حمدوك: اندلاع حرب أهلية في السودان سيشكل كابوساً للعالم/بعد دفع فِدَى.. مسلحون يطلقون سراح 74 طفلاً في نيجيريا/سياسي أم عسكري.. سيناريوهات ترسم نهاية الصراع في السودان؟

الأحد 30/أبريل/2023 - 02:52 ص
طباعة حمدوك: اندلاع حرب إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 30  أبريل 2023.

أ ف ب: واشنطن تدعو بكين إلى وقف الأعمال «الاستفزازية» في بحر الصين الجنوبي

دعت الولايات المتحدة الصين، السبت، إلى وقف سلوكها «الاستفزازي وغير الآمن» في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، بعد أن اقتربت سفينة تابعة لخفر السواحل الصينية مؤخراً من سفينة دورية فليبينية، ما كاد أن يتسبب بتصادمهما.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، صور الحادث، بأنها تشير إلى مضايقات وترهيب الصين للسفن الفليبينية في المنطقة المتنازع عليها.

وتابع في بيان: «ندعو بكين إلى الكف عن سلوكياتها الاستفزازية وغير الآمنة»، مضيفاً أن أي هجوم على القوات المسلحة الفليبينية سيستدعي تفعيل الالتزامات الدفاعية الأمريكية.


حمدوك: اندلاع حرب أهلية في السودان سيشكل كابوساً للعالم

حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك السبت من أن النزاع في السودان قد يتفاقم إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم في حال لم يتم وضع حد له.

وغرق السودان في الفوضى منذ أن انفجر في منتصف أبريل صراع دام بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأدى هذا النزاع إلى سقوط ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.

وقال حمدوك في حديث مع قطب الاتصالات الملياردير البريطاني من أصل سوداني مو إبراهيم خلال مناسبة استضافها الأخير ضمن نشاطات مؤسسته للحكم والقيادة في نيروبي، "إذا كان السودان سيصل إلى نقطة حرب أهلية حقيقية (...) فإن الأحداث التي شهدتها سوريا واليمن وليبيا ستكون مجرد مبارزات صغيرة".

وأضاف "أعتقد أن ذلك سيشكل كابوسا للعالم"، مشيرا إلى أنه ستكون له تداعيات كبيرة.

واعتبر حمدوك أن النزاع الحالي "حرب لا معنى لها" بين جيشين، مؤكدا "لا أحد سيخرج منها منتصرا، لهذا السبب يجب أن تتوقف".

وفر حوالي 75 ألف شخص جراء النزاع في السودان الى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.

ويعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.
وتولى حمدوك رئاسة أول حكومة للسودان خلال مرحلة الانتقال المضطربة إلى الحكم المدني قبل الإطاحة به واحتجازه في انقلاب. وعلى الرغم من إعادته إلى منصبه بعد ذلك، إلا أنه استقال في يناير.


رويترز: بعد دفع فِدَى.. مسلحون يطلقون سراح 74 طفلاً في نيجيريا

قال أولياء أمور ومسؤول قروي السبت، إن مسلحين في نيجيريا أطلقوا سراح 74 من بين 80 طفلاً خطفوهم هذا الشهر، في ولاية زامفارا بشمال غرب البلاد، بعد دفع فِدَى.

وقال اثنان من أولياء الأمور في قرية وادزاماي بولاية زامفارا، إن كلّاً منهما دفع 20 ألف نايرا (43.50 دولار)، وإن أطفالهما من بين من أطلق سراحهم الجمعة، ويعانون من سوء تغذية شديد.

وقال مسؤول قروي في وادزاماي، إن 11 شخصا ما زالوا مخطوفين، وإن اثنين قُتلا أثناء محاولة الفرار من الخاطفين.

وذكر متحدث أن الشرطة في زامفارا ليس بوسعها التعليق الآن.

وكثيراً ما يحتجز الخاطفون في نيجيريا ضحاياهم لشهور في الغابة ما لم تُدفع الفدية، كما يطالبون القرويين بإتاوات للسماح لهم بالزراعة وحصاد المحاصيل.


