«إخوان» السودان قدحوا شرارة الحرب وواصلوا تزويدها بالوقود/ هل تربك «معضلة السلاح» مسار الانتخابات الليبية؟/السوداني يدعو إلى تشريعات عالمية تمنع الاعتداء على المقدسات

الأحد 02/يوليو/2023 - 11:20 ص
طباعة «إخوان» السودان قدحوا إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 2 يوليو 2023.

الاتحاد: اجتماعات مكثفة لتوحيد القوى المدنية في السودان

انخرط ممثلو القوى المدنية السودانية في اجتماعات مكثفة من أجل تشكيل جبهة مدنية موحدة لإنهاء القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، واستعادة المسار الديمقراطي.
وقال الدكتور الباقر العفيف، الكاتب والمفكر السوداني، ممثل «الجبهة المدنية لوقف القتال واستعادة الديمقراطية»، لـ«الاتحاد»، إن هناك مبادرات عديدة للقوى المدنية في السودان من أجل وقف المعارك واستعادة المسار الديمقراطي بقيادة مدنية، ونحن نعمل الآن من أجل توحيد هذه المبادرات، وسنعقد لقاءات مكثفة، وهدفنا توحيد القوى المدنية وتقديم صوت مدني ممثل للقوى السودانية الديمقراطية.
وأعرب عن اعتقاده بأن وجود هذا الصوت المدني الموحد سيكون مؤثراً وسيملأ الفراغ الحالي، لأننا نخشى أن يرسم حملة السلاح المسار المستقبلي للسودان، في غياب صوت موحد قوي للقوى المدنية، مضيفاً: «نقوم الآن بخطوات متسارعة من أجل تجميع أكبر قدر من المبادرات في اجتماع واحد كبير يضم أكبر تمثيل للأحزاب والقوى السياسية والنقابات والاتحادات المهنية ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني وقادة الفكر والشخصيات العامة في السودان، ويتم في هذا الاجتماع الاتفاق على إعلان مبادئ».
وأضاف الباقر العفيف: «هناك مقترحات عديدة بإنشاء لجنة ممثلة للقوى المدنية السودانية تنضم إلى المبادرات الدولية المطروحة لوقف القتال، ثم بدء المسار السياسي».
وأردف: «أعتقد أن وجود مجموعة تمثل الصوت المدني في السودان هو أمر مهم، وأنها ستشرح للعالم وجهة نظر الشعب السوداني، وستكون جزءاً من هذه المبادرات الدولية التي يجب توحيدها هي الأخرى».
وأوضح أن الأولوية الأولى ستكون لوقف القتال، ووضع حد لنزيف الدم في العاصمة الخرطوم ودارفور، وممارسة كل الضغوط بالتعاون مع المجتمع الإقليمي والدولي من أجل وقف القتال، ووضع الآليات المطلوبة لمراقبة وقف إطلاق النار بصورة فعالة، ثم تقديم الإغاثة العاجلة للمتأثرين بالقتال والنازحين واللاجئين والعالقين في المعابر والحدود لإيوائهم وحمايتهم من ويلات المعارك، بكل الوسائل الممكنة، ثم العمل على مشاركة المدنيين في أية مفاوضات مستقبلية من أجل إحلال السلام والعملية السياسية من أجل الانتقال الديمقراطي بقيادة المدنيين.
من جهته، كشف اللواء كمال إسماعيل رئيس «التحالف الوطني السوداني»، والقيادي بقوى «الحرية والتغيير» لـ«الاتحاد»، عن اجتماعات أخرى من أجل توحيد القوى المدنية السودانية، جعلت أولويتها وقف القتال، مؤكداً صعوبة الأوضاع في السودان، وهو ما يستلزم العمل بجدية من أجل توحيد القوى المدنية، والعمل بفاعلية وتنسيق من أجل وقف القتال، واستعادة الاستقرار والمسار المدني الديمقراطي في السودان.
ميدانياً، لا تزال المعارك مستمرة في العاصمة السودانية الخرطوم، بين طرفي الأزمة، في محيط قواعد عسكرية.
وفي غرب السودان، حذّرت الأمم المتّحدة من تفاقم النزاع إلى «مستويات مقلقة» في دارفور.
ومنذ اندلاع القتال في أبريل، لا يزال ملايين الأشخاص عالقين وسط تبادل إطلاق النار من دون كهرباء ولا ماء وسط حرارة خانقة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أمس الأول، بأنه منذ اندلاع القتال في السودان منتصف أبريل الماضي، فرّ أكثر من 2.6 مليون شخص من منازلهم. 
وأشار المكتب إلى نزوح أكثر من 2.1 مليون شخص داخلياً، بمن فيهم 1.4 مليون شخص فروا من العاصمة الخرطوم، كما عبر أكثر من 560 ألف شخص الحدود إلى البلدان المجاورة، معظمهم إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة. 
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحفي يومي، إن المنظمات الإنسانية وصلت، خلال الشهرين الماضيين، إلى أكثر من 2.8 مليون شخص، في جميع أنحاء البلاد، بخدمات الغذاء والتغذية والصحة والمياه والحماية. 
لكن فرحان حق، قال إن انعدام الأمن والعوائق البيروقراطية في الوصول، بما في ذلك عدم وجود تأشيرات للمنظمات غير الحكومية الدولية، فضلاً عن الهجمات على المباني والمستودعات الإنسانية، لا تزال تعرقل قدرة الأمم المتحدة وشركائها على إيصال المساعدات بأمان. 
وأضاف: «نواجه صعوبات جمة في الوصول إلى الناس في المناطق المتضررة من النزاع في الخرطوم ودارفور وكردفان، ومنذ بداية الأزمة، لقي 13 عاملاً في المجال الإنساني مصرعهم، وأصيب عدد أكبر، وبعضهم لا يزال في عداد المفقودين».

الخليج: عائدات النفط الليبي تفجّر جدلاً بين حكومة «الاستقرار» وواشنطن

فجّر تهديد رئيس حكومة الاستقرار الليبية أسامة حماد بإيقاف إنتاج النفط وتصدير الخام، في حال عدم تمكين الحارس القضائي من مباشرة مهامه ومراقبة حسابات وأموال المؤسسة الوطنية للنفط، يوم الأربعاء الماضي، الجدل والتلاسن بينه وبين المبعوث الأمريكي الخاص الى ليبيا ريتشارد نورلاند حول ملف إدارة النفط في البلاد، فيما جددت الحكومة البريطانية التحذير بشأن السفر إلى ليبيا، ناصحة بتجنب السفر غير الضروري نهائياً، وذلك بسبب ما وصفتها بالأوضاع الأمنية والسياسية الهشّة التي تشهدها البلاد.

وقال حماد، أمس الأول الجمعة إن «تلويحنا بالراية الحمراء لإيقاف تدفق إيرادات العائدات النفطية قصدنا به الحفاظ على أموال الدولة وكف أيدي العابثين».

