احتجاجات السياج.. كاتب فلسطيني: حماس وضعت غزة رهينة لحلف إيران وحزب الله

الثلاثاء 26/سبتمبر/2023 - 09:26 م
طباعة احتجاجات السياج.. علي رجب
 
واصلت حركة حماس في التصعيد على السياج الحدودي لقطاع غزة، بارسال الشباب الفلسطيني، كوقود في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، في ترجمة لتهديات لمسؤول الضفة الغربية ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، على التصعيد ضد الاحتلال لبعد لقائاته مع مسؤولين ايرانيين والأمين العام لحزب الله حسن نصرلله.

واعتبر مراقبون أن ايران وحزب الله يرسلان شباب قطاع غزة للموت بالقرب من الحدود مع الاحتلال، في الوقت الذي يعاني فيه اكثر من مليوني فلسطيين في القطاع من الدمار والحرب لمصلحة السياسة الايرانية في المنطقة.

عقد، مساء السبت 23 سبتمبر 2023، لقاء ثلاثي، في العاصمة اللبنانية بيروت، جمع قيادات من حركة الجهاد الإسلامي، وحركة "حماس"، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث جرى الاتفاق على "تصعيد المقاومة الميدانية وتعزيز كل أشكال التنسيق في كافة القضايا".

وحضر الاجتماع كل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، وأيضا عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد، علي أبو شاهين، وعضو المكتب السياسي في حركة حماس، حسام بدران.
وتظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين، الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، لليوم العاشر على التوالي قرب سياج قطاع غزة، بعد دعوة من شبان يطلقون على أنفسهم “الشباب الثائر” ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق قنابل الغاز بكثافة تجاه الشباب الثائر شرق رفح جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر فلسطينية عن اصابة إصابة فتى بقبلة غاز في الرأس جراء اعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين بمنطقة “ملكة” شرق مدينة غزة، ووصفت حالته بالمتوسطة.

وفي الجانب الآخر من السياج، نشر الجيش الإسرائيلي قواته وآلياته وقناصة خلف التلال الرملية القريبة لتفريق التظاهرات في المناطق الشرقية للقطاع.

وأشعل عشرات الشبان الفلسطينيين الإطارات المطاطية المستخدمة، ورفعوا العلم الفلسطيني على السياج الفاصل، وألقوا قنابل صوتية.

وتتضمن هذه التظاهرات إطلاق بالونات حارقة تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع والتي من شأنها أن تتسبب بإشعال حرائق في الحقول الزراعية.

وفي بيانات منفصلة صدرت عنها في الأيام الماضية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب في تلك التظاهرات وإصابة عشرات بجروح وحالات اختناق نتيجة تفريقها من قبل القوات الإسرائيلية المتمركزة قرب السياج الشرقي لقطاع غزة.

خلال عامين من التصعيد بالمسيرات والارباك الليلي ذكرت وزارة الصحة في غزة "الإحصائية التفصيلية لاعتداء قوات الإحتلال على المواطنين في مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة منذ 30/3/2018 وحتى 14/5/2019.وقالت الصحة ان 305 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 17335 فلسطينيا وصلوا للمشافي، موضحة أن من بين الشهداء 59 طفلا و10 إناث و1 مسن".

ويقول الكاتب الفلسطيني إبراهيم ابراش إنه يبدو أن مسيرات العودة على حدود قطاع غزة خرجت عن أهدافها ومطلقاتها الوطنية كما تم تحديدها عندما تم الإعلان عنها لأول مرة عام 2018 كتحرك شعبي فلسطيني على كافة المناطق الحدودية في كافة الأراضي الفلسطينية التاريخية وفي بعض المناطق الأخرى في العالم والمخيمات الفلسطينية وكان ذلك في 30 مارس سنة 2018.

وأوضح الكاتب الفلسطيني أن حركة حماس حققت مكاسب مادية كبيرة من أجل وقف مسيرات" مخيمات العودة" فقد قررت قطر في أكتوبر 2018 تقديم مبلغ 150 مليون دولار لحماس وبعد حرب 2021 قررت زيادة الأموال لقطاع غزة والتي وصلت الى 30 مليون دولار شهريا يتم إدخالها عبر إسرائيل أو تحت إشرافها.

وتابع ابراش قائلا " كانت المسيرات في بدايتها تأكيدا على وحدة الشعب في كل أماكن تواجده وتمسكه بحق العودة لفتت انتباه العالم الى معاناة الشعب الفلسطيني وحصار غزة، ولكن فيما بعد انحرفت المسيرات عن هدفها الأول عندما تم توظيفها من حركة حماس وبعض فصائل المقاومة كأداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية ومالية في سياق محاولاتها لكسر الحصار عن القطاع والاعتراف بسلطتها كما أنها أبعدت الأنظار عن المعركة الحقيقية التي تجري في الضفة والقدس".

