"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الإثنين 05/فبراير/2024 - 10:56 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 5 فبراير 2024.

الاتحاد: «سنتكوم» تعلن عن ضربة جديدة ضد صاروخ «حوثي»

أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) تنفيذ ضربة جديدة، صباح أمس، ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين غداة قصف أميركي وبريطاني طال عشرات الأهداف في اليمن. وأفادت «سنتكوم» بأن قواتها نفّذت الضربة ضد الصاروخ الذي كان «معدّا للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر» بعدما اعتبرت بأنه «يمثّل خطراً وشيكاً» على السفن العسكرية والتجارية في المنطقة.
وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في اليمن.  وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وليل السبت الأحد، أصابت ضربات أميركية وبريطانية «36 هدفاً للحوثيين في 13 موقعاً في اليمن رداً على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري وكذلك السفن الحربية التي تعبر البحر الأحمر»، وفق ما جاء في بيان للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى قدمت الدعم للضربات. وأضاف البيان أن «هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية».  واستهدف الهجوم «مواقع مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة مطمورة بعمق تابعة للحوثيين وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأنظمة دفاع جوي ورادارات» حسب البيان. كما شنّت القوات الأميركية في وقت سابق السبت بشكل منفصل ضربات دمرت 6 صواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين «كانت معدة لإطلاقها ضد سفن في البحر الأحمر»، وفق ما أعلنت سنتكوم. وأعلنت سنتكوم السبت أيضاً أن القوات الأميركية أسقطت 8 طائرات مسيّرة قرب اليمن في اليوم السابق ودمرت أربع مسيّرات أخرى قبل إطلاقها.
بالإضافة إلى الضربات، أنشأت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية السفن التجارية في البحر الأحمر الذي يمر عبره ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية.

العربية نت: فيديو يوثق مشاركة مدمرتين أميركيتين في قصف مواقع حوثية

نشرت القيادة المركزية الأميركية فجر اليوم الاثنين، مقطع فيديو يوثق مشاركة مدمرتين لقواتها البحرية في البحر الأحمر، شاركتا بالضربات الأخيرة التي استهدفت الحوثيين.
وقالت إن الفيديو "لعمليات الإطلاق من حاملات الطائرات "يو إس إس غرافلي" و"يو إس إس كارني" و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" لدعم الضربات على أهداف الحوثيين.

ولم تحدد القيادة المركزية الأميركية، تاريخ عمليات الإطلاق، هل في الضربات التي استهدفت الحوثيين، في ساعة متأخرة من مساء السبت، أم الضربات التي نفذتها فجر اليوم الاثنين، فبحسب الإعلام الحوثي فإن 12 غارة أميركية بريطانية استهدفت مواقع للجماعة بمحافظتي الحديدة وصعدة.

وقال الإعلام الحوثي، إن 8 غارات استهدفت منطقة رأس عيسى بمديرية الصليف، وغارتين على مديرية الزيدية وغارة على مديرية الحوك، بمحافظة الحديدة غربي اليمن.

المبعوث الأممي لليمن يشدد من إيران على ضرورة وقف النار

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال زيارة إلى إيران، ضرورة السعي لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن.
وذكر بيان نشره مكتب المبعوث الأممي أنه شدد في اجتماعاته أثناء الزيارة على "ضرورة الحفاظ على التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الظروف المعيشية لليمنيين، واستئناف عملية سياسية يمنية خالصة برعاية الأمم المتحدة".

وأضاف البيان "تحقيقاً لهذه الغاية، استطلع المبعوث الأممي مع المسؤولين الإيرانيين سبل الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البناء في اليمن، بما في ذلك من خلال الدعم الإقليمي والدولي المستمر والمتضافر لوساطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة".

وتركزت المناقشات أيضاً على "ضرورة خفض حدة التوتر على المستوى الإقليمي، ومنع العودة لدائرة العنف الذي عانى منه اليمن حتى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عام 2022"، بحسب البيان.

العين الإخبارية: من تعز إلى مأرب.. معاقل إخوان اليمن «بؤر اغتيال» ومراتع إرهاب

رغم قبضة تنظيم الإخوان الحديدية على مدن ومحافظات اليمن التي يسيطر عليها، إلا أنه فشل في كبح جماح الاغتيالات التي لم تتوقف يوما هناك.

