بالاختطاف والتعذيب و الاغتصاب.. تقرير حقوقي يوثق الجرائم بحق 140 امرأة في اليمن

الثلاثاء 28/نوفمبر/2023 - 01:44 م
طباعة بالاختطاف والتعذيب أميرة الشريف – فاطمة عبدالغني
 
تواصل جماعة الحوثي المدعومة من إيران أساليبها الإجرامية في الاختطاف والسرقة والنهب، حيث أفاد تقرير حديث لرابطة أمهات المختطفين في اليمن، بأن 140 امرأة تعرضن للاختطاف والانتهاكات المختلفة خلال الفترة الماضية، وسط استمرار العنف الممارس على المرأة في اليمن.
وأضافت الرابطة الحقوقية أن معظم النساء في اليمن يتعرضن للعنف اللفظي والابتزاز والتوقيف في نقاط التفتيش أثناء تنقلهن، ناهيك عن تعرض 5 نساء في السجون لمحاكمات خارجة عن إطار القانون.
وأوضح أن الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف الممارس ضد المرأة في اليمن يأتي في ظل ازدياد وتيرة العنف وارتفاع نسبة الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، ومنها العنف الممارس ضد المرأة كالقتل والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتهجير والمداهمات للبيوت عند الاشتباه دون الالتزام بشروط الضبط، إضافة إلى القيود التي تفرض على المرأة اليمنية وتقيد حركة تنقلها، منها "سياسة المحرم التي فرضها الحوثيون مؤخراً".
وأشار البيان إلى أن أمهات ونساء المختطفين مازلن يتعرضن للانتهاكات على أبواب السجون عند الزيارة لذويهن المحتجزين. موضحاً أن هناك تحديات كثيرة تواجهها النساء باليمن لمواجهة العنف والاضطهاد.
ودعت المنظمة الحقوقية في بيانها إلى التوقف عن استغلال النساء سواء عن طريق التغرير أو الترهيب واستخدامهن كأوراق ضغط في الحروب، وكذا تعزيز القانون عن طريق دعم التشريعات التي تحمي حقوق المرأة وتعاقب المنتهكين، بالإضافة إلى تعزيز نظام العدالة ليسهل على النساء الحصول عليها.
كما دعت جميع المعنيين للانضمام إلى "جهود مناهضة العنف ضد المرأة، وضمان توفير الحماية والدعم اللازم لكل امرأة، فرفاهية المرأة وامتلاكها لحقوقها أساس بناء مجتمعات صحية ومزدهرة".
في هذا السياق، طالب وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمنى معمر الإريانى، المجتمع الدولى بممارسة ضغوط حقيقية على الحوثيين لإجبارها وبشكل فورى على إطلاق كافة المختطفات والمخفيات قسرا فى معتقلاتها غير القانونية، واللاتى يعشن أوضاعا مأساوية جراء ظروف الاعتقال والمعاملة المهينة والقاسية، وملاحقة المتورطين فى الجرائم والانتهاكات التى طالت النساء اليمنيات، والعمل على إدراج المليشيا وقياداتها فى قوائم الإرهاب الدولية.
وقال الإريانى وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية أن النساء اليمنيات المغيبات فى المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الحوثيين، يتعرضن لممارسات قمعية وجرائم وانتهاكات ممنهجة منذ العام 2014 منها (القتل، الاختطاف، الاخفاء القسرى، والتعذيب، الاغتصاب، التهجير، وسياسات الافقار والتجويع)، وما فرضته المليشيا من قيود للتضييق عليهن.
وأوضح الإريانى بمناسبة اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، أن الحوثيين اختطفت آلاف النساء من منازلهن ومقار أعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش، واقتادتهن للمعتقلات والسجون السرية، ولفقت لهن التهم الكيدية، ومارست بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسى والجسدى، على خلفية نشاطهن السياسى والإعلامى والحقوقى، بهدف الحد من حريتهن ومشاركتهن فى الحياة العامة، وتقييد قدرتهن على الحركة فى الشوارع والأماكن العامة وأماكن عملهن.