 

وأضاف الكاتب الفلسطيني أن قرار عودة فعاليات (مسيرات العودة وكسر الحصار) جاء في ظل ضائقة مالية تمر بها حركة حماس وسلطتها واستمرار حصار قطاع غزة، وردا على عدم قدرة الوسطاء على إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاقيات السابقة ومنها تعهدات تضمنتها اتفاقية الهدنة، أيضا هناك إحجام من الجهات الدولية المانحة عن تقديم مساعدات لقطاع غزة سواء لإعادة إعمار ما دمرته الحرب أو لمشاريع جديدة، في وقت يتزايد فيه سكان القطاع بسرعة وانعدام فرص العمل وحتى فرص السفر للعمل في الخارج.

وأضاف "ولأن المسيرات خرجت عن هدفها الأول وأصبحت أكثر توظيفا من طرف حماس وبعض فصائل المقاومة في غزة لتحقيق أهداف جزئية لا علاقة لها بحق العودة كما لا يتم التفاعل مع هذه المسيرات في أماكن تواجد الفلسطينيين الأخرى، فمن المتوقع ألا تكون بنفس الزخم والحشد الشعبي الذي كان في العام الأول للمسيرات، وسيكون هناك نكوص عن المشاركة خصوصا أن محصلة المسيرات الأولى من شهداء وجرحى لم تكن تتناسب مع أي منجز وطني حقيقي، هذا إن كان هناك أي منجز باستثناء مساعدات محدودة ساعدت حماس على الاستمرار بالسلطة حتى اليوم.، وما زال مئات إن لم يكن الآلاف من الشباب يجولون شوارع غزة على كراسي متحركة أو على عكاكيز وينتظرون مساعدات مالية تأتيهم من هذه الجهة أو تلك".

وأضاف أن في غزة عجقة الجهات المانحة والمال السياسي دون حسيب أو رقيب في غزة فقر مدقع يتعايش مع غنى فاحش لأغنياء السلطة الحاكمة وأغنياء المقاومة والجهاد وأغنياء الانقسامن موضحا في غزة وطنية متأصلة واستعداد للنضال والاستشهاد في سبيل الله والوطن ولا تخلو عائلة من وجع فقدان شهيد أو أسير أو معاناة جريح وفيها أيضا جواسيس وعملاء ومرتزقة وبلطجية.

ولكت يرى الكاتب الفلسطيني أن شباب غزة هم الضحية، فيما تحصل حركة حماس على اموال الجهات المانحة دون حسيب أو رقيب، في غزة فقر مدقع يتعايش مع غنى فاحش لأغنياء السلطة الحاكمة وأغنياء المقاومة والجهاد وأغنياء الانقسام.

وويرى ان حال ما يسمى "محور المقاومة"، يشبه حال دول الطوق و(جبهة الصمود والتصدي والتحدي) العربية في الستينيات والسبعينيات، فكيف ستكون حربا شاملة للرد على اغتيال العاروري تشارك فيها إيران التي لم ترد على اغتيال قاسم سليماني أكبر قادتها العسكريين، ولم ترد بعد تفجير مراكز حيوية داخل إيران، ولم ترد على مقتل العشرات من العسكريين الإيرانيين بقصف إسرائيلي على سوريا؟ وكيف ستشارك إيران بحرب شاملة وهي شريك لواشنطن في التآمر على العراق والدول العربية خلال فوضى الربيع العربي؟ وكيف تشارك إيران في الحرب دفاعا عن الفلسطينيين وهي التي تخوض مفاوضات عسيرة مع واشنطن والغرب لترفع عنها العقوبات في سياق ما يسمى الملف النووي؟
وأضاف الكاتب الفلسطيني "وأي حرب يخوضها حزب الله المشتبك بحرب باردة مع غالبية الشعب اللبناني والمشغول بالدفاع عن حليفته سوريا، وقد جرب الحزب واللبنانيون الحرب ونتائجها المدمرة عام 2006 عندما قال حسن نصر الله أنه لو علم ان عملية خطف جنديين اسرائيليين كانت ستؤدي الى جولة العنف التي استمرت 34 يوما 'لما قمنا بها قطعا".

وتابع ابراش قائلا " وبالنسبة للعاروري فيسعى الى تثبيت حضوره داخل حركة حماس كزعيم صاعد وواعد في ظل تراجع مكانة القيادات التقليدية التي استقر أغلبها في تركيا وقطر، وفلسطينيا كقائد وطني وإقليمي يستطيع تحدي إسرائيل، كما يريد التغطية على ما آلت اليه الأمور في القطاع بسبب سلطة حماس، أيضا إعطاء مصداقية لما تقوم به حماس في الضفة وإظهار الأمر وكأنه جزء من مواجهة شاملة مع الاحتلال وليس تآمرا على السلطة ومنظمة التحرير".

ويقول ابراش إنه يجب التفكير بجدية وعقلانية وفي إطار المصلحة الوطنية ما إذا كان قطاع غزة الفقير والمحاصر من كل الجهات يصلح لأن يكون هانوي فلسطين أو هانوي العرب كما كان الأمر مع هانوي عاصمة فيتنام الشمالية خلال حربها مع الأمريكان حيث كانت هانوي نقطة تجميع وحشد وتوجيه لعمليات المقاومة في كل الأراضي الفيتنامية؟

شارك