وأضاف: «أوجه المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، لاحترام سيادة القضاء الليبي وعدم التدخل بالانحياز لأي طرف كان».

ودعا حماد، نورلاند «لعدم تغليب المصالح الخارجية على مصالح وحقوق الشعب الليبي، وعدم إلقاء التصريحات الإعلامية دون معرفة ودراية بحقيقة الأمر». وأوضح أن «تصريحات نورلاند تعتبر تدخلاً سافراً في شؤون الدولة الليبية، وهي مبنية على دعم طرف واحد مستفيد بإهدار أموال الشعب».

وحث حماد «مجلسي النواب والدولة على الإسراع لاتخاذ الخطوات العملية للوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتشكيل سلطة تنفيذية موحدة لإدارة شؤون البلاد ومواردها».

ومن جانبه، دعا المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، أمس الأول الجمعة، الجهات السياسية في البلاد إلى تجنّب إغلاق المنشآت النفطية، وقال إن ذلك سيكون مدمّراً للاقتصاد ويضر جميع الليبيين.

وبحسب بيان نشرته السفارة الأمريكية في ليبيا، حثَّ نورلاند القادة الليبيين على تبني آلية شاملة لإدارة العائدات باعتبارها «طريقة بناءة لمعالجة المشاكل المتعلقة بتوزيع إيرادات النفط، وترسيخ الشفافية، من دون تقويض سلامة الاقتصاد الليبي أو حيادية المؤسسة الوطنية للنفط».

وتتهم الحكومة المدعومة من البرلمان، حكومة الوحدة المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة بإهدار المال العام وباستغلال عوائد النفط في شراء الولاءات بالداخل والخارج من أجل البقاء في السلطة، وتطالب بالحجز الإداري على أموال النفط المودعة بحسابات مؤسسة النفط والمصرف المركزي والمصرف الليبي الخارجي.

ومن شأن إيقاف إنتاج وتصدير النفط أن يؤدي إلى خسارة صادرات بنحو 1.2 مليون برميل، وهو معدل الإنتاج اليومي في هذه الفترة، وبالتالي انهياراً في الإيرادات المالية للدولة.

من جانبه، أعرب رئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية في البرلمان عيسى العريبي،أمس السبت، عن استنكاره واستهجانه من تصريحات نورلاند، معتبراً إياها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الليبي.

وقال العريبي، في بيان، إن «ما يهم السفير الأمريكي فقط استمرار تدفق الغاز والنفط دون النظر إلى معاناة أهل فزان وطبرقة وبعض مناطق طرابلس، ولا ينظر إلى فساد الحكومة المنتهية ولايتها».

من جهة أخرى، أبقى مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، التابع للحكومة البريطانية، على التوجيهات الخاصة بعدم السفر إلى ليبيا، القائمة منذ العام 2014، محذراً من السفر من وإلى ليبيا، والتحرك داخل البلاد بسبب الأوضاع الأمنية المحلية الهشة، والتي يمكن أن تتدهور بشكل سريع إلى اشتباكات حادة واقتتال دون إنذار مسبق.

وأوضح البيان الحكومي، أن السفارة البريطانية في طرابلس لا تقدم الخدمات القنصلية في الوقت الراهن. 

سعيَد يطلب من البعثات في الخارج التقيد بمبدأ السيادة

وجّه الرئيس التونسي قيس سعيد تعلميات مشددة بشأن مهام البعثات الدبلوماسية في الخارج، ودعوته لهم بضرورة التقيد بمبدأ السيادة، ورفض أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطاً دولية بشأن الإصلاحات الاقتصادية وملف الهجرة غير النظامية، فيما كشف رئيس البرلمان التونسي، إبراهيم بودربالة، عن مصير مجموعة من الملفات التي بقيت مبهمة، أهمها مبادرة الإنقاذ الوطني التي سيوجهها الرباعي الراعي للحوار إلى الرئيس سعيد، وتركيز المحكمة الدستورية، وتحديد صلاحيات كلتا الغرفتين النيابيتين، وعلاقة البرلمان الجديد مع وسائل الإعلام.

جاءت توجيهات سعيد لدى لقائه وزير الخارجية نبيل عمار في خطوة لضبط مسؤوليات البعثات الخارجية لتكون أكثر انسجاماً مع حركة 25 يوليو/تموز.

وشدد سعيد على ضرورة أن يكون كل من سيتولى تمثيل الدولة التونسية في مستوى المسؤولية مع ضرورة المساءلة بصفة دورية عما أُنجز وتحقق، مشيراً إلى أن هذا الإجراء لا ينسحب فقط على رؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية، بل أيضاً على كافة أعضاء البعثات بالخارج.

كما أكد في بيان نشرته الرئاسة التونسية سيادة الدولة التونسية وثوابت الدبلوماسية في بلادنا، وذكّر بما ورد في توطئة دستور 25 يوليو 2022 من أن الشعب التونسي يرفض أن تدخل دولته في أي تحالفات في الخارج، كما يرفض أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية.

يأتي البيان في وقت يناقش فيه الاتحاد الأوروبي مذكرة للتعاون الشامل مع تونس تتضمن دعماً مالياً واقتصادياً في مقابل خطط لتعاون أكبر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية المنطلقة من السواحل التونسية.

وتريد تونس مهلة أكبر لمناقشة بنود الوثيقة قبل إقرار الاتفاق النهائي، بينما تضغط منظمات حقوقية ومنظمات من المجتمع المدني في الداخل من أجل عدم القبول بالمزيد من القيود على عبور المهاجرين.

وفي رسالة طمأنة للداخل أشار بيان الرئاسة التونسية إلى أن السياسة الخارجية لتونس تنبع من اختيارات الشعب لا ممن يتوهم أنه وصي عليه أو أنه قادر على أن يُملي عليه ما لا يرتضيه، فالشعب التونسي متمسك باستقلاله ومستميت في الدفاع عن حريته، وعزته، وكرامته.

من جهة أخرى، أوضح رئيس البرلمان، إبراهيم بودربالة، أن مبادرة الحوار الوطني التي صاغها الاتحاد العام التونسي للشغل مع عدد من مكونات المجتمع المدني تندرج في إطار الاجتهاد، لكنه اجتهاد منقوص، على حد تعبيره. وأكد في حوار إذاعي أمس الأول الجمعة، أنها لا تشكل إلا جزءاً من طموحات الشعب التونسي، فضلاً عن كونها تفتقد إلى الشمولية، نظراً لغياب مشاركة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، واتحاد الفلاحين، والاتحاد الوطني للمرأة.

وأضاف: كان على أصحاب المبادرة أن يدرسوا بشكل دقيق التزامات الدولة الثنائية والإقليمية، والتزاماتها مع المؤسسات المالية الدولية حتى تكون مبادرة متكاملة يمكن الاستئناس بها في رسم الخطوط العريضة للمستقبل، وهو ما يوحي بوأد هذه المبادرة قبل الإعلان عن تفاصيلها.


