حملة قمع حوثية على المحتفلين بالذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر

الجمعة 29/سبتمبر/2023 - 12:33 م
طباعة حملة قمع حوثية على فاطمة عبدالغني
 
في أعقاب احتفال اليمنيين بالذكرى الـ61 لثورة الـ26 سبتمبر وسقوط نظام حكم الإمامة في شمال اليمن، قامت عناصر مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران، ليومين على التوالي بالاعتداء على المواطنين المحتفلين وتفريقهم بالرصاص الحي، والاعتداء على النساء المشاركات في الاحتفال، وإحراق ودوس الاعلام الوطنية، كما أقدمت مليشيا الحوثي على اعتقال أكثر من ألف شاب في صنعاء المحتلة، وهددت بالمزيد من الاعتقالات.
واعتدت عناصر المليشيا الحوثية كذلك على المحتفلين في جولة ريماس بشارع حدة بالعاصمة صنعاء وجابت عناصرها الإرهابية عددا من شوارع العاصمة لإزالة اعلام النظام الجمهوري خلال الاحتفال بالذكرى ال 61 لثورة ٢٦سبتمبر.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مرئي "فيديو" وثقته إحدى النساء ويظهر فيه عربة حوثية وهي تعتدي على المحتفلين في جولة الرويشان بشارع حدة بالعاصمة صنعاء وتحاول مصادرة الاعلام الجمهورية .
وبحسب موثقة مقطع الفيديو فإن العناصر الحوثية اعتدت على المحتفلين بالثورة وهناك ثلاثة مصابين وتم إغلاق الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين وتمت مصادرة الإعلام في جولة ريماس وفي الروضة وفي النقاط العسكرية الحوثية في مداخل العاصمة صنعاء لليوم الثاني على التوالي .
كما لم تسلم النساء اليمنيات من اعتداءات مليشيا الحوثي اثناء مشاركتهن في احتفالات الشعب اليمني بالذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر.
وأفادت مصادر حقوقية بتعرض العشرات من النساء للاعتداء بالضرب من قبل المجندات في صفوف المليشيا الحوثية اللاتي يطلق عليهن (الزينبيات).
واشارت المصادر ان المليشيا سلحت الزينبيات بالبنادق والهراوات للاعتداء على اليمنيات المشاركات في الاحتفالات التي جابت شوارع صنعاء والمحافظات خلال اليومين الماضيين. واضافت ان هذه الاعتداءات ترافقت مع حملة قذف وسب وتشهير في وسائل التواصل الاجتماعي ضد النساء اليمنيات. وتداولت ناشطون حسابات تابعة لمليشيا الحوثي لجأت الى هتك أعراض نساء اليمن الأحرار، وقذفهن بعد فشل هذه المليشيا في منع الاحتفالات بثورة سبتمبر.
وأثارت الأعمال الحوثية غضب العديد من اليمنيين وأكد وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، أن حملات التشويه التي شنتها قيادات سياسية واعلامية تابعة  لمليشيا الحوثي الإرهابية، بحق النساء اليمنيات اللاتي خرجن في شوارع العاصمة المختطفة صنعاء، رافعات الاعلام ومرددات الشعارات الوطنية، احتفاء بالذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر، يكشف الوجه الحقيقي والقبيح للمليشيا وتنصلها من كل القيم والعادات والتقاليد اليمنية
وأوضح الإرياني في تغريدة له على موقع "إكس" أن المرأة اليمنية عانت جحيماً غير مسبوق منذ انقلاب مليشيا الحوثي العام 2015، حيث اختطفت الآلاف النساء من منازلهن ومقار اعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش وتم اقتيادهن للمعتقلات والسجون السرية، ولفقت لهن التهم الكيدية، ومورست بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش والاعتداء الجنسي على خلفية نشاطهن السياسي والإعلامي والحقوقي
وأشار الإرياني إلى أنه إلى جانب الممارسات القمعية التي تحرم المرأة من حقوقها، تكمن المشكلة الأعمق وهي الأدلجة الثقافية التي يحاول المليشيا الحوثية تأصيلها من خلال الإعلام والمنابر والسياسات الثقافية التي يتم تطبيقها في المدارس والجامعات وتهدف لإلغاء دور المرأة ليكون دوراً انجابياً مدفوعا بفكرة الجهاد وتوفير الجنود الأطفال الذين تستخدمهم وقودا لحروبها التي لا تنتهي، ودفعها للانكفاء في المنزل بدلاً من ان تصبح دكتورة وقاضية وسفيرة، وهي سياسات تدميرية للمجتمع يصل مداها للأجيال القادمة، وتقود بها اليمن على نهج طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية لتهديد، ليس سلام اليمن فقط بل أمن وسلام العالم أجمع
وأضاف الإرياني أن مأساة اليمنيات المغيبات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي لا تقتصر على السياسات الإعلامية والثقافية التي تكرسها عبر وسائلها الاعلامية ومنابرها الدينية المتطرفة، فالتوجه لحصر دور المرأة في انجاب المقاتلين يأتي متوائماً مع السياسات الأخرى مثل منع النساء من الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية بالذات التي تحدد النسل، وسياسة تقييد حركة المرأة وحريتها بمنع تنقلها بين المحافظات وسفرها عبر مطار صنعاء "بدون محرم"، بل أن مليشيا الحوثي تماما مثل طالبان في أفغانستان قاموا بإصدار وثيقةً تمنعهن من العمل مع المنظمات واستخدام الهاتف ومساحيق التجميل، ووصل الامر لمنعهن من ارتياد المطاعم إلا بعد إبراز عقد الزواج، وعدم الجلوس في المتنفسات العامة، وتحديد طريقة خياطة وألوان الملابس التي يرتدينها
ولفت الإرياني إلى أن الامر لم يقف عند هذا الحد فقد نفذت مليشيا الحوثي عمليات تحشيد وتعبئة متطرفة لمئات النساء، وابتزازهن في لقمة عيشهن، لتحولهن الى جزء من ذراعها الأمني "الزينبيات"، على غرار وحدة الأمن النسائية في ايران "فراجا"، والتي تشارك في قمع الاحتجاجات النسائية ومداهمة المنازل واختطاف المنخرطات في مجال السياسية والاعلام والمجتمع المدني، والتجسس على الجلسات النسائية، غبر مراقبة الجلسات الخاصة وحتى النقاشات الجماعية في الواتس أب. وتستخدم المجموعة المدارس لتجنيد الاطفال وحشد الطالبات في المرحلة الابتدائية وغرس مفاهيم الجهاد والقتال في عقولهم وغسل عقولهم بالأفكار الارهابية المتطرفة المستوردة من ايران، التي تشجع زواج الفتيات الصغيرات لانجاب الشهداء الذين سوف يدخلونهم الجنة
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات وهيئات حقوق الانسان والدفاع عن قضايا المرأة ومناهضة العنف ضد النساء الاضطلاع بدورهم في إيقاف الانتهاكات الحوثية المستمرة بحق النساء اليمنيات، والتي تشكل جرائم حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للإعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز العنصري ضد المرأة، والعمل بشكل فوري لإطلاق كافة المختطفات والمخفيات قسرا، وملاحقة المتورطين في الجرائم والانتهاكات التي طالت النساء اليمنيات، والعمل على ادراج المليشيا وقياداتها في قوائم الإرهاب.

شارك