"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 14/يناير/2024 - 10:49 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 14 يناير 2024.

البيان: أمريكا وبريطانيا: الضربات ضد الحوثيين تتفق مع القانون الدولي

دافعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن الضربات العسكرية التي نفذاها على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، باعتبارها قانونية، تتفق مع القانون الدولي.

في وقت استهدفت ضربات أمريكية جديدة فجر أمس، قاعدة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، غداة ضربات شنتها واشنطن ولندن، أول من أمس، على مواقع عسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. كما تداولت تقارير إعلامية، أنباء حول انفجار ضخم في محافظة الحديدة غربي البلاد.

وقالت سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الضربات الأمريكية البريطانية استهدفت «تعطيل قدرة الحوثيين على مواصلة الهجمات المتهورة على السفن، وإضعاف تلك القدرة».

وشددت غرينفيلد على أن الولايات المتحدة حاولت مواجهة خطر الهجمات على سفن دون اللجوء للقوة العسكرية، لكنها لم تنجح، وأن الضربات جاءت بعدما شن الحوثيون هجوماً معقداً باستخدام مسيّرات وصواريخ استهدفت سفينة أمريكية. وأضافت إن الهجمات الحوثية أجبرت أكثر من 2000 سفينة على تحويل مسارها عن البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي.

ضربات مشروعة

في الغضون، دافعت المملكة المتحدة عن شرعية الضربات العسكرية التي نفذتها مع الجيش الأمريكي، مجددة تأكيدها أنها تصرفت «دفاعاً عن النفس».

ونشرت رئاسة الحكومة البريطانية، بياناً فسّرت فيه أن ضرباتها طالت «أهدافاً محددة بعناية».

وجاء في البيان: «كان الرد على هجمات الحوثيين ضرورياً ومتناسباً»، وأضاف: «يحق للمملكة المتحدة، بموجب القانون الدولي استخدام القوة في ظروف كهذه حين يكون الدفاع عن النفس هو الوسيلة الوحيدة الممكنة للتعامل مع هجوم مسلّح فعلي، أو تهديد به، حين تكون القوة المستخدمة ضرورية ومتناسبة». فيما قال ناطق باسم الحكومة: «تصرفنا في حالة دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، في مقطع مرئي على «إكس»، إن الضربات البريطانية الأمريكية «ضرورية، وقانونية، ومتناسبة».

وأضاف: «يجب أن يكون واضحاً للحوثيين أننا جادون حين نقول إن أفعالهم التي تستهدف سفناً بريطانية، وسفناً أخرى، غير مقبولة بتاتاً».

وفي مقابلة مع صحيفة «تليغراف»، قال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس: «لا يمكننا أن نتسامح مع مارقين يضايقون الشحن الدولي.. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يسقط قتلى أبرياء، لا علاقة لهم أبداً بما يحدث في الصراع بين إسرائيل وغزة».

ونشر الجيش البريطاني 3 سفن في المنطقة، هي: المدمّرة «إتش إم إس دايموند»، وسفينة «إتش إم إس ريتشموند»، و«إتش إم إس لانكستر» المزوّدة بمروحية هجومية.

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، أنها نفذت ضربة جديدة ضد الحوثيين في اليمن، استهدفت موقعاً لهم يضم راداراً في العاصمة صنعاء، وأوضحت أن الهجوم الأحدث يهدف إلى إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن وخطوط الملاحة البحرية.

وأفادت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية «سنتكوم»، في بيان، بأن «القوات الأمريكية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن». وتابعت: «هذه الضربة نفذتها حاملة الطائرات الأمريكية «كارني» باستخدام صواريخ «توماهوك لاند أتاك»، في متابعة للضربات التي نُفذت في 12 يناير (الجاري)، بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية».

قصف الحديدة

وجددت أمريكا وبريطانيا، مساءً، قصف مواقع عسكرية للحوثيين، في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن.

