انتهاء احتجاجات السياج.. غزة تنتظر تحسن الوضع الاقتصادي

الجمعة 29/سبتمبر/2023 - 06:22 م
طباعة انتهاء احتجاجات السياج.. علي رجب
 


بعد ايام من التصعيد ونهيد ي حياة عشرات من الشباب الفلسطيني على سياج غزة، وتحذيرات مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، من أن الوضع داخل قطاع غزة خطير، عاد الهدوء مرة أخىر إلى القطاع بعد اتفاق تهدئة حصلت منه حركة حماس على مكاسب مادية.

أعادت إسرائيل فتح معبر بيت حانون الرئيسي مع قطاع غزة، الخميس 28 سبتمبر 2023، مما يسمح لآلاف العمال الفلسطينيين بالعودة لأعمالهم في إسرائيل والضفة الغربية بعد نحو أسبوعين من الإغلاق رافقها احتجاجات عنيفة على الحدود.

ولدى نحو 18 ألفا من سكان غزة تصاريح من السلطات الإسرائيلية للعمل خارج القطاع المحاصر، مما يوفر تدفقا نقديا إلى اقتصاده الفقير يصل إلى حوالي مليوني دولار يوميا، وفق رويترز.

من جانبها، أكدت وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية، أن الجانب الإسرائيلي أبلغهم بإعادة فتح معبر "بيت حانون -إيريز" بدءا من صباح أمس، فيما شوهد مئات العمال يجلسون على مقاعد داخل صالة كبيرة في الجانب الفلسطيني من المعبر، بينما افترش آخرون الأرض في انتظار السماح لهم العبور إلى إسرائيل.

وجاءت الخطوة وسط جهود دولية مكثفة من قطر ومصر والأمم المتحدة لنزع فتيل التوتر ومنع اندلاع جولة جديدة من الصراع المسلح في القطاع.
وأمس الخميس، قال السفير القطري ورئيس لجنة إعمار قطاع غزة، محمد العمادي، إن الدوحة نجحت في التوسط للتوصل إلى تفاهمات بين غزة ودولة الاحتلال لإعادة فتح معبر إيريز أمام العمال الفلسطينيين، مضيفا أن الوضع في غزة مأساوي، ولن يؤدي صراع آخر إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

أفادت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلا عن مسؤول قطري، مساء الخميس، بأن الدوحة استطاعت النجاح في التوسط للتوصل إلى تفاهم بين إسرائيل وفلسطين لإعادة فتح معبر إيريز، البوابة الوحيدة للفلسطينيين الذين يدخلون إسرائيل عبر ساحل قطاع غزة.

ومنذ أسبوعين تقريبا، تقع مواجهات بين المتظاهرين والقوات الإسرائيلية على الحدود، حيث رشق المحتجون الجنود بالحجارة والعبوات المتفجرة بدائية الصنع وردت القوات بإطلاق الذخيرة الحية، مما أسفر عن مقتل رجل واحد على الأقل وإصابة العشرات.

وفي مؤشر فيما يبدو على تهدئة التوتر، قالت مجموعة (الشباب الثائر) التي نظمت الاحتجاجات على مدى الأسابيع القليلة الماضية في بيان: "نعلن تعليق فعالياتنا على السلك الزائل وذلك بعد تدخل الوسطاء وتعهدهم بأن الاحتلال سيلتزم بوقف إجراءاته القمعية بحق أسرانا الأبطال والامتناع عن الاعتداء على المرابطين والمقدسيين في المسجد الأقصى وعدوانه المستمر على حرمته، إلى جانب تعهد الوسطاء بوجود إجراءات للتخفيف عن شعبنا في قطاع غزة.. نحن على أهبة الاستعداد والجهوزية للعودة للحراك الشعبي الثائر في حال لم يلتزم العدو بتعهداته للوسطاء".
من جانبه، قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تحكم قطاع غزة إن إسرائيل تنتهك باستمرار حق السكان الأساسي في حرية التنقل.
أضاف: "شعبنا من الطبيعي أن يمارس حقه في حرية الحركة والخروج والدخول لقطاع غزة.. هذا حق أساسي وأصلي للإنسان.. والاحتلال دائما ما ينتهك هذا الحق عبر الإغلاق المتكرر للمعابر وحصار قطاع غزة".
وتمنع إسرائيل دخول العديد من البضائع إلى غزة، متعللة بمخاوف أمنية، فيما تشدد مصر الإجراءات على حدودها مع القطاع، كما تحتفظ إسرائيل أيضا بالحق في تقييد الصادرات.
ووفقا لأرقام صندوق النقد الدولي، فإن دخل الفرد في غزة لا يتجاوز ربع مستواه في الضفة الغربية المحتلة، بينما يقول البنك الدولي إن معدل البطالة يبلغ نحو 50%.

وفي وقت سابق حذر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، من أن الوضع داخل قطاع غزة خطير، مطالبا بتجنب صراع جديد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حيث ستكون له عواقب وخيمة على الجميع.

وتابع: نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوترات في غزة وما حولها، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها القطاع منذ عدة أيام وما يقابله من رد إسرائيلي بقصف نقاط رصد لحركة "حماس".

وأكد أن المواطنين في القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني نسمة غالبيتهم يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة قائلا: "عانوا بما فيه الكفاية ويستحقون أكثر من مجرد العودة إلى الهدوء، وأشار وينسلاند إلى أن الأمم المتحدة تتحدث وتعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحسين حياة الناس في غزة وخاصة الفئات الأكثر ضعفا.

خلال عامين من التصعيد بالمسيرات والارباك الليلي ذكرت وزارة الصحة في غزة "الإحصائية التفصيلية لاعتداء قوات الإحتلال على المواطنين في مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية شرق قطاع غزة منذ 30/3/2018 وحتى 14/5/2019.وقالت الصحة ان 305 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 17335 فلسطينيا وصلوا للمشافي، موضحة أن من بين الشهداء 59 طفلا و10 إناث و1 مسن".

ويقول الكاتب الفلسطيني إبراهيم ابراش إنه يبدو أن مسيرات العودة على حدود قطاع غزة خرجت عن أهدافها ومطلقاتها الوطنية كما تم تحديدها عندما تم الإعلان عنها لأول مرة عام 2018 كتحرك شعبي فلسطيني على كافة المناطق الحدودية في كافة الأراضي الفلسطينية التاريخية وفي بعض المناطق الأخرى في العالم والمخيمات الفلسطينية وكان ذلك في 30 مارس سنة 2018.

وأوضح الكاتب الفلسطيني أن حركة حماس حققت مكاسب مادية كبيرة من أجل وقف مسيرات" مخيمات العودة" فقد قررت قطر في أكتوبر 2018 تقديم مبلغ 150 مليون دولار لحماس وبعد حرب 2021 قررت زيادة الأموال لقطاع غزة والتي وصلت الى 30 مليون دولار شهريا يتم إدخالها عبر إسرائيل أو تحت إشرافها.

وتابع ابراش قائلا " كانت المسيرات في بدايتها تأكيدا على وحدة الشعب في كل أماكن تواجده وتمسكه بحق العودة لفتت انتباه العالم الى معاناة الشعب الفلسطيني وحصار غزة، ولكن فيما بعد انحرفت المسيرات عن هدفها الأول عندما تم توظيفها من حركة حماس وبعض فصائل المقاومة كأداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية ومالية في سياق محاولاتها لكسر الحصار عن القطاع والاعتراف بسلطتها كما أنها أبعدت الأنظار عن المعركة الحقيقية التي تجري في الضفة والقدس".

 

وأضاف الكاتب الفلسطيني أن قرار عودة فعاليات (مسيرات العودة وكسر الحصار) جاء في ظل ضائقة مالية تمر بها حركة حماس وسلطتها واستمرار حصار قطاع غزة، وردا على عدم قدرة الوسطاء على إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاقيات السابقة ومنها تعهدات تضمنتها اتفاقية الهدنة، أيضا هناك إحجام من الجهات الدولية المانحة عن تقديم مساعدات لقطاع غزة سواء لإعادة إعمار ما دمرته الحرب أو لمشاريع جديدة، في وقت يتزايد فيه سكان القطاع بسرعة وانعدام فرص العمل وحتى فرص السفر للعمل في الخارج.

وأضاف "ولأن المسيرات خرجت عن هدفها الأول وأصبحت أكثر توظيفا من طرف حماس وبعض فصائل المقاومة في غزة لتحقيق أهداف جزئية لا علاقة لها بحق العودة كما لا يتم التفاعل مع هذه المسيرات في أماكن تواجد الفلسطينيين الأخرى، فمن المتوقع ألا تكون بنفس الزخم والحشد الشعبي الذي كان في العام الأول للمسيرات، وسيكون هناك نكوص عن المشاركة خصوصا أن محصلة المسيرات الأولى من شهداء وجرحى لم تكن تتناسب مع أي منجز وطني حقيقي، هذا إن كان هناك أي منجز باستثناء مساعدات محدودة ساعدت حماس على الاستمرار بالسلطة حتى اليوم، وما زال مئات إن لم يكن الآلاف من الشباب يجولون شوارع غزة على كراسي متحركة أو على عكاكيز وينتظرون مساعدات مالية تأتيهم من هذه الجهة أو تلك".

وأضاف أن في غزة عجقة الجهات المانحة والمال السياسي دون حسيب أو رقيب في غزة فقر مدقع يتعايش مع غنى فاحش لأغنياء السلطة الحاكمة وأغنياء المقاومة والجهاد وأغنياء الانقسامن موضحا في غزة وطنية متأصلة واستعداد للنضال والاستشهاد في سبيل الله والوطن ولا تخلو عائلة من وجع فقدان شهيد أو أسير أو معاناة جريح وفيها أيضا جواسيس وعملاء ومرتزقة وبلطجية.

شارك