اشتباكات عنيفة في محيط «مدرعات» الخرطوم

تجددت الاشتباكات العنيفة، أمس السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط «سلاح المدرعات» جنوبي الخرطوم، باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وقصف الجيش مواقع لتمركز الدعم السريع شرقي المدينة بالمدفعية الثقيلة، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع والطيران الحربي، فيما أصدرت سلطة الطيران المدني السودانية بياناً أمس الأول الجمعة، أعلنت فيه تمديد إغلاق المجال الجوي السوداني حتى العاشر من يوليو/تموز، أمام الحركة الجوية باستثناء الرحلات ذات الأغراض الإنسانية.

وأفاد شهود عيان، بأن الجيش صدّ هجوماً واسعاً ل«الدعم السريع» من محورين، استمرّ لعدة ساعات استهدف «سلاح المدرعات» جنوبي الخرطوم.

و«سلاح المدرعات» من القواعد الاستراتيجية المهمة للجيش في الخرطوم. وأشار الشهود إلى أن «قوات الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري، فيما تم أسرُ مجموعة كبيرة من عناصرها».

وقالوا، إن «الجيش وسّع نطاق اشتباكاته في مناطق تمركز قوات الدعم السريع بأحياء القوز والرميلة وجبرة، جنوبي الخرطوم».

وشهد مسرح المعارك تقدماً لصالح الجيش، عقب إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على معسكر قوات الاحتياطي المركزي منذ أيام.

وكان الجيش نفذ منذ أمس الأول الجمعة قصفاً جوياً مكثفاً، بالتزامن مع قصف مدفعي ثقيل وصف بالأعنف على أجزاء واسعة من العاصمة.

وشمل القصف مباني الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، وشارع السيد علي وكافوري في الخرطوم بحري، ومحيط القيادة والقصر الجمهوري وشارع الستين في الخرطوم.

عمليات تمشيط واسعة

وبحسب خبراء عسكريين، فإن الطلعات الجوية وعمليات القصف المدفعي العنيف على مواقع الدعم السريع قد تعقبها عمليات تمشيط للقوات الخاصة للجيش، بهدف التأمين وبسط السيطرة.

وحسب شهود عيان، استمرت القوات الخاصة للجيش بالتمدد من سلاح المهندسين جنوبي أم درمان شمالاً وغرباً بمحيط شارع الأربعين ومنطقة العباسية، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، التي أعلنت عن تصديها لهجوم من الجيش السوداني على منطقة الكدرو شمالي الخرطوم بحري.

وتواصلت معاناة السكان بعدد من أحياء منطقة الفتيحاب في الحصول على مياه الشرب مع استمرار توقف محطة المقرن للمياه بعد تعطل محول الكهرباء في المحطة.

ومازال الشارع السياسي ملبداً بالغيوم؛ حيث لا هدنة ولا اتفاق تهدئة يلوح بالأفق، علماً بأن الهدن السابقة لم تكن تحظى بالقدر الكافي من الاحترام، من الطرفين.

الضغط على طرفي الصراع

وفي سياق متصل، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أمس الأول الجمعة: «الحل الأمثل للأزمة هو الضغط على أطراف الصراع لقبول وقف إطلاق النار الدائم، وبمراقبة إقليمية».

وأكد مناوي في تغريدة عبر «تويتر»، على «ترك القضايا السياسية للقوى السياسية لكي تدير حواراً وطنياً سودانياً شاملًا يتفق فيه السودانيون على شكل الدولة والأسس التي تقوم عليها، وهياكلها وعلاقاتها الرأسية والأفقية».

وأردف: «أي محاولة للسطو على الحكم دون ذلك ستفكك ما تبقى من البلاد».

يأتي ذلك، فيما أعلنت قوات «الدعم السريع» تسليم 14 من جرحى الجيش للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وذكرت في بيان مقتضب أن «قوات الدعم السريع قطاع شمال دارفور تسلم 14 من جرحى الجيش للجنة الدولية للصليب الأحمر»، دون تأكيد أو نفي من الجيش أو الصليب الأحمر.

دعوة للتدخل السريع

إلى ذلك، أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية، أمس السبت، تمديداً لإغلاق المجال الجوي السوداني حتى العاشر من يوليو/تموز الجاري، باستثناء الرحلات ذات الأغراض الإنسانية.

ودعا رضوان نويصر، الخبير الأممي لحقوق الإنسان، مجلس الأمن إلى سرعة التدخل لحل الصراع الخطِر في السودان.

كما ناشدت نائبة رئيس البعثة الأممية للسودان والمنسقة الإنسانية المقيمة في السودان كليمونتين أونكويتا سلامي، طرفي النزاع لاحترام حقوق الإنسان، وحماية المدنيين.

نقابة الأطباء تحذر من خطورة استمرار اغتيال الكوادر الطبية

اغتالت قوة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، أمس الأول الجمعة، أخصائي مختبرات في أحد المستشفيات بمنطقة «الدروشاب» شمالي الخرطوم، كما أحرقت المختبر بالكامل وتعرضت لجميع الكوادر الصحية والمرضى، ما أدى إلى إخلاء المستشفى بالكامل وخروجه تقنياً عن الخدمة بصورة كاملة.

في المقابل، حذرت نقابة أطباء السودان المركزية من خطورة استمرار اغتيال الكوادر الطبية واستهداف المستشفيات بسبب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ويتواصل خروج المستشفيات في العاصمة وولايات دارفور عن الخدمة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.

كما يعاني القطاع الصحي في المدن والمناطق الأقل خطورة نقصاً حاداً في الكوادر الطبية والإمدادات العلاجية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات وأيام طويلة.

وبحسب آخر الأرقام، فقد ارتفع عدد الضحايا من الكوادر الطبية منذ اندلاع القتال في منتصف إبريل/نيسان إلى نحو 23 طبيباً وعاملاً في القطاع الصحي.

ووفقاً للطبيب محمد عباس، الذي يعمل في مستشفيات ولاية دارفور، فإن عدداً من الكوادر الطبية تعرضوا للتهديد بأساليب مختلفة حتى داخل غرف العمليات الجراحية، مشيراً إلى مقتل عدد كبير منهم.

وأوضح عباس أن مخازن الأدوية في مدينة الجنينة وعدد من مدن الإقليم الأخرى تتعرض لنهب مستمر.

وأضاف أن العديد من المستشفيات تعرضت لعمليات تدمير كلي أو جزئي خصوصاً مستشفى الجنينة، الذي خرج عن الخدمة بشكل كامل.


البيان: حرب السودان.. «قوة فصل» في مدينة الفاشر

كشف الجيش السوداني عن تنفيذ عمليات وصفها بـ«النوعية»، ضد قوات الدعم السريع في أم درمان غرب الخرطوم.