تلك الاغتيالات التي اعتبرها خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن دليلا على أن المناطق التي يحكمها الإخوان باتت "مرتعا للإرهاب"، وأنه يغض الطرف عن جرائم الاغتيالات لخدمة أجندات دولية، ويلقي التهم جزافا على دول عززت الاستقرار في اليمن عموما، ومنعت سقوطه بيد الإرهاب والانقلاب.

ففي عام 2023 فقط ضربت المحافظتين تعز ومأرب، الخاضعتين لتنظيم الإخوان، أكثر من 15 عملية ومحاولة اغتيال، استهدفت كبار رجال الدولة ومسؤولين عسكريين وأمنيين، وحتى أمميين.

وكانت أسوأ هذه الاغتيالات هو ما استهدف رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في التربة جنوبي تعز مؤيد حميدي، (أردني الجنسية) في 21 يوليو/تموز الماضي، في جريمة لاقت تنديدا عربيا ودوليا وأمميا واسعا.

وفي مأرب، كادت سيارة مفخخة متوقفة على جانب الطريق أن تخطف رئيس هيئة الأركان العامة باليمن الفريق الركن صغير بن عزيز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورغم ذلك لم تفتح سلطات الأمن الخاضعة للإخوان تحقيقات جادة وفعالة للحد من وقوع الاغتيالات بهاتين المحافظتين.

تلك الاغتيالات تطرح أسئلة عدة حول تماهي الإخوان مع الجرائم الواقعة تحت سيطرته، أو فشل أجهزته المرتبطة بشكل واسع بالجماعات المتطرفة مثل القاعدة، ما يجعله مقيدا وعاجزا عن اتخاذ أي تدابير فعالة، وفق مراقبين.

مرتع للإرهاب
وتركز الآلة الإعلامية لتنظيم الإخوان -ومن يقف خلفه- على ما يدور في الجنوب، وإلقاء التهم جزافا على دول عززت الاستقرار في اليمن عموما ومنعت سقوطه بيد الإرهاب والانقلاب، في وقت تغض الطرف عن جرائم الاغتيالات بتعز ومأرب لخدمة أجندات دولية، بحسب خبراء في شؤون الجماعات الدينية.

ووفقا للخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن صالح باراس، فإن المناطق التي يحكمها الإخوان فيما تبقى من مأرب وما تبقى من تعز -مساحات متواضعة جدا- باتت "مرتعا للإرهاب" بشهادات دولية.

وقال باراس، لـ"العين الإخبارية"، إن "الاغتيالات السياسية، وقتل موظف أممي في تعز، وكذا اغتيال وسحل شخصيات سلفية تعارضهم، والبلطجة والعمليات الإجرامية سمة أساسية للإخوان، وصلت إلى اختطاف الفتيات وامتهان أعراضهن، ويتم التعتيم على ذلك إخوانيا وتصدير الحالة في مناطق نفوذهم بأنها أمن وأمان".

وأكد باراس وهو مؤلف كتاب " الإخوان من الباب الخلفي: إخوان اليمن التعصب المزدوج"، أن "آلة الإخوان المنتشرة بشكل أخطبوطي محليا وإقليميا ودوليا تركز على عدن والمحافظات الجنوبية التي استطاع المجلس الانتقالي أن يجتث الإرهاب منها ويفرض فيها نظاما أمنيا".

وأشار إلى ما وصفه بـ"الواقع المخيف" للإخوان في مناطق سيطرته، وتصفية خصومه هناك بدم بارد، مستشهدا باغتيال الإخوان قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، بعد أن شكل عقبة في طريق تمدد التنظيم جنوبا.

مظلومية كاذبة
بالنسبة لباراس فإن إخوان اليمن يسير وفق استراتيجية معينة ذات مسارين، الأول يقوم على أساس "بناء المظلومية"، وأنه الجماعة المظلومة، والثاني يستند إلى تشويه الخصم، وفي المسارين تكون صناعة الشائعات لصنع مظلوميته وتشويه خصومه، بحسب باراس.

وأضاف: "تقوم تلك الصناعة على تعدد الحواس (الكتاب، والمقال، والتغريدة، والفيلم، والمقطع.. إلخ)، وكل ذلك بعمل تراكمي لتشويه صورة الخصم أمام أعين الآخرين؛ لتغيير اتجاهاتهم وإنتاج رأي عام يقتنع بأفكارهم ويتبناها.