وأبلغ مصدر في السلطة المحلية، وكالة «سبوتنيك»، بأن مقاتلات أمريكية وبريطانية شنت غارة على القاعدة البحرية في منطقة الكثيب، قبالة ميناء الحديدة. وأضاف المصدر إن القصف الجوي سبقه تحليق مكثف، على علو منخفض فوق سواحل مدينة الحديدة. 

جدير بالذكر أن القصف الجوي البريطاني الأمريكي على القاعدة العسكرية البحرية في محافظة الحديدة، جاء بعد ساعات من استهداف أمريكي بريطاني بثلاث غارات على قاعدة «الديلمي» الجوية شمالي العاصمة اليمنية صنعاء.

الخليج: ضربات أمريكية جديدة تستهدف الحوثيين في صنعاء والحديدة

استهدفت ضربات أمريكية جديدة، أمس السبت، قاعدة للحوثيين في اليمن في صنعاء، غداة ضربات شنّتها واشنطن ولندن رداً على هجمات حوثية في البحر الأحمر، فيما أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة باليمن، في حين دعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.

وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان أن «القوات الأمريكية نفّذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن» باستخدام صواريخ من طراز توماهوك أطلقت من السفينة الحربية يو إس إس كارني، نحو الساعة 3:45 صباحاً بالتوقيت المحلي أمس السبت. كما استهدفت الغارات منطقة الكتيب في مدينة الحديدة، بعد ساعتين من إطلاق صاروخ منها باتجاه جنوب البحر الأحمر. وطالت الضربات الأمريكية 6 محافظات يمنية، هي صنعاء وصعدة وذمار، وحجة والحديدة وتعز.

تحذيرات أممية

وعقب ضربات أمس الأول الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «عدم تصعيد الوضع بشكل أكبر، من أجل السلام والاستقرار في البحر الأحمر والمنطقة».

فيما حث مبعوثه الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج جميع الأطراف المعنية بالتطورات في البلاد على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذراً من تزايد عدم اليقين إزاء الوضع في المنطقة. وأضاف في بيان «ألاحظ بقلق بالغ السياق غير المستقر بشكل متزايد في المنطقة وتأثيره السلبي على جهود إحلال السلام في اليمن والاستقرار والأمن في المنطقة».

في السياق، حذر مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري من «مسار تصعيدي خطير يمكن أن يؤثر على الملايين في اليمن والمنطقة والعالم».

وأضاف خياري خلال جلسة لمجلس الأمن في وقت متأخر من ليل أمس الأول الجمعة أن التطورات في البحر الأحمر ومخاطر تفاقم التوتر الإقليمي «تثير القلق»، وشدد على «أننا نشهد دورة من العنف تهدد بتداعيات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية خطرة في اليمن والمنطقة».

تتسق مع القانون الدولي

ودافعت المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد عن الهجمات التي شنتها بلادها بالاشتراك مع بريطانيا على جماعة الحوثي، وقالت إن الهدف منها تقليص قدرة الجماعة على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضافت غرينفيلد في جلسة مجلس الأمن أن الهجمات «كانت ضرورية ومتناسبة وتتسق مع القانون الدولي.. وجزء من ممارسة الولايات المتحدة لحقها في الدفاع عن النفس».

ومن جانبها، قالت مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن باربرا وودوارد إن بلادها ملتزمة بالدفاع عن التجارة الدولية، وشددت على ضرورة أن يوقف الحوثيون هجماتهم ضد سفن في البحر الأحمر. وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن ما قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا من هجمات على اليمن هو «عدوان على دولة أخرى»، وإن الهجمات «لا تحترم القانون الدولي ولا علاقة لها بالحق في الدفاع عن النفس وفق ميثاق الأمم المتحدة».