وحسب وكالة سبوتنيك الروسية، نشر الجيش السوداني، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات تظهر قواته وآلياتها العسكرية وهي تتجول في شوارع أم درمان غربي العاصمة.

وأكد البيان أن «القوات العسكرية للجيش السوداني نفذت عمليات نوعية داخل ضد الدعم السريع، ونظفت جيوب المتمردين في أم درمان».

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية، من جانبها، أنها «أفشلت تحركاً للجيش السوداني في منطقة شمال بحري»، مشيرة أنه كان يهدف لإسناد منطقة الكدرو العسكرية المحاصرة، حسب «سبوتنيك».

 

مبادرة ودعوة

في الأثناء، أعلن والي شمال دارفور، نمر عبدالرحمن، عن «تشكيل قوة مسلحة للفصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر».

ودعا، في كلمة له، بقية المدن أن تحذو حذو ولاية شمال دارفور في المحافظة على السلم الاجتماعي في وقت الحرب، مشيراً إلى «الاتفاق على وقف القتال في الولاية»، حسب مصادر سودانية.

وكان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وصف ما يجري في «الجنينة» و«كتم» بـ«الجرائم المكتملة»، محذراً من أن «الاغتيالات تقود الإقليم للانزلاق في حرب أهلية»، مؤكداً أن «ظروف الحرب في السودان أدت إلى تفجر الأوضاع في أجزاء واسعة من الإقليم لحساسية الموقف فيه».

وقال عقار، في حديث لقناة «القاهرة الإخبارية» المصرية، إن «الوضع يتفاقم في دارفور، والتأثير هناك أكثر من التأثير الذي يحدث في الخرطوم، كما أن معاناة الشعب السوداني في دارفور متكررة».

وتدور منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.

الشرق الأوسط: «إخوان» السودان قدحوا شرارة الحرب وواصلوا تزويدها بالوقود

يوم السبت 8 أبريل (نيسان) الماضي قبل أسبوع من اندلاع القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، أفلحت القوى السياسية والوساطة الثلاثية «السعودية – الأميركية - الإماراتية» في جمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي). وفي الاجتماع، جرى الاتفاق على تسوية وجود القوات الجوية المصرية في القاعدة الجوية بمطار مروي التي يزعم «الدعم السريع» أنها تهدده، كذلك اتُّفِق على عقد اجتماع «فني» في اليوم التالي (الأحد) لبحث الأزمة. ولكن، في الموعد حضر الجميع وغاب البرهان تحت ذريعة «المرض» ولم يرسل أياً من مساعديه، ما عدته أوساط «حميدتي» تنصّلاً مما سبق الاتفاق عليه، ومن ثم، وجه الأخير قواته بالتحرك إلى منطقة تقع بالقرب من القاعدة الجوية.

شكّك كثيرون في أسباب «غياب» البرهان عن اجتماع الأحد. البعض قال إنه تعرض لضغوط من قبل ضباط الجيش المحسوبين على الحركة الإسلامية (الاسم المحلي للإخوان المسلمين). وازدادت دائرة الشكوك اتساعاً إثر تلميحات مجموعة من قادة وإعلاميي الإسلاميين على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي؛ «فيسبوك» على وجه التحديد، بأن الحرب مقبلة وأن النصر فيها وشيك. وصار الوضع أكثر غموضاً لأن البرهان لم يعد لطاولة الحوار والتزم الصمت، ورفع حالة الاستعداد والتعبئة وسط القوات المسلحة (الجيش)، فظلت الأيدي على الزناد من قبل الطرفين.

ففي 11 أبريل (نيسان)، نشر الناشط عمّار السجاد على صفحته سؤالاً مفخخاً كأنه يجيب عن سؤال تحريضي، إذ قال: «الناس (المستبعدين) الحرب، انتو المدرعات دي جاية الخرطوم تزرع زهور؟»، وقبلها كان السجّاد قد وجّه نصيحة عدّها «غالية»، تقول: «أي أسرة تستطيع مغادرة الخرطوم لأطول فترة ممكنة، فلتفعل». وكان قبلها قد ذكر أنه «تلقى تنويراً بذلك»، لكنه تراجع عنه، وأضاف: «ما كنت أعلم بالغيب، عندما قامت الدنيا عليّ ولم تقعد».

وفي 13 أبريل، قبل اندلاع الحرب بيومين، كتب الصحافي «الإسلامي» طلال إسماعيل على صفحته في «فيسبوك»، قائلاً: «يؤتي الملك مَن يشاء وينزع الملك ممّن يشاء»، ودوّن تحتها «هاشتاغات»، تقول: «قوائم الاعتقال، حظر السفر، ساعة الصفر»، وذلك بعد أسبوع من تغريدته يوم 5 أبريل التي اكتفى فيها بـ«السودان، الانتشار، الانفتاح».

وفي تغريدة أخرى لإسماعيل كتب: «من القائد خرطوم، إلى كل الأفرع والوحدات»، وقبل اندلاع القتال بساعات كتب مرة أخرى: «إنشاء قوات خاصة جديدة من الجيش السوداني (للتدخل السريع)، رشيقة الحركة وذات نيران كثيفة، حيث تساءل عدد من المواطنين عن العربات في فيديوهات ظهرت ليلاً، تضم وحدات من مهامها حرب المدن، ومكافحة الإرهاب وعمليات ذات طبيعة خاصة».

وقبل هذه التلميحات الكاشفة، توعّدت قيادات إسلامية بارزة بالحرب حال مضيّ الجيش قدماً في توقيع «الاتفاق الإطاري» مع القوى المدنية. ونقل عن القيادي «الإسلامي» أنس عمر تهديده خلال إفطار رمضاني بأن يفشّلوا الاتفاق الإطاري «بأي ثمن». وتوعّد القوى المدنية بالهزيمة، في حين أعلن قائد «الدعم السريع» دعمه للاتفاق باعتباره ميثاقاً وعهداً. وفي المقابل، عد «الإسلاميون» الاتفاق بين الجيش و«الدعم السريع» وتوقيعه «نهاية» لطموحهم في العودة إلى الحكم مجدّداً، لذا استخدموا كل ما يملكون من قوة وأدوات تحريض ضده.
نص الاتفاق الإطاري

لقد نصّ الاتفاق الإطاري الموقع بين كل من الجيش و«الدعم السريع» منفردين والقوى المدنية من جهة أخرى، على تشكيل حكومة مدنية وخروج القوات العسكرية من السياسة، وإعادة إحياء لجان تفكيك نظام 30 يونيو (حزيران)، وفترة انتقالية طولها سنتين ونصف السنة تجرى بعدها انتخابات. وهو ما يعني نهاية أكيدة لأحلام «الإخوان» السودانيين حال الالتزام به، ولذا عملوا على إفشاله عبر تحريض الجيش و«الدعم السريع» على الدخول في «الحرب».
اليوم يدور جدل كبير حول مَن «أطلق الرصاصة الأولى»، إذ يزعم «الدعم السريع» أنه بوغت بالهجوم على قواته في معسكري «المدينة الرياضية» و«سوبا» جنوب الخرطوم. أما الجيش فيدّعي أن «الدعم السريع» هاجم قيادته العامة مستهدفاً القائد العام عبد الفتاح البرهان، وأيضاً أنه شن هجوماً متزامناً على مقر القيادة العامة والقصر الرئاسي ومبنى الإذاعة والتلفزيون والقاعدة العسكرية في منطقة مروي ومطار الخرطوم الدولي بجوار القيادة وغيرها.

