واصل حزب الله في لبنان تصعيد ضرباته على الحدود الشمالية لإسرائيل في 20 نوفمبر 2023، حيث أطلق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار على دولة الاحتلال. واستهدفت هجمات حزب الله بلدتي عرب العرامشة وبرعام في الشمال. تسببت إحدى الهجمات في أضرار جسيمة ونشوب حريق في قاعدة البيرانيت التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن المسؤولين الإسرائيليين لم يبلغوا عن وقوع إصابات. وجاء القصف بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان بالمدفعية لمنع اقتراب الخلايا الإرهابية التي تسعى إلى تنفيذ هجمات. وفي وقت لاحق، ضرب الجيش الإسرائيلي عدة مواقع لحزب الله، بما في ذلك مركز قيادة حزب الله، باستخدام الطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية والدبابات.
و كلما زادت هجمات المجموعة، كلما زاد احتمال حدوث ضربة كبيرة تجبر إسرائيل على التحرك. وهذا ما حدث في عام 2006. ففي نهاية المطاف، جلب حزب الله على لبنان حرباً لم تتعاف منها البلاد حتى الأن. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم البؤس في لبنان.
إن طبيعة التصعيد الذي يقوم به حزب الله اللبناني تجعل الحديث عن تورطه بمثابة تشغيل مفتاح آلة الحرب في اتجاه لبنان. وقد تجد إسرائيل صعوبة متزايدة في تجاهل أو استيعاب أو الرد بشكل متقطع على الكمية المتزايدة من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار ونيران الصواريخ.
وجاءت المناوشات الجديدة في الوقت الذي زار فيه كبير مستشاري إدارة بايدن، عاموس هوشستاين، إسرائيل. وذكر موقع أكسيوس أن زيارة هوشستاين هي جزء من جهود الولايات المتحدة لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله والتحول إلى حرب شاملة. وأجلت إسرائيل عشرات الآلاف من السكان من البلدات والقرى القريبة من الحدود الشمالية، ويخشى الكثير منهم العودة بينما لا يزال التهديد من حزب الله قائما.
يقوم حزب الله، بإعادة تسليح نفسه منذ صراعه الأخير مع إسرائيل في عام 2006. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في 11 نوفمبر إن الحزب أدخل أسلحة جديدة، بما في ذلك صواريخ الرؤوس الحربية الثقيلة، ترسانتها. وهدد بمواصلة الضغط على إسرائيل من خلال الهجمات المستمرة.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت للصحفيين في 19 نوفمبر إن حزب الله أطلق 1000 صاروخ وقذيفة هاون وطائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل منذ 8 أكتوبر، أي اليوم التالي لهجوم حماس على جنوب إسرائيل.
وفي السابق طالب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 ، الذي أنهى الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006، حزب الله بنزع سلاحه. وتم إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) للحفاظ على منطقة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والمعروفة باسم الخط الأزرق، خالية من النشاط العسكري. ومع ذلك، لم تتمكن القوة من مراقبة تحركات حزب الله وإعادة تسليحه. وفي انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 1701، أعاد حزب الله بناء نفسه، متجاوزاً قدراته السابقة.
ويمتلك حزب الله اللبناني ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذائف بعيدة المدى ، ونظام دفاع جوي واسع النطاق، وقوة كوماندوز. كما قام الحزب بتسليح نفسه بمركبات جوية بدون طيار وذخائر موجهة بدقة قادرة على ضرب أهداف محددة في عمق إسرائيل.