36 عاما على تأسيسها.. طوفان الاقصى تضع حماس في منعطف تاريخي

الأربعاء 13/ديسمبر/2023 - 04:39 م
طباعة 36 عاما على تأسيسها.. علي رجب
 

في 14 ديسمبر/ 1987، تأسست حركة "حماس" في قطاع غزة، على يد أحمد ياسين، ولكن اليوم تمر الحركة بمنعطف تاريخي منذ 7 اكتوبر الجاري بعد تنفيذ عملية الطوفان الأقصىى، بما يهدد وجودها في الأراضي الفلسطينية.

وبعد مرور 37 عاما على تأسيس حركة حماس، تعيش الحركة ازمة حقيقة على مستوى الحضور الشعبي في غزة، بعد تعالي الأصوات الفلسطينية في قطاع غزة، والتي تحمل الحركة مسؤولية التدمير الشامل للقطاع بعد عملية طوفان الاقصى، وأيضا على المستولى الدلوي مع توجه العديد من الدول الغربية الى تصنيف الحركة كتنظيم إرهابي، وعقد مؤتمر دولي لمواجهة تمويل الحركة.
على مستوى القيادة خسرت حماس العديد من القادة في جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" في الحرب الدائرة في القطاع منذ 7 اكتوبر، وحتى الأن، بالإضافة الى خسارة قادة في الجناح السياسي للحركة، وتسببت حماس لاول مرة في اعادة احتلال اجزاء من قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرئيلي، في ظل الحرب الدائرة في غزة.

استنزاف السلم القيادي في حماس

على مدى الشهرين الماضيين من الحرب في قطاع غزة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من مرة عن تصفية نحو 25 قادة حركة حماس، منذ 7 اكتوبر الماضي، منهم أحمد الغندور ثالث أكبر قيادات "كتائب القسام" الذراع العسكري للحركة وأعلنت إسرائيل مقتله في 16 نوفمبر ونعته حماس في 26 من الشهر ذاته.
ومن القيادت التي قتلت في حرب غزة، أيمن نوفل كان يشغل منصب عضو المجلس العسكري العام و"قائد لواء الوسطى" في كتائب القسام ومن المقربين لمروان عيسى نائب رئيس أركان "كتائب القسام"، وأعلنت إسرائيل مقتله في 17 أكتوبر ونعته حماس أيضا في ذات التوقيت، وقالت إنه قضى بقصف جوي على منطقة مخيم البريج.
مراد أبو مراد كان يشغل منصب قائد التشكيل الجوي بحماس، وأعلنت إسرائيل مقتله في 14 من أكتوبر، وعلي القاضي قائد إحدى سرايا القوات الخاصة في حركة حماس، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتله في 14 أكتوبر، وائل رجب نائب قائد لواء شمال قطاع غزة ونعته الحركة في 26 من نوفمبر الماضي.
ومن القيادات، رأفت سلمان، كان يشغل منصب قائد كتيبة إسناد، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتله، ونعته حماس في 26 نوفمبر، و"أيمن صيام" شغل منصب رئيس التشكيل العسكري في حركة حماس لمدة 15 عاما. ونعته حماس في 26 نوفمبر، وعصام أبو ركبة قائد القوة الجوية التابعة لحماس. أعلنت إسرائيل تصفيته في 28 أكتوبر، و"إبراهيم البياري" قائد كتيبة وسط جباليا، أعلنت إسرائيل مقتله في 31 أكتوبر، وفرسان خليفة القيادي الذي قتل بذات القصف الذي قتل إثره أحمد الغندور وأيمن صيام، ومعتز عيد قائد المنطقة الجنوبية في الأمن العام، زكريا أبو معمر رئيس دائرة العلاقات الوطنية في المكتب السياسي لحماس وجواد أبو شمالة مسؤول الاقتصاد في المكتب السياسي لحماس.
بالإضافة إلى بلال القدرة قائد وحدة النخبة في كتيبة جنوب خانيونس وطارق معروف قائد المساعدات الحربية والإدارية في كتيبة الدرج والتفاح وقائد الكتيبة رأفت عباس ونائبه إبراهيم جذبة، ومعاذ عبد الرحمن قائد التدريبات في مدينة غزة وعثمان حمدان ضابط الدفاع الجوي لكتيبة الصبرة تل الهوا وغسان الشفلوح مسؤول التدريبات للمنظومة الجوية في شمال القطاع، ومحمود الريفي مسؤول الإمدادات في مدينة غزة.

