الإرهاب الحوثي المنظم بحق الصحافة يسعى لإعادة اليمن إلى سنوات الظلام وتكميم الأفواه

السبت 06/مايو/2023 - 12:25 م
طباعة الإرهاب الحوثي المنظم فاطمة عبدالغني
 
بالتزامن مع الأوضاع الصعبة التي تشهدها الصحافة في اليمن من قمع للحريات، واستهداف ممنهج للصحفيين، وحرمان أكثرهم من وظائفهم منذ أكثر من ثمان سنوات.
أعاد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني التذكير بتصنيف ميليشيا الحوثي مهنة الصحافة والإعلام بأنها خطر يفوق المقاتلين ليكون ذلك مبررًا لاستهداف معارضيها،  وقال في تغريدة له على تويتر "هكذا صنف زعيم ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، مهنة الصحافة والاعلام، منذ اليوم الأول، باعتبارها خطراً على مشروعه الاتقلابي يفوق المقاتلين في الميدان، ليعطي بذلك ضوء أخضر  لعناصره لاستهداف الصحفيين والإعلاميين، وممارسة ابشع الجرائم والانتهاكات بحقهم من القتل، والاخفاء القسري، والتعذيب النفسي والجسدي، وكذا تجريف المؤسسات الصحفية والاعلامية في مناطق سيطرتهم"
وتسائل الإرياني "ماذا اتخذت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان وحماية الصحفيين، ازاء هذه الجرائم والاستهداف الممنهج لحرية الرأي والتعبير؟".
ووصف الإرياني حال الصحافة اليمنية في تغريدة سابقة له قائلاً "تشهد الصحافة اليمنية منذ الانقلاب أسوأ مرحلة في تاريخها، حيث مارست ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، الإرهاب المنظم بحق الصحفيين اليمنيين، واستهدفت بشكل ممنهج المؤسسات الصحفية والاعلامية "الرسمية، الحزبية، الاهلية"، بهدف حجب الحقائق والتغطية على ممارساتها وجرائمها وانتهاكاتها المروعة بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأضاف الإرياني "ارتكبت ميليشيا الحوثي طيلة 8 اعوام من عمر الانقلاب ابشع الجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين والاعلاميين من اختطاف واخفاء قسري واحتجاز وتعذيب نفسي وجسدي، وقتل وتشريد وتهجير، ونهب للرواتب، وفصل من الوظيفة، ومصادرة الممتلكات، والاخضاع لمحاكمات بتهم ملفقة، وإصدار أوامر بالاعدام، والتحريض والتهديد واتخاذ الصحفيين دروعا بشرية"
ولفت الإرياني إلى أن  "ميليشيا الحوثي داهمت كافة مؤسسات  الاعلام "الرسمية، الحزبية، والأهلية" في العاصمة صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها، من "قنوات فضائية، اذاعات، صحف، مواقع اخبارية" وسيطرت على مقارها، ونهبت اجهزتها، واحلت عناصرها القادمة من جروف صعدة، بديلا عن كوادرها الصحفية المؤهلة، وسخرتها لخدمة مشروعها الانقلابي ونشر افكارها الظلامية المستوردة من ايران".
وتابع "لا يزال الصحفيون اليمنيون يعانون جراء أساليب البطش والتنكيل الحوثية المستمرة، حيث تم قبل ايام تحرير 4 من الصحفيين المختطفين والمغيبين منذ 8 سنوات على ذمة نشاطهم الصحفي، في صفقة تبادل جائرة مقابل مقاتلي الميليشيا الذين وقعوا في الأسر بجبهات القتال وأعضاء خلايا إجرامية نفذت عمليات ارهابية راح ضحيتها مدنيون أبرياء".
وأوضح الإرياني "أن هذه الممارسات أدت إلى احتكار ميليشيا الحوثي وسائل الإعلام والصحافة بشكل كامل في مناطق سيطرتها، وقمع كل الأصوات المعارضة لها او المناهضة لسياساتها، واجبارها على الصمت أو المغادرة، وانعدام فرص الحياة للصحفيين فضلاً عن انعدام أي صورة للحرية، واعادة اليمن إلى سنوات الظلام وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات والبطش بكل صاحب رأي وموقف وكلمة".
وثمن الإرياني مواقف المملكة العربية السعودية ووزارة الاعلام الذين قدموا الدعم والمساندة للاعلام اليمني، حيث احتضنت الرياض وسائل الاعلام الرسمية، وقدمت الدعم والمساندة لضمان عودة واستمرار صوت الشرعية بعد سطو ميليشيات الحوثي على كل مؤسسات الاعلام، واحتضنت مئات الصحفيين واسرهم وقدمت لهم الدعم والرعاية