البرهان وحميدتي يرشحان ممثلين عنهما للتفاوض

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، أمس، إن الطرفين المتحاربين في البلاد، قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر.

محادثات

وصرح بيرتس لـ «رويترز»، أن هذا يمثل «بصيص أمل»، حتى في ظل تواصل القتال.

وأضاف أن طرفي الصراع رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها، إما في جدة بالمملكة العربية السعودية، أو في جوبا بجنوب السودان، وزاد: ثمة سؤال عملي حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين «للجلوس معاً فعلياً». وقال إنه لم يُحدَّد جدول زمني لإجراء محادثات.

وأفاد بيرتس بأنه أبلغ مجلس الأمن أن كلا الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضاً «إن المواقف تتغير». وتابع: «يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكنّ كليهما أكثر انفتاحاً نوعاً ما على المفاوضات. لم تكن كلمة «مفاوضات» أو «محادثات» حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك».

وذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه «الاستسلام أو الموت»، يقولان أيضاً «حسناً، إننا نتقبل... شكلاً ما من المحادثات». وتابع: «أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر».

وألمح بيرتس إلى أن المهمة التي لا تحتمل التأخير، هي مهمة تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدّة مرات، لكنها فشلت في إيقاف القتال.

وطُرحت جدة كمكان للمحادثات «العسكرية الفنية»، بينما طُرحت جوبا في إطار مقترح إقليمي من دول شرق أفريقيا كساحة للمحادثات السياسية.

وقال بيرتس، إن العلامات على قرب اندلاع صراع، كانت ظاهرة بقوة بداية أبريل الجاري، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن «وقف تصعيد مؤقتاً»، تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.

أسبوع ثالث

وميدانياً، دخلت الحرب في السودان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، أسبوعها الثالث، دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل بتوقفها.

وتواصل إطلاق النار بين الطرفين، رغم الهدنة المعلنة، بناءً على مبادرة سعودية أمريكية، مع استمرار تبادل الاتهامات بشأن خرق الهدنة، التي لم تصمد طويلاً، مع تكرار إعلانها، في وقت لا تزال فيه الأوضاع على ميدان المعركة يشوبها الغموض، في ظل تضارب المعلومات الصادرة عن الجانبين.

ودارت معارك أمس في مناطق بأم درمان، والخرطوم، والخرطوم بحري، بينما نزلت قوات من شرطة الاحتياطي المركزي للمرة الأولى إلى الشارع منذ بداية المواجهات، إذ غابت قوات الشرطة عن المشهد تماماً، إلا في الولايات التي لم تشهد معارك حربية، ونشر المكتب الصحافي للشرطة، صوراً قال إنها لبداية انتشار قوات الشرطة لتأمين حياة وممتلكات المواطنين.

ومع استمرار المعارك، يزداد الوضع الإنساني والصحي سوءاً، حيث أصبح عشرات آلاف السودانيين بلا مأوى، بعدما أجبرتهم الحرب الدائرة على ترك منازلهم، بجانب انقطاع المياه عن كثير من أحياء العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، التي انقطعت عنها مياه الشرب منذ صبيحة اليوم الأول للحرب، ولم يتبقَ أمام السودانيين خيار غير مغادرة مساكنهم إلى مناطق أكثر أمناً، تتوفر فيها الخدمات الأساسية.

في ذات الصعيد، اتخذت قوات الدعم السريع الكثير من منازل المواطنين بمنطقة بري وحي النصر بشرق النيل، وغيرها من المناطق، ثكنات عسكرية، بعدما طردت سكانها.

وأفاد شهود عيان بمنطقة بري شرقي الخرطوم لـ«البيان»، بأن مجموعات من عناصر قوات الدعم السريع، اقتحموا منازل السكان بحي بري المحس، وارتكزوا على أسطح المباني، ومنعوا السكان من الاقتراب من مساكنهم.