دمار غزة

وعلى المستوى الشعبي والبنية التحيتة خسرت حماس الكثير من حضورها في قطاع غزة، بعدما اصبحت غير صالح لاللحياة، وفقدان نحو19 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف مصاب، وتدمير 655 من الوحدات السطنية في القطاع.

وتصف رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش معاناة السكان في قطاع غزة بأنها "لا تطاق"، وتقول إنه "من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للذهاب إليه في غزة، ومع وجود حصار عسكري لا توجد استجابة إنسانية كافية ممكنة حاليا".

وتعرض قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليونا فلسطيني ويعد أحد أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم لحروب إسرائيلية عدة منذ سيطرة "حماس" عليه في يونيو 2007

لكن الحرب الأخيرة التي أطلقتها عملية "طوفان الأقصى"تعد الأعنف والأكثر دموية بين الحروب الستة السابقة التي اندلعت بين "حماس" وإسرائيل، ووفقا لآخر الإحصاءات في الثامن من ديسمبرالجاري، أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة في القطاع مقتل أكثر من 19 ألف شخص، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 50 ألف مصاب وقرابة 1.9 مليون نازح يعيشون أوضاعا إنسانية مزرية.

وبحسب وزارة الصحة في القطاع فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى إخراج 25 مستشفى و46 مؤسسة ومركز للرعاية الأولية من الخدمة بصورة كاملة، بينما لا يزال 36 عاملا من الكوادر الطبية وعلى رأسهم مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية معتقلين.

وتسببت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع بتدمير 103 مقار حكومية، والإضرار جزئيا أو كليا بأكثر من 300 ألف وحدة سكنية، وإخراج نحو 67 مدرسة عن الخدمة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تحويل معظم المناطق الشمالية في قطاع غزة إلى مناطق "غير صالحة للسكن"، وفقا لتقرير لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية المنشور في الـ 23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقدر الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص أصبحوا مهجرين بعد نزوحهم من شمال القطاع نحو الجنوب.

استمرار الصراع مع السلطة الفلسطينية


رغم ظروف الحرب الا ان حركة حماس مازالت على على الانقسام واستهداف السلطة الفلسطنية، كجزء من المآساي التي تعيشها القضية الفلسطينية.
وتطرقت تقارير إلى أزمة بالعلاقات بين قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار وقادة حماس في الخارج، انه بعد إجراء بعض من قادة حماس بينهم خالد مشعل، خليل الحية وإسماعيل هنية اتصالات في قطر مع مبعوثي السلطة الفلسطينية حول قضية اليوم ما بعد الحرب- استشاط السنوار غضبا.
وقال المحلل السياسي زيد الايوبي: تماهي تصريحات فتحي حماد وموسى ابو مرزوق واسامة حمدان التي يهاجمون بها القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس مع هجوم نتنياهو المستمر على السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس ابو مازن تعكس عدم احترام قيادات حماس لتضحيات الشعب الفلسطيني الجسام خلال الحرب وعدم تقدير دماء الشهداء الذين يرتقون يوميا بالمئات في الضفة الغربية.
وأضاف " في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الوحدة الوطنية وتصويب بوصلة الفعل النضالي نحو جرائم الاحتلال ومشاريعه التوسعية،،انها تصريحات غير مسؤولة وتلحق ضررا بالغا بقضيتنا وتساهم في تثبيط عزائم ابناء شعبنا وادعوا الى عدم الالتفات لها وتجاوزها وفاءا لدماء شهداءنا وعذابات اسرانا البواسل ".