لندن تدافع

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون في مقطع فيديو نُشر على منصة «إكس» إن الضربات الأمريكية والبريطانية التي شُنّت ليل الخميس الجمعة رداً على هجمات للحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر «ضرورية وقانونية ومتناسبة». وأضاف «يجب أن يكون واضحاً للحوثيين أننا جادّون حين نقول إن أفعالهم التي تستهدف سفناً بريطانية وسفناً أخرى غير مقبولة بتاتا».

إلى ذلك، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان أمس الأول الجمعة، عن بالغ القلق بشأن التطورات والأحداث الجارية في منطقة البحر الأحمر والعمليات العسكرية التي تعرض لها عدد من المواقع في اليمن.

وأكد البديوي «أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية»، داعياً «إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، وتجنب الإضرار بالمدنيين في اليمن الشقيق».

العربية نت: تحذير إيراني.. أي دولة تقصف الحوثيين تعرض نفسها للخطر!

بعد إدانة طهران للضربات المشتركة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد مواقع للحوثيين في اليمن، اتهم الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بـ"إعلان الحرب على الشعب اليمني".

وفي تهديد مبطن، رأى إرافاني أن "أي دولة شاركت أو ستشارك لاحقاً في هجمات لاحقة قد تعرض نفسها لخطر محتمل".

وقال في مقابلة مع مجلة "نيوزيويك" إن "إن الهجمات التي نفذتها واشنطن تشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة اليمن، وخرقًا للقانون الدولي، وانتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يصل في النهاية إلى إعلان الحرب ضد الشعب اليمني"، وفق تعبيره.

كما اعتبر أن تلك الهجمات تشي بنجاح الضغط الذي تمارسه إسرائيل لجر أميركا إلى حرب مباشرة، وتفاقم توسع الصراع إلى أجزاء أخرى من المنطقة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية الجارية منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة.

وتساءل: "متى تحول البحر الأحمر إلى منطقة غير آمنة، وما هي العوامل التي ساهمت في هذا التحول؟".

ليوضح لافتاً إلى أن الحرب الجارية في غزة هي التي حركت الحوثيين.
دعم بالسلاح؟!
أما عند سؤاله عن الدعم الإيراني للحوثيين سواء بالسلاح أو التدريب، فأكد السفير الإيراني أن بلاده ملتزمة بقرار حظر الأسلحة المفروض على اليمن. وقال: "نحن نعتبر قرار حظر الأسلحة المفروض على اليمن ظالماً لكن على الرغم من تحفظاتنا عليه فقد التزمنا بمسؤوليتنا كدولة عضو في الأمم المتحدة احترمنا قراراتها".

وعن احتمال حصول تصعيد أوسع، أو هجمات حوثية لاحقة، أشار إرافاني إلى أن هذا الأمر منوط بالحوثيين حصراً، في إشارة على ما يبدو إلى تملص بلاده من أي مسؤولية في هذا الإطار.

أتت تلك التصريحات بعدما طالت الهجمات الأميركية البريطانية خلال اليومين الماضيين أكثر من 60 هدفاً في 6 محافظات يمنية طالت مواقع تخزين عسكرية للحوثيين، فضلا عن مواقع للرادار ومراكز تصنيع وتخزين للدورن والصواريخ.

فيما توعدت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً بالرد على تلك الهجمات، رغم أن أي رد كبير لم يحصل حتى الساعة.

ويتوقع العديد من الخبراء أن تشهد المنطقة لاسيما البر الأحمر مزيدا من الهجمات الحوثية التي قد تطال السفن التجارية وربما الأميركية المتواجدة في المكان، والتي ساهمت في الضربات يومي الجمعة والسبت الماضيين.

يذكر أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة يوم السابع من أكتوبر، شن الحوثيون أكثر من 27 هجوماً على السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر، تحت ذريعة توجهها إلى إسرائيل التي تحاصر القطاع.

كما تعهدوا بمواصلة تلك الهجمات إلى أن توقف إسرائيل غاراتها العنيفة على غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأميركية إذا تعرضوا للاستهداف.