وأكد باراس أن الحرب الإعلامية الإخوانية ضد دور دولة الإمارات والمجلس الانتقالي ليست جديدة، بل إن إعلامهم قد دافع عن عناصر الإرهاب في عدن منذ وقت مبكر، بحجة وجود سجون سرية منتشرة أصلا بمناطق سيطرتهم.

قائمة الاغتيالات في 2023
وكانت "العين الإخبارية" رصدت عمليات الاغتيال في مناطق سيطرة تنظيم الإخوان، في محافظتي مأرب وتعز، وذلك خلال عام 2023 وفيما يلي تسلسل زمني لهذه العمليات.

- يناير/كانون الثاني: شهد عمليتي اغتيال طالت الأولى العميد عبدالله القيسي في مدينة تعز ونفذها مسلحون مجهولون، فيما طالت الثانية ركن إمداد اللواء الأول مشاة جبلي "أحمد اللهيب"، في منطقة "الخسيف" في مأرب.

- فبراير/شباط: عمليتا اغتيال، طالت الأولى تربويا يدعى "أنور عبدالفتاح الصوفي" بتعز، والثانية وقعت بمأرب وطالت الضابط بالجيش اليمني العقيد أحمد مساعد أحمد الغنيمي.

- مارس/آذار:  محاولة اغتيال، استهدفت المسؤول الأمني بتعز طه الكمالي، فيما شهد أبريل/نيسان عملية اغتيال طالت الضابط اليمني العقيد ياسر الحاشدي في بلدة "وادي القاضي" في تعز ونسبت لمسلحين مجهولين.

- يونيو/حزيران: قامت قوة أمنية موالية للإخوان بمأرب بتصفية الشيخ مبارك بن طالب بن عقار العبيدي ونجله "حسن" في حاجز تفتيش في مديرية الوادي.

- يوليو/تموز: شهد عمليتي اغتيال، حيث اغتال مسلحون يعتقد انتماؤهم للقاعدة رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز، مؤيد حميدي في مدينة التربة، فيما اغتال مسلحون ملثمون النقيب "صلاح العمراني" وسط مدينة تعز.

- أغسطس/آب: قال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" إن أحد عناصر القاعدة اغتال العقيد عدنان المحيا وهو ضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بتعز.

- أكتوبر/تشرين الأول: جرى اغتيال رجل أعمال يدعى "جبران قائد العقيلي" وسط تعز، كما أصيب ضابط عسكري يدعى" محمد الجائفي"، وهو أركان حرب في اللواء 35 مدرع من عملية اغتيال في ريف ذات المحافظة.

- نوفمبر/تشرين الثاني: نجاة رئيس هيئة الأركان العامة باليمن الفريق الركن صغير بن عزيز من محاولة اغتيال آثمة بسيارة مفخخة في محافظة مأرب، نفذتها جماعات إرهابية، وفقا لوزارة الدفاع وهيئة الأركان اليمنية.

أبين اليمنية.. «سيوف حوس» تطارد «القاعدة» وقتيل ومصابان بانفجار جديد

قتل جندي وأصيب مدنيان آخران بانفجار جديد في أبين اليمنية، الأحد، فيما واصلت القوات الجنوبية مطاردة فلول تنظيم القاعدة ضمن حملة «سيوف حوس» العسكرية.

وقال مصدر محلي لـ«العين الإخبارية» إن عبوة ناسفة زرعت في محيط إدارة أمن مودية شرقي أبين (جنوب) انفجرت بشكل مدوٍ، ما أدى إلى سقوط جندي قتيل وإصابة مدنيين من المارة، وصفت إصابة إحداهما بـ«الخطيرة».

وأظهرت صورة تجمعاً لعشرات المواطنين في محيط الانفجار، فيما جرى إسعاف الجرحى بأحد مستشفيات المحافظة.


في الصدد، أعلنت القوات الجنوبية تنفيذ عملية تمشيط واسعة، لتعقب ومطاردة فلول وبقايا تنظيم القاعدة شرقي مديرية مودية شرقي المحافظة المطلة على بحر العرب.

وقالت إدارة أمن أبين، في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إن حملة «سيوف حوس» بقيادة مدير أمن أبين العميد علي ناصر بوزيد وبإسناد من قوات الحزام الأمني واللواء السادس دعم وإسناد، تمكنت من الوصول إلى «وادي النسيل» شرقي مودية.