الوضع الصحي

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة السودانية، أن مسلحين من قوات الدعم السريع، احتلوا عدداً من المستشفيات والمرافق الصحية بولاية الخرطوم، وأحكموا سيطرتهم على مستشفى الخرطوم التعليمي، ومستشفى شرق النيل، وعدد من مستشفيات القطاع الخاص، وناشدت الوزارة، طرفي النزاع، الابتعاد عن المستشفيات والمرافق الصحية، وعدم اتخاذها نقاط ارتكاز لقواتهما، تسهيلاً لحركة الكوادر الطبية وعمليات الإمداد.

من جهتها، ذكرت نقابة الأطباء السودانيين، في تقرير حول وضع المستشفيات أن 70 % من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات خارج الخدمة، وأكدت أنه، من أصل 86 مستشفى أساسياً في العاصمة والولايات، يوجد 61 مستشفى خارج الخدمة، و25 أخرى تعمل بشكل جزئي، حيث يقدم بعضها خدمة الإسعافات الأولية فقط، وهي مهددة بالإغلاق، لنقص الكوادر والإمدادات الطبية، والماء والكهرباء.

وكشفت النقابة عن تعرض 15 مستشفى للقصف، وتعرض 19 آخر للإخلاء القسري، وقدّرت أن 6 سيارات إسعاف تعرضت للاعتداء من القوات العسكرية وغيرها، ولم يسمح لها بالمرور لنقل المرضى وإيصال المعينات.

لا منتصر

في سياق متصل، حمّل اللواء متقاعد، الخبير في إدارة الأزمات، أمين مجذوب، خلال حديث لـ «البيان»، رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مسؤولية ما يجري في البلاد، وأكد مجذوب أن الأمور وصلت إلى مرحلة في «غاية التعقيد» بفعل المواجهة، التي فاقمت الأوضاع في البلاد.

وشدد مجذوب على أن رحى الحرب الدائرة في السودان، لن يقود إلى نتائج، كما أنها لن تصب، في نهاية المطاف، لمصلحة أي من طرفي الصراع، بل سوف تدخلهما في مواجهة مع الشعب السوداني والمجتمع الدولي.

وأضاف مجذوب «في مثل هذه الحروب، لا يوجد منتصر، لأن الطرفين متضرران، أما المتضرر الأكبر، فهو بالتأكيد الشعب السوداني».

اشتعال مستودع وقود روسي بهجوم مسيَّرة أوكرانية

أشعلت ضربة بطائرة مسيَّرة أوكرانية النيران بمنشأة روسية لتخزين الوقود في مدينة سيفاستوبول الساحلية بشبه جزيرة القرم في ساعة مبكرة من صباح أمس.

وحمَّل حاكم المدينة، الذي عينته موسكو، أوكرانيا مسؤولية الحريق، وقال لاحقاً إنه تم إخماده قبل وقوع كارثة.

وأفادت قناة (آر.بي.سي) أوكرانيا بأن مسؤولاً بالمخابرات العسكرية الأوكرانية قال إن أكثر من 10 خزانات للمنتجات النفطية بسعة نحو 40 ألف طن كانت مخصصة ليستخدمها أسطول البحر الأسود الروسي دُمرت في انفجار بميناء سيفاستوبول.

وجاءت الضربة في حين تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد لدفع القوات الروسية إلى التراجع.

وأكدت أوكرانيا أن استعادة السيطرة على جميع أراضيها، ومنها شبه جزيرة القرم، شرط أساسي لأي اتفاق سلام.

وتتهم موسكو كييف بتنفيذ هجمات على شبه جزيرة القرم باستخدام طائرات وزوارق مسيرة.

د ب أ: أوكرانيا والولايات المتحدة تواجهان نفاد الذخيرة

حذر الأدميرال المتقاعد بالبحرية الأمريكية جيمس ستافريديس من أن الولايات المتحدة وأوكرانيا على السواء تعانيان من نفاد الذخيرة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وأنه أيضاً مع احتدام الحرب، واحتمال شن كييف هجوماً واسع النطاق في أي وقت، يعاني طرفا الصراع من نقص في الذخائر، والمكونات الإلكترونية، والأسلحة الموجهة بدقة، وحتى الأسمنت.