في حين عمدت الولايات المتحدة إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم، عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.

عتب في الكواليس.. هكذا أزعج تسريب تفاصيل هجوم اليمن أميركا

على الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن رضاه عن الضربات الأميركية المشتركة التي نفّذت ضد جماعة الحوثي في اليمن، خلال اليومين الماضيين، مشددا على أنها رسالة خاصة إلى إيران، فإن ذلك التحرك لم يمر دون عوائق على ما يبدو.

تسريب أغضب الأميركيين
فقد أشعلت الضربات الأميركية البريطانية المشتركة بعض الفوضى والاستنكار في البنتاغون مع تسرب أنباء الخطة السرية قبيل تنفيذها، وفقا لصحيفة "التليغراف".

فقد أدى تحرك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لتجاوز البرلمان والانضمام إلى العمل العسكري إلى تململ في أروقة وزارة الدفاع الأميركية، بعد أن تبين أن رئيس الوزراء البريطاني أعطى الضوء الأخضر أثناء اجتماع خصص لمناقشات الأمن القومي، وكان إلى جانبه كبار الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية في الحكومة، فتسرّب الخبر.

وأضاف مطلعون على الأمر أن البيت الأبيض كان يخطط لضربات على الحوثي منذ أسابيع، حيث اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، بشكل يومي تقريبا لمناقشة هذا الأمر، وعملية تحالف "حارس الازدهار" الذي شكلته الولايات المتحدة والذي يضم 22 دولة لحماية الشحن في البحر الأحمر.

ولفتوا إلى أن نقطة التوتر بين الحليفين جاءت، مساء الخميس الماضي، مع اقتراب وقت الضربات، حيث أعرب الجيش الأميركي عن إحباطه من نظرائه البريطانيين عقب تسريب أمر العملية، خصوصا أنه عادة لا يتم الإعلان عن مثل هذه الضربات إلا بعد عودة الطائرات إلى قواعدها.

كما انتشر القلق في لندن أيضا، حيث حاولت شخصيات دبلوماسية وسياسية معرفة كيفية تسرب الأخبار، وقيل إن "خيبة الأمل العميقة" كانت المزاج السائد في تلك الليلة.

ومع تسرب أخبار الضربة الوشيكة في المملكة المتحدة، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تقريرا فيه تحذير أميركي من توقع ضربات في الساعات القادمة. وقالت الصحيفة إنه تم إبلاغها بخطط لضرب محطات الرادار ومستودعات الأسلحة ومواقع إطلاق الطائرات بدون طيار.

رغم ذلك، لم يعرف تماما الحجم الحقيقي للتذمر الأميركي بشأن التسريب، فيما أصرت شخصيات بريطانية رفيعة المستوى على أنه لم يكن لذلك التسريب أي تأثير على توقيت أو أسلوب العمل العسكري نفسه.

ضربات وتهديد بالرد
يشار إلى أن عملية مشتركة أميركية بريطانية كانت نفّذت ضد أهداف لجماعة الحوثيين في صنعاء والحديدة وتعز وذمار وصعدة اليمنية، فجر الجمعة الماضي والسبت، ردا على استهداف السفن في البحر الأحمر.

ويستهدف الحوثيون سفنا تجارية مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ أشهر.

وبينما أعلنت أميركا أن هدف الضربات هو تدمير البنية التحتية للطائرات المسيّرة والصواريخ والرادارات التي استخدمتها جماعة الحوثي بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة لاستهداف سفن تجارية في أحد أهم ممرات الشحن الدولية، شددت الجماعة على نيتها الانتقام فورا.

اعتداء حوثي على سجينات في مركزي إب.. واحتجاجات غاضبة

اعتدت عناصر حوثية مسلحة وفرقة تتبع ما يسمى بـ"الزينبيات"، على نزيلات السجن المركزي في محافظة إب (وسط اليمن)، لإخماد احتجاجات غاضبة قادتها النزيلات.

