ذكرى الانقلاب الحوثي.. تسع سنوات من الدمار وترويع اليمنيين

الجمعة 22/سبتمبر/2023 - 01:07 م
طباعة ذكرى الانقلاب الحوثي.. فاطمة عبدالغني
 
تزامناً مع احتفالات مليشيا الحوثي بذكرى مرور تسع سنوات على انقلابهم على الدولة اليمنية وإعلان حرب شاملة في البلاد، قالت الحكومة اليمنية "ذكرى الانقلاب الحوثي المشؤوم في  ٢١ سبتمبر لم يكن انقلابًا تقليديًا ولكنه نكبة كبرى في التاريخ اليمني المعاصر وانقلاب على القيم والاخلاق اليمنية الاصيلة وجرح غائر في جسد وطننا الحبيب وأمتنا العربية والاسلامية وخنجر مسموم في خاصرة شعبنا."
وأضافت الحكومة على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد بن مبارك "يتذكر اليمانيون كل عام هذه النكبة ويتذكرون معها الانتهاكات الحوثية من تفجير للمنازل ولدور القرآن والمساجد وتحويل المدارس الى متاريس والمستشفيات الى ثكنات".
وتابع بن مبارك في تغريدة له على موقع "إكس" "يتذكر اليمانيون استهداف الحوثيين للمناطق السكنية ومخيمات النازحين بالصواريخ البالستية والمسيرات الايرانية وأعمال القنص وقتل الاطفال والنساء وحصار المدن واغلاق الطرق".
ولفت بن مبارك "يتذكر اليمانيون الالغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في كل مكان ومزقت اجسادهم وبترت أطراف نسائهم وأطفالهم، كما يتذكرون رفض تسليم رواتبهم ونهب أموالهم بقانون الخمس والاتاوات والجبايات لاثراء قادة المليشيا، ويتذكرون الاحتفالات والمناهج الطائفية التي فرضت عليهم، وأن الانقلاب الحوثي المشؤوم حول اليمن الى أسوء كارثة انسانية في العالم".
واحتفلت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا في 21 سبتمبر الجاري بذكرى مرور 9 سنة على انقلابها على السلطات الشرعية، واحتلال عاصمة البلاد، وفرض السيطرة بقوّة السلاح، وأجرت تحضيرات مكثفة، ترافقت مع تجهيزات بالغة الكُلفة، وانفقت مليارات الرِّيالات لإحياء فعاليات مناسبتها الخاصة من الأموال التي تنهبها من الموارد العامة للدولة بصورة يومية مستمرة، إضافةً إلى أعمال الجبايات الواسعة على كافة الأنشطة التجارية المختلفة، وكذلك عملية نهب المواطنين بذريعة توفير جُزء من الخدَمات الأساسية.
بينما السكان المحليون في المدن والمناطق، الخاضعة لسيطرة الحوثي، يواجهون صلف وغطرسة المليشيا بعدد من مظاهر السخط والاحتقان والغليان، التي تتزايد حِدتها من فترة إلى أخرى بشكلٍ لا محدود.
وتعليقًا على العرض العسكري الذي نظمته مليشيا الحوثي بمناسبة ذكرى انقلابها، في العاصمة المختطفة صنعاء، بالسلاح المنهوب من مخازن الدولة والصواريخ والطائرات المسيرة المُهربة من ايران، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن ذلك "يعد تحدي سافر واستهتار بالجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لاستعادة الهدنة واحلال السلام، وهروب من المطالب المتصاعدة لمئات الآلاف من الموظفين بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ 9 اعوام، وتوضيح مصير مئات المليارات المنهوبة من إيرادات الدولة"
وأوضح الإرياني في تغريدة له على موقع "إكس" "هذه التحركات الاستفزازية تعكس حالة الانفصام التي تعيشها المليشيا الحوثية بين اطروحات ودعوات وجهود استعادة وتثبيت الهدنة واحلال السلام في اليمن، وبين واقعها كمليشيا إرهابية رهنت نفسها أداة بيد إيران وسياساتها التدميرية في المنطقة، كما تكشف عن استمرار تدفق السلاح والخبراء والتقنيات العسكرية الإيرانية  للمليشيا عبر موانئ مدينة الحديدة في انتهاك صارخ لاتفاق ستوكهولم
ولفت الإرياني  إلى أن المليارات التي تنفقها مليشيا الحوثي في الاستعراضات العسكرية واحياء طقوسها الطائفية، من الأموال المنهوبة من قطاعات (الضرائب، الجمارك، الزكاة، الأوقاف، النفط، والغاز، الاتصالات) والنفط والغاز الإيراني "المجاني" المُباع في الأسواق المحلية، تكفي لتمويل صرف مرتبات موظفي الدولة بانتظام، وتحسين الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين الواقعين تحت خط الفقر والمجاعة.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن بادانة هذه التحركات التصعيدية، وممارسة ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لإجبارها للانخراط بجدية وحسن نية في جهود التهدئة واحلال السلام، وتخصيص إيرادات الدولة المنهوبة لصرف مرتبات الموظفين بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية للعام 2014، وتسخيرها لتأمين الغذاء لملايين الجوعى في مناطق سيطرتها، ووضع مصالح اليمن في المقدمة.
وفي تغريدة سابقة له على موقع "إكس" ذكَر الإرياني الشعب اليمني بما تعرضت له البلاد في 21 سبتمبر 2014  معتبر ذلك أكبر انتكاسة في تاريخها الحديث والمعاصر، بعد أن اجتاحت مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران العاصمة المختطفة صنعاء وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، في محاولة لإعادة الحكم الإمامي البغيض وفرض الوصاية من جديد على رقاب اليمنيين، وتحويل الأراضي اليمنية منطلق لتنفيذ السياسات التدميرية لطهران وأطماعها التوسعية في المنطقة