إلا أن الشاهد «ي. ب»، وهو تاجر يعمل في السوق المركزية بالخرطوم بالقرب من المدينة الرياضية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه وصل إلى متجره راجلاً في السادسة من صبيحة 15 أبريل عبر شارع أفريقيا الذي يمر بالمدينة الرياضية؛ حيث قوات «الدعم السريع»، وهناك شاهد قوات من الجيش تغلق الطريق من تجاه الشرق، وبعد عدة ساعات سمع دوي الأسلحة المتعددة ومعركة بين الطرفين. هذا الكلام يسند رواية «الدعم السريع» التي تقول إنهم فوجئوا بهجوم الجيش على قواتهم، لكنهم استطاعوا إلحاق الهزيمة بالمهاجمين. وفي شريط «فيديو» لأسرى العملية اعترف أحدهم بأنهم استجلبوا من قبل الحركة الإسلامية من مناطق عديدة في السودان.

من جهة ثانية، على الرغم من حالة التأهب والتوتر بين الطرفين الممتدة منذ أشهر، وحشد كل طرف لقواته، فإن الجيش يزعم أنه بوغت بهجوم «الدعم السريع» على عدة مواقع تخصه بما فيها القيادة العامة، ويتهم «الدعم السريع» بمحاولة السعي لتسلم السلطة والانقلاب على القائد العام ومحاولة تصفيته. لكن «الدعم السريع» في نفيه يقول إنه «رد بسرعة على الاعتداء عليه». والمرجح، بحسب عدد من المحللين، أن الطرفين كانا متجهزين للقتال، لكنّ أياً منهما لم يحدد «ساعة الصفر».
«الإسلاميون» افتعلوا المعركة

في هذه الأثناء، يرى محللون أن قوى من خارج الجيش، يُرجَّح أنها من «الإسلاميين» افتعلوا المعركة مع «الدعم السريع» في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات في سوبا، بهدف زجّ الجيش في المعركة. وما يؤكد أن الجيش لم يحدد «ساعة الصفر»، وأن كثيراً من قياداته فوجئوا بالقتال، هو تمكن «الدعم السريع» من أسر عدد كبير من كبار الضباط في منازلهم بحي المطار القريب من قيادة الجيش، بمن فيهم «المفتش العام للجيش» الفريق مبارك كمتور، وقائد معهد الاستخبارات العسكرية برتبة عميد، وآخرون من كبار الضباط برتبة عميد لواء لا يزالون أسرى عند «الدعم السريع».

وللعلم، فور اشتعال القتال، أعلن حزب المؤتمر الوطني، ومرجعيته الفكرية «الحركة الإسلامية»، تأييدهما للجيش والوقوف معه لهزيمة «الدعم السريع»، واستخدما أسلوباً معروفاً عنهما كانا قد استخدماه طوال فترة حكم «إسلاميي» المؤتمر الوطني لتقسيم المواطنين إلى قسمين: «خونة وعملاء» و«وطنيين». والمعنى أن كل من لا يؤيد الجيش هو من مجموعة العملاء والخونة والداعمين لـ«الدعم السريع»، وأيضاً يرون أن كل من يطالب بوقف الحرب داعم للميليشيا. وهذا أيضاً أسلوب دعائي ظل يستخدمه حكم «المؤتمر الوطني» طوال حروبه في السودان بتقسيم المجتمع إلى فسطاطين. ومثلما عدّوا، عندما كانوا يقاتلون في جنوب السودان، تلك الحرب ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان «جهاداً»، كفّروا بموجبه كل من يرفض تلك الحرب، فإنهم يعتبرون الحرب الحالية «معركة كرامة»... ومن ثم، فكل من يطالب بإيقافها عميل وخائن لوطنه و«بلا كرامة».
ذريعة ضرب «الفلول»

في المقابل، فإن دعاية «الدعم السريع» الحربية ركّزت على أن هذه الحرب دائرة بينه وبين الإسلاميين، الذين أطلق عليهم صفة «الفلول». واتهم هؤلاء بأنهم «يسيطرون على قيادة الجيش»، وهو يعمل على تطهير الجيش منهم. ويضيف أن معركته «ليست مع الجيش، بل مع القيادة الفاسدة والمنفذة لأهداف الكيزان». وفي سبيل ذلك توعّد الإسلاميين، وأوقف بعض قادتهم، وعلى رأسهم والي ولاية شرق دارفور السابق أنس عمر، والحاج آدم رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، والقيادي السابق في الحزب الحاكم، ومحمد علي الجزولي القيادي الإسلامي المتطرف المقرب من «داعش».

وفي تصريحات له أثناء «أسره»، ظهر أنس عمر مرتدياً الزي العسكري - وهو برتبة لواء أمن معاش - قدم خلالها اعترافات بدور حزبه وتخطيطه للحرب. ومما قاله: «تم التخطيط لتغيير حكومة (الدكتور عبد الله) حمدوك من وقت مبكر، عبر مظاهرات ومسيرات ومواكب. وكنا مسؤولين عن التعبئة. وكان التنسيق مع قيادة الجيش البرهان والكباشي والعطا وميرغني إدريس، وهم الذين حددوا ساعة الصفر، وتولينا قضية التعبئة. بلغت التعبئة ذروتها في رمضان... وقرر المؤتمر الوطني رفض الاتفاق الإطاري وإسقاطه، وتعبئة الجماهير باستثارتها ضد الحكومة القائمة».

إلا أن حزب المؤتمر الوطني اعتبر تصريحات القيادي أنس عمر عديمة القيمة، لأنها أخذت منه عن طريق الإكراه. وجاء في بيان للحزب بتاريخ 21 مايو (أيار) الماضي، أن الرجل أرغم تحت التعذيب للاعتراف بعلاقته بالتخطيط مع القوات المسلحة لإسقاط الحكومة، وأضاف: «هذه مزاعم وتلفيق لا يفوت على فطنة السودانيين»، واصفاً ظهوره بجريمة اختطاف مدنيين.