ودعا الإريانى منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا المرأة ومناهضة العنف ضد النساء بالاضطلاع بدورهم فى إيقاف الانتهاكات الحوثية المستمرة بحق النساء اليمنيات، والتى تشكل جرائم حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للإعلان العالمى لحقوق الانسان، والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز العنصرى ضد المرأة.
وكانت ذكرت  تقارير دولية ومحلية أن نحو 600 امرأة يمنية قتلت، وأصيبت 805 أخريات منذ بدء الانقلاب.
حيث ذكر المركز الأميركي للعدالة، في بيان له أن النساء في اليمن "يتعرض لصنوف مختلفة من الانتهاكات، ما بين العنف الأسري والازدراء المجتمعي، وفي حين تعيش ملايين النساء أوضاعاً معيشية صعبة، ويقاسين ظروف النزوح والهرب من الحرب، وما يترتب على ذلك من معاناة في المخيمات التي تفتقر لأبسط متطلبات الحياة الكريمة".
وأضاف أن الأسوأ من هذا "الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها المليشيا الحوثية، من إصدار لأحكام الإعدام خارج القانون، واختطاف وإخفاء قسري وإهانة، بل إن تلك الانتهاكات وصلت حد الاغتصاب والاستغلال والابتزاز الجنسي داخل وخارج مراكز الاحتجاز، وتشويه سمعتهن، ودفع ذويهن إلى التخلي عنهن والتبرؤ منهن".
منظمة "سام" للحقوق والحريات أفادت في تقرير لها بأنها سجلت أكثر من 150 حالة انتهاك بحق النساء خلال عام 2021 فقط، شملت القتل، والإصابات الجسدية، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، والتعذيب، والمنع من التنقل، إضافة إلى أن هناك أكثر من 900 ألف امرأة نازحة في مخيمات النزوح.
وأوضحت "سام" أن مليشيا الحوثي تصدرت قائمة أكثر الأطراف المنتهكة لحقوق المرأة، والتي تسببت بـ135 انتهاكا.
وأشارت الأرقام التي جمعتها "سام" إلى أن عدد اليمنيات اللاتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغ 40 امرأة، سقط العدد الأكبر منهن في مدينة الحديدة بعدد 12 امرأة، تلتها محافظة تعز 11 امرأة، فيما أصيبت 99 امرأة، وكان لمحافظة الحديدة أيضاً النصيب الأكبر بينهن بعدد 30 امرأة.
وذكرت "سام" أن "من بين إجمالي النساء اللواتي فقدن حقهن في الحياة 12 امرأةً قتلن نتيجة لانفجار الألغام، و5 أخريات قتلن نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص، فيما قتلت امرأتان نتيجة للقنص، وامرأة نتيجة إصابتها بشظايا العبوات الناسفة، فيما فقدت امرأة حياتها نتيجة لجروح مختلفة".
بدوره، وثق تقرير صادر في شهر فبراير ، من فريق الخبراء المعني باليمن التابع للجنة مجلس الأمن، عدداً كبيرا من انتهاكات المليشيا الحوثية بحق النساء في اليمن، من بين تلك الأعمال: اختطاف وإخفاء الناشطات، والاغتصاب، وتلفيق اتهامات كيدية، ومحاكمات صورية بحق المهنيين في القطاعات المختلفة.
واستشهد التقرير بتسع حالات قام فيها الحوثيون باختطاف واحتجاز نساء ناشطات سياسياً أو مهنياً، بسبب معارضتهن لآرائهم الأيديولوجية، أو توجههن السياسي.
وأفاد التقرير بأن الحوثيين استخدموا مزاعم "الدعارة" ذريعة للحد من تقديم الدعم المجتمعي للمعتقلات السابقات، ومنع مشاركتهن النشطة في المجتمع المحلي، وضمان عدم تهديدهن لنظام الحوثيين.

شارك