العدوان على غزة.. الاحتلال الغاشم يواصل إرهابه بمجمع الشفاء الطبي

السبت 18/نوفمبر/2023 - 12:54 م
طباعة العدوان على غزة.. أميرة الشريف
 
تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني العدوان الغاشم الإرهابي على قطاع غزة، حيث أمهلت الأطباء والجرحى والنازحين ساعة واحدة لإخلاء مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
وأعلن طاقم الأطباء بالمستشفى والمكون من نحو 400 طبيب ومسعف وممرض وإداري أنهم لن يغادروها إلا بصحبة الجرحى والمرضى الذين يعدون بالمئات وبعضهم في حالة صحية حرجة وتوفي الكثير منهم في حضانات الأطفال والرعاية المكثفة بسبب وجود قوات الاحتلال في المستشفى لليوم الرابع على التوالي.
وكانت إدارة المستشفى قد أعلنت أمس استيلاء سلطات الاحتلال على نحو 150 من جثث الشهداء كانوا موجودين بالمستشفى ولم تمكن الظروف غير الإنسانية من دفنها.
ويتراوح عدد النازحين إلى المستشفى بين 6 و 10 آلاف فلسطيني ألقى جيش الاحتلال القبض على عشرات منهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن 50 مريضا منهم 4 من مرضى الكلى و3 من الأطفال الخدج، استشهدوا في الأيام الماضية بسبب نفاد الأدوية وحصار قوات الاحتلال الصهيوني للمستشفيات.
وأكد أن نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء تسبب في استشهاد 20 من مرضى العناية المركزة لتوقف أجهزة دعم الحياة، مشددا على أن 35 من مرضى الفشل الكلوي لم يتلقوا العلاج منذ أسبوع. وأضاف يجب على قوات الاحتلال توفير ممر آمن يسمح بإدخال الإمدادات المعيشية والطبية والوقود إلى المستشفيات التي يحاصرها في شمال قطاع غزة وعلى رأسها الشفاء.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش، إن 120 مريضا لا يزالون في مجمع الشفاء الطبي سيغادرونه بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وأضاف في تصريحات إعلامية، أن النازحين والمصابين خرجوا بسلام، ويتوجه أغلبهم صوب الجنوب، مشيرا إلي أنه لا توجد أي خدمات صحية في الشمال، في حين توجد خدمات في الجنوب وتحديدا في مستشفى شهداء الأقصى وناصر، لافتا إلى أنباء عن قدوم مستشفى ميداني أردني للجنوب، مع إنشاء مستشفيات ميدانية إماراتية وقطرية وتركية.
ولفت إلى أن عدد الشهداء من الأطفال الخُدج في مجمع الشفاء وصل إلى أربعة حتى الآن، حيث جرى دفن الطفل الرابع في مقبرة الشهداء بساحة المجمع الطبي صباحا اليوم.
وبدأت عملية الإخلاء للمرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية من مجمع الشفاء الطبي شمالي قطاع غزة، وذلك بعد أيام من حصاره واقتحامه.
في سياق متصل، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري إن هناك عشرات الآلاف من المصابين بالتهابات رئوية وهضمية في غزة، محذراً من أثر طويل المدى لانهيار المنظومة الصحية في القطاع الذي تحاصره إسرائيل، وتمنع عنه الكهرباء والماء والوقود منذ 43 يوماً.
وأشار المنظري، في تصريحات إعلامية، إلى أن أكثر من 60 ألف مصاب بالتهابات رئوية في غزة، إضافة إلى أكثر من 35 ألف حالة مصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والإسهال، خاصة بين الأطفال والحوامل. وأضاف أن هناك أيضاً ما يقرب من 16 ألف حالة مصابة بالجرب والالتهابات الجلدية.
إلي ذلك، فقد عبرت 3 شاحنات وقود من معبر رفح إلى الجانب الفلسطيني صباح اليوم السبت، وذلك لليوم الثالث على التوالي
وتحمل الشاحنات الثلاثة 129 ألف لتر من الوقود حيث ستدخل غزة وفقاً لجهود وضغوط مصرية مع كافة الأطراف.
وأطلقت مصر اليوم السبت أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة للفلسطينيين في غزة من صندوق "تحيا مصر" تضم 190 شاحنة بها أكثر من 2510 أطنان من الاحتياجات الملحة والضرورية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إن القافلة تضم سيارات للمستلزمات الطبية، وعددا من سيارات الإسعاف، مؤكدا أن الدولة المصرية لا تدخر جهدا في سبيل الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم مختلف أشكال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يواجهون هذه الظروف الأليمة.
وأشار مدبولي إلى أن القافلة الشاملة تحتوي على مختلف المساعدات الغذائية والطبية، بما يلبي الاحتياجات الفعلية والحقيقية لأهالي القطاع، بالتزامن مع استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة.
وذكر تامر عبد الفتاح المدير التنفيذي لصندوق "تحيا مصر" أن القافلة تمثل أهمية قصوى للقطاع الطبي في غزة، لعلاج مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.
وأشار إلى أن القافلة الطبية تشمل الأجهزة الطبية مثل أجهزة صدمات القلب وفحص الدم، وقياس سكر وضغط، وتنفس نيبوليزر، وقياس حرارة عن بعد، وأجهزة ضغط رقمية، وأجهزة قياس ومنظمات الأكسجين وأَسِرَّة العناية المركزة والمراتب الطبية، مضيفا أنها تشمل كذلك الخيوط الجراحية، والمحاليل الوريدية، ومستلزمات للطوارئ وغرف العمليات والكسور، وأدوية الأمراض المزمنة، وأدوية الأورام والكلى والمخ والأعصاب، والمسكنات والمضادات الحيوية والحقن، وأدوية لعلاج الحروق من الدرجات: الأولى والثانية والثالثة، وبدل طبية متعددة الاستخدام، وقفازات طبية، وأكياس قطنية، وكمامات، وزجاجات كحول، فضلًا عن سيارتي إسعاف مجهزتين بأحدث الأجهزة والمعدات؛ لإتمام عمليات الإنقاذ للجرحى وتجنب تدهور وضع المرضى أو فقدانهم لحياتهم.
وأضاف أن القافلة الإغاثية الشاملة شملت أيضا 1613 طنا من المواد الغذائية الجافة والأطعمة صالحة للتناول بدون طهي مثل التونة، واللحوم المعلبة، والمربى، والحلاوة، والأجبان، وعسل النحل، والتمور، والبسكويت، والفول المعلب، والخضار المعلب، والطحينة، ورقائق البطاطس، والشعرية سريعة التحضير، والحلويات المعلبة، مشيرا إلى أنها تضم كذلك المياه المعدنية والألبان والعصائر والملابس والبطاطين والمراتب والسجاد والأغطية والمنظفات والمطهرات، والمولدات الكهربائية وكشافات الإضاءة.
وأوضح أن قافلة صندوق "تحيا مصر" أولت اهتمامًا كبيرًا بالنساء خاصة الحوامل والمرضعات وكذا الأطفال في ظل الوضع المتردي ونقص الإمدادات من المياه والغذاء، وهو ما يسبب سوء التغذية والجفاف، حيث تضمنت القافلة أدوية الأطفال والرضع، وألبان وغذاء الأطفال، وحفاضات من مختلف القياسات، والأدوية المهمة أثناء الحمل، ومستلزمات كبار السن، لتوفير الرعاية على النحو الملائم في ظل هذه الظروف القاسية التي يعيشونها، مؤكدا أنه يجري ترتيب دخول المساعدات وفقًا لمتطلبات الهلال الأحمر الفلسطيني، حسب الأولويات والاحتياجات لأهل قطاع غزة.

شارك