أما الجزولي فقد ذكر في تصريحات - وهو تحت الأسر أيضاً: «كنت منتمياً لـ(داعش) وأبو بكر البغدادي وحتى الآن. نحن منذ يوم توقيع الاتفاق الإطاري، قرّرنا حملة قوية لإسقاطه، وكنا نتواصل مع المؤسسة العسكرية والفريق البرهان عبر اللواء حسن بلة، لإسقاط الاتفاق الإطاري». كذلك، نقل عنه قوله إن الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي «نوّرهم» بأن الانفجار قد يقع يوم السبت، وتابع: «بالفعل في يوم السبت ناس من الجيش ومعهم كتائب الإسلاميين هاجمت المدينة، يقودها أنس عمر، ويخطط للشغل أسامة عبد الله وعلي كرتي، وانطلقت الطلقة الأولى بالاعتداء على قوات الدعم السريع ومن قبل كتائب الإسلاميين».

غير أن المحلل السياسي أبو ذر علي الأمين قلّل من دور الحركة الإسلامية في الأحداث وفي إشعال الحرب، ووصفه بأنه «مضخم». وقال إن حزبها، أي المؤتمر الوطني، بعد الثورة لم يكد يكون موجوداً، بيد أنه حمّل ما أطلق عليها «مجموعة العمل الخاص» المسؤولية، وأنها قبلت العمل تحت إمرة العسكريين وفضّلتهم على التنظيم، ما يعني أن العسكريين هم من يقودون الإسلاميين وليس العكس.

وأردف الأمين، الذي كان قد انشق عن الإسلاميين منذ وقت باكر: «هؤلاء لا يتحركون إلا بإيعاز وأوامر من العسكر... والحركة الإسلامية منذ فقدت السلطة والشارع لم يعد لها تأثير يذكر. أما مَن يخوض الحرب فهو (التنظيم الخاص)، لكنه يقودها دون مبادرة أو تخطيط، مجرد اتباع مطلق لأوامر وطلبات الجيش». وأشار إلى أن ما سماه «الجزء الأخطر» هو المتمثل في انشقاقات العمل الخاص بين جناحي رئيس جهاز الأمن السابق صلاح قوش، ومدير مكتب البشير السابق طه عثمان الموالي لـ«حميدتي»، وأثرها على الأوضاع الآن.
لا سلام ولا جدّية

يبقى القول إنه على الرغم من أن قطاعات واسعة من الشعب السوداني ترفض الحرب، وأيضاً على الرغم من الضغوط الدولية والوساطة السعودية - الأميركية التي توصلت مع الطرفين إلى إعلان أكثر من وقف لإطلاق النار أو «هدنة»، فإن الطرفين لم يلتزما بها بشكل قاطع. إذ استمر القتال، ووفقاً لتقارير أممية أدى استمرار هذه الحرب حتى اللحظة إلى تشريد نحو 2.5 مليون وتحويلهم إلى نازحين داخل البلاد ولاجئين في دول الجوار.

كذلك، اضطرت الوساطة لتعليق التفاوض بين الطرفين ووصفتهما بـ«غير الجادين» في وقف الحرب. وبالتالي، لا يعرف أحد إلى متى تستمر الحرب أو متى تنتهي، فقد اشتعلت نيرانها ولم تبقَ في الخرطوم والمناطق الأخرى التي امتدت لها فقط، بل أصبحت تهدد بالتحول لحرب أهلية.
خلاصة قراءتين متناقضتين لما حدث ويحدث

* يقول المحلل السياسي الجميل الفاضل، إن هناك أكثر من مؤشر على أن «حرب الخرطوم» الدائرة منذ ما يقارب 3 أشهر، ما هي في الحقيقة سوى «المعركة الأخيرة لاستعادة سلطة التنظيم الإخواني، الذي تضعضع نوعاً ما بعد عزل (الفريق عمر) البشير بقرار من اللجنة للتنظيم، وذلك في محاولة ماكرة للانحناء أمام عاصفة الثورة الشعبية العارمة التي اجتاحت البلاد، ريثما يلتقط التنظيم المخاتل أنفاسه توطئة لاستعادة عرشه المفقود».

ويرى الفاضل الإيقاع المتسارع للعملية السياسية سبباً أساسياً للدخول في الحرب، «لقد كان من المفترض أن تتوّج في أبريل (نيسان) بتكوين هياكل حكم تدير فترة انتقالية جديدة، وأجبر التنظيم الإخواني على ركوب الصعب، وزجّ البلاد في أتون الحرب، لقطع الطريق أمام استعادة الحكم المدني الديمقراطي».

وحسب الفاضل، بدأ الإخوان التعبئة والتهيئة للحرب من خلال إفطارات جماعية رمضانية اتخذت طابع «الحملة المنظمة»، وتابع: «بعد تكشّف اعترافات متداولة للأسرى، فإن كتائب جهادية تضم عناصر التنظيم هي من أطلقت الرصاصة الأولى على مقر قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية بالخرطوم، وعلى مقر إقامة البرهان في بيت الضيافة، وتم القضاء فيه على العشرات من حراسه الشخصيين، والذين يمت بعضهم له بصلة القربى».

ويُعد رأي الفاضل مناوئاً لما تروّج له الحركة الإسلامية من أن حرّاس البرهان قتلوا بواسطة «الدعم السريع». إذ يقول إنها «عملية مزدوجة» نفذها الإسلاميون، وأشعلوا بها فتيل الحرب، ووضعوا قائد الجيش فيما يشبه الإقامة الجبرية. ويضيف: «أبرز الإسلاميين مواقف متصلبة لخدمة أجندة الحرب والتنظيم... بات في حكم المؤكد مشاركة عناصر من كتيبة البراء بن مالك الجهادية - كتيبة مقاتلة تتبع لتنظيم الإخوان - في العمليات العسكرية، من خلال نعي أمير الجماعة علي كرتي لبعض قتلى الإخوان وقادتهم».

* الطاهر ساتي، الصحافي الموالي للجيش، يرى أن الحرب لم تبدأ يوم 15 أبريل كما يظن البعض، بل يوم 13 أو يوم 12 عندما أرسل زعيم الميليشيا - أي قوات «الدعم السريع» - قواته من دون علم الجيش. وأردف: «هذه هي بداية التمرّد. تحريك قوات من دون علم الجيش تمرّد وفقاً لقانون الجيش... من هنا بدأ التمرد، ومن هنا اشتعلت الحرب».

وأوضح ساتي أن «الدعم السريع» في 15 أبريل حرّك قواته في الخرطوم بالتزامن مع قوات في مروي، نحو بيت الضيافة ومعهد الاستخبارات العسكرية والمطار والقيادة العامة. وأضاف: «أول ضحايا هذه الحرب، أفراد الحرس الجمهوري، ما يقارب 35 من أفراده استشهدوا في بيت الضيافة ببيت البرهان، كي لا تعتقل الميليشيا القائد العام للقوات المسلحة».