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان وكافة المنظمات المعنية بحرية التعبير، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب بمضاعفة جهودهم لوقف جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي بحق الصحافة والصحفيين، والضغط للافراج الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين على ذمة عملهم الصحفي والاعلامي ومنهم (وحيد الصوفي، محمد الصلاحي، محمد الجنيد، عبدالرحمن خالد، نبيل سلطان، نبيل السداوي)، وتوفير بيئة آمنة لممارسة مهنة الصحافة وحرية الرأي والتعبير.
وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة وأوضاع قاسية تعاني منها حرية الصحافة في اليمن وبقية البلدان العربية قالت نقابة الصحفيين اليمنية في بيان لها  إن الصحفيين اليمنيين يعيشون أسوأ وأقسى أيامهم بعد أكثر من ثمان سنوات من الحرب والصراع وما رافقها من قمع وإرهاب، واختطاف، وما تعرضت له العشرات من وسائل الاعلام الأهلية والمعارضة من إغلاق ونهب وسط ومصادرة، وما عانى خلال هذه السنين الزملاء الصحفيون من حرمانهم رواتبهم وحقوقهم المعيشية، وفقدان مئات الصحفيين لأعمالهم، ومطاردة أصحاب الرأي وترويعهم، واختطاف بعضهم واغتيال البعض الآخر".
وأضاف البيان "إن نقابة الصحفيين تحتفل بهذه المناسبة في هذا  العام وزملاؤنا المحكوم عليهم بالإعدام قد أضحوا أحرارا بيننا بعد سنوات من الإخفاء، والاختطاف، والتعذيب، والمحاكمات الجائرة، وتجدد النقابة مطالبتها بإسقاط أحكام الإعدام الجائرة الصادرة ضدهم التي أثبتت الوقائع أنها كانت أحكاما سياسية محضة لاتمتّ إلى العدالة بصلة".
وجددت النقابة دعوتها ميليشيا الحوثيين بسرعة الإفراج عن الزميل وحيد الصوفي المخفي قسرا منذ أبريل ٢٠١٥، وكذلك الزملاء محمد الصلاحي، ومحمد علي الجنيد والموظف في وكالة سبأ نبيل السيداوي، وعبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن قلقها الشديد من وضع الزميل وحيد الصوفي ومصيره المجهول في ظل تجاهل مريب من سلطات ميليشيا الحوثي للكشف عن مكان اختطافه ومصيره والسماح بزيارته..
وطالبت النقابة في بيانها الجهات المعنية والمنظمات المهتمة بقضايا الصحفيين، المساندة الطبية والنفسية للزملاء المفرج عنهم، وكافة الصحفيين المتضررين من الحرب
وعبرت النقابة عن أسفها الشديد لاستمرار معاناة الزملاء الصحفيين الذين توقفت رواتبهم منذ العام ٢٠١٦ ، وأكدت موقفها الرافض للتضييق على العمل النقابي في كل اليمن، وما تعرض له مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في محافظة عدن من اعتداء واقتحام مطلع شهر مارس الفائت، ثم السطو والاستيلاء عليه بالقوة.
وقال بيان النقابة "أنها تأمل أن يرافق أي انفراجة سياسية أو تسويات بين الأطراف المتصارعة رفع القيود المفروضة على وسائل الإعلام، وتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي في كل مناطق اليمن، ورعاية أسر الشهداء الصحفيين وضحايا هذا الصراع الدموي".
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين أعلنت الأربعاء 3 مايو، توقف 165 وسيلة إعلامية في البلاد، جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.
جاء ذلك في دراسة ميدانية نفذتها النقابة والاتحاد الدولي للصحفيين، وأعلنت عن نتائجها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق 3 مايو من كل عام.
وأفادت الدراسة، بأن "من بين 365 وسيلة إعلامية استهدفتها الدراسة، تعمل منها فقط 200، فيما توقفت 165 وسيلة بسبب الحرب وتأثيراتها".
وأشارت إلى أن "الصحف والمجلات تأثرت بشكل أكبر، حيث توقفت 119 صحيفة ومجلة بسبب الحرب وتبعاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية".
وقالت الدراسة إنه تأسست 137 وسيلة إعلامية جديدة خلال فترة الحرب. واستهدفت الدراسة ٣٦٥ وسيلة إعلامية متنوعة بين القنوات التلفزيونية، والإذاعات، والصحف والمجلات، والمواقع الإلكترونية، منها ٢٦ قناة فضائية بنسبة ٧% من إجمالي وسائل الإعلام المستهدفة، ٦٠ إذاعة محلية بنسبة ١٦%، و١٣٢ صحيفة ومجلة يومية واسبوعية وشهرية ودورية٫ بنسبة ٣٦% و ١٤٧ موقعاً إخبارياً بنسبة ٤٧%.
واحتل اليمن المرتبة 168 (من أصل 180 بلداً) في مؤشر حرية الصحافة للعام 2023، وفق تقرير الأربعاء، عن منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية.

شارك