وفي حين يتمتع الغرب بقدرة شاملة واسعة على توصيل المواد الضرورية للقتال، بدأت تتكشف أزمات في سلاسل التوريد العالمية. ويقول ستافريديس، وهو الآن عميد «كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية» في «جامعة تافتس»، في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، إن «هجوم الربيع» لن يكون الدبابات والمدرعات، ولكن الزيادة في إنتاج الأسلحة لدى الدول الداعمة لأوكرانيا.

وأوضح ستافريديس أنه عندما كان قائداً للقيادة العليا لحلف الناتو قبل أكثر من عقد، كان عادة ما ينظر بعمق للوجستيات وسلاسل التوريد، بنفس القدر الذي ينظر به لعمليات الحلف القتالية في أفغانستان، والبلقان، وليبيا، وضد القراصنة.

وكالات: حرب أوكرانيا.. استهداف جديد للقرم وتكثيف للهجمات الروسية

شهد يوم أمس، تصعيداً لافتاً على جبهة الحرب الروسية الأوكرانية، ومرة أخرى في شبه جزيرة القرم، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، قتل نحو 800 مسلح أوكراني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقال حاكم سيفاستوبول، ميخائيل رازفوغاييف، إنه تم أمس، إخماد حريق شب في مستودع وقود، نتج فيما يبدو عن هجوم بطائرة مسيرة في المدينة الساحلية الواقعة في شبه الجزيرة. وقال على «تيليغرام»، إن الخبراء فحصوا الموقع، و«اتضح أن طائرة مسيرة واحدة استطاعت الوصول إلى مستودع النفط». وأضاف أن طائرة مسيرة أخرى تم إسقاطها، وعُثر على حطامها على الشاطئ بالقرب من المنشأة.

5 قرى

وقُطعت الكهرباء عن خمس قرى روسية حدودية، بعد قصف أوكراني، حسبما أعلن حاكم منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا بجنوب غربي روسيا.

وقال حاكم بيلغورود فياتشسلاف غلاكوف على «تيليغرام»، إن «قرية نوفايا تافولجنكا، تعرضت لقصف أوكراني». وأضاف أن «خطوط الطاقة تضررت»، وأن سكان القرية وأربع قرى أخرى «من دون كهرباء».

واستُهدفت مدينة نوفا كاخوفكا جنوبي أوكرانيا «بقصف مدفعي مكثف»، من جانب القوات الأوكرانية، ما أدى إلى حرمانها من الكهرباء.

بالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، القضاء على نحو 800 مسلح أوكراني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في مناطق متفرقة.

سكاي نيوز: سياسي أم عسكري.. سيناريوهات ترسم نهاية الصراع في السودان؟

طاقة أمل فتحها تصريح مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، باستعداد طرفي المعارك الحالية هناك للتفاوض، وإن تشكك خبراء سودانيون في نجاح الخطوة؛ بناء على تجارب الحروب والصراعات الداخلية السابقة.

ولا يتفق باحثان سياسيان سودانيان تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية" حول ما إن كان الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سينتهي بحل سياسي أم عسكري، ولصالح من، وفيما يرى أحدهما أنه لا فائدة حتى من عقد الهُدنة، يقول الآخر إنه لا استغناء عنها، ويبقى الحوار ضرورة.

تصريح مفاجئ

رغم الاشتباكات بين الجيش وقوة الدعم السريع في الخرطوم وإقليم دارفور، الجمعة، بعد اتفاق الجانبين على تمديد الهدنة الخامسة 72 ساعة، خرج مبعوث الأمم المتحدة، السبت، يصرح لوكالة "رويترز" بأن الطرفين رشحا ممثلين عنهما لحادثات اقترح إقامتها في السعودية أو جنوب السودان.

 وأضاف أنه فيما كان كل طرف واثق أنه المنتصر، إلا أنهما الآن يتحدثان عن المفاوضات.

