ردًا على التهديدات الحوثية للملاحة البحرية .. غارات جوية تستهدف عدة محافظات يمنية

الجمعة 12/يناير/2024 - 11:09 ص
طباعة ردًا على التهديدات فاطمة عبدالغني
 
ردًا على التهديدات الحوثية للملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، شنت طائرات أمريكية وبريطانية ضربات على مواقع الميليشيا في عدة محافظات منها صنعاء.
وأعلنت قوات القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، أنها نفذت بالتنسيق مع بريطانيا، وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، فجر اليوم الجمعة، ضربات مشتركة على أهداف الحوثيين لإضعاف قدرتها على الاستمرار.
ووصفت سنتكوم، في بيان لها، هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر " بأنها "غير قانونية ومتهورة".
وقالت إن "هذا العمل المتعدد الجنسيات استهدف أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".
 ولم تذكر سنتكوم، في بيانها، المناطق التي تم استهدافها داخل اليمن، غير أن تقارير أشارت إلى أنها في محيط العاصمة صنعاء وفي محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
وأضافت القيادة المركزية الأمريكي أنه منذ 17 أكتوبر الماضي، حاول المسلحون الحوثيون، المدعومون من إيران "مهاجمة ومضايقة 27 سفينة في ممرات الشحن الدولية.. وتشمل هذه الحوادث غير القانونية الهجمات التي استخدمت فيها الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والمسيرات وصواريخ كروز في البحر الأحمر وخليج عدن".
وأكدت القيادة أنه لا علاقة لهذه الضربات بعملية "حارس الازدهار"، مشيرة إلى أن "الضربات منفصلة عن العملية الدولية في البحر الأحمر"، وهي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي بايدن، إن الجيش نفذ ضربات "ناجحة" ضد أهداف في اليمن كان الحوثيون يستخدمونها في تعريض الملاحة للخطر، وشدد على أنه لن يتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات إن اقتضت الضرورة، وأشار بايدن إلى أن بريطانيا شاركت الولايات المتحدة في الهجمات على الحوثيين وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا.
ونقل بيان للبيت الأبيض عن بايدن قوله "الضربات تأتي ردا على هجمات الحوثيين غير المسبوقة ضد السفن في البحر الأحمر .. ضربات الحوثيين عرضت أمريكيين وبحارة مدنيين وشركاءنا والتجارة الدولية للخطر وهددت حرية الملاحة"، مشيراً إلى أن هذه الضربات تبعث رسالة واضحة بأن أمريكا والدول الشريكة لها لن تتسامح مع الهجمات ولن تسمح بتعريض حرية الملاحة للخطر.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن توجيه الضربات جاء عقب حملة دبلوماسية واسعة النطاق بعد تصاعد هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية، وبعد تحذير الحوثيين من العواقب ما لم تتوقف الهجمات.
بدوره قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن الضربات الأمريكيّة والبريطانيّة ضدّ الحوثيّين في اليمن استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتيّة لمسيّرات وصواريخ، في مسعى لإضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن التجاريّة في البحر الأحمر.
وأضاف أوستن في بيان أنّ "ضربات اليوم استهدفت مواقع مرتبطة بالطائرات بلا طيّار التابعة للحوثيّين والصواريخ البالستيّة وصواريخ كروز وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوّية"، مشيرا إلى أنّ أستراليا والبحرين وكندا وهولندا قدّمت الدعم.
وأوضح أوستن أن هذه العمليّة تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيّين على تعريض البحّارة للخطر وتهديد التجارة الدوليّة في أحد أهمّ الممرّات البحريّة في العالم.
وشدّد على أنّ "إجراءات التحالف اليوم تبعث رسالة واضحة إلى الحوثيّين، مفادها أنّهم سيتحمّلون مزيدا من الأثمان إذا لم يُنهوا هجماتهم غير الشرعيّة".
في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، العميد يحيى سريع، اليوم الجمعة، إن القوات الأمريكية والبريطانية شنت 73 غارة على اليمن، مما أسفر عن مقتل 5 وإصابة 6 آخرين من مقاتلي الجماعة.
وأضاف سريع، خلال بيان عبر منصة "إكس" "أن الجماعة لن تتردد في "استهدافِ مصادر التهديد وكل الأهداف المعادية في البر والبحر دفاعا عن اليمن وسيادته واستقلاله".
وحمل المتحدث باسم الجماعة أمريكا وبريطانيا كامل المسئولية على عدوانهم "الإجرامي بحق شعبنا اليمني، ولن يمر دون رد ودون عقاب"، مشدداً على أن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف مصادر التهديد "وكافة الأهداف المعادية في البر والبحر؛ دفاعاً عن اليمن وسيادته واستقلاله".
وأكد سريع، خلال بيانه، أن "هذا العدوان الغاشم لن يثني اليمن عن موقفه الداعم والمساند لمظلومية الشعب الفلسطيني"، قائلاً إن "القوات المسلحة اليمنية تؤكد استمرارها في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين العربي والأحمر".
بدوره أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، أن الجماعة لن تتراجع عن قرارها بضرب السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانٍ إسرائيلية.
وشدد عبد السلام أن "العدوان" الأمريكي البريطاني لا مبرر له أبدا ولم يكن هناك خطر على حركة الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي. وأضاف في تغريدة له على منصة "إكس": "اليمن سيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع".
وذكر القيادي الحوثي علي القحوم أن قوات الحوثيين ترد على البوارج الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر بعد شنـّهما، أي أمريكا وبريطانيا، هجمات على أهداف بالعاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى.
وشدد القيادي الحوثي علي القحوم على أن جماعته لن تتوقف عن استهداف إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر إلا إذا أوقف الإسرائيليون "عدوانهم" على غزة وُرفع الحصار عنها. وأضاف: "ستستمر كل العمليات مهما كان.. وعلى الأميركيين والبريطانيين إدراك ذلك".
وكانت وسائل إعلام عربية وعالمية تداولت صوراً لانفجارات بمواقع حوثية في الحديدة جراء الضربة الجوية. وبحسب مصادر صحفية فإن الغارات استهدفت الحديدة وصنعاء وذمار وصعدة حيث سمع دوي انفجارات عنيفة بتلك المحافظات اليمنية.
واستهدفت الضربات مخازن صواريخ وورش طائرات بدون طيار في المحافظة الساحلية منها منزل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وأخرى في مطار الحديدة الدولي الخاضع لميليشيات الحوثي.
وفي صنعاء، قالت مصادر محلية إن دوي 3 انفجارات عنيفة سمع من اتجاه معسكرات ومواقع ميليشيات الحوثي بما فيها قاعدة.
وأشارت المصادر إلى أن من أبرز المواقع الحوثية المستهدفة معسكر القوات البحرية بمنطقة الكثيب ومحيط مطار الحديدة وموقع في ضواحي الزبيد والزيدية وقاعدة الدليمي الجوية بصنعاء ومعسكر اللواء الثامن ومعسكرات للحوثيين في محافظة تعز من بينها معسكر الجند ومحيط مطار تعز واللواء 122 ومعسكر كهلان في صعدة وبعض المواقع في حجة.

شارك