"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 16/فبراير/2024 - 11:38 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 16 فبراير 2024.

خبراء لـ«الاتحاد»: هجمات «الحوثي» بالبحر الأحمر تضاعف معاناة اليمنيين

حذر خبراء ومحللون سياسيون من تداعيات ممارسات الحوثي باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة الدولية، وشددوا على أن هذه الهجمات ضاعفت من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني الذي يواجه أزمة انعدام الأمن الغذائي وعدم توافر الاحتياجات الأساسية وارتفاع غير مسبوق في الأسعار.
ويحتاج أكثر من 18 مليون يمني إلى المساعدات بحسب الأمم المتحدة وشركائها الذين حذروا من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وتفشي الأمراض المزمنة نتيجة عدم توافر مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي والخدمات الطبية، وتدهور نظام الأمن الغذائي مع انخفاض المساعدات الغذائية والهجمات الحوثية.
واعتبر المحلل السياسي اليمني، موسى المقطري، أن الممارسات الحوثية لها تداعيات خطيرة على المستوى اليومي لحياة اليمنيين، وأن عسكرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب ترفع من تكاليف الحياة العامة وارتفاع أسعار السلع التي تضررت سلاسل توريدها بسبب المخاطر على النقل البحري وارتفاع كلفة النقل والتأمين.
وأوضح المقطري في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الكثير من شركات النقل عزفت عن الدخول إلى المياه الإقليمية وهو ما يعني البحث عن بدائل لوصول السلع عبر موانئ الدول المجاورة ومن ثم النقل عن طريق البر وهذا يضيف تكاليف تؤثر على الأسعار ويشكل ضربة لاقتصادات وتكاليف المعيشة للشعب اليمني وعجزه عن توفير متطلبات الحياة.
وأشار المقطري إلى أن جماعة الحوثي تهدف إلى تدمير اليمن والمنطقة وإعاقة أي تحولات سياسية أو اقتصادية أو تنموية يمكن أن تخدم حالة الاستقرار.
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر لـ«الاتحاد»، إن جماعة الحوثي لا يعنيها معاناة الشعب اليمني وكيف سيكون الوضع الإنساني، لكنها فقط تنفذ أجندة محددة لقوى خارجية بهدف السيطرة على المنطقة، وتلك الممارسات تزيد من معاناة الشعب اليمني نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر والمعاناة من خلال عدم توفر الوقود والغذاء.
وحذرت منظمات إغاثية عاملة في اليمن من أن ارتفاع تكاليف الشحن وتأخر عمليات التسليم جراء التصعيد في البحر الأحمر، يهدد بتفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد إلى المساعدات.
وتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يتدهور وضع الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة، وأن اليمن الذي يعاني من تبعات الحرب، يعتمد على الواردات في 90% من احتياجاته الغذائية.

العربية نت: المبعوث الأميركي لليمن: الحوثي يعرقل جهود وقف النار بغزة

مع استمرار التوترات في البحر الأحمر إثر الهجمات الحوثية على سفن الشحن التجارية، جدد المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، التأكيد أن الولايات المتحدة ستواصل ضرب أهداف ومواقع للحوثيين في اليمن.

وقال في مقابلة مع موقع العربية.نت/انجليزي، اليوم الجمعة "سنواصل ضرب الحوثيين حتى يوقفوا هجماتهم في البحر الأحمر".

كما اعتبر أن جماعة الحوثي تعسكر البحر الأحمر، ولا تخدم الفلسطينيين، بل تعرقل جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويخلقون المزيد من المشاكل.

إلى ذلك رأى أن الجماعة وضعت نفسها في عداء مع الكثير من البلدان التي اصطفت لإدانة هجماتهم المتهورة.

عملية السلام
هذا ودعا الحوثيين إلى وقف هجماتهم البحرية والعودة إلى عملية السلام في اليمن. وقال: "بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم، يمكن للولايات المتحدة إنهاء الضربات العسكرية وإزالتهم عن قائمة الإرهاب".