والجمعة، قال قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حمديتي"، ووصفه بأنه "زعيم التمرد"، فيما قال قال حمديتي إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.
من انتهك الهدنة؟
 في تقدير مدير معهد التحليل السياسي والعسكري بالخرطوم، الرشيد إبراهيم، فإن الهدنة الخامسة لن تكون "مختلفة" عن سابقاتها، بل إنها "الأقل تطبيقا".

ويتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بانتهاك الهدنة ومهاجمة مناطق تابعة لسلاح الدفاع الجوي في جبل أولياء، ومهاجمة طائرة إجلاء تركية، فيما اتهمت قوات الدعم الجيش "بنشر الأكاذيب".

ويقول إبراهيم إن قيادة الدعم السريع "لا تستطيع الالتزام بالهدنة" بعد فقدها السيطرة على القوات، ومقاتليها يعملون حاليا بـ"تقديرات ميدانية خاصة".

على جانب آخر، يرى المحلل السياسي السوداني، محمد عبد الله ود أبوك، فوائد للهدنة، فإن كانت حقا "لا تعني نهاية الحرب"، ولكنها جاءت "لوقف المواجهات لوقت محدد ولأغراض إنسانية"، مستدلا بأنه بالفعل جعلت حركة المواصلات والأسواق منسابة في بعض المناطق، إلا أنها تواجه "تحديات كثيرة تجعلها تنهار وبسرعة".

وسرعان ما تنهار الهدنة لعدم وجود آليات مراقبة واضحة، وهذا يصعب كذلك تحديد المسؤول عن خرقها، وفقا لود أبوك.

حل عسكري أم سياسي؟

إن كانت الحروب الداخلية تنتهي إما بالحسم العسكري أو الاتفاق السياسي، فإن الرشيد إبراهيم يرجح أن يكون الحل العسكري هو "سيد الموقف" في بلاده.

ويوضح: "الغلبة دائما للجيش طوال التاريخ في السودان، وهو ما حدث في عدة أحداث تاريخية مشابهة"، و"الأنسب" لكسر شوكة التمرد وهو ما يمهد لاحقا للخيار السياسي.

ويتوقع مدير معهد التحليل السياسي والعسكري بالخرطوم، أن يسفر "النصر العسكري" للجيش هذه النتائج:

إبعاد قوات الدعم السريع عن المنظومة الأمنية والعملية السياسية.
تشكيل واقع أمني وسياسي جديد في السودان.
خيار خاسر للجميع
لكن ود أبوك يعتبر أن "الحرب خيار خاسر لكافة الأطراف وللوطن"، وأنه "لا يمكن لأي طرف أن يقول سأمضي إلى ما لا نهاية ويضمن عواقب الاستمرار في حرب طويلة في ظل انقسام سياسي واجتماعي، وتباين داخلي وخارجي".

ويقول: "لابد من قبول هدنة طويلة ودائمة والانخراط في حوار جاد ينهي الحرب".

وقُتل المئات وفر عشرات الآلاف بعد نشوب معارك بين الجيش وقوة الدعم السريع منذ 15 أبريل، عطلت المرافق والخدمات العامة، وأوقفت الإعداد لانتخابات تنهي الحكم الانتقالي القائم.

لأجل 4 ملفات.. أميركا تتجه لمنع حرب أهلية في السودان

فاغنر"، باب المندب، مكافحة الإرهاب، خريطة جديدة للتحالفات، هي مفاتيح يفسر بها خبراء دوافع واشنطن للانخراط بقوة في ملف الصراع الدائر بين الجيش وقوة الدعم السريع في السودان.

ويرى عضو في الحزب الديمقراطي الأميركي ومحلل سياسي تحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الولايات المتحدة ترى "فرصة كبيرة" الآن لإعادة خريطة التحالفات القديمة بينها وبين دول في إفريقيا، تلك التي اهتزت وتغيرت في السنوات الأخيرة بعد جذب الصين وروسيا لهذه الدول بعيدا عن النفوذ الأميركي.