وأفادت مصادر أمنية في مركزي إب، بأن الاحتجاجات اندلعت في قسم النساء، احتجاجاً على معاملتهن السيئة من قبل إدارة السجن الخاضعة لجماعة الحوثي.

وطالبت النزيلات بإقالة مدير السجن "رضوان سنان"، ووضع حد لمعاناتهن اليومية وانتهاكات ترتكبها إدارة الإصلاحية بشكل يومي.
ولفتت المصادر، إلى أن قوة عسكرية وفرقة من ما يعرف بـ"الزينبيات"، قمعت المحتجات وفرضت عقوبات مجحفة بحقهن من بينها عزل بعضهن في زنازن انفرادية، فيما قررت ترحيل بعضهن إلى صنعاء، ما يعني مضاعفة وتشديد العقوبة، وردع بقية السجينات من أي إجراءات قادمة.

وأشارت إلى أن عدداً من السجينات تعرضن قبل ذلك بأيام، للضرب والاعتداء من قبل عناصر حوثية تعمل في حراسة السجن وآخرين ضمن الطاقم الإداري للسجن.

العين الإخبارية: تلميذ الروس منحها اسمها.. «الديلمي» أكبر قاعدة جوية باليمن تحت النار
أغارت الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر اليوم السبت، على قاعدة "الديلمي" لليوم الثاني على التوالي.

وإزاء تكرار الهجمات على القاعدة التي تقع في قبضة مليشيات الحوثي منذ 2014، برز السؤال عن أهمية الموقع الذي يقع على بعد 15 كيلومترا شمال صنعاء، وتستخدمه المليشيات في نشاطها الحربي.

أهميتها
قبل انقلاب الحوثي أواخر عام 2014، كانت قاعدة "الديلمي" تضم معظم الدفاعات الجوية اليمنية والطائرات الحربية وجميع بطاريات صواريخ سام.

وأمام أهميتها استهدفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن القاعدة التي سيطر عليها الحوثيون بضربات مركزة مع بدء التدخل الذي جاء بطلب من الحكومة اليمنية عام 2015.

لكن الحوثيين طوروا مؤخرا القاعدة، حيث باتت تضم ورش تركيب وتطوير الطائرات بدون طيار، ومنظومة الاتصالات، وأنظمة الرادارات العسكرية.

وبالإضافة لما تحتوي عليه القاعدة من أسلحة وأنظمة رصد وورش تصنيع أسلحة، تعد أيضا أحد مواقع وجود الخبراء الأجانب المشغلين لهذه المنظومات ضمن صفوف المليشيات.

وتفسر أهمية القاعدة السبب في كونها على رأس بنك أهداف القوات الأمريكية والبريطانية التي شنت ضربات جوية على مواقع الحوثيين، ردا على استهداف الأخيرة السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وفجر السبت نفذت سفينة (يو إس إس كارني) باستخدام صواريخ توماهوك هجوما على القاعدة، بحسب بيان للجيش الأمريكي.

وأشار البيان إلى أن الضربة كانت "بمثابة إجراء متابعة على هدف عسكري محدد مرتبط بالضربات التي شنت في 12 يناير/كانون الثاني بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية، بما في ذلك السفن التجارية".

وكانت القاعدة مقرا للواء الثاني طيران، واللواء الرابع طيران، واللواء السادس طيران، واللواء الثامن طيران، واللواء 110 دفاع جوي، واللواء 101 دفاع جوي، التابعين للجيش اليمني سابقا قبل أن يسيطر عليها الحوثيون أواخر 2014.

تلميذ الروس
وسميت قاعدة "الديلمي" بهذا الاسم نسبة للطيار اليمني محمد الديلمي، الذي كان يقاتل في صفوف النظام الجمهوري خلال حروبه مع "الإماميين" عام 1962، وتلقى دورات عسكرية في الاتحاد السوفياتي.

وأثناء حصار الإماميين لصنعاء في عام 1967 شنّ الديلمي العديد من الغارات بطائرات سوفياتية الصنع على المواقع الإمامية التي كانت تحاصر العاصمة صنعاء.

وفي إحدى طلعاته الجوية سقطت طائرته من طراز ميج 17 غرب صنعاء، وتم إلقاء القبض عليه من قبل الإماميين بعد محاولته الفرار، وضرب حتى الموت.

 وبعد فك حصار السبعين يوما من قبل قوات النظام الجمهوري في 8 فبراير/شباط عام 1968، تم إطلاق اسمه على القاعدة العسكرية الجوية، ليصبح اسمها قاعدة الديلمي الجوية.

ردع أم تقويض؟
الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف حوثية، أثارت تساؤلات بشأن مدى تأثيرها على قدرات المليشيات.

وحذرت الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان من أن ردع الحوثيين عن شن أي عدوان إقليمي آخر وتقويض قدراتهم، يعتمد على نطاق وحجم العملية، فإذا تحولت هذه الضربات إلى هجمات رمزية على المستودعات أو غيرها من البنية التحتية التي يمكن إعادة بنائها بسهولة فسيكون لها تأثير محدود.

وبحسب تسوكرمان فإن ذلك يعود إلى أسباب عديدة، منها أن "الحوثيين أصبحوا مع مرور الوقت أداة في يد إيران، وبغض النظر عما يحدث فسوف يتبعون توجيهات طهران، كما قد لا يستجيبون للردع التقليدي المحدود، ولن يقنعهم أي شيء أقل من العمليات الكبرى لتدمير قدراتهم بالكامل".

كما أن هناك شكوكا حول قدرة الولايات المتحدة وبريطانيا على تحقيق الهدف المطلوب بعدد محدود من الضربات.

الشرق الأوسط: «رسالة أميركية» لإيران بعد استهداف مواقع حوثية

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (السبت)، أن بلاده وجهت «رسالة خاصة» لإيران بخصوص الحوثيين في اليمن. وجاء كلامه في وقت وجّهت الولايات المتحدة ضربة صاروخية جديدة لموقع للجماعة الحوثية قرب «مطار صنعاء»، استكمالاً لضربات مشتركة كانت نفذتها مع بريطانيا، أول من أمس (الجمعة)، سعياً لإرغام الجماعة الموالية لطهران على احترام تدفق التجارة عبر البحر الأحمر. ولم يقدم بايدن تفاصيل عن الرسالة لإيران، لكنه قال للصحافيين: «سلمنا الرسالة بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون جيداً».

وبالتزامن مع ذلك، أبدى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قلقه، ودعا جميع الأطراف إلى تجنُّب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم سوء الأوضاع في اليمن، معرباً عن خشيته من التأثير السلبي على جهود السلام وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة.

وجاءت الضربة الأميركية الجديدة أمس بعد ساعات من هجوم بصاروخ سقط على مقربة من سفينة تجارية في خليج عدن يُعتقد أن الجماعة الحوثية أطلقته من مناطق سيطرتها للانتقام من أوسع ضربة تلقتها من قِبَل واشنطن ولندن في صنعاء وأربع محافظات، وأدَّت إلى مقتل خمسة مسلحين وتدمير قدرات عسكرية، من بينها أجهزة رادار وبنية تحتية للطائرات المسيرة والصواريخ.

ووجد قادة الجماعة الحوثية فرصة لتحويل الضربات إلى مكاسب على الصعيد الداخلي، واستقطاب المزيد من الأتباع من بوابة مناصرة الفلسطينيين في غزة، ومقارعة الدول العظمى في البحر الأحمر.

وهوّن المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، الجمعة، من أثر الضربات، التي كان آخرها العملية التكميلية بواسطة صواريخ «توماهوك» أُطلقت من سفينة في البحر الأحمر. ووسط تشكيك يمني في فاعلية الضربات، لم يستبعد الرئيس بايدن تكرارها إذا لم يتوقف الحوثيون عن مهاجمة السفن في أهم ممر ملاحي للتجارة بين الشرق والغرب.

