانا من جماعات إرهابية خطيرة مثل تنظيم القاعدة ليس مجرد مسألة أمنية - بل هو تهديد حقيقي له تبعات اقتصادية.
وتعتبر غانا، بصفتها أحد أهم منتجي الكاكاو والذهب، هدف استراتيجي خاص للجماعات الإرهابية والإرهابيين الذين يفرضون ضرائب قسرية على مناجم الذهب في أجزاء أخرى من غرب أفريقيا لتأمين الإيرادات. منطقة الساحل تواجه تحديات ضخمة ومخاطر جسيمة. 
في الركن الشمالي الشرقي من غانا، يرى أهالي المجتمعات الحدودية مثل سابليغا وباوكو مواطنين من بوركينا فاسو يفرون من أعمال العنف بها ويتساءل الكثير منهم إلام سينجون من هذا البلاء.
وفي وقت سابق قال المواطن أوودو أبانغا، أحد أهالي سابليغا، لوكالة أنباء «دويتشه فيله» الألمانية: ”يساور القلق كل من يعيش في هذه المدينة؛ لأننا لا نعرف بالضبط مكانهم ومن أين يأتون [يقصد الإرهابيين]؛ فمن يدري من أين سيأتي الإرهابيون؟“
تقع باوكو، وهي أحد أبرز المراكز التجارية بالمنطقة، على مسيرة 45 دقيقة بالسيارة من مدينة بيتو البوركينابية.
وكان قد بادر قادة غانا بتحصين المناطق الحدودية إذ كانوا يشاهدون جيرانهم يصدون هجمات متكررة، وهذا ما ساهم في تحويل غانا إلى جزيرة تنعم بالهدوء والسكينة في المنطقة.
قال السيد ستيفن ياكوبو، وزير المنطقة الشرقية العليا، في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية: ”نستدعي الجيش والشرطة والهجرة وكافة الأجهزة المعنية لأنَّ حدودنا مليئة بالثغرات؛ ونحاول وضع كل هؤلاء في هذه الأماكن، بحيث يتعامل الجيش مع أي محاولة عبور ولئن حدثت خلال ساعات الليل.“
وقد أنشأت القوات المسلحة منذ بداية العام الماضي قواعد عمليات متقدمة في المناطق الشمالية وزادت العدة والعتاد في تلك الوحدات لضمان قدرتها على مراقبة الحدود وسرعة التعامل مع التهديدات.
ونقلت مجلة السلام الغانية عن أمواما قوله: ”كما تعمل الحكومة على زيادة وجود الدولة في ربوع البلاد، حتى لا يغيب التواجد الأمني في أي مكان في البلاد.“
تشكل الحدود التي يسهل اختراقها مع بوركينا فاسو تحدياً لجهود غانا لمنع الإرهابيين من دخولها، فمن دأب البوركينابيين الفارين من العنف في بلادهم أنهم يعبرون نهر ناكامبي أو نهر نوهاو الجافين اللذين يشكلان الحدود، باحثين عن ملاذ لهم في غانا ليلاً، ثمَّ يعودون إلى بوركينا فاسو نهاراً.
ولغانا 44 معبراً حدودياً رسمياً مع بوركينا فاسو، ولكن تحدث المحلل الأمني أديب ساني عن وجود ما يقارب 190 معبراً آخراً أمام الناس.
وقال لدويتشه فيله في وقت سابق: ”يكمن التهديد الأكبر في تظاهر المقاتلين بأنهم مدنيون يدخلون غانا فراراً من الاشتباكات ثمَّ يمهدون [للإرهاب].“
وكشف تقرير صادر عن مؤسسة كونراد أديناور في العام الماضي أنَّ غانا اتخذت إجراءات أخرى للرد على تهديد الإرهاب، منها:
إعادة تنظيم المناطق الشمالية لتسهيل عمل القوات الأمنية.
إطلاق برامج تهدف إلى إنعاش اقتصاد المناطق الواقعة على حدودها الشمالية حيث ترتفع معدلات البطالة لا سيما بين الشباب الذين كثيراً ما تستهدفهم الجماعات الإرهابية.
تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب من خلال مبادرة أكرا لعام 2017.
كما أطلقت الحكومة الغانية في العام الماضي حملة بعنوان «إذا رأيت شيئاً، فقل شيئاً» شجعت المواطنين على إبلاغ السلطات بالتصرفات المثيرة للشبهات في مجتمعاتهم.
وخلال تقرير «حالة المنطقة» المنشور في نوفمبر الماضي، قال ياكوبو إنَّ أهالي منطقته تبنوا برنامج «إذا رأيت شيئاً، فقل شيئاً» حتى وهم لا يفترون عن مراقبة كل ما يحدث عبر الحدود.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: ”هذه مأساة حقيقية لأنَّ المواطنين يرون أناساً يفرون من بوركينا فاسو إلى غانا ويعرفون سبب فرارهم؛ فيدركون أنَّ غانا هي الأخرى لن تسلم من ذلك.“

شارك