واتهم ساتي قوات «الدعم السريع» بأنها هي التي «أشعلت الحرب لتنفيذ انقلابها الدموي... ولكن قدّر الله أن يسيطر الجيش على الانقلاب بعد 12 ساعة من اقتحام الميليشيا لكل المؤسسات العسكرية والمواقع الاستراتيجية»، وتابع ساتي: «الجيش لم يكن مستعداً، إذ كان هو الذي بدأ الهجوم لو كان مستعداً، وكان بقوته العادية وفي حالة استعداد عادية. في الوقت ذاته كانت حالة الاستعداد عند الميليشيا مائة بالمائة، كما كانت في وضع الهجوم، ما جعل الجيش في وضع الدفاع نحو أسبوع».

ووفق ساتي، فإن الجيش «استعاد زمام المبادأة بعد قليل وسيطر به على الأوضاع وصد الهجوم»، وأفشل مخطط اعتقال قيادات الجيش أو اغتيالهم وهم الفريق أول البرهان والفريق شمس الدين كباشي والفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر «الذين كانوا جميعهم مستهدفين بالاغتيال أو الاعتقال».

وقطع ساتي بأن لا مصلحة للقوات المسلحة في استمرار التمرد، وأن هدفها المعلن هو إنهاء التمرد والانقلاب. «فقد أنهت الانقلاب بتدمير قوات الدعم السريع وإجبار قيادتها على الاختباء وتدمير المعسكرات وشل حركتها، مع تحولها من ميليشيا ذات أهداف سلطوية وأجندة سياسية، إلى عصابات ولصوص سيارات، ومغتصبين لحرائر السودان». واستطرد: «الجيش لا يقاتل حركة ذات أهداف سياسية. بل صاحب المصلحة في استمرار الحرب الذين ينهبون السيارات والبنوك والمتاجر، ويغتصبون النساء، هؤلاء هم من لهم مصلحة في استمرار الحرب... أما القوات المسلحة فهي حريصة على فرض السلام والأمن وهيبة الدولة، وستفرضها عاجلاً أو آجلاً بالحرب أو بالسلم بالقضاء على هذا التمرد وهذه العصابات».

السوداني يدعو إلى تشريعات عالمية تمنع الاعتداء على المقدسات

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن حادثة حرق المصحف في السويد «لا يمكن إدراجها ضمن نطاق الحريات»، محذراً من أنها «تحرض على العنف وتغذي الكراهية والعنصرية والتطرف». وقال السوداني خلال استقباله السبت سفير المملكة المتحدة لدى العراق مارك برايسون ريتشاردسون، بمناسبة انتهاء مهامّ عمله، وفقاً لبيان عن مكتبه الإعلامي. وفيما أشار البيان إلى أن «اللقاء شهد بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل توطيد التعاون المشترك في عدد من القطاعات الحيوية التي تشكل أولوية لدى الحكومة العراقية، وتصبّ في تحسين بيئة الاقتصاد والاستثمار». وأشار السوداني خلال اللقاء إلى «الأفعال المسيئة والمتكررة إلى الإسلام والقرآن الكريم»، مؤكداً «ضرورة قيام الدول الصديقة بلعب دور أكبر في التصدي لمثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تحرض على العنف وتغذي الكراهية والعنصرية والتطرف، والتي لا يمكن إدراجها ضمن نطاق الحريات» داعياً في الوقت نفسه إلى «موقف دولي حازم إزاءها ينطلق من القوانين والأعراف الدولية التي تمنع الإساءة والاعتداء على الأديان والكتب المقدسة والمعتقدات». وفي الأثناء، أعلنت الحكومة العراقية أن وزير الخارجية فؤاد حسين طالب الحكومة السويدية بـ«تسليم الشخص الذي قام بحرق القرآن إلى الحكومة العراقية من أجل محاكمته وفق القانون العراقي» كونه مواطناً عراقياً لاجئاً في السويد. وفي بيان لها أكدت الخارجية أن حسين «أعرب عن إدانة واستنكار العراق الشديدين لهذا العمل الشنيع الذي يمثّل إهانة بالغة للمقدسات الدينية، ويؤجج مشاعر المسلمين حول العالم، ويشكل استفزازاً خطيراً لهم». وأشار إلى أنَّ «حرق نسخة من المصحف الشريف لا يأتي ضمن سياق حرية التعبير، وإنما للتحريض على العنف وزرع الكراهية ودعم ظاهرة الإسلاموفوبيا». ومن جانبه، أعرب وزير الخارجيَّة السويديّ عن استنكار حكومة بلاده هذا العمل، وعبّر عن عميق أسفه لما حدث، مُؤكِّداً أنَّ «الحكومة السويديّة ترفض بشدة مثل هذه الأعمال المعادية للإسلام، وأنَّها لا تدعم أو تتغاضى بأية حال عن الآراء المعادية للإسلام التي عبّر عنها الشخص المعنيّ خلال هذه الواقعة، وأنَّ حكومة السويد تتفهم تماماً أنَّ المسلمين في السويد وفي الدول الأخرى قد شعروا بالإهانة لما حدث». وكان العراق قد دعا الجمعة إلى عقد جلسة طارئة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بشأن حرق نسخة من القرآن من قبل لاجئ من أصول عراقية في مملكة السويد.
الصدر يهاجم

إضافة إلى ذلك، وجّه ما يعرف بوزير القائد المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم السبت، انتقاداً لاذعاً إلى ما سماها «القنوات الميليشياوية والحكومية لا سيما الشيعية» للتغاضي عن تغطية ومساندة الاحتجاجات المنددة لحرق المصحف التي شهدتها أغلب مناطق ومدن البلاد. وقال وزير القائد في مدونة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «قنوات دولية تنشر وتبث أخبار تظاهرات العراقيين الذين تظاهروا من أجل القرآن ومن أجل وقف الفاحشة لا لمطالب سياسية أو دنيوية أو حتى خدمية أو من أجل فساد حكومي، وأما القنوات الميليشاوية والحكومية لا سيما الشيعية منها فقد غضّت بصرها عنها»، مردفاً بالقول: «ألا فتعساً لتلك القنوات التي تغض بصرها عن نصرة الدين».