مخاوف يمنية من اشتداد بطش الحوثيين وتصاعد أزمات المعيشة

كان صباح الجمعة الماضي في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عادياً، فلم تتغير عادات السكان في صبيحة الإجازة الأسبوعية، إذ استمرت الشوارع شبه خالية من حركتهم حتى موعد صلاة الجمعة، فبعد أن أيقظتهم الغارات الأميركية البريطانية من نومهم، عاد بعضهم إلى النوم مجدداً، وبعضهم سهر لمتابعة الأخبار ومعرفة التطورات.

غير أن القلق ساور أهالي المدينة من أن تؤدي هذه التطورات إلى إفشال خريطة الطريق التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، والتي كان يتوقع خروجها إلى النور قريباً، حيث ينتظر منها أن تبدأ بتخفيف أثر الحرب وأزماتها الممتدة على مدار تسعة أعوام، إلا أن هذه التطورات تعني إنهاء تلك الآمال، حالياً على الأقل.

وكما كان متوقعاً، وجهت الجماعة الحوثية خطباء الجوامع إلى استغلال الضربات الأميركية البريطانية لرفع حدة الخطاب المضاد للحرب الإسرائيلية على غزة، وربطه بهذه الغارات، إذ حصلت الجماعة على ما يؤكد مزاعمها وشعاراتها التي خاضت تحتها الحرب ضد الدولة اليمنية واستولت عليها وخلقت أزمة سياسية وصراعاً لا تريد له أن ينتهي.

ولم تحظَ الحشود الحوثية التي تنظمها الجماعة في الميادين العامة بزيادة في أعداد المشاركين فيها، واقتصرت على أنصار الجماعة الذين تعودت جمعهم في مناسباتها الاحتفالية، وأغلبها ذات طابع طائفي، لكن حدة الخطاب الحوثي وحماس أنصاره ارتفعا بعد تلك الضربات، فهذه فرصة لمزيد من التبجح، كما يقول أحد الصحافيين لـ«الشرق الأوسط».

ويقول الصحافي الذي أصبح عاطلاً عن العمل بعد استيلاء الجماعة على المؤسسة الإعلامية التي كان يعمل فيها، إن كل شيء بدا غريباً بعد الضربات الأميركية البريطانية، فالسكان، وإن ساورهم القلق، فإنهم لم يكترثوا كثيراً، ولم يبدُ عليهم الغضب، ويفسر ذلك بأن ممارسات الجماعة غيرت من طباع الناس وتعاطيهم مع الأحداث.

ويشير إلى أن المظالم التي تناسلت في زمن سيطرة الجماعة تحت شعارات مواجهة إسرائيل والغرب واتهام المطالبين بحقوقهم والرافضين للنهب والفساد بالعمالة والارتزاق، جعلت المشاعر شبه محايدة، وإذا كانت السلطة التي تهيمن عليهم تنصلت من تقديم الخدمات وتوفير الاحتياجات لهم، فإن ادعاءاتها لا تعنيهم.
مخاوف معيشية

لكن مظاهر القلق بدت على الناس وتمثلت في مساعي كثير منهم إلى توفير احتياجاتهم من السلع الأساسية والضرورية، وشهدت متاجر المواد الغذائية ازدحاماً، بينما تراصت السيارات أمام محطات الوقود للتزود بأكبر كمية منه مع توقعات بانقطاعه أو توقفه.

ويفيد مالك معرض سيارات بأن اثنين من زبائنه الذي كانوا على وشك إتمام صفقة شراء سيارتين أبلغاه بتأجيل الشراء، وعند إلحاحه عليهما، أخبره أحدهما أن التطورات الجديدة دفعته للتفكير بمتطلبات أخرى لعائلته، أما الآخر فأبلغه أنه يخشى ألا يستمتع بالسيارة بعد شرائها لعدم توفر الوقود.