خسارة الشرعية الدولية

وبعد مرور 37 عاما على تأسيس الحركة، تواجه حماس ازمة الشرعية الدولية، مع توجه غالبية الدول الغربية الى تصنيف الحركة كتنظيم ارهابي، بالتزامن مع عقد مؤتمر دولي في باييس يحضره 20 دولة من أجل مواجهة تمويل حماس.
 وبعد أكثر من 60 يوما من الحرب على غزة، أصبحت الحركة فادة للشرعيةالدولية التي عملت من أجل كسبها خلال العقود الثلاثة الماضية والتي ننجحت في ان تفوز في الانتخابات التشريعية في 2006 وتشكيل الحكومة، ولكن االأن الحركة أصبحت في موقف صعب.
ووضع النزاع المتصاعد في غزّة مسألة استضافة قطر مكتباً سياسياً لحركة حماس تحت المجهر، مع توجهات بامكانية اغلاق المكتب السياسي في ظل الضغوط الأمريكية على الدوحة.
خلال زيارته إلى قطر في 13 أكتوبر الماضي، حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الدوحة أنهاء علاقاتها الوثيقة مع حماس التي تستضيف مكتباً للحركة ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية. وقال بلينكن: "لا يمكن أن تستمر الأمور كالمعتاد مع (حماس)".
ويعتقد مراقبون ومحللون سياسيون أن إسرائيل لن تسمح باستمرار قادة حماس في استهدافها من الدوحة، خاصة من خلال ظهورهم المستمر على قناة الجزيرة التي تتهمها إسرائيل بالانحياز لحماس وقد تلجأ إلى منعها من التغطية.
قال مسؤول أمريكي كبير لوكالة رويترز، إن قطر أبلغت الولايات المتحدة أنها منفتحة على إعادة النظر في وجود حركة حماس على أراضيها بمجرد حل أزمة عشرات المحتجزين لدى الحركة.
وذكر المسؤول أنه تم التوصل إلى هذا التفاهم، الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست لأول مرة، خلال اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر.
وواجه دور قطر ووجود حماس في قطر انتقادات في الكونجرس الأمريكي. وبعثت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مؤلفة من 113 مشرعا أمريكيا في 16 أكتوبر تشرين الأول برسالة إلى الرئيس جو بايدن طلبت منه الضغط على الدول التي تدعم حماس، ومنها قطر.
من جانبه قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد أشتية لوكالة بلومبرغ، إنه يرى دورا لحماس في الحكم المستقبلي لغزة- وهو احتمال سترفضه إسرائيل بقوة، لأن هدفها المعلن هو القضاء على الحركة. وقال مسؤولون أمريكيون إنه لا يمكن العودة إلى ما كان عليه "الوضع" قبل 7 أكتوبر الماضي.
كما كشفت وزارة الخزانة الأمريكية الأربعاء13 ديسمبر 2023 أن الولايات المتحدة وبريطانيا فرضتا المزيد من العقوبات على مسؤولين ووسطاء في حركة حماس.
وأضافت أن العقوبات تستهدف 8 أفراد يعملون على استمرارية نشاط حماس من خلال تمثيل مصالح الحركة في الخارج وإدارة شؤونها المالية، وفق رويترز.
ويستهدف الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم مسؤولين رئيسيين يروجون لأجندة حماس من خلال تمثيل مصالح الجماعة في الخارج وإدارة شؤونها المالية.
ومن بين هؤلاء إسماعيل برهوم المقيم في غزة، تم انتخابه من قبل مجلس شورى حماس عضواً في المكتب السياسي لقطاع غزة في 14 مارس 2021، وشغل منصب رئيس قسم المالية الإقليمية.
بالإضافة إلى هارون ناصر الدين المقيم في تركيا وهو رئيس مكتب حماس في القدس، وكان يعمل بالتنسيق مع زاهر جبرين، أحد المنفذين الماليين الرئيسيين لحماس في تركيا. وعلي بركة رئيس العلاقات الوطنية لحماس في الخارج والمقيم في لبنان.
وجهاد يغمور الممثل الرسمي لحماس في تركيا، وماهر عبيد زعيم سياسي كبير في الحركة ومقيم في لبنان وكان جزءاً من المكتب السياسي منذ عام 2010.
ونزار عوض الله عضو مجلس إدارة حماس في غزة وعضو في المكتب السياسي، كذلك حسن الورديان هو أحد كبار مسؤولي حماس وشخصية رئيسية في بيت لحم يمثل حماس.
في 14 نوفمبر 2023، حيث أعلنت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات جديدة فرضتها بالتنسيق مع المملكة المتحدة على مسؤولين في حماس وأفراد مرتبطين بهم، وخصوصاً مسؤولاً في حركة الجهاد التي تشارك إلى جانب حماس بالمعارك في قطاع غزة.
كما أورد بيان لوزارة الخزانة الأمريكية حينها أن هذه العقوبات تستهدف "المسؤولين الرئيسيين في حماس، والآليات التي تعتمدها إيران لدعم حماس والجهاد".
وبين الأفراد الذين استهدفتهم العقوبات ممثل حركة الجهاد في إيران ناصر أبو شريف، والقيادي في حركة الجهاد أكرم العجوري، إضافة إلى شركة نبيل شومان للصيرفة التي مقرها في لبنان والمتهمة بإجراء تحويلات بين حماس وطهران.