وأضاف: «لو أن أسيادها (تلك القنوات) تظاهروا أو أغلقوا سفارة السويد في بلدانهم لغطّوها إعلامياً وبكثافة»، مستدركاً بقول: «لكن للحق رجالاً وللحق قنوات وأنتم لستم منها في شيء، فتعساً لكم وأضلّ أعمالكم؛ وذلك لأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم فتباً للّات والعزى ومناة الثالثة، ودمّر الله أمثالها». وكان الآلاف من أنصار الصدر قد تظاهروا في مناطق ومدن العراق خلال اليومين الماضيين احتجاجاً على حرق نسخة من المصحف من قبل لاجئ عراقي أمام المسجد الكبير في العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الأربعاء الماضي. وخرجت تلك التظاهرات بناءً على دعوة الصدر أنصاره للتظاهر، فيما طالبت قوى سياسية أخرى أنصارها بالخروج للتعبير عن شتى صيغ الاحتجاج لكن لم يتظاهر أحد وهو ما يؤكد من جديد قوة وتماسك أنصار الصدر. وكان الصدر قد انسحب من البرلمان العراقي العام الماضي بعد أن حققت كتلته المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي جرت أواخر عام 2021

هل تربك «معضلة السلاح» مسار الانتخابات الليبية؟

مع كل خطوة يقطعها الليبيون نحو إجراء انتخابات عامة تضع حداً للانقسام السياسي، وتنازع السلطة، تبرز «معضلة السلاح» المنتشر بين مجموعات غير نظامية، كأحد أبرز العوائق التي تهدد ذلك المسار، وفرص نجاحه في إنتاج سلطة موحدة.

ولا يخفي نواب ليبيون مخاوفهم من أن تلك العقبة «تظل بلا حلول»، مشددين على أن المجتمع الدولي في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لوضع حد للحالة الراهنة لـ«إثبات جدية مسار الحل عبر الانتخابات».

بعض هؤلاء النواب، ومنهم النائب جبريل أوحيدة، يرون أن ليس هناك أفق مطمئن، أو مشجع لإجراء الانتخابات المأمولة في ظل انتشار السلاح. ويقول أوحيدة لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن هناك تناغماً بين القوى الفاعلة، والمجموعات المسلحة في الغرب الليبي المتحالفة مع حكومة عبد الحميد الدبيبة، وبين دول مشجعة وداعمة عسكرياً وسياسياً لهم، لإبقاء الوضع على ما هو عليه». ويعتقد أن «هدف هذه الدول إبقاء الوضع الراهن بصيغة (إدارة الأزمة) فقط، من دون السعي إلى حلها»، مضيفاً: «لو كان المجتمع الدولي جاداً لتمكن من تغيير الوضع الحالي في أيام معدودة، عبر وضع حد بالقوة للميليشيات المسلحة».
مصالح متنافرة

وفي حين يقول أوحيدة: إن مصالح المجتمع الدولي في ليبيا «متنافرة»، يشير إلى تعارض أولويات روسيا والولايات المتحدة، في ليبيا، و«عدم رغبة» بريطانيا وتركيا «في تغيير الوضع الراهن».

كما يُعرب أوحيدة عن خشيته من أن أزمة ليبيا لن يتم حلها ككتلة واحدة، قائلاً: «هناك تباين بين الشرق والغرب والجنوب، حيث توجد قوة عسكرية وطنية في ثلاثة أرباع ليبيا، في الجنوب، والشرق، والوسط، بينما تظل البؤرة المتوترة هي الغرب الليبي متمثلاً في طرابلس، وضواحيها، حيث تسود ميليشيات متباينة المصالح، ومتحالفة مع حكومة الدبيبة».
ويتساءل النائب الليبي عن كيفية تنظيم تلك الانتخابات، وضمان الاعتراف بنتائجها، في ظل وجود السلاح المنفلت، ومجموعات مسلحة متباينة المصالح، مرجحاً احتمال إشعال المجموعات المسلحة حرباً لإفساد الانتخابات إذا أقيمت. وقال: «ربما نصحو على انتفاضة شعبية خاصة في الشرق الليبي، أو ما نسميه المناطق المحررة، تطالب بالانفصال عن هذا الواقع».
الحل الأنسب

ويؤيد النائب عبد المنعم العرفي القائلين بأن الحل الأنسب لمعضلة انتشار السلاح يتمثل في توحيد المؤسسة العسكرية. ويقول، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن إقليم برقة، وفزان، يشهدان حضوراً للجيش الليبي، «كمؤسسة تقوم بدورها» في تعقب النشاط غير القانوني. ويرى النائب الليبي أن العائق الحقيقي أمام توحيد المؤسسة العسكرية هو التشكيلات المسلحة في طرابلس.

ويضيف أن العاصمة طرابلس تشهد وجود تشكيلات مسلحة عدة، تم إمدادها بالمال، والسلاح، ومقار التدريب، وتنشط في تهريب البشر، والوقود، والمخدرات، وتسيطر على مفاصل الدولة، والوزارات، على حد قوله.

ويقطع العرفي بأنه «ما لم تتوحد المؤسسة الأمنية في ليبيا، فإن الانتخابات قد لا تكون أداة إنهاء الانقسام، بل قد يعود بشكل أكثر من ذي قبل»، مشدداً على ضرورة حسم الملف الأمني، وإرساء الاستقرار قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع «كخطوة تتلوها خطوة أخرى، وليس بشكل متوازٍ».
تبديد المخاوف؟

وحول الموضوع نفسه، كتب النائب الليبي عبد السلام عبد الله نصية، عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: إن قضية انتشار السلاح تشهد تبايناً في أوساط الليبيين حولها.

وأوضح: «منهم من يرى ضرورة بقاء السلاح كما هو عليه الآن، لضمان التوازن بين القوى السياسية والاجتماعية، ومنهم من يرى ضرورة نزعه، ولو بالقوة من الميليشيات والتشكيلات المسلحة، ومنهم من يرى ضرورة توحيد الجيش أولًا تحت سلطة مدنية، ومنهم من يرى ضرورة التوافق حول هذه القضية من خلال طرح كل المخاوف، وتقديم الضمانات كافة للوصول إلى احتكار السلاح من قبل مؤسسات الدولة في ظل سلطة مدنية».

ويشير نصية إلى وجود تساؤل آخر مرتبط بالقضية نفسها، وهذا التساؤل يقول: «هل فعلاً ترغب الأطراف الداخلية والخارجية في حل قضية السلاح في إطار الدولة وتبديد مخاوف الجميع؟ أم أن هناك فيتو على ذلك؟»، داعياً إلى أن يشمل التحضير للانتخابات التوافق حول قضيتي الانتخابات الرئاسية، والسلاح «حتى لا نستمر في حلقة مفرغة، في ظاهرها خلاف حول ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، وفي باطنها خلاف عميق حول منصب الرئيس، والسلاح، وبالتالي لن نصل إلى الاستقرار المنشود، أو إجراء انتخابات حقيقية يقبل نتائجها الجميع».

كما دعا عبد السلام نصية، رئيس البعثة الأممية في ليبيا، عبد الله باتيلي، إلى التأسيس لحوار يشمل هاتين المسألتين «بين أطراف الصراع المحلية والخارجية خلال هذه الفترة، بدلاً من الذهاب في مسارات وهمية، وترديد مصطلحات النفاق السياسي الصادرة عن الدول المتدخلة في ليبيا، وبدلاً من اللقاءات العقيمة التي لا تكرس إلا لاستمرار الأزمة وإدارتها».

شارك