وحاولت الجماعة الحوثية إظهار تماسكها، ليس فقط على المستوى العسكري والخطابي، بل وعلى المستوى الاقتصادي أيضاً، من خلال بث رسائل بتوفر المواد الأساسية والوقود، وإن كانت لم تفعل ذلك بشكل رسمي، لكنها سربت معلومات عن توفر كميات كبيرة في المخازن وموانئ الحديدة عبر ناشطين تابعين لها.

ومع ذلك، تشير المعلومات الواردة من العاصمة صنعاء ومدن أخرى إلى أن الزحام من أجل شراء المواد الأساسية والوقود لم يكن كبيراً، ويفسر صحافي آخر ذلك بأن بعض اليمنيين تعودوا على الحروب وأزمات المواد الضرورية لحياتهم، وتوفرت لديهم قناعة بأنهم سيعيشون رغم كل تلك الصعوبات، بينما البعض الآخر أو الغالبية منهم، ليس في جيوبهم أو أرصدتهم ما يكفي للتعامل مع أي أزمات طارئة.

واتهمت الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية، بجر البلاد وإقحامها في مواجهة عسكرية مع القوى الغربية؛ لتحقيق «أغراض دعائية»، مؤكدة أنها صاحبة الحق السيادي في تعزيز أمن وسلامة البحر الأحمر وما يتبعه من استقرار للمنطقة والعالم، وأن الطريق الأمثل على هذا الصعيد لا يمكن أن يتحقق إلا باستعادة مؤسسات الدولة.
مخاوف من القمع والتنكيل

بينما كان الغضب الشعبي تجاه الممارسات الحوثية يتصاعد باستمرار، جاءت الضربات الأميركية البريطانية لتتسبب في خفوت الصوت المناهض للجماعة، وظهر ذلك من خلال مواقف عدد من الناشطين والشخصيات الاجتماعية التي اصطدمت خلال الأسابيع الماضية بالجماعة، وتعرضت للتخوين والتهديدات، وتوج ذلك باختطاف القاضي عبد الوهاب قطران من منزله، واحتجازه حتى الآن مع تلفيق اتهامات له بحيازة وتعاطي الخمور والممنوعات.
وكان القاضي قطران سخر من ادعاءات الجماعة بمواجهة الغرب وإسرائيل، مستنكراً تنصيب نفسها ممثلاً لليمنيين في تلك الممارسات، ومطالباً بتحسين الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتها، وصرف رواتب الموظفين، وهي المواقف التي اشتهر بها خلال الأعوام الماضية مع عدد من أصدقائه وزملائه.

وأصدر عدد من الشخصيات الاجتماعية والناشطين بياناً اعترضوا فيه على الهجمات الأميركية البريطانية.

إلا أن البيان حمل مطالب صريحة للجماعة الحوثية بوقف ممارساتها تجاه اليمنيين والتوقف عن استهداف الحريات العامة والخاصة، وفك الحصار عن مدينة ومحافظة تعز وفتح الطرقات فيها.

ودعا إلى الإفراج عن المختطفين لدى الجماعة، مثل السياسي محمد قحطان والقاضي عبد الوهاب قطران والنقابي التربوي أبو زيد الكميم المختطف على ذمة المطالبة العادلة بصرف مرتبات المعلمين.

وشدد البيان على أن صرف المرتبات أبرز الواجبات التي ينبغي على أي سلطة حاكمة تنفيذها، دون أن يكون لها الحق في اختطاف الناس أو معاقبتهم بسبب المطالبة بها.

وأبدى العديد من الناشطين والكتاب والصحافيين المقيمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مخاوفهم من أن تتخذ ضدهم إجراءات قمعية وتعسفية بتهمة تأييد الضربات الأميركية البريطانية، وهي الممارسات التي دأبت عليها الجماعة منذ الانقلاب.

شارك