"المبادرة الحوثية".. مناورة جديدة لتبرير استهداف تعز

الجمعة 20/أكتوبر/2023 - 12:08 م
طباعة المبادرة الحوثية.. فاطمة عبدالغني
 
حذرت الحكومة اليمنية من اقدام مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، على خطوات تصعيدية في محافظة تعز، في ظل معلومات عن تحشيد لعناصرها والاسلحة والذخائر نحو جبهات المحافظة، واستهدافها المتواصل، منذ اسبوعين، للأحياء السكنية ومنازل المواطنين (شرق، شمال شرق، وشمال غرب) المدينة، مستغلة الأحداث التي تشهدها المنطقة.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن "ما اسمي مبادرة اعلنها المدعو مهدي المشاط بخصوص الوضع في محافظة تعز، مجرد ذريعة وتمهيد سياسي واعلامي لهذا التصعيد الخطير الذي يستهدف المحافظة الاكثر كثافة سكانية في اليمن، والتي تقبع تحت حصار غاشم ومطبق منذ تسعة اعوام، خلف ازمة إنسانية ومعاناة غير مسبوقة، في سياسة عقاب جماعي وجريمة حرب مكتملة الاركان"
وأضاف الإرياني في تغريدة له على موقع "إكس" "هذه المناورة الحوثية التي جاءت بالتزامن مع إعلان وزير خارجية طهران استعداد محور الشر الايراني لما اسماه "تحركات وقائية واستباقية"، في إشارة لاطلاق يد أذرعه في المنطقة لتصعيد اعمالها العدائية والاجرامية، والاستمرار في قتل اليمنيين باسم الدفاع عن فلسطين، بينما هذا المحور لم يقدم للقضية الفلسطينية سوى الشعارات والعنتريات الفارغة.
وتابع الإرياني "على مليشيا الحوثي إثبات حسن النوايا عبر الانصياع لجهود إحياء وتثبيت الهدنة الأممية والانخراط في مفاوضات لاحلال السلام الشامل والعادل والمستدام في اليمن، والتحرك لرفع الحصار فورا عن محافظة تعز تنفيذا لاتفاق السويد، ووقف العدوان البربري على المدن والقرى والاحياء السكنية ومنازل المدنيين التي تتعرض بشكل ممنهج للقصف بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة -ايرانية الصنع- ونشر القناصة لقتل النساء والاطفال بصورة وحشية، وارتكاب عشرات المجازر وزراعة الالغام التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء.
وأكد الإرياني على أن تعز (سلطة محلية، جيش وطني، أجهزة امنية، مقاومة، تنظيمات سياسية، نخب، مشائخ واعيان) وابناء هذه المحافظة التي أنجبت العديد من رموز العمل الوطني والنضالي، وكانت صاحبة الكلمة والموقف والطلقة الأولى في صدر الانقلاب الحوثي، قادرين على التصدي لأي تصعيد، وحماية المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها الثورة والجمهورية
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، بالقيام بمسئولياتهم القانونية والانسانية والاخلاقية في التصدي لاي تصعيد يدفع ثمنه المدنيين الابرياء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لفك الحصار المميت فورا عن محافظة تعز، ورفع القيود على حركة الافراد والسلع، ووضع حد لمعاناة أبناء المحافظة المتفاقمة، وملاحقة ومحاسبة المسئولين عنها من قيادات وعناصر المليشيا باعتبارهم "مجرمي حرب".
ومن جانبه استغرب محافظ تعز نبيل شمسان، المبادرة الحوثية وقال في بيان له إن "المبادرة الاستعراضية الغامضة الحوثية، هي مناورة جديدة لتبرير استهداف تعز، ولا تختلف عن تلك التي أطلقتها المليشيات بشأن مأرب، وغيرها من المناطق قبل أن تذهب إلى هجمات بربرية فاشلة".
وأوضح البيان، أن إطلاق المليشيات الحوثية "ما يسمى مبادرة للإدارة المشتركة لتعز، يأتي في الوقت الذي تتهرب فيه المليشيات من الوفاء بأبسط استحقاقات السلام، والقيم الإنسانية متمثلة بفتح طرق المحافظة، وتخفيف المعاناة عن أبنائها في الانتقال، والحصول على الخدمات والسلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وأشار إلى أن "المناورة" الجديدة للمليشيات الانقلابية التي أطلقها، الأسبوع الماضي، أحد زعماء الحرب من محيط المدينة المحاصرة منذ 9 أعوام، "تعد مبادرة خادعة".
وقال إن "تعز التي تحاصرها الميلشيات الحوثية ليست بحاجة إلى مديح زائف، ومبادرات خادعة من قاتلي أبنائها، بل إلى تحقيق التطلعات الشعبية العريضة التي قدمت من أجلها المحافظة الأبية، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في دفاعها عن النظام الجمهوري، والحرية، والعدالة، والسلام الذي يستحقه جميع اليمنيين".
ويرى البيان، في المبادرة الاستعراضية الغامضة للمليشيات، "استباقاً لجهود الوساطة الحميدة التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وما يترتب عليها من مكاسب للشعب اليمني بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، وفتح طرق تعز، والمطارات والموانئ والمضي قدما نحو السلام المنشود الذي تتهرب المليشيات من استحقاقاته العادلة".
وشدد البيان على ضرورة وجوب الإنهاء الفوري للحصار الظالم في تعز، وباقي المحافظات، ووقف هجمات المليشيات الحوثية المستمرة في مختلف الجبهات، وإلغاء القيود التعسفية على حركة الأفراد والسلع، وأنشطة القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية، كأحد مداخل بناء الثقة، وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني.
وحذر البيان، المليشيات الحوثية، من أي تصعيد تحت مبرر المناورة الاستعراضية في تعز، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، وإلزام المليشيات وداعميها بعدم اللجوء إلى أي استفزازات لخلط الأوراق.
كما حذر من عرقلة المليشيات الحوثية جهود السلام، وتنفيذ التزاماتها المعلنة بشأن تعز بموجب الاتفاقات السابقة بصفتها القوة الغاشمة التي شنت الحرب على المحافظة، وفرضت الحصار، وصادرت الحقوق، والحريات، والممتلكات، والتهجير القسري للسكان.
وكانت ميليشيا الحوثي، أعلنت الإثنين 16 أكتوبر عن "مبادرة" لانهاء جميع جبهات القتال في محافظة تعز (جنوبي غرب اليمن) تشمل إدارة مشتركة للمحافظة التي تحاصرها الجماعة منذ تسع سنوات.
جاء ذلك على لسان رئيس مجلس حكم جماعة الحوثي، مهدي المشاط، خلال لقاء بتعز، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) بنسختها الحوثية.
وتشمل "المبادرة الحوثية" توقف جميع الجبهات العسكرية بالمحافظة، وتحييدها، على أن تدار محافظة تعز بـ"إدارة مشتركة من قبل الجميع".
وقال "المشاط" أن الحل هو بالتقييم السليم والصحيح للفترة الماضية والتسع السنوات كفيلة وكافية وفوق الكافية للوصول إلى نتيجة حتمية لكل من له أدنى تفكير أو حس أنه لا حل إلا بوحدة الكلمة والموقف من الجميع.
ومنذُ العام 2018 يرفض الحوثيون تنفيذ الالتزامات التي وقعوا عليها في إتفاق "ستوكهولم"، مع الحكومة اليمنية، والذي تضمن رفع الحصار عن تعز، في حين نفذت الحكومة اليمنية والتحالف التزاماتهم بما يخص فتح الموانئ وتخفيف القيود عن مطار صنعاء.

شارك