وأكدت أنها نفذت «حملة تمشيط واسعة من وادي النسيل وصولاً إلى بئر وسد النسيل، بهدف ملاحقة وتعقب العناصر الإرهابية التي تتخذ من الأودية والشعاب مقرا لها ولعملياتها الإجرامية».

البيان أشار إلى أن «القوات الأمنية في محافظة أبين تواصل حملتها في تعقب العناصر الإرهابية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار»، مؤكدا أن حملاتها الجديدة تعد امتدادا لحملات سابقة قدمت فيها القوات الجنوبية خيرة منتسبيها.

سيوف حوس
وفي بيان منفصل، أعلنت قوات حملة «سيوف حوس» ضبط عشرات العبوات الناسفة والتي كانت معدة للانفجار، خلال عمليات التمشيط والتتبع في بلدة مُقرن، شرقي مديرية مودية.

وأكدت أن «الحملة الأمنية المشتركة ضبطت 18 عبوة ناسفة مضادة للدروع و10 قذائف هاون وعبوات أخرى يتم استخدامها في الأشجار، إضافة إلى أجهزة محلية تستخدم للتفجير عن بعد، تركها عناصر القاعدة قبل فرارهم».

وأشارت إلى أنه تم «التعامل مع تلك العبوات وتفكيكها ومصادرتها والتحفظ عليها من قبل القوات الأمنية، فيما لا تزال الحملة مستمرة في تطهير بقية المناطق».

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي قتل وأصيب 15 جنديا ومدنيا في 4 هجمات، منها 3 بالعبوات الناسفة وهجوم بطائرات مسيرة استهدفت قوات المجلس الانتقالي بمحافظتي شبوة وأبين.

وفي الـ6 من الشهر نفسه قتل وأصيب 11 جنديا وضابطا، في تفجيرين إرهابيين شنهما تنظيم القاعدة بواسطة شبكة من العبوات الناسفة ضد القوات الجنوبية في محافظة أبين، جنوبي اليمن.

وفي الـ7 من الشهر نفسه أصيب 4 جنود من قوات الطوارئ، بانفجار استهدف آلية عسكرية في مودية بأبين، بحسب بيان لشرطة المحافظة.

وكانت القاعدة تبنت نحو 55 هجوما إرهابيا في 2023، ما أسفر عن سقوط نحو 156 قتيلا وجريحا، أبرزهم قائد قوات الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد، الخصم التاريخي للتنظيم والذي قتل بتفجير غادر في مودية.

الشرق الأوسط: تمرد داخلي واحتجاجات تعكّر نشوة الحوثيين بالتصعيد البحري

تبدو الجماعة الحوثية منتشية بقدرتها على حشد المؤيدين لها بسبب المواجهة بينها وبين الغرب بعد هجماتها البحرية المتكررة، إلا أنها تواجه تمرداً وأزمات داخلية تواجهها بالاعتقالات واحتجاجات قبلية متنوعة تعمل على احتوائها سلمياً، في نفس الوقت الذي تصعد فيه عسكرياً باتجاه عدد من المحافظات.

ودفعت الجماعة خلال الأيام الماضية بحشود عسكرية من محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) باتجاه محافظة مأرب مهددة بمهاجمة المحافظة وإنهاء سيطرة القوات الحكومية عليها بعد أن وصفتها بالعميلة، زاعمة أنها تساهم في العدوان على غزة.

كما شنت الجماعة خلال الأيام الماضية هجوماً واسعاً على عدد من المناطق المحررة في محافظة شبوة مع توجيه حشود ضخمة لمقاتليها في محافظة الجوف (شمال شرقي)، بالتوازي مع اتهام القوات الحكومية بشن هجمات ضد ميليشياتها في عدد من المحافظات.

وحذرت الحكومة اليمنية من استمرار التصعيد في جبهات تعز وشبوة والجوف وصعدة، والذي يتمثل في الهجمات وإطلاق النار والتحشيد المتواصل للمقاتلين والعربات والأسلحة والذخائر، بحسب وكالة «سبأ» الرسمية.

وذكرت الحكومة على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني أن هذا التصعيد الحوثي يأتي في إطار استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني لحشد المقاتلين وجمع الأموال، وتوجيه تلك الإمكانات للتصعيد القتالي وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين.