كذلك أشاد ليندركينغ بـ"العمل المذهل" الذي قامت به السعودية للتوسط بين الحوثيين والحكومة اليمنية من أجل المضي قدماً نحو السلام. إلا أنه أكد أن تلك العملية متوقفة الآن والمسؤولية تقع على عاتق الحوثيين.
دور إيران
أما في ما يتعلق بالدور الإيراني، فشدد على أن طهران تساعد الحوثيين وتسهل هجماتهم على السفن.

كما أوضح أن الولايات المتحدة تسعى بكل السبل الممكنة لخفض التصعيد في البحر الأحمر والعودة إلى عملية السلام في اليمن.

وعن القرار الأميركي بإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، أشار ليندركينغ إلى أن القرار يدخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة، مضيفاً أنه سيؤثر على قدرة الحوثي في تمويل الهجمات بالبحر الأحمر.

ومنذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، شن الحوثيون أكثر من 40 هجوماً بالمسيرات والصواريخ على السفن التجارية، بحجة توجهها إلى إسرائيل، أو عودة ملكيتها لجهات إسرائيلية.

كما حاولوا استهداف سفن أميركية أيضاً، ما دفع الولايات المتحدة بالاشتراك مع بريطانيا إلى ضرب عشرات المواقع في اليمن بشكل متكرر.

الحوثيون يستهدفون سفينة بريطانية شرق عدن

أعلن الحوثيون في اليمن استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن، بعد ساعات من تأكيد وكالتين للأمن البحري وقوع انفجار قرب سفينة في منطقة البحر الأحمر، ضمن سلسلة من الحوادث التي تؤثر على الشحن البحري.

وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان "نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفتْ سفينةً بريطانية (LYCAVITOS) أثناءَ إبحارِها في خليجِ عدن، وكانتْ عملية الاستهدافِ بصواريخَ بحريةٍ مناسبةٍ أصابتْها بشكلٍ مباشرٍ".

أتى تبني المتمردين اليمنيين بعد تأكيد وكالتي أمن بحري وقوع هجوم شرق مدينة عدن بجنوب اليمن.

قذيفة متفجرة
وأفادت وكالة "العمليات التجارية البحرية التابعة للمملكة المتحدة" أن سفينة بلّغت، الخميس، عن وقوع "انفجار على مسافة قريبة منها"، مضيفة أن السفينة تواصل إبحارها إلى مقصدها.

بدورها قالت شركة أمبري للأمن البحري إن "ناقلة بضائع استُهدفت بقذيفة متفجرة أثناء عبورها" شرق عدن.

وأكدت أن "القذيفة انفجرت قبالة السفينة لكنها لم تصب السفينة"، مضيفة أن الهجوم تسبب فقط في "أضرار طفيفة بسبب شظايا طالت أنبوب مولد يعمل بالديزل ما أدى إلى تسرب الديزل".

هجمات على سفن تجارية
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها مؤكدين أنها تأتي دعما لغزة.
لمحاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 كانون الثاني/يناير.وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق.

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".

العين الإخبارية: لليوم الثالث.. واشنطن تقصف مواقع حوثية بالحديدة

مقاتلات أمريكية تستهدف، لليوم الثالث على التوالي، مواقع عسكرية جديدة لمليشيات الحوثي في محافظة الحديدة غربي اليمن.

والخميس، قال مصدر محلي لـ«العين الإخبارية»، إن مقاتلات أمريكية استهدفت بضربات دقيقة أهدافًا عسكرية متحركة لمليشيات الحوثي، يُعتقد أنها صواريخ باليستية في معسكر الدفاع الساحلي بمنطقة "الجبانة" شمالي المحافظة.

وأوضح المصدر أن الطيران الأمريكي الذي حلق بكثافة في سماء الحديدة، شن -كذلك- غارة جوية استهدفت موقعا عسكريا لمليشيات الحوثي في أحراش بلدة "الجاح الأسفل" الواقعة غربي مديرية الفقيه، جنوبي المحافظة الساحلية.


واعترفت مليشيات الحوثي على وسائل إعلامها بوقوع الغارات، قائلة إن 3 ضربات استهدفت الجاح والجبانة.

لليوم الثالث
تتواصل الضربات الأمريكية في الحديدة لليوم الثالث على التوالي، حيث شنت مقاتلات أمريكية، الثلاثاء والأربعاء، 8 ضربات بشكل منفصل، استهدفت مواقع عسكرية في "الجبانة" و"رأس عيسى" و"الجاح" جنوبي وشمالي المحافظة.

وبحسب بيانات منفصلة للقوات الأمريكية، فإن هذه الضربات تستهدف في الغالب صواريخ حوثية مضادة للسفن قبيل إطلاقها باتجاه السفن في البحر الأحمر.

وكانت مليشيات الحوثي نقلت صواريخ بالستية وصواريخ بحرية من مرتفعات تعز والضالع والبيضاء إلى المحافظة الحديدة التي تحولت إلى قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.

وقالت مصادر عسكرية وأمنية لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات نقلت صواريخ "باليستية إلى منطقة "الصليف" ومناطق التماس مع القوات المشتركة في مديرية "حيس" ومناطق جنوب الحديدة على الشريط الساحلي وكذلك داخل مدينة الحديدة".

وأشارت المصادر الى أن "مليشيات الحوثي نقلت -كذلك- طائرات مسيرة إلى ميناء الحديدة عبر آليات نقل بضائع مدنية"، في خطوة تستهدف من خلالها تحويل الميناء الحيوي إلى منطقة لانطلاق الهجمات صوب سفن الشحن.

وعلى مدى الأيام الماضية، تعرضت الحديدة لأكبر ضربات أمريكية وبريطانية، استهدفت مناطق الصليف، ومعسكر الجبانة، ومناطق الدريهمي، ورأس عيسى، خلف منتزه أرض الأحلام بالقرب من ميناء الحديدة، وجبال جدع في مديرية اللحية، والقاعدة البحرية، والقاعدة الجوية بمطار الحديدة ومديرية التحيتا.

ومنذ شهر، تشن القوات الأمريكية والبريطانية ضربات جوية ضمن تحالف عسكري يستهدف تحجيم قدرات الحوثيين والحد من هجماتهم ضد خطوط الملاحة الدولية المارة في البحر الأحمر وخليج عدن.


الشرق الأوسط: واشنطن تتبنى ضربات ضد الحوثيين وتُصادر شحنة أسلحة إيرانية

اتهم رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، الخميس، الجماعة الحوثية باستغلال حرب غزة للهروب من السلام الذي تقوده الأمم لمتحدة، في حين تبنّت واشنطن ضربات جديدة، وأعلنت مصادرة شحنة أسلحة إيرانية كانت في الطريق إلى الجماعة المدعومة من طهران.

هذه التطورات جاءت في وقت جدَّد فيه زعيم الجماعة الحوثية، عبد الملك الحوثي، في خطبة، الخميس، المُضيّ في الهجمات البحرية، مع تهوينه من الضربات الغربية ودعوته أتباعه للاستمرار في التظاهر تحت مزاعم الانتصار للفلسطينيين في غزة.

وإذ يخشى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن يُفضي التصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن وفي المنطقة إلى عرقلة مساعي السلام اليمني، أفادت هيئة بريطانية، الخميس، بهجوم جديد ضد سفينة في خليج عدن، يرجح أن الجماعة الحوثية تقف وراءه.

وتتبنى الحكومة اليمنية موقفاً معارضاً للضربات الغربية ضد الحوثيين، إذ ترى أن البديل هو دعم قواتها لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، باعتبار ذلك هو الحل الأنجع لحماية الملاحة الدولية.

وتزعم الجماعة الحوثية أنها تمنع ملاحة السفن المتجهة من وإلى إسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية؛ ردّاً على الضربات التي تلقّتها خلال الأسابيع الخمسة الماضية.

شحنة أسلحة وضربات
في هذا السياق، قال الجيش الأميركي، الخميس، إن سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركي، منتشرة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية، صادرت، في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، أسلحة تقليدية متقدمة، ومساعدات فتّاكة أخرى مصدرها إيران كانت على متن سفينة في بحر العرب، ومتجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأوضح البيان أن سفينة خفر السواحل المخصَّصة للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، حدّدت موقع السفينة واعتلت عليها في بحر العرب، واكتشف فريق الصعود أكثر من 200 حزمة تحتوي على مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى، ومتفجرات، ومكونات زوارق مُسيّرة ومُعدّات اتصالات وشبكات عسكرية، ومجمعات قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومكونات عسكرية أخرى.

وأضاف البيان أن التوريد أو البيع أو النقل المباشر أو غير المباشر لمثل هذه المساعدات ينتهك قرار «مجلس الأمن»، التابع للأمم المتحدة، رقم 2216، والذي جرى تمديده وتجديده بموجب القرارين 2675 و2707.

ونقل البيان الأميركي عن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية، قوله: «هذا مثال آخر على نشاط إيران الخبيث في المنطقة». وأضاف كوريلا: «إن استمرارهم (إيران) في إمداد الحوثيين بالأسلحة التقليدية المتقدمة يُعدّ انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي ويستمر في تقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة».

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أنها ملتزمة بالعمل مع حلفاء واشنطن وشركائها لمواجهة تدفق المساعدات الإيرانية الفتّاكة في المنطقة بجميع الوسائل المشروعة، بما في ذلك عقوبات الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، ومن خلال عمليات الاعتراض.

وتَزامن الإعلان الأميركي عن اعتراض شحنة الأسلحة الإيرانية مع تبنّي ضربات ضد الحوثيين، كانت الجماعة أقرّت، الأربعاء، أنها استهدفت مناطق الجبانة ورأس عيسى بمحافظة الحديدة.

وأوضح بيان القيادة المركزية الأميركية أنه، في 14 فبراير (شباط) بين الساعة الواحدة ظهراً والساعة 7:30 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نجحت قوات القيادة المركزية في تنفيذ أربع ضربات؛ دفاعاً عن النفس ضد سبعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن، وثلاث مُسيّرات دون طيار، وقارب مفخّخ مُسيَّر كانت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، حيث جرى إعدادها لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.

وطبقاً للبيان، حدّدت القوات الصواريخ المتنقلة والطائرات دون طيار والمركبات البحرية، وقررت أنها تمثل تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة، وقامت بتدميرها، وشددت القوات المركزية الأميركية على أن هذه الإجراءات ستحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أماناً.
إلى ذلك، أفادت «هيئة العمليات البحرية البريطانية»، الخميس، بأنها تلقّت بلاغاً عن تعرض سفينة شحن لحادث على بُعد 85 ميلاً شرق مدينة عدن، حيث يرجّح أن الحوثيين هم المسؤولون عن الهجوم.

ومع عدم ورود تفاصيل أخرى عن الحادث في الوقت نفسه، ادّعى زعيم الجماعة الحوثية أن جماعته تلقّت، خلال أسبوع، 40 غارة جاء أغلبها في مناطق الحديدة، والبعض منها استهدف صعدة، مع زعمه أن إحدى الغارات في صعدة استهدفت سيارة محملة بأنابيب بلاستيكية.

هروب من السلام
بعد أكثر من أسبوع على تعيين وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة في بلاده خلفاً لمعين عبد الملك، باشر مهامَّه من عدن، وبدأها دبلوماسياً، الخميس، باستقبال وفد روسي ومسؤول أممي، متهماً الجماعة الحوثية باستغلال حرب غزة للهروب من السلام، وداعياً المنظمات الدولية إلى نقل مقرّاتها من مناطق سيطرة الحوثيين إلى عدن.

تصريحات رئيس الحكومة اليمنية أتت قبل يوم من بدء سريان تصنيف الجماعة الحوثية بشكل خاص على قوائم الإرهاب الأميركية، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التصنيف إلى عرقلة العمل الإنساني في مناطق سيطرة الجماعة.

وذكر الإعلام الرسمي أن بن مبارك استقبل، في العاصمة المؤقتة عدن، وفد وزارة الخارجية الروسية، برئاسة رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، السفير ألكسندر كينشاك.

ووفق وكالة «سبأ»، جرى، خلال اللقاء، مناقشة العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحات الوطنية والإقليمية والدولية، ومواقف الجانبين حولها، والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، إضافة إلى تأثير الهجمات الإرهابية الحوثية على السفن التجارية، ونهج الجماعة المستميت من أجل عسكرة المياه الإقليمية.

وجدّد رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رفضه «استغلال ميليشيا الحوثي الإرهابية القضية الفلسطينية، للهروب من عملية السلام». وقال إن ما يحدث من هجمات إرهابية حوثية في البحر الأحمر كانت سابقة لحرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

كما أكد بن مبارك التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام الشامل والعادل في بلاده، بموجب المرجعيات المتفَق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص قرار مجلس الأمن 2216.

ونسبت وكالة «سبأ» إلى المسؤول الروسي أنه أكد «حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع اليمن في مختلف المجالات، وتنسيق المواقف تجاه القضايا والتطورات، وجدَّد رفض روسيا لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

على صعيد آخر، أكد بن مبارك حرص الحكومة اليمنية على تسهيل عمل المنظمات الإنسانية، وتوفير بيئة آمنة لها، والتنسيق المشترك لضمان وصول المساعدات إلى كل المناطق اليمنية المحتاجة دون تمييز، وإزالة أي عقبات في هذا الجانب.

وناقش رئيس الحكومة اليمنية، خلال استقباله، في عدن، المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن جوليان هارنيس، القضايا المتصلة بالوضع الإنساني، والتعاون والتنسيق المشترك للموازنة بين العمل الإغاثي والتنموي المستدام، والتحديات المتعلقة بنقص التمويل، وخزان صافر النفطي.

وطالب رئيس الوزراء اليمني بنقل المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتحويل المبالغ الخاصة بالمساعدات الإنسانية عبر البنك المركزي اليمني في عدن.

ونقل عنه الإعلام الرسمي أنه أكد دعم الحكومة الكامل لعمل المجتمع الإنساني؛ من منظمات أممية ووكالات إغاثة دولية، وتسهيل أنشطتها، ورفض الحكومة القاطع الإجراءات التعسفية التي تتخذها ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد المنظمات.

يشار إلى أن أحدث الهجمات الحوثية كانت قد أصابت بأضرار، الاثنين الماضي، سفينة شحن يونانية جنوب البحر الأحمر كانت تحمل شحنة من الذرة من البرازيل إلى ميناء الخميني في إيران، وفق ما ذكره بيان أميركي.

ومنذ بدء الضربات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الجماعة الحوثية للحد من قدراتها على شن الهجمات البحرية بالصواريخ والمُسيّرات والقوارب المفخخة، تحولت هذه الضربات إلى روتين شبه يومي، غير أنها لم تَحُل دون استمرار قدرة الجماعة على تهديد السفن.

وشنّ الحوثيون، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نحو 45 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وأدت الهجمات إلى تضرر 6 سفن على الأقل، واختطاف السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها.

وردّت واشنطن بتشكيل تحالف دولي أطلقت عليه «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، قبل أن تشنّ، ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضربات على الأرض ضد أهداف حوثية في نحو 17 مناسبة، وهي الضربات التي شاركت لندن في ثلاث موجات منها، إلى جانب العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيّرات.

واعترف الحوثيون بمقتل 22 عنصراً في هذه الضربات، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن.

ويُشكّك سياسيون في جدوى هذه الضربات ضد الحوثيين الذين يقولون إنهم يهدفون إلى منع ملاحة السفن المتجهة من وإلى إسرائيل؛ دعماً لغزة، قبل أن يضيفوا إليها السفن الأميركية والبريطانية.

وتطغى مخاوف من تأثير هذا التصعيد على عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، بعد نحو عقد من الصراع وسيطرة الحوثيين على مناطق شمال اليمن.

مناهج التعليم اليمنية على موعد مع موجة تحريف حوثية

كشفت مصادر تربوية يمنية عن استعدادات حوثية لإجراء تغييرات جديدة وواسعة على مناهج التعليم، امتداداً لعمليات سابقة أدرجت خلالها الجماعة مقررات ذات صبغة طائفية، بعيداً عن الهوية اليمنية الجامعة لكل السكان.

وفي حين لم يتبق سوى أيام على انطلاق امتحانات الفصل الأخير من العام الدراسي الحالي لطلاب المراحل الابتدائية والأساسية والثانوية، أجرى قادة الجماعة الحوثية زيارة ميدانية إلى مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء، ضمن المساعي الرامية لإجراء عملية تغيير جديدة على المناهج.

وشدد القيادي في الجماعة المدعو خالد جحادر، المعين نائباً لوزير التعليم بحكومة الحوثيين التي لا يعترف بها أحد، لدى زيارