الطيران العراقي يقصف هدفاً «داعشياً» في ديالى/الخرطوم: الجيش لا يرغب بانتهاج سياسة الأرض المحروقة /ليبيا.. ترقب وحذر وخريطة طريق في الأفق

الجمعة 07/يوليو/2023 - 10:15 ص
طباعة الطيران العراقي يقصف إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 7 يوليو 2023.

الاتحاد: الطيران العراقي يقصف هدفاً «داعشياً» في ديالى

أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، أمس، تدمير وكر لعصابات داعش الإرهابية في ديالى شمال شرقي بغداد.
وقالت خلية الإعلام، في بيان: «يوماً بعد آخر يضيق الخناق على ما تبقى من عناصر عصابات داعش الإرهابية، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها القطعات الأمنية والجهد الاستخباري الدقيق والتعامل الفوري مع المعلومات، إد تمكن جهاز الأمن الوطني وبتخطيط وإشراف خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة من تزويد طيران القوة الجوية بمعلومات دقيقة عن هدف مهم».
وأضاف أن «طائرات إف 16 نفذت ضربة جوية في منطقة العبارة ديالى لاستهداف هذا المكان، وفي الساعة الخامسة خرجت قوة من لواء 21 شرطة اتحادية ومفارز الأمن الوطني بالقاطع لتفتيش مكان الضربة وعثرت على جثتين وبندقيتين M16، ومسدس وقنبلة يدوية». وأشارت خلية الإعلام الأمني إلى مواصلة «دك أوكار الإرهابيين للقصاص العادل منهم».

مقتل العشرات بهجوم جديد في بوركينا فاسو

قتل عشرات من المدنيين في هجوم شنته جماعات مسلحة شمال بوركينا فاسو، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن مصادر أمنية ومحلية.
وقال مسؤول محلي في ميليشيات تضم مدنيين يؤازرون الجيش في قتاله ضد الإرهابيين: «وصل مسلحون بأعداد كبيرة إلى قرية سامبلجا» التي تبعد نحو أربعين كيلومتراً عن دوري في منطقة الساحل (شمال). وأضاف: «بدأوا بإطلاق النار على الناس».
وتابع المسؤول: «نأسف لسقوط عشرات القتلى، وجميعهم مدنيون»، مشيراً إلى سقوط جرحى.
وتحدث أحد سكان القرية أيضاً عن سقوط عدد مماثل من القتلى، مضيفاً أن «متاجر عدة تعرضت للنهب والحرق».
وقال ساكن آخر، أمس: «هذا الصباح، عادت مجموعة من الإرهابيين مرة أخرى، وأضرموا النار في المنازل قبل سلب الماشية».
وتابع: «يستعد كثيرون للفرار من القرية، ولكنهم يتخوفون من أن يعترضهم الإرهابيون على الطريق».
وقتل نحو 15 مدنياً، أمس الأول، في هجوم نسب إلى إرهابيين شرق البلاد، بحسب مصادر أمنية ومحلية.
وفي 26 يونيو، قُتل ما لا يقل عن 71 رجلاً هم 31 جندياً، و40 متطوّعاً في قوة رديفة في ثلاث هجمات إرهابية في مقاطعة وسط شمال البلاد.
وتشهد بوركينا منذ عام 2015 دوامة عنف إرهابي، ظهرت في مالي والنيجر قبل بضع سنوات، وانتشرت خارج حدودهما.
وخلّف العنف أكثر من عشرة آلاف قتيل من مدنيين وعسكريين في ثماني سنوات، وفقاً لمنظمات غير حكومية، وأكثر من مليوني نازح.
ويحكم بوركينا فاسو منذ سبتمبر الماضي مجلس عسكري، برئاسة الكابتن إبراهيم تراوري.

الخليج: الخرطوم: الجيش لا يرغب بانتهاج سياسة الأرض المحروقة

قال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق علي، أمس الخميس، إن القوات المسلحة لا ترغب في انتهاج سياسة الأرض المحروقة، مضيفاً أن الجيش السوداني قادر على حسم التمرد في زمن قياسي، لكن وجود المتمردين داخل المرافق الحكومية والمنازل يؤخر الحسم العسكري، فيما دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إلى تجميع المبادرات المختلفة في مبادرة وطنية واحدة لإيجاد حل للقتال في البلاد، حيث استمرت المعارك الضارية في أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تشكل الخرطوم. فيما تسعى قوات «الدعم السريع» على ما يبدو لتوسيع نطاق الحرب إلى شمال البلاد، وشرقها في المرحلة المقبلة.

وقال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق علي، إن الجيش السوداني قادر على حسم المعركة لو أراد انتهاج سياسة الأرض المحروقة، مشيراً إلى وجود قوات المتمردين داخل المرافق الحكومية والمنازل ما يؤخر الحسم العسكري، واتهم الوزير السوداني قوات الدعم السريع بالسعي لهدم الدولة في عدوان عسكري شامل. وقال «إن قوات الدعم السريع استغلت الهُدن والترتيبات الإنسانية التي وقعت في جدة لشنّ المزيد من الاعتداءات الممنهجة، معتبراً أن السودان يشهد تداعيات محاولة انقلابية فاشلة، قامت بها قوات الدعم السريع بعد تمردها في إبريل الماضي.تجميع المبادرات

ودعا حاكم إقليم دارفور (غرب) ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي إلى تجميع المبادرات المختلفة بخصوص إيجاد حل للقتال في السودان في مبادرة وطنية واحدة تبدأ بوقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة تصريف أعمال. وشدد مناوي على عقد مفاوضات بين الطرفين المتحاربين، على أن تتزامن مع حوار وطني يشمل إجراءات انتقالية تكون جزءاً من الحركة السياسية الدستورية. وبخصوص الأوضاع في السودان، قال حاكم دارفور إن أسوأها في دارفور وتحديداً في غرب دارفور وشبّه الوضع هناك بما حدث في رواندا سابقاً، من حيث عمليات القتل وحرق القرى والنهب والمحاولات الواضحة لإفقار هذه المنطقة.

معارك أم درمان

ميدانياً، شنّ الجيش السوداني غارات جوية وقصف مدفعي على مواقع عسكرية للدعم السريع في أحياء شمبات والحلفايا شمالي الخرطوم بحري. بالتزامن مع تحليق مستمر لمقاتلات الجيش، بينما ردت مضادات الدعم السريع على تحليق طيران الجيش في جنوب شرقي الخرطوم.

وقالت قوات الدعم السريع، إن مجموعة من أفراد الجيش انضموا لها، مشيرة إلى أنها لا ترغب أن تكون بديلاً للقوات المسلحة،

وتواصلت المعارك الضارية بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، التي تحولت إلى منطقة عمليات عسكرية مفتوحة، وأسفرت عن وقوع قتلى وإصابات بين المدنيين، وتدمير عدد كبير من المنازل، وهاجمت قوات الدعم السريع مدينة بارا في ولاية شمال كردفان. والتي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال مدينة الأبيض (جنوب). وأكدت مصادر سودانية أن هجمات الدعم السريع كانت تستهدف مرافق حكومية، قامت خلالها قوات الدعم السريع بالاستيلاء على عدد من السيارات الحكومية.

توسيع الحرب

وقالت مصادر أمنية سودانية «إن قوات الدعم السريع تخطط على ما يبدو لتوسيع نطاق الحرب إلى شمال البلاد، وشرقها في المرحلة المقبلة، بعدما تراجعت في الخرطوم. وقالت المصادر ذاتها إن السلطات في الخرطوم، رصدت خلال المدة الأخيرة نشاطاً لعناصر استخبارية من قوات الدعم السريع تسربوا إلى ولاية نهر النيل المتاخمة لولاية الخرطوم، وعملوا في مزارع وأعمال هامشية لجمع معلومات والتحضير في إطار مخطط القوات لتنفيذ عمليات عسكرية. وأن السلطات ضبطت عناصر من قوات الدعم السريع قرب مدينتي شندي وعطبرة بولاية نهر النيل وفي حوزتهم أسلحة وذخائر، وكانوا يرصدون المناطق العسكرية والمرافق الاستراتيجية.

من جانب آخر، ناشد العاملون في مستشفى النَّو بأم درمان وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية توفير مساعدات طبية فورية لمواجهة الحالات الحرجة التي ترد إليه على خلفية القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. قال أحد الأطباء العاملين في المستشفى إن المبنى الطبي يفتقر إلى أبسط المستلزمات الطبية لإسعاف المصابين الذين يتوافدون إليه بأعداد كبيرة.

مشاورات إيطالية فرنسية لبحث الملف الليبي

أعلنت إيطاليا عن مشاورات ثنائية مع فرنسا بشأن الملف الليبي، في وقت شدد فيه رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، على ضرورة إنجاح مسار التوافق للوصول للانتخابات، وتحقيق الاستقرار الدائم للبلاد في ما وقّع المجلس الرئاسي مجتمعاً، على تشكيل اللجنة الوطنية لتحديد أوجه الإنفاق العام.

وأعلنت إيطاليا عن مشاورات ثنائية مع فرنسا جرت، امس الخميس، برئاسة أمين عام وزارة الخارجية الإيطالية، ريكاردو غواريليا، ونظيرته الفرنسية، آن ماري ديسكوت.

وأشارت وزارة الخارجية الإيطالية في أعقاب الاجتماع، إلى أنه تمت خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات بينها الملف الليبي، بحسب وكالة «آكي» الإيطالية. وبينت الوزارة أنه جرت خلال اللقاء مناقشة موضوعات أوروبية والوضع غرب البلقان، فضلاً عن القضايا الدولية، مثل أوكرانيا، تونس، ليبيا، قمة الناتو، والشراكة الجنوبية.

وفي السياق نفسه، شدد خالد المشري خلال لقائه بالعاصمة طرابلس، مع السفير الألماني لدى ليبيا، ميخائيل أونماخت، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للمجلس الأعلى، على ضرورة إنجاح التوافق وتحقيق الاستقرار في البلاد، وذكر البيان أن الاجتماع «تطرق إلى ملف الهجرة غير الشرعية، وسبل الحد منها والحرص على تأمين الحدود الجنوبية للبلاد».

ونفت البعثة الأممية في ليبيا اعتزام رئيسها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، عبد الله باتيلي، إعلان خارطة طريق للانتخابات التي طال انتظارها لإنهاء النزاعات في البلد الغني بالنفط. ووصفت ما تداولته وسائل إعلام، محلية وإقليمية، في هذا الشأن بأنه «خبر مزيف»، مشيرة، إنه «جزء من حملات التضليل المستمرة لخداع الليبيين وصرف أنظارهم عن الاستحقاقات التي يطالبون بها».

وقالت مصادر إعلامية عربية إن باتيلي يعتزم إعلان خارطة طريق تقود للانتخابات، وتنص على تجميد عمل مجلسي النواب والدولة، وإصدار القوانين الانتخابية من جانب المجلس الرئاسي.

من جانب آخر، وقّع المجلس الرئاسي مجتمعاً، على تشكيل اللجنة الوطنية لتحديد أوجه الإنفاق العام، وإعداد الترتيبات المالية، في خطوة جاءت تتويجاً لمشاورات جرت، صباح امس الخميس، مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند.

وأصدر المجلس الرئاسي بعد الاتفاق مع مختلف المؤسسات الوطنية، القرار رقم (18) لسنة 2023، بشأن تشكيل اللجنة الوطنية لتحديد أوجه الإنفاق العام، وإعداد الترتيبات المالية، والتي تتكون من رئيس ونائب، إضافة إلى 17 عضواً. وتضم اللجنة في عضويتها ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والقيادة العامة ومصرف ليبيا المركزي في طرابلس وبنغازي، وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية والمؤسسة الوطنية للنفط.

من جهة ثانية، قال الناطق باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، إن خالد المبروك أدى اليمين القانونية ليباشر عمله رئيساً لهيئة الرقابة الإدارية، اعتباراً من امس الخميس، في ظل الانقسام حول منصب رئيس الهيئة بين شرق وغرب البلاد.

وأوضح بليحق، في منشور عبر صفحته على «فيسبوك»، أن «رئيس هيئة الرقابة الإدارية خالد أمراجع محمد المبروك، أدى اليمين القانونية أمام النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة، بمقر ديوان مجلس النواب في مدينة بنغازي، امس الخميس».

وفي 26 يونيو/ حزيران الماضي، قال بليحق إن المجلس «صوّت بالإجماع على اختيار خالد المبروك رئيساً لهيئة الرقابة الإدارية»، خلال «جلسة رسمية مغلقة» عُقدت في مدينة بنغازي برئاسة النائب الثاني لرئيس المجلس، مصباح دومة.

وفي ظل الانقسام حول هذا المنصب السيادي، فإن سليمان الشنطي يترأس هيئة الرقابة الإدارية في طرابلس، بينما يترأس الهيئة التابعة لمجلس النواب في البيضاء عبدالسلام الحاسي.

ليبيا.. مشهد سياسي غامض

يعكس المشهد العام في ليبيا عدة تطورات جديدة، تشابكت فيها الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتلمح إلى وجود فرص واعدة لإمكانية حدوث انفراجة في المشهد المتأزم، منها الانتهاء من صياغة القوانين والإجراءات المتعلقة بالانتخابات، وتشكيل حكومة موحدة تنهي حالة الانقسام السياسي، وتطوي مراحل الانتقال المتعثرة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.

تلك الفرص تتعادل تقريباً مع كم التحديات الهائلة المتراكمة في المشهد الراهن، فهناك شبه إجماع عام على «عنوان التغيير»، لكن كالعادة لا يزال الخلاف حول الكيفية والآليات والإجراءات التي يتعين أن يتم بها التغيير، الأمر الذي يزيد المشهد غموضاً.

سياسياً جرى الإعلان عن مبادرة لخريطة طريق جديدة للعملية السياسية التي من المرتقب أن تبدأ إجراءاتها الأسبوع المقبل، وتشمل الانتهاء من القوانين الانتخابية، وبدء عملية تشكيل حكومة جديدة موحدة ولجنة عليا لمراقبة أعمالها، على أن تتولى الحكومة بشكل رئيسي تنفيذ العملية الانتخابية وتأمينها عبر الأجهزة الرسمية، ودعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، والإشراف على الإنفاق العام مع ضمان حيادية المؤسسات المالية وعدم استخدامها لصالح مرشحين معينين، إلى جانب ضمان تنقل المرشحين، واستمرار تقديم الخدمات العامة، وتأمين تسليم السلطة إلى جهة منتخبة.

  • النفط من جديد

وبالتوازي مع ذلك، تتصدر الدعوات لفرض الحراسة القضائية وتشكيل لجنة إدارية للحجز على أموال النفط، في ضوء ما كشفه تقرير الرقابة الإدارية من إهدار للمال العام، وفق ما طالبت به الحكومة المكلفة من البرلمان في شرق ليبيا، ثم أكده المشير خلفية حفتر في خطاب له (3 يوليو الجاري)، متهماً المصرف المركزي بالمسؤولية، كما كشف عن أن المنطقة الشرقية لا تحصل إلا على 7% من إجمالي الإنفاق العام. وفي المقابل اجتمع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة برئيس المؤسسة الوطنية للنفط، وأكد ضرورة توزيع الإنفاق على عمداء البلديات.

وعلى المستوى الأمني، شملت مبادرة يتم تدوالها في المجلس الأعلى للدولة، مقترحاً حول دور اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في تأمين العملية الانتخابية، بالتعاون مع الأجهزة والجهات المعنية والحكومة التي سيتم تشكليها.

وتشير محصلة معطيات هذه التطورات على المستويات الثلاثة السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى أن هناك اتجاهاً إلى إعادة ضبط بوصلة المشهد الليبي نحو مسار التغيير، ويميل التيار الداعم لهذا الاتجاه سواء المجلس الأعلى للدولة في الغرب، أو مجلس النواب وحكومته والقيادة العامة في الشرق، إلى أن يتم هذا التغيير عبر الآليات السياسية، لكن لا يزال هناك غموض حول مساحة التوافق والكيفية التي يتعين أن يتم بها هذا التغيير. فعلى سبيل المثال، كشف رئيس مجلس الدولة خالد المشري في تصريحات إعلامية عن أن المجلسين، النواب والدولة، سيشرعان خلال الأيام المقبلة في إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة، بعد الانتهاء من القوانين الانتخابية، فيما لم يتضح كيف سيتم الانتهاء من القوانين الانتخابية، هل عبر اجتماع جديد للجنة (6+6)، أم عبر لقاء بين رئيسي المجلسين، على أن تطرح الصيغة النهائية على المجلسين، أم بوضعها الحالي الذي انتهت إليه اللجنة؟

  • خارطة طريق جديدة

وقد ازداد الأمر غموضاً في اليوم التالي، حينما كشفت وسائل الإعلام الليبية عن تدوال نواب من مجلس الدولة، مبادرة تفصيلية من أربعة مسارات لخريطة الطريق، ومن الواضح أن تلك المبادرة لم تتم بالتشاور مع رئيس المجلس، حيث صرّح بعض أعضائه بأنه لم يشاور المجلس في الخطوة الخاصة بالحكومة والقوانين الانتخابية، كما أشار آخرون إلى أن التفاهمات المغلقة بين رئيسي المجلسين، لا تنم عن رأي المجلس بقدر ما تعني مصالحهم الخاصة، بل إن المبادرة تتعارض في أحد مساراتها مع التعديل الدستوري الثالث عشر، حيث تتبنى الاستفتاء على مسودة الدستور الذي أعدته الهيئة الانتخابية، وليس مخرجات اللجنة المشتركة من المجلسين (6+6)، وهو ما يشير إلى أن هناك مسارين داخل المجلس أحدهما على مستوى الرئاسة، والآخر على مستوى النواب حول طبيعة الخطوة التالية.

ويزداد التحدي بين المجلسين، النواب والدولة، في مسار آخر، فلم يصدر عن مجلس النواب رد فعل رسمي على تصريحات «المشري» بشأن توقيت وطبيعة إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة، وهناك سيولة في التصريحات رغم الاتفاق على أولوية وضرورة التغيير، كما عكست قضية الخلاف على منصب رئيس هيئة الرقابة الإدارية استمرار فجوة الثقة بين الجانبين، فبحكم أن المنصب سيادي يتعين أن يكون توافقياً، في حين أن المشري طالب بوقف التعامل مع رئيس الهيئة الحالي سليمان الشطني، لكنه لم يقر في الوقت ذاته تعيين خالد المبروك الذي صدر قرار من مجلس النواب بتعيينه، وطالب المشري بالتعامل مع شخص ثالث هو محمد قادبوره.

وبينما يمكن أن تمثل خطوة تعيين الحكومة الموحدة فرصة لإنهاء الانقسام السياسي، وربما مؤشراً أيضاً على التقدم خطوة في مسار خريطة الطريق الجديدة، فإنها ليست خطوة سهلة، وربما تمثل التحدي الأبرز من بين التحديات القادمة، فلا يعتقد أن حكومة الدبيبة ستسلم السلطة طواعية، إذا ما افترضنا قبل ذلك أن تلك الخطوة ستمر بمرونة بين المجلسين، وسيتم التوافق على الحكومة، وعلى اللجنة العليا، على الرغم من أن هذا المقترح جزء من مخرجات اللجنة البرلمانية المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية.

ولا يمكن أيضاً تجاهل الرسائل العديدة التي أطلقها المشير حفتر في هذا الصدد، والتي تبدأ بالتأكيد على ضرورة أن تكون العملية السياسية ليبية وطنية، وربط ذلك بانتقاد التدخل الخارجي في الشأن الليبي لاسيما الموقف الأمريكي.

وفي الأخير، يمكن القول بأن المشهد الليبي في منعطف مرحلي، يتم فيه الدفع في اتجاه التغيير للخروج من حالة التأزم، إلى مشهد آخر قد يأتي بالاستقرار أو قد لا يأتي، وما يخشى معه أن يكون التغيير من أجل التغيير فقط، وليس الانتقال من حالة السيولة إلى حالة الاستقرار.



البيان: ليبيا.. ترقب وحذر وخريطة طريق في الأفق

تمر ليبيا بفترة ترقب حذر لما سوف يتم إعلانه خلال الأيام المقبلة بشأن القوانين الانتخابية وموعد الاستحقاقات المرتقبة، فيما دعا رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أعضاء المجلس إلى حضور جلسة رسمية بمقره في بنغازي الاثنين المقبل ، معنية لمناقشة مخرجات اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية «6+6»، التي تم إعلانها في السادس من يونيو الماضي بعد اجتماعات احتضنتها مدينة بوزنيقة المغربية.

وقال صالح: إن «مجلس النواب أصدر القوانين التي على ضوئها يتم إجراء الانتخابات»، كما قام المجلس بدوره في سبيل إنجاز الاستحقاق، بحسب تعبيره، ما رأى فيه مراقبون محليون، مؤشراً على أن البرلمان لن يصادق الاثنين المقبل على القوانين الصادرة عن لجنة «6+6»، إنما سوف يعيدها إليها للمراجعة وإعادة النظر في عدد من النقاط الخلافية، مقدرين أن يرتكز مجلس النواب في قراره على رفض أغلب الفرقاء لـ«اتفاق بوزنيقة»، وعلى موقف المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي، الذي وصف مشروع القوانين التي أنجزتها اللجنة بـ«خطوة إلى الأمام»، إلا أنه اعتبرها في ذات الوقت «غير كافية لتسوية كل المسائل العالقة وتنظيم انتخابات ناجحة»، حيث نوّه بأن الخلافات السياسية تكمن في أربعة بنود، هي: معيار أهلية الترشح للانتخابات الرئاسية، وإجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، حتى لو أمن المرشح أكثر من 50 %، والبند الذي ينص على أنه إذا لم يتم التوصل إلى نتيجة حاسمة في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، فإن الانتخابات البرلمانية لن تنظم، فضلاً عن إنشاء حكومة انتقالية جديدة قبل الانتخابات، وأكد باتيلي أن هناك نقاطاً لا تزال خلافية و«تحتاج إلى اتفاق سياسي بين الأطراف الرئيسة في ليبيا» وفق تعبيره.

وكانت وسائل إعلام محلية ودولية تداولت خبراً بشأن نية باتيلي إعلان خريطة طريق مرتقبة للانتخابات في البلاد، ما كان سوف يعيد خلط الأوراق، بحسب أغلب المتابعين للملف الليبي، لكن البعثة الأممية فنّدت الخبر واعتبرته جزءاً من حملات التضليل المستمرة لخداع الليبيين، وصرف أنظارهم عن الاستحقاقات التي يطالبون بها، ودعت جميع وسائل الإعلام، والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاعتماد على موقعها الرسمي ومنصاتها المعتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي فقط؛ لاستقاء الأخبار الدقيقة والبيانات الموثوقة.

وذكّرت البعثة بتأكيد رئيسها خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، الالتزام بتكثيف المساعي الحميدة، وجمع كل الأطراف والمؤسسات المعنية، بما في ذلك مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بغية التوصل إلى اتفاق شامل وشفاف حول القضايا الخلافية في مشروعات القوانين الانتخابية التي أعدتها لجنة «6+6»؛ لضمان قابليتها للتطبيق، تمهيداً لإجراء انتخابات ناجحة.

وفي سياق متصل، كشف رئيس مجلس النواب الليبي وجود اتفاق بينه وبين رئيس مجلس الدولة، خالد المشري؛ لتشكيل حكومة موحدة، تشرف على عملية الانتخابات في البلاد.

وفي قراءته لاتفاق لجنة «6+6»، أبدى صالح اعتراضه بشأن مسألة الانتقال إلى جولة ثانية من السباق الرئاسي حتى في حال الحصول على نسبة «50 + 1» للمترشح، معتبراً أن الخطوة تسهم في تعطيل المشهد، وربما الدخول في «دوامة حرب»، على حد قوله.

من جانبه، قال المشري، إن خريطة طريق إجراء الانتخابات تم الاتفاق بشأنها بين مجلسي النواب والدولة، وسوف تعلن قريباً، وسوف تنبثق عنها حكومة جديدة وقوانين انتخابية، منوّهاً بأن أقصى موعد لإجراء الانتخابات منتصف مارس المقبل.

من جهتها، رجحت مصادر مطلعة، أن يكون رئيسا مجلسي النواب والدولة، قد اتفقا على صيغة الحكومة الجديدة المصغرة، تقتصر على الوزارات السيادية، بحيث لا يتجاوز عدد الحقائب الوزارية 12 حقيبة، وفق ما صرح به عضو مجلس الدولة، فتح السريري.

وصرحت أوساط برلمانية لـ«البيان»، أن خريطة الطريق التي سوف تصدر عن مجلسي النواب والدولة، تشمل حسماً نهائياً في ملف التعيينات القيادية بالمؤسسات السيادية، منها: المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي يصر مجلس الدولة على الإطاحة برئيسها عماد السايح، وأضافت إن هناك سلة توافقات بين المجلسين سيتم إعلانها خلال أيام، ما يجعل الشارع السياسي في حالة ترقب وحذر لما تنتظره البلاد من مستجدات سياسية يمكن أن تفتح الطريق أمام مشروع حلحلة الأزمة الليبية.

الشرق الأوسط: قصف مدفعي وغارات في الخرطوم وعودة الهدوء إلى الأُبَيِّض

نفذ طيران الجيش السوداني ضربات جوية استهدفت مراكز لقوات «الدعم السريع» في مناطق متفرقة من مدينة أم درمان ومناطق في شرق النيل بالخرطوم بحري، فيما عاد الهدوء إلى مدينة الأُبَيِّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة. وفي تطور لافت لمسار الحرب في السودان، أعلنت قوات «الدعم السريع»، الخميس، انشقاق ضابط كبير برتبة عقيد في الجيش السوداني برفقة عدد من الأفراد وانضمامهم لقواتها. ولم يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق أو رد بخصوص الضابط المذكور.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف بعض المواقع في مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم، مضيفة: «سمعنا أصوات مدفعية أو قذائف متقطعة، لكن لا توجد اشتباكات على الأرض».

وقال شهود عيان إن طيران الجيش نفذ ضربات جوية متتالية في عدد من ضواحي منطقة «شرق النيل»، رجحت أن تكون استهدفت متحركات وارتكازات لمجموعات من قوات «الدعم السريع» التي تنتشر بكثافة في تلك المناطق.

وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة أم درمان قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً ومعارك ضارية على الأرض بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

ومنذ اندلاع الحرب في الخرطوم، التي دخلت أسبوعها الثاني عشر، ظل قادة الجيش السوداني يتوعدون بالحسم العسكري لقوات «الدعم السريع» خلال فترة زمنية وجيزة.

غارات في أحياء الخرطوم
وأبلغ جبريل إدريس، وهو أحد سكان منطقة الأزهري، جنوب الخرطوم، «وكالة أنباء العالم العربي» أنه شاهد الطيران الحربي أثناء شن الغارات الجوية، التي وصفها بالأعنف، على مناطق معسكرات «الدعم السريع» في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات.

وأشار جبريل إلى أنه سمع أصوات المضادات الأرضية والانفجارات العنيفة في محيط منطقة الاقتتال بحي النهضة والأزهري وأحياء مجاورة جنوب الخرطوم، قائلاً: «شعرنا برعب من قوة الانفجار... كانت الضربات عنيفة».

وقال شهود عيان إن قصفاً مدفعياً من شمال مدينة أم درمان استهدف صباح اليوم تمركزات لقوات «الدعم السريع» بمحيط الإذاعة والتلفزيون وشمال مدينة بحري. وذكر الشهود أن الطيران الحربي شن ضربات جوية أيضاً وسط مدينة أم درمان.

وتحاول قوات «الدعم السريع» السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.
وفي مدينة الأبيّض، شمال كردفان، أبلغ سكانٌ «وكالة أنباء العالم العربي» بأن الهدوء عاد إلى المدينة بعد أن كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة، مساء أمس، بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في الجزء الغربي منها.

ورحبت قوات «الدعم السريع» في بيان على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، بأفواج من القوات المسلحة، بقيادة العقيد الركن مكي داؤود المليح، بعد انسلاخه من سلاح المهندسين بأم درمان.

وقالت في البيان: «استقبلت قيادة قوات (الدعم السريع) بأم درمان، الخميس، العقيد داؤود رفقة عدد من الأفراد، معلنين استعدادهم للقتال إلى جانبها ضد الجيش السوداني».

وأكدت قوات «الدعم السريع» أنها لا ترغب في أن تكون بديلاً للقوات المسلحة، وإنما تعمل مع الشرفاء لبناء جيش مهني قومي واحد يعبر عن السودان ولا يخضع لآيديولوجية حزبية.

انضمام ضابط إلى «الدعم السريع»
وظهر الضابط وسط مجموعة من قوات «الدعم السريع» في فيديو بث على صفحة «الدعم السريع»، معلناً انضمامه، مناشداً الشرفاء في القوات المسلحة الانضمام إليه، على حد قوله.
وأعلن زعماء إدارات أهلية وقبائل بولاية جنوب دارفور دعمهم ووقوفهم إلى جانب قوات «الدعم السريع»، ودعوا أبناءهم لمغادرة صفوف الجيش والانخراط في قوات «الدعم السريع».

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وجّه نداءً إلى الشباب القادرين على حمل السلاح للانضمام إلى الفرق والوحدات العسكرية.

وأصدر البرهان، الاثنين الماضي، توجيهاً لقادة الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين للمشاركة في العمليات العسكرية الميدانية ضد قوات «الدعم السريع».

ونشرت الصفحة الرسمية للجيش السوداني على «فيسبوك» انضمام أعداد من المتطوعين الشباب للقتال في صفوف قوات الجيش بولاية النيل الأبيض، وسط جنوبي البلاد، إلى مركز للتدريب العسكري بالولاية.

وبعد أيام من اندلاع الاشتباكات في الخرطوم، منتصف أبريل (نيسان) الماضي، دعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ضباط الجيش المنتدبين في قوات «الدعم السريع»، إلى العودة إلى الخدمة العسكرية في الجيش بذات مخصصاتهم، كما تعهد بالعفو العام عن العائدين للجيش من أفراد قوات «الدعم السريع».

توقعات باستئناف المفاوضات
وتوقع يوسف عزت، مستشار قائد قوات «الدعم السريع»، استئناف مفاوضات جدة؛ لكنه أشار إلى أن قواته لم تتلقَ إخطاراً من قبل الوساطة. وقال في تصريح إن قوات «الدعم السريع» لديها تصورات قابلة للتفاوض حولها، تتعلق بكيفية تطوير منبر جدة «ليكون للحل السياسي الشامل، وأيضاً إشراك الأطراف الأفريقية والأوروبية في المساهمة في الحل». واعتبر أن «الدعم السريع» تنتظر حلاً يشمل القضايا المتعلقة بجذور الحرب في السودان، وليس الحرب الدائرة في الخرطوم فقط، قائلاً: «الأزمة سياسية مزمنة، وتتفجر بأشكال مختلفة. ولذلك، آن الأوان لوضع حد لها بحل شامل. ومتى ما قبلت الوساطة هذه الأجندة، فسيأتي السودانيون لمناقشة الأزمة والحلول».

درعا: تصاعد التوتر بين «المطلوبين» وقوات النظام في مدينة طفس

تشهد مدينة طفس بريف درعا الغربي حالة من التوتر الأمني، وسط أنباء عن عقد اجتماع في مدينة درعا المحطة بين وجهاء من المدينة ومسؤول جهاز الأمن العسكري، العميد لؤي العلي؛ للتفاوض على خروج مجموعة من المطلوبين من المدينة.

وكانت قوات النظام السوري بدأت حملة عسكرية على الأطراف الجنوبية من المدينة، وهي لا تزال مستمرة منذ 3 أيام، وسط محاولة مجموعة محلية من المدينة التصدي لتقدم قوات النظام. وتخللت ذلك اشتباكات وعمليات قصف متقطع ارتفعت وتيرتها صباح الخميس، مع محاولة جديدة لقوات النظام السوري التقدم إلى الأطراف الجنوبية الغربية وسط قصف بالمضادات الأرضية والدبابات على الأحياء السكنية الجنوبية في المدينة. وهو الأمر الذي أدى إلى حركة نزوح الأهالي من المنطقة الجنوبية إلى عمق المدينة، إثر اقتراب المواجهات والقصف من منازل المدنيين، بالتزامن مع تحليق لطيران استطلاع في أجواء المدينة، واستقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى منطقة الاشتباكات تشمل عربات عسكرية وعناصر.

وأدت الاشتباكات منذ بدايتها يوم الاثنين إلى سقوط جرحى بين المدنيين أثناء وجودهم في حقولهم الزراعية جنوب غرب المدينة، ومقتل اثنين من أفراد مجموعة المطلوبين التي تحاول التصدي لتقدم قوات النظام وإصابات في صفوف عناصر قوات النظام المقتحمة.

وتستهدف الحملة العسكرية مواقع لمجموعة مسلحة، تقول مصادر عسكرية سورية إنها تقوم بتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف، وإيواء عناصر من تنظيم «داعش» ومطلوبين في المنطقة. وتحاول قوات النظام التقدم إلى مقر مجموعة المطلوبين في مدينة طفس، وملاحقة فلولهم في بلدتَي اليادودة والمزيريب.

وتُعرَف مجموعة المطلوبين في مدينة طفس بأنها مجموعة محلية مسلحة كان يقودها خلدون البديوي الزعبي، الذي تم اغتياله في أغسطس (آب) الماضي 2022 أثناء عودته من المفاوضات مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام بمدينة درعا المحطة، لوقف العمليات العسكرية على مدينة طفس حينها، وتتمركز هذه المجموعة في بعض المواقع في الأطراف الجنوبية - الغربية من مدينة طفس. وقال سكان محليون في ريف درعا الغربي: إن انفجاراً وقع في بلدة اليادودة المحاذية لمدينة طفس بريف درعا الغربي بالتزامن مع تحليق طائرات مسيرة صباح الخميس. واستهدف الانفجار منزل أحد أبرز المطلوبين للنظام في المنطقة الغربية المدعو إياد الغانم، ورجّح أهالي المنطقة أن الاستهداف تم بواسطة الطيران المسير. وشهدت الكثير من مناطق التسويات في درعا تصعيداً بالعمليات الأمنية ضد قوات النظام السوري مع انطلاق الحملة العسكرية في ريف درعا الغربي. وشنّ مجهولون هجوماً ليل الثلاثاء - الأربعاء على المركز الثقافي، وهو نقطة تمركز لقوات النظام السوري، في مدينة جاسم شمال درعا. واستُهدفت مساء الثلاثاء دورية عسكرية على الطريق الواصلة بين بلدتي «الكرك الشرقي - الغارية الشرقية» في ريف درعا الشرقي، وعربة عسكرية تابعة للواء 112 على الطريق الواصلة بين بلدتي عين ذكر - السودي بحوض اليرموك غرب درعا.

رياح التهدئة في المنطقة... بين التخلي عن النفوذ وسياسة الربح والخسارة

في 10 مارس (آذار) الماضي وقّع مساعد العيبان مستشار الأمن القومي السعودي، مع نظيره الإيراني الجنرال المعزول علي شمخاني اتفاقاً في بكين برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة نحو سبع سنوات؛ الأمر الذي شكّل مفاجأة غير متوقعة للجميع.

التساؤلات التي طُرحت حينها - ولا تزال - تتحدث عن فرص نجاح رياح التهدئة والتصالح التي هبّت على المنطقة، إذا ما أضفنا إليها تطبيع العلاقات السعودية - التركية، وعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، وتحسن العلاقات المصرية - التركية، مع بعض الاستقرار النسبي في العراق، وهدنة مستمرة وغير معلنة في اليمن.

يعبّر محللون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن تفاؤل حذر بشأن هذه التطورات والانفتاح الذي لم تشهده المنطقة منذ عقود، مؤكدين أن هذه التهدئة تمر باختبارات كثيرة تشمل حسن النوايا والتخلي عن طموحات النفوذ والتوسع الإقليمي، وتحويل القرارات إلى أفعال.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد خلال القمة العربية الأخيرة في جدة مُضي الدول العربية نحو السلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبها، ويصون حقوق أمتها، مشدداً على «عدم السماح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات».

ويعتقد المحللون أن جميع الأطراف في المنطقة وصلت إلى قناعة بأن التدافع العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي خلال العقود الماضية كان ذا تكلفة عالية. وفي قراءتهم لتحول السلوك الإيراني ومدى جديته، يرى الخبراء أن التفاهمات والتنسيق بين دول المنطقة قد يبدد القلق الموجود لدى البعض، وربما تغيير هذا السلوك بما يخدم مصالح كل دول المنطقة.

فرص نجاح التهدئة

يعتقد الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن جهود التهدئة ستكون ناجحة نسبياً، مبيناً أنه من السابق لأوانه القول إن رياح التصالح الجديدة التي عمّت المنطقة مؤخراً ستنعكس على درجة الاستقرار الإقليمي.

وقال بن صقر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: إن «التجارب السابقة في إنجاز حالة التصالحات والتوافق الإقليمي لم تطل لفترات طويلة، ومنها محاولات التصالح السابقة مع إيران، وكانت هناك قوى مؤثرة داخل بعض الدول الإقليمية لم ترَ مصلحة في استمرار حالة الانضباط، واحترام قواعد الاستقرار الإقليمي؛ لذا من الممكن أن نبني موقف التفائل، ولكن بحذر شديد».

وأضاف: «رياح التصالح الجديدة تطور إيجابي ومفرح، واستمراره سينعكس إيجاباً على استقرار وازدهار جميع دولة المنطقة، بشرط حسن النوايا وتطوير مبادرات التصالح إلى مبادرات فعلية لتسوية الصراعات والخلافات الإقليمية وإنهاء محاولات بناء النفوذ والسيطرة وفرض الهيمنة الإقليمية، وهي مصدر عدم الاستقرار».

من جانبه، أوضح الدكتور سمير صالحة، أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، أن فرص النجاح متوافرة باتجاه إنجاز اختراق إيجابي وحقيقي ينهي حالة الاصطفاف والتباعد. ولفت صالحة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قناعات القيادات السياسية الفاعلة والمؤثرة في الإقليم، التي تُرجمت على شكل ضرورة الذهاب وراء خطط التهدئة الإقليمية هي التي فتحت الطريق أمام الذهاب بهذا الاتجاه والسير حتى الآن وراء صناعة مشهد إقليمي جديد.

وتابع: «هناك الرغبة والحاجة والمتغيرات، ولعبة التوازنات الموجودة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كل هذه العوامل كان لها تأثيرها باتجاه صناعة المشهد الإقليمي الذي نتابعه جميعاً في هذه المرحلة، صحيح أن سياسات المصالح وحسابات الربح والخسارة موجودة وقائمة، لكن في رأيي أن هناك قناعة جديدة نحو مطلب التغيير وتبني سياسة انفتاحية فيها الكثير من الإيجابيات والتقارب وضرورات التفاهم والتنسيق».

وأشار الدكتور سمير إلى أن مصالح دول المنطقة وشعوبها والثروات التي تملكها هذه الدول لعبت دوراً أساسياً ومهماً باتجاه بناء هذه القناعات الجديدة، إلى جانب التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة.

في حين يعتقد الدكتور محمد صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أن جميع الأطراف في المنطقة اقتنعت في نهاية المطاف بأن التدافع الأمني والسياسي والاقتصادي والعسكري الذي كان موجوداً خلال العقدين الماضيين، كان ذا تكلفة عالية، وبالتالي من الممكن أن تكون هناك خيارات جديدة وأفضل من أجل التعاون والتنسيق وتحديد وتحقيق المصالح لكل الأطراف في المنطقة.

ووفقاً لصدقيان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، فإن ما أسماه التدافع خلال العقدين الماضيين بين الأطراف لم يحقق أي نتائج، وبالتالي «أي طرف رابح هو خاسر في الوقت ذاته؛ لأن هذه الدول في نهاية المطاف تستطيع أن تتكامل فيما بينها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً ورياضياً، وعلى مستوى الشباب والمرأة وكل المستويات»، على حد تعبيره.

وأضاف: «لا أعتقد أن هذه العلاقات مفروشة على السجاد الأحمر، هناك مشكلات بين دول المنطقة، وهذا أمر طبيعي، كما هي موجودة في كل المناطق، سواء أوروبا أو أميركا الجنوبية، أو آسيا، هذه موجودة اختلاف وجهات النظر وتعاريف الأمن القومي الإقليمي والعالمي».

وتابع: «لكن عندما تجلس كل الأطراف على الطاولة يجب أن تسعى من أجل التوصل إلى الحد الأدنى من المشتركات لإيجاد أرضية لاحتضان أي توافق أو تفهامات يمكن أن تحصل، وهذا يصبّ في مصلحة جميع بلدان وشعوب هذه المنطقة».
جدية التحول الإيراني

يصف الدكتور بن صقر، التعامل مع إيران بالأمر «الصعب والمعقد»؛ وعليه يدعو إلى عدم الإفراط في التفاؤل إلى حين ظهور الأدلة على حدوث تغييرات جذرية في السلوك والمواقف الإيرانية على المستوى الإقليمي.

ومن أبرز الأمثلة على صعوبة التنبؤ بالسلوك الإيراني، ما أعلنه المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خجسته مهر، مؤخراً، أن هناك «استعدادات كاملة لبدء الحفر» في حقل الدرّة، الذي تطلق عليه طهران اسم «أرش»، وهو الأمر الذي رفضته الكويت التي تتقاسم الحقل مع السعودية، في حين أكدت السعودية أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرّة بكامله، هي مشتركة بين المملكة ودولة الكويت فقط.

كما أعلنت البحرية الأميركية أن إيران حاولت الاستيلاء على ناقلتين نفطيتين قرب مضيق هرمز فجر الخميس، وأطلقت النار على إحداهما. وبعد تحذير من البحرية الأميركية تراجعت السفن الإيرانية وواصلت السفينتان التجاريتان رحلاتهما.

وعلى الرغم من أن إيران من أكثر دول العالم مركزية في آلية اتخاذ قراراتها - بحسب بن صقر - فإن التعامل معها أمر صعب ومعقد، ويضيف بقوله: «تعامل الدول الخارجية مع إيران يجري عبر مؤسسات الدولة السياسية والدبلوماسية وهي مؤسسات الواجهة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، ولكن ليس من العسير اكتشاف حقيقة أن هذه المؤسسات التي يتم التفاوض والاتفاق عبرها هي مؤسسات محدودة السلطة، ومحدودة التأثير والنفوذ، وأن القوى العقائدية المتطرفة تسيطر على القرار والسلوك الحقيقي للدولة عبر مؤسساتها الخاصة، وأن هذه المؤسسات العقائدية لها أجنداتها الخاصة التي لا تتوافق دوماً مع مواقف مؤسسات الواجهة التي تمثل الدولة».

ويؤكد رئيس مركز الخليج للأبحاث أن «قيادة (الحرس الثوري) الإيراني تلعب دوراً محورياً في تحديد طبيعة السياسة الخارجية للدولة، وطبيعة العلاقات مع الدول الإقليمية والعالم، وهنا يكمن السؤال الأساسي الذي سيتحكم بمسيرة وتطورات العلاقات الإقليمية للمرحلة المقبلة: هل مؤسسة (الحرس الثوري) وأذرعها الخارجية تجد مصلحة في ترسيخ الاستقرار الإقليمي؟».

ويجيب قائلاً: «شخصياً غير متفائل من التزام الجناح العقائدي في تشكيلة السلطة في إيران بمتطلبات تحقيق استقرار إقليمي دائم وحقيقي؛ لكون هذا الهدف يتطلب تنازلات وتغير سلوك جذرياً للمؤسسات العقائدية، ويتطلب التنازل عن مبدئين أساسيين تم اعتمادها من قِبل الجناح العقائدي، وهما مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإقليمية، ومبدأ التوسع في بناء قواعد النفوذ الإقليمي عبر تأسيس المليشيات العقائدية المسلحة التي تخدم الأهداف الاستراتيجية وغيرها من أدوات النفوذ والتوسع الإقليمي».

وتابع: «حتى الآن لا توجد أدلة مشجعة تشير إلى حدوث تغيير جذري في السلوك الإيراني من مناطق عدم الاستقرار التي يشكل التواجد الإيراني لاعباً أساسياً فيها، مثل لبنان، العراق، سوريا، واليمن».