واتهم الإرياني الجماعة الحوثية بشن هجمات على مواقع ألوية «العمالقة» في مديريتي حريب وبيحان في محافظة شبوة، وفي اتجاه سلسلة جبال رشاحة الاستراتيجية في مديرية البقع في محافظة صعدة (شمال) إلى جانب عملية واسعة على امتداد جبهات الأجاشر، والأبتر، وطيبة واليتمة والغريميل في محافظة الجوف المجاورة.
أزمات داخلية وتمرد

في موازاة ذلك، كشفت مصادر مطلعة عن أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية اعتقل أخيراً سبعة من قيادات الجماعة، بعد رفضهم التخلي عن مناصبهم، لصالح قيادات أخرى.

ولم تذكر المصادر أسماء قيادات الجماعة المعتقلين، لكنها أشارت إلى أن هذه الاعتقالات تشير إلى وجود انقسامات وتوترات داخل الجماعة، مرجحة عدم تأثيرها في الوقت الراهن على تماسك الجماعة وقدرتها في تنفيذ عملياتها العسكرية بشكل موحد وفعال، أو تصدع جبهتها الداخلية.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية أن الجماعة اختطفت عشرات العائدين من المحافظات المحررة، بعد أن رفضوا وضعهم تحت الإقامة الجبرية وأشكال الرقابة المفروضة عليهم والمتمثلة في الإفصاح بشكل أسبوعي عن أماكن وجودهم وتنقلاتهم والحضور إلى مراكز تابعة للجماعة للإدلاء بتلك المعلومات.

ووفقاً للمصادر، فإن من جرى استدعاؤهم كانوا قد رفضوا المشاركة في دورات طائفية تعقدها الجماعة بشكل دائم لجميع الأفراد والقيادات والمسؤولين والموظفين العموميين الذين لا ينتمون إلى العائلات المكونة للجماعة الحوثية والسلالة المؤسسة لها، بهدف اختبار ولائهم وجدية إيمانهم بمشروعها.

وسبق للجماعة الحوثية الإعلان عدة مرات عن عفو عام لكل النازحين من مناطق سيطرتها، ومن أعلنوا ولاءهم للحكومة الشرعية، ومن قاتلوا في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتولى القيادي محمد البخيتي استقبالهم وإجراء حوارات معهم أمام وسائل الإعلام.
احتجاجات قبلية

تواجه الجماعة الحوثية احتجاجات قبلية متنوعة ومتعددة على خلفية عدد من القضايا ذات البعد الحقوقي والاجتماعي، وإذ تلجأ القبائل إلى الاعتصام في الميادين العامة؛ تلجأ الجماعة إلى اتخاذ تدابير لاحتواء تلك الاحتجاجات ومنعها من التصعيد.
واحتشد المئات من أبناء قبائل الحدا المنتمية إلى محافظة ذمار، وقبائل أخرى من محافظة إب، وعشرات المعلمين والتربويين في ميدان «السبعين» وسط العاصمة صنعاء، للمطالبة بالإفراج الفوري عن القيادي التربوي أبو زيد الكميم، ما اضطر الجماعة إلى إيفاد شخصيات اجتماعية مقربة منها تنتمي إلى محافظة ذمار لإقناع المحتجين برفع الاعتصام.

ووافق المحتجون على رفع اعتصامهم بعد تحديد مهلة للإفراج عن رئيس نادي المعلمين، وإلا فسيعودون إلى تصعيد احتجاجاتهم.

واختطفت الجماعة رئيس نادي المعلمين في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من منزله في العاصمة صنعاء ونقلته إلى جهة مجهولة، بعد أربعة أشهر من تأسيسه اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين اليمنيين، مطلع يوليو (تموز) الماضي للمطالبة بصرف رواتب المعلمين، وتنظيم إضراب شامل للمعلمين في معظم المدارس في مناطق سيطرة الجماعة.

كما تظاهر المئات من أهالي منطقة حراز التابعة لمديرية صعفان الواقعة في ريف صنعاء الغربي، في ميدان «السبعين» للمطالبة بالقبض على عناصر تابعة للجماعة متهمة بقتل أحد أبناء المنطقة، وتقديمهم للمحاكمة، وبالمثل تعاملت الجماعة مع هذا الاحتجاج بمحاولة التهدئة، وأوفدت عدداً من الشخصيات الاجتماعية الموالية لها وقياداتها الأمنية للتفاوض مع المحتجين.

وتمكنت الوساطة من إقناع أهالي حراز بإنهاء وقفتهم الاحتجاجية، بعد أن وعدتهم بتحديد السادس من الشهر الحالي موعداً للالتزام بضبط الجناة وإحالتهم للقضاء.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد نحو نصف شهر من سعي الجماعة الحوثية لإنهاء احتجاج قبلي على قرار أصدرته محكمة حوثية بحق 23 شخصاً من أبناء قبائل خولان الطيال تضمن أحكاماً بالإعدام والحبس، في قضية قتل لم يكونوا متورطين فيها.

واحتجت قبائل خولان الطيال على الحكم باعتباره صدر بحق 23 فرداً من أبنائها جرى تسليمهم كرهائن في مبادرة صلح قبلي لواقعة مقتل شخص في اشتباك بالأسلحة النارية بين مسلحين ينتمون لها وآخرين ينتمون إلى قبيلة أخرى، ولم يكن للرهائن علاقة بالاشتباك أو شاركوا فيه.

وتتهم قبائل خولان الطيال، التي تنتمي إلى محافظات صنعاء ومأرب والبيضاء، المحكمة الحوثية بالتواطؤ مع القبيلة الأخرى خارج أطر القانون والعدالة.

ألغام الحوثيين مستمرة في خطف حياة اليمنيين

مع حلول شهر فبراير (شباط) الحالي لم يعد بمقدور أسرة الفتى اليمني عمر ساحلي (14 عاماً) إرساله لرعي الأغنام في قريته الواقعة بالقرب من ساحل البحر الأحمر غرب البلاد، لأن أحد الألغام التي زرعها الحوثيون قبل طردهم من المنطقة انفجر فيه وأودى بحياته؛ ليكون الضحية الثالثة في الأسرة بعد أخته وعمه.

فارق عمر الحياة، السبت، متأثراً بجراحه أثناء تلقيه العلاج في مستشفى الملك فهد في جازان بعد نقله إلى هناك إثر إصابته بانفجار لغم زرعه الحوثيون في منطقة رعي الماشية في منطقة بني حسن في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة، حيث ظل يومين يتلقى العلاج، وحاول الأطباء إنقاذ حياته لكن إصابته كانت بالغة.

الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة وعشوائية في منطقة يرتادها رعاة الماشية سبق أن انفجر أحدها في شقيقة الفتى وفقدت أحد أطرافها، كما أن قذيفة غير منفجرة انفجرت بعمه ففقد يده اليسرى، ولكن خسارة الأسرة هذه المرة كانت الأفظع، حيث بترت الأطراف السفلية والعلوية للفتى عمر، وأصيب بجروح خطيرة ومتفاوتة في جسده، فشلت معها كل محاولات إنقاذ حياته.
خطر دائم

تُشكل الألغام ومخلفات حرب الحوثيين - حسب المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني- خطراً دائماً على حياة آلاف السكان والنازحين في المناطق المحررة شمال محافظة حجة، وتتركز غالبيتها في مديريتي ميدي وعبس الساحليتين على البحر الأحمر ومديرية حرض الحدودية مع السعودية.

وقبل أربعة أعوام كانت أسرة عمر قد فجعت بانفجار لغم أرضي في الطفلة إلهام (سبعة أعوام) وهي شقيقة عمر عندما كانت ترعى أغنام الأسرة في محيط القرية التي يعيشون فيها، ولا تزال الطفلة تعاني من الإعاقة حتى اليوم،‏ حيث تصنف منطقة «بني حسن» بأنها واحدة من أشد المناطق تلوثا بالألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة قبل انسحابهم منها في ذلك التاريخ.

وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي كانت مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة والواقعة جنوب المحافظة تسجل إصابة الطفلة عائشة سالم عكيم (13عاماً) بجروح مختلفة، وبترت إحدى قدميها نتيجة انفجار لغم زرعه الحوثيون وسط كمية كبيرة من أعلاف الماشية في منطقة الجربة الساحلية. وقبل ذلك بأيام أصيب العامل إبراهيم هديش، وهو في العقد الثالث من عمره بجروح مختلفة نتيجة انفجار جسم حربي أثناء عمله في جمع الخردوات بمنطقة «الشجن» في المديرية ذاتها.

وقبل ذلك بعدة أيام سجلت السلطات مقتل المزارع محمد عبده زيد نتيجة انفجار لغم أرضي أثناء عمله في مزرعته بمنطقة «الجاح» التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، كما أصيب الطفل عمر يحيى (13 عاماً) بجروح مختلفة نتيجة انفجار قذيفة غير منفجرة من مخلفات الحرب أثناء رعيه للماشية في قرية «السبعة العليا» بمديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.

وسبق ذلك ‏مقتل 7 مدنيين بينهم طفل وامرأة، وإصابة خمسة أحدهم طفل بانفجارات ألغام أرضية ومقذوفات في محافظات الحديدة والجوف والبيضاء، كما أصيب الطفل خريص رعيدان (11 عاماً) بجروح مختلفة نتيجة انفجار قذيفة بالقرب من مخيم السويداء للنازحين في محافظة مأرب.

وفيما كان العالم يستعد لاستقبال العام الجديد كانت قرية العواء في مديرية عبس تشيع زينب كديش، في العقد الثالث من العمر، التي قتلت في انفجار ‫لغم أرضي زرعه الحوثيون بالقرب من منزلها في عزلة بني حسن التابعة لمحافظة حجة.

كما سجل مقتل محمد الحداد، وهو مدني في العقد الثاني من العمر من مديرية بيحان في محافظة شبوة، نتيجة انفجار ‫لغم أثناء مروره في منطقة «عقبة القنذع» الطريق الجبلية الرابطة بين محافظتي شبوة والبيضاء، التي زرعها الحوثيون بالألغام قبل انسحابهم منها.
جهود سعودية مستمرة

وسط الجهود السعودية المستمرة لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، أفاد المرصد اليمني للألغام بأنه خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي رصد ووثق سقوط 15 ضحية (5 قتلى و10 جرحى) في أوساط المدنيين نتيجة الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون والمقذوفات من مخلفات الحرب في خمس حوادث انفجارات وقعت في أربع محافظات، هي: الجوف والبيضاء وتعز والحديدة، وذكر أن القتلى الذين سقطوا نتيجة لذلك هم 4 أطفال ورجل مُسن، كما سقط 4 نساء وثلاثة أطفال جرحى بعضهم سيتعايشون مع إعاقات مستدامة نتيجة إصاباتهم الخطيرة.

وحسب المرصد فقد ‏تسببت حوادث انفجارات الألغام والمقذوفات خلال الشهر ذاته في تدمير وإعطاب ثلاث مركبات مدنية، ونفوق نحو 13 رأساً من الماشية، ورأى أن استمرار هذا النزيف يؤكد على الضرورة الملحة بأن يكون ملف تسليم خرائط الألغام والبدء في تطهير المناطق المأهولة من الألغام والذخائر من مخلفات الحرب ضمن أولويات أي نقاشات بين الأطراف اليمنية، لوضع حد لهذه المعاناة ولتفادي سقوط مزيد من الضحايا.
في غضون ذلك، يلعب المشروع ‫السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) دوراً أساسياً في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي من الألغام والمتفجرات التي زرعها أو خلفها الحوثيون في كل المناطق التي وصلوا إليها، وساعد المشروع في تمكين عشرات الآلاف من المزارعين والنحالين من استئناف عملهم، كما عاد آلاف الطلاب إلى مدارسهم.

وحسب أسامة القصيبي مدير المشروع فإن الفرق الميدانية نزعت منذ انطلاقة المشروع وحتى 26 يناير الماضي 430 ألفا و323 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في مساحة تزيد على 53 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية.

ووفق المكتب الإعلامي لـ«مسام» يعيش ‫اليمن وضعاً تعليمياً متدهوراً بسبب تدمير ‫المدارس جراء الألغام والعبوات الناسفة، حيث استهدفت هذه الألغام 344 مدرسة في 6 من محافظات البلاد.

وبسبب الألغام الأرضية المزروعة بشكل عشوائي يعاني أكثر من 100 ألف نحال يمني، إذ لم يعد بمقدورهم التنقل بحرية بين المراعي وهو ما أسهم في تهديد مصدر الدخل الوحيد لهم.

شارك