مقتل أدامو ديالو.. ماهي التداعيات على داعش الصحراء الكبرى في الساحل

الأربعاء 06/ديسمبر/2023 - 07:11 م
طباعة مقتل أدامو ديالو.. علي رجب
 

لقي القيادي العسكري البارز في تنظيم "داعش" فرع الصحراء الكبرى بمنطقة الساحل الأفريقي، أدامو ديالو، مصرعه في اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة والجيش المالي في مدينة ميناكا شمال شرق مالي.

ونقلت وسائل إعلام مالية عن موسى أغ الشراتوماني، عضو المجلس الوطني الانتقالي في مالي والأمين العام لحركة إنقاذ الأزواد، تأكيده مقتل القيادي الداعشي؛ ما يشكل نصرًا جديدًا للقوات المالية المدعومة بعناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية.

 

وأدامو ديالو يشتبه في كونه العقل المدبر للعديد من الهجمات التي استهدفت القوات المالية والنيجرية في منطقة تستنزف فيها الجماعات المتشددة القوات النظامية التي تجد صعوبة كبيرة في ردع هذه الجماعات.

ويشتبه في كون ديالو مسؤولًا عن هجوم أوقع في العام 2017، 4 جنود أمريكيين و5 نيجريين في كمين نُصب في مدينة تونجو النيجرية.

 

مقتل قيادي داعش في مالي

يمثل مقتل القيادي العسكري البارز في تنظيم "داعش" فرع الصحراء الكبرى بمنطقة الساحل الأفريقي، أدامو ديالو، ضربة موجعة للتنظيم، ويشكل نصرًا جديدًا للقوات المالية المدعومة بعناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية.

ويأتي مقتل ديالو في وقت تسعى فيه جيوش مالي وبوركينافاسو والنيجر إلى تكثيف تحركاتها ضد المتشددين، خاصة مع النصر الإستراتيجي الذي حققه الجيش المالي باستعادة السيطرة على مدينة كيدال معقل المتمردين.

وعلى الرغم من خسارته مدنًا إستراتيجية في مناطق أخرى، مثل: الموصل العراقية، وسرت الليبية، وغيرهما، إلا أن تنظيم داعش ما زال يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي.

أهمية مقتل ديالو

يُعد مقتل ديالو خطوة مهمة في جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.

وكان ديالو يُعتبر من أبرز قادة تنظيم داعش في المنطقة، وكان مسؤولًا عن العديد من الهجمات التي استهدفت القوات المالية والنيجرية.

ويأتي مقتل ديالو في وقت تسعى فيه القوات المالية إلى استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد من المتشددين.

التداعيات المحتملة

من المحتمل أن يؤدي مقتل ديالو إلى إضعاف تنظيم داعش في منطقة الساحل الأفريقي، وجعل من الصعب عليه شن هجمات جديدة.

ولكن من غير المرجح أن يؤدي هذا إلى القضاء على التنظيم تمامًا، حيث ما زال لديه قاعدة شعبية في المنطقة، ويتمتع بقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.

وعلى الرغم من ذلك، يُعد مقتل ديالو نصرًا مهمًا للقوات المالية، وقد يُساهم في إحباط جهود تنظيم داعش في المن

تنظيم داعش في الصحراء الكبرى في

تشكل فرع تنظيم داعش في الصحراء الكبرى في عام 2015 بعد أن انشق عن جماعة المرابطون، أحد الجماعات المنشقة عن تنظيم القاعدة، وبايع تنظيم داعش على الولاء. يتمركز الفرع بشكل أساسي في مالي، ويمتد نفوذه على طول الحدود بين مالي والنيجر، كما ينشط في بوركينا فاسو.

يتكوّن داعش في أغلبه من عناصر أجنبية تتعامل بشكل أكثر قسوة مع السكان المحليين، في حين تركّز جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المنافسة على استهداف قوات الأمن والجيش، والقوات الأجنبية.

في يونيو 2022، رُصد أثر تنظيم داعش في الصحراء الكبرى على بعد مئات الكيلومترات عن أندريامبوكاني (مالي، على الحدود مع النيجر) في معارك ضد الجنود الماليين ومجموعات مسلحة موالية للحكومة، وفي 11 و12 يونيو في سيتانغا (شمال بوركينا فاسو) حيث قتل 86 مدنيا في مجزرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

تصاعدت حرب النفوذ بين فرعي تنظيمي "داعش" والقاعدة بولاية ميناكا شمالي مالي، وسط غياب قوات الجيش في المنطقة التي أصبحت تحت نفوذ الجماعات الإرهابية.

يستهدف داعش الإبقاء على نفوذه في ميناكا، لأنها تحتوي على المواد الخام، التي يأتي على رأسها تعدين الذهب، وأيضا لتميز موقعها الجغرافي بالقرب من الحدود النيجرية، وليستولي على مئات المواشي ومراعيها في مناطق سيطرته.

التنظيم الإرهابي لديه وجود قوي وفعال في منطقة الحدود الثلاثة بين "أزواد" بشمال مالي، والنيجر وبوركينا فاسو، وفي ولاية منياكا تحديدا كثف هجماته ضد السكان المدنيين أكثر من أي وقت مضى منذ مارس الماضي، وقتل في تلك الهجمات أكثر من ألف مدني، وعشرات الجنود من حركات بلات فورم (جماعة أزوادية).

و سجّل داعش نشاطا في الجزائر وبنين ونيجيريا، مع مساعٍ لإنشاء مركز تنسيق مع إرهابيين في ليبيا، مدفوعا بخطة توسع لإنشاء مشروعه للخلافة.

شهدت منطقة الساحل تضاعفًا في عدد الأحداث العنيفة التي تورطت فيها الجماعات الارهابية منذ عام ٢٠٢١ (يبلغ مجموعها الآن ٢٩١٢). كما شهدت أيضًا تضاعفًا في عدد القتلى نتيجة هذا العنف بنحو ثلاث مرات في الإطار الزمني ذاته (إلى ٩٨١٨ حالة وفاة).

٨٧ بالمئة من أحداث العنف في منطقة الساحل تتركز في بوركينا فاسو ومالي. يتزامن تصاعد العنف الملحوظ مع الانقلابات العسكرية الواقعة في تلك البلدان. كما أنه يعكس الفرصة التي اغتنمها المسلحون عندما أحبط المجلس العسكري المالي شراكاته الأمنية الإقليمية والبعثة والشراكات الأمنية الدولية، أثناء دعوة القوات شبه العسكرية التابعة لمجموعة فاغنر الروسية، والتي وُجهت إليها اتهامات موثّقة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد حقوق الإنسانن وفقا لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية (مقره واشنطن).

اكتسبت منطقة الساحل شهرة ميزتها بأنها أكبر مسرح للهجمات على المدنيين خلال السنوات الثلاث الماضية. ففي عام ٢٠٢٣، كان هناك أكثر من ١١٠٠ حالة هجوم على المدنيين من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة في منطقة الساحل، مما أدى إلى مصرع أكثر من ٢٠٨٠ شخصًا – أي ٥٩ بالمئة من جميع الهجمات على المدنيين من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا، و٦٨ بالمئة من أحداث القتل المتورطين فيها.

 

 

شارك