الحوثي تُصفي أحد موظفي منظمة "إنقاذ الطفولة" بعد 50 يومًا من اختطافة

الجمعة 27/أكتوبر/2023 - 12:35 م
طباعة الحوثي تُصفي أحد فاطمة عبدالغني
 
في امتداد لسياسة التضييق على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها تعرض هشام الحكيمي احد موظفي منظمة (إنقاذ الطفولة) وهي منظمة دولية متخصصة برعاية الأطفال، للتصفية والتعذيب، بعد قرابة شهرين من اختطافه من احد شوارع العاصمة صنعاء، واخفائه قسرا، وأدانت الحكومة اليمنية واستنكرت بأشد العبارات اقدام ما يسمى جهاز الامن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران على تصفية الحكيمي مسؤول الأمن في مكتب المنظمة باليمن.
وقالت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني "تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية اختطاف عدد من العاملين في منظمات تابعة للأمم المتحدة، و(11) من موظفي السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية المحليين "السابقين، الحاليين"، منذ قرابة عامين، واخفائهم قسرا في ظروف غامضة، ودون أن توجه لهم أي تهم، او السماح لهم بمقابلة اسرهم، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية".
ولفت الإرياني في تغريدة له على موقع "إكس" أن وزارة حقوق الإنسان، رصدت أكثر من (350) حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي (1635) حالة تعرضت للتعذيب في معتقلات المليشيا الحوثية، كما وثقت منظمات حقوقية متخصصة قيام المليشيا بارتكاب جريمة الاخفاء القسري بحق (2406) من المدنيين في معتقلات المليشيا غير القانونية، يتعرضون لابشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الصحية.
وأضاف الإرياني "أشارت التقارير الحقوقية الى أن مليشيا الحوثي تدير نحو (641) سجناً، منها (237) سجنا رسميا احتلتها، و(128) سجناً سريا استحدثتها بعد الانقلاب، كما أن (32) مختطفاً تعرضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون، للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، كما سجلت (79) حالة وفاة للمختطفين و(31) حالة وفاة لمختطفين بنوبات قلبية، بسبب الإهمال الطبي ورفض اسعافهم للمستشفيات
ودعا الإرياني لتحقيق عاجل وشفاف في جرائم تعذيب الأسرى والمختطفين والمحتجزين قسرا في معتقلات مليشيا الحوثي، وقتلهم بهذه الصورة الممنهجة، والتمثيل بجثثهم بطريقة وحشية، والتي تؤكد المعلومات مشاركة قيادات حوثية فيها بينهم المدعو عبدالقادر المرتضى، وملاحقة ومحاكمة مرتكبيها في المحاكم المحلية والدولية باعتبارهم "مجرمي حرب"
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الانسان بمغادرة مربع الصمت، واصدار ادانة واضحة لهذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي للكشف عن مصير كافة المخفيين قسرا، واطلاقهم فورا، والتحرك وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها المسئولين عن هذه الجرائم المروعة باعتبارهم "مجرمي حرب".
ومن جانبها، أعلنت منظمة "إنقاذ الطفولة" تعليق أنشطتها الإنسانية والاغاثية  في مناطق سيطرة الحوثي عقب تصفية "الحكيمي" داخل سجن حوثي في صنعاء.
وقالت المنظمة في بيان؛ إن مدير قسم الأمن والسلامة في مكتبها في اليمن، هشام الحكيمي (44 عامًا)، الذي يعمل لدى المنظمة منذ 2006، كان قد اعتقل في التاسع من شهر سبتمبر خارج أوقات عمله في المنظمة.
وأضافت: "على الرغم من المحاولات المتكررة من قِبل عائلته والممثلين القانونيين وفريق منظمة رعاية الأطفال، لم يتمكن أحد من رؤيته أو التحدث معه طوال فترة احتجازه بأكملها".
وأكدت أنه لم يتم توجيه أي اتهامات، أو اتخاذ إجراءات قانونية من قِبل المليشيات، أو تقديم أسباب لاحتجازه في صنعاء.. مضيفةً: "في ظل هذه الظروف، ستقوم منظمة رعاية الأطفال بتعليق عملياتها في شمال اليمن بأثر فوري".
وكانت ميليشيا الحوثي اتصلت مساء الثلاثاء الماضي، بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب وفاته.
ووفقا للمصادر، فقد رفضت أسرة الحكيمي تسلم جثمانه، وطالبت بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، "خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محام للدفاع عنه منذ اعتقاله".
وكانت ميليشيا الحوثي اختطفت الحكيمي من أحد شوارع صنعاء قبل 50 يوماً، وأودعته أحد سجونها في صنعاء، ومنعت أسرته من الوصول إليه ومعرفة سبب اختطافه.
وبحسب المصادر، فقد كان أصدقاء للحكيمي طلبوا من أسرته "عدم الحديث عن اعتقاله لضمان سرعة الإفراج عنه كما يحصل غالبا مع المعتقلين".
يذكر أن منظمات حقوقية يمنية سجلت عشرات الضحايا ممن قضوا في سجون الميليشيا، وأرجعت هذه المنظمات أسباب وفاتهم إلى التعذيب الذي يتعرضون له في تلك السجون.

شارك