في هذه النقطة، يرى الدكتور سمير صالحة، أنه من المبكر الحديث عن السياسية الإيرانية في المرحلة المقبلة، مطالباً بالانتظار بعض الوقت لاختبار «الرغبة» الإيرانية الجديدة المعلنة باتجاه التغيير والانفتاح في المنطقة.

واستدرك قائلاً: «لكن الانتظار لن يطول؛ لأننا في مرحلة انتقالية وفيها الكثير من الاختبارات، أسباب التحول الإيراني معروفة؛ فهناك انسداد حاصل في سياسات إيران على مستوى الداخل الإيراني وعلى مستوى العلاقات مع دول المنطقة، إيران تشعر أنها تعيش عزلة إقليمية وهذه العزلة ستحملها المزيد من الأعباء والخسائر السياسية والاقتصادية والأمنية بطابع استراتيجي؛ لذلك قررت الذهاب وراء التغيير، لكن معرفة النتائج تحتاج إلى متابعة طريقة إيران في ترجمة قرار التحول والتغيير، وهل ستستجيب لمطالب دول المنطقة بمراجعة سياساتها، بالتخلي عن سياسات معينة اعتمدتها حتى الآن، والذهاب إلى طاولة حوار حقيقي حول تفاهمات تنهي أزمات خلافية تاريخية بين إيران والكثير من دول المنطقة».

بدوره، أفاد الدكتور محمد صدقيان، بأن لدى إيران حسن النوايا من أجل الوصول إلى تفاهمات، مشيراً إلى أن «بعض القلق لدى بعض الدول الإقليمية من السلوك الإيراني، التفاهمات والتنسيق والتعاون يمكن أن يبدده ويمكن أن يغير من السلوك بما يخدم مصالح كل دول المنطقة».

وتابع: «لا أريد الدفاع عن الموقف الإيراني، لكنني أعتقد أن إيران دولة من دول المنطقة، وبالتالي لديها مصالح ومقاصد ومثل بقية دول المنطقة تسعى إلى تكوين شراكة وتعاون وتنسيق، ونتذكر أنها طرحت مشروع هرمز للسلام، لكن لم تتم الاستجابة إليه بسبب الأوضاع السياسية حينها، كما طرحت في عهد الرئيس حسن روحاني منتدى للسلام والأمن في المنطقة أيضاً لم تتم الاستجابة له، والآن هناك دعوة أخرى لأن الأمور تحسنت كثيراً والأوضاع، لإنشاء منتدى للسلام والأمن في المنطقة طرحها وزير الخارجية الإيراني في جولته الخليجية». وأضاف: «علينا أن نسير وفق برامج تنفيذية تتحرك على الأرض وفي الميدان، مثل هذه البرامج من الممكن أن تساهم في إيجاد أرضية لاحتضان التفاهمات، وعلينا أن نعلم أن إيران تعدّ نفسها دولة مهددة من إسرائيل والولايات المتحدة والكثير من الأمور، وبالتالي عندما يكون هناك تعاون وتنسيق وطاولة حوار هناك الكثير من القلق يمكن أن يبدد من خلال هذا الاتجاه».
اختلف المحللون في رؤيتهم لمستقبل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ففي حين يراه البعض غامضاً، ومن المبكر الحديث عن الخريطة التي تتشكل نظراً لارتباطها بالتطورات الإقليمية والدولية، يعتقد آخرون بأن المنطقة ذاهبة باتجاه التفاهمات.

يقول الدكتور عبد العزيز بن صقر: إن «مستقبل المنطقة لا يمكن اختزاله بمواقف أو نوايا الأطراف الإقليمية، فالقوى الخارجية والتطورات الدولية لها تأثيرات مباشرة على طبيعة الوضع الإقليمي، سلباً أو إيجاباً».

وبحسب رئيس مركز الخليج للأبحاث، فإن «الصراع الدائر في أوكرانيا وانعكاساته المتوقعة على الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، فالكيفية التي سينتهي إليها الصراع الأوكراني، ونتائج هذا الصراع سيكون لها أصداء وانعكاسات واضحة على الوضع الإقليمي (...) مستقبل الاستقرار الإقليمي يعدّ مسألة غامضة في هذه المرحلة وتنتظر تطورات إقليمية ودولية متشابكة، يمكن إدراك تأثيراتها، ولكن لا يمكن التنبؤ بمسيرتها ونتائجها النهائية».

في حين يستبعد الدكتور سمير صالحة، أستاذ القانون والعلاقات الدولية، بناء اصطفافات إقليمية جديدة، لافتاً إلى أهمية متابعة ورصد عملية التغيير بحد ذاتها كيف ستكون ثم متابعة نتائج هذه الخطوات العملية الملموسة على الأرض بين دول المنطقة، خاصة الدول التي كانت علاقاتها متباعدة ومتوترة في العقدين الأخيرين تحديداً.

وقال: «أعتقد أن شكل خريطة التفاهمات الإقليمية في المرحلة المقبلة مسألة مبكرة للحديث عنها، البعد الخارجي يدفع دول المنطقة ربما إلى مراجعة السياسات، لكن هذا لا يعني أن نرى ترجمة عملية أو ذهاباً وراء قطيعة أو تغييراً في علاقات الكثير من دول المنطقة مع الخارج، هذه التحالفات - برأيي - لن تتغير بهذه السهولة والسرعة بين دول في المنطقة وبعض اللاعبين الإقليميين والدوليين».

وأضاف: «علينا أن نتفاءل بحذر مرتبط بالترجمة العملية لمواقف أو ما سمعناه من مواقف حول التغيير، خصوصاً في الجانب الإيراني».

أما الدكتور صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، فيرى أن المنطقة تسير باتجاه التفاهمات، لكنه يشترط لتحقيق ذلك أن «تستغل الأنظمة السياسية في المنطقة الأجواء الإيجابية الموجودة حالياً، بما يحقق المصالح لكل دول المنطقة».

وتابع: «أنا متفائل، لكن لدي بعض القلق، بألا تتم الاستفادة الكاملة من هذه الأجواء وبالتالي ربما هناك جهات في هذا البلد أو ذاك لا تريد العلاقة والتنسيق بين الجانبين العربي والإيراني (...) يجب علينا أن نضع حداً لهذا التدافع الأمني والسياسي ونضعه خلف ظهورنا لنتطلع إلى وضع وتصور جديد».

شارك