وضاعف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اتصالاته مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ومع دول المنطقة والاتحاد الإفريقي؛ ما أدى للاتفاق على هدنة مدتها 3 أيام لتخفيف حدة القتال الدائر منذ 15 أبريل، ثم تمديدها 3 أيام أخرى، بما يوفر فرصة للدول لإجلاء رعاياها من السودان.
إبعاد "فاغنر"
العضو في الحزب الديمقراطي الأميركي، مهدي عفيفي، الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، يرصد أغراض تواجه واشنطن نحو السودان الآن:

العلاقات مع إفريقيا تأثرت بفترة حكم دونالد ترامب، ثم أزمة كوفيد 19 (كورونا)، ومؤخرا يعمل بايدن على تنشيطها، وعقد اجتماعا مع القادة الأفارقة قبل شهور.
واشنطن تخشى أن يهيأ استمرار الصراع وصول قوات "فاغنر" الروسية إلى السودان بعد ان تمددت في بعض دول الجوار.
و"فاغنر" شركة روسية تعمل على تدريب المرتزقة وتوزيعهم بعقود في أماكن القتال، ومنذ ظهورها لدعم الجيش الروسي في أوكرانيا عام 2014، وهي تتعاقد مع حكومات في إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، تحت غطاء مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار.

وتتهم واشنطن والاتحاد الأوروبي موسكو بأنها تستخدم "فاغنر" كأداة للتدخل والنفوذ في تلك البلدان، واستغلالها اقتصاديا.

مقدمة لقاعدة بحرية
الخبير في الشأن الأميركي، الدكتور كمال الزغول، يشير كذلك للحسابات الأميركية حول ما سيعكسه صراع السودان على نفوذ الصين وإيران في البحر الأحمر وعند باب المندب.

ويقول: "علينا التذكير بأن البحر الأحمر جزء من خطة مراقبة بحرية لفصل الصين وروسيا عن التأثير على القارة الإفريقية، ومحطة مراقبة للتحركات الإيرانية، والآن حانت الفرصة لتزيد واشنطن حضورها الدبلوماسي، وقد يمتد للحضور العسكري بقاعدة في البحر لردع الأطراف المتصارعة في السودان، إذا دعت الحاجة".

وفي ذلك، يلفت الزغول إلى أن وجود حاملات طائرات وقطع بحرية على سواحل بورتسودان "هو مقدمة لقاعدة بحرية قد تكون دائمة في المستقبل، هذه القاعدة المتحركة تؤمن تبادل أمني مع قاعدة جيبوتي بشكل عمودي باتجاه الصومال لكبح جماح حركة الشباب (الإرهابية)، والقدرة على ضبط مضيق باب المندب، وتحقيق اختراق افقي باتجاه الخرطوم لكبح جماح فاغنر الروسية، وعلى الأقل، جمع معلومات استخباراتية".

رسم خريطة التحالفات
هذه التدخلات الجديدة، قد تعيد رسم التحالفات لتعيد خريطتها القديمة بحسب الزغول: "نحن نعلم أن فرنسا ومصالحها تأثرت بعد تخفيض القوات الأميركية في عهد الرئيس ترامب، لكن بعودة هذه القوات إلى المنطقة سيعطي ذلك فرصة لعودة فرنسا إلى دول الساحل (بوسط وغرب إفريقيا) بقوة".

ويتوقع في هذا الاتجاه أن الطرف الفائز في السودان سيتحول للتحالف الكامل مع أميركا بعيدا عن روسيا والصين؛ نتيجة الحل الذي ستقوده الولايات المتحدة "سواء كان بالردع من البحر الأحمر، أم بالضغط الاقتصادي، أم بالدبلوماسبة المكثفة، وستعود كثير من الدول الإفريقية للتحالف مع أميركا والحماية الفرنسية".

وعن مصير وحدة السودان، يرجح الخبير في الشأن الأميركي، أن تدعم واشنطن السودان الموحد "لأن السودان المقسم لا يخدم مصالحها، لكنها تريد استغلال المناسبة قبل الحل".

شارك