ومنذ ذلك التاريخ المشئوم انطلقت مسيرة مليشيا الحوثي الفوضوية قادمة من جروف صعدة، وارتكبت آلاف الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة، ونهبت الأموال وفجرت المنازل والمدارس والمساجد، والحقت دماراً طال مختلف مناحي الحياة، لتعيد اليمن قرونا للوراء في مختلف المجالات، وجعلت حياة اليمنيين جحيم لا يطاق
ولفت الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي عمدت على انتاج الحروب والأزمات والمآسي والتشظي والانقسام، وزرعت الفوضى في كل مناطق سيطرتها، وخلفت أسوأ انتهاكات لحقوق الانسان كما ونوعا، واستهدفت تدمير حياة الاطفال وجندت عشرات الالاف منهم، وزرعت ملايين الألغام، وانتهجت سياسة افقار وتجويع اليمنيين في محاولة لاذلالهم واخضاعهم، عبر قطع المرتبات وفرض الجبايات والاتاوات والنهب والسطو المسلح، وانعدام فرص العمل والتعليم، وإيجاد اقتصاد مليشياوي موازٍ ومتحكم من خلال تدمير الاقتصاد الوطني واستهداف البيوت التجارية
وأوضح الإرياني اختلقت مليشيا الحوثي الاكاذيب والمغالطات لحرف الحقائق وتضليل الرأي العام اليمني والمجتمع الدولي، وتبرير استمرارها في نهب مئات المليارات من الريالات، ورفض تخصيصها لصرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين في مناطق سيطرتها، وصعدت منذ الهدنة الأممية عمليات النهب المنظم للايرادات العامة، والايرادات الضريبية والجمركية للمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، وباعت النفط والغاز الإيراني "المجاني" في الأسواق المحلية بأسعار مضاعفة، وضاعفت جباياتها غير القانونية على القطاع الخاص، وقطاع الاتصالات، وبلغ اجمالي الإيرادات التي نهبتها خلال الأعوام 2022_ 2023 (اربعة ترليون و620 مليار ريال)، فيما بلغ حجم العوائد المباشرة التي حصلتها من ورادات المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة منذ  الهدنة ترليون و600 مليار ريال
وأشار الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي منذ انقلابها المشئوم سلبت من اليمنيين حياتهم وأرواحهم وأمنهم وغذائهم ومستقبلهم ومزقت نسيجهم الاجتماعي المتماسك، عبر تغذيتها النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، وسعيها من خلال المدارس والمناهج وتطييف التعليم ودور العبادة بالقوة والعنف، لتجريف الهوية الوطنية وإحلال الثقافة الإيرانية الفارسية محل الهوية الوطنية والثقافة العربية الأصيلة، من خلال افراغ العملية التعليمية في المراحل الأساسية والجامعية من مضمونها، وتدمير دور العلم والثقافة وتنمية الجهل بكل الطرق والأساليب، ورهن اليمن بيد إيران
وأضاف الإرياني تأتي هذه الذكرى المشؤومة بعد 9 سنوات من معرفة اليمنيين الحقيقة الإرهابية والدموية لمليشيا الحوثي باعتبارها أبشع وأقبح جماعة في تاريخ اليمن القديم والحديث، لا تمتلك أي مشروع سوى الموت، حيث عاش المواطنون في المناطق الخاضعة لسيطرتها حياة جحيم مع ثلاثية الفقر والجوع والجهل محرومين من ابسط حقوقهم، بينما قيادة جماعة الحوثي وعوائلهم يعيشون في حالة من الرفاهية والثراء الفاحش الذي يفضح أكاذيب وزيف شعاراتهم ومشروعهم الظلامي  الكهنوتي الإمامي
وتابع الإرياني  ولعل ما يبعث الأمل هو حالة الرفض والمقاومة المجتمعية والشعبية المستمرة للمشروع الحوثي الفارسي في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، وهو ما يؤكد حقيقة أن جماعة الحوثي ستبقى مليشيا انقلابية فاشلة وعاجزة على إدارة مؤسسات الدولة أو توفير أبسط حقوق المواطن والموظف متمثلة في الراتب  والخدمات الاساسية
في هذه الذكرى المشؤومة أكد الإرياني ان الشعب اليمني بكل توجهاته السياسية وفئاته المجتمعية مستمر في مقاومة مشروع مليشيات الحوثي بكل الأدوات والامكانيات المتاحة، لطالما وهي ترفض تسليم السلاح للدولة والتحول إلى مكون سياسي لها وعليها ما ينطبق على بقية الأحزاب السياسية اليمنية، فالانقلاب الحوثي هو جذر المشكلة التي نشأت منها كل المشاكل والأزمات اللاحقة بما فيها الحرب والاقتتال والتشرد والنزوح والغلاء الفاحش والدمار والخراب.
وثمن الإرياني الدعم والاسناد الذي قدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية للشرعية اليمنية في مواجهة انقلاب مليشيا الحوثي والمشروع الفارسي، وهو الدعم الذي لعب الدور الابرز في الحيلولة دون تحول اليمن لولاية ايرانية، ولا زالت جهودهم ومواقفهم التاريخية المشرفة مستمرة وداعمة للشرعية والشعب اليمني في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية، ورعايتهم لعملية السلام الشامل والعادل والمستدام.

شارك