كذلك تستهدف العقوبات البريطانية التي تم تنسيقها مع واشنطن، 4 قياديين كبار في حماس، واثنين من الممولين.

حماس إلى أين؟

من جانبه هاجم وزير الاتصالات السابق في حركة حماس، يوسف المنسي، زعيم حماس في غزة يحي السنوار وقائد كتائب القسام محمد الضيف، واصفا إياهم بالمجانين، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وفي مقطع فيديو مدته 14 دقيقة نشره الشاباك قال المنسي: إن عناصر حماس بقيادة السنوار دمروا قطاع غزة وأرجعوها 200 عام للوراء، ويجب التخلص منهم.

وقال أيضا: "السنوار يتزعم مجموعة من المجانين الذين دمروا غزة، وأرجعوها 200 سنة إلى الوراء؛ لأن لديه أوهام العظمة، ويشعر أنه فوق الجميع. غزة في دمار مهول. وتم قتل 25 ألف مواطن على الأقل. وينتشر اليوم الجوع والعطش والأمراض ولا يوجد دواء. لا توجد لدينا حياة. الناس في قطاع غزة، وأنا معهم، يقولون إن السنوار دمرنا، ولم أر أي شخص في قطاع غزة يدعمه بل بالعكس. الناس يصلون لأن نتخلص منه. وإذا بقي حيا سيخرج الناس إلى التظاهر ضده. ولو لم أكن أنا مريضا لخرجت أنا أيضا للتظاهر ضده، لكن أتأمل أن يتركنا لحالنا. فليذهب إلى إيران أو سوريا أو لبنان أو حيثما يشاء ويترك غزة كي تلملم جراحها".

وتابع المنسي تصريحاته، قائلا إن السنوار مصاب بجنون العظمة، ويشعر وكأنه فوق الجميع، ويتخذ قراراته دون استشارة أحد، مضيفا أن هجمات السابع من أكتوبر هي عكس تعاليم الإسلام، وما فعلوه غير مقبول علي الإطلاق.

شغل المنسي عدة مناصب في الحكومة الفلسطينية، فتولي منصب وزير الأشغال وكذلك عمل وزيرا للحكم المحلي في الحكومة الفلسطينية الثانية عشرة برئاسة إسماعيل هنية.

وفي وقت سابق طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عناصر حماس، بالاستسلام وإخراج يحيى السنوار رئيس الحركة، خارج ما وصفه بـ قواعد اللعبة من أجل إنهاء الحرب، حتى لا يكون مصيرهم الموت، على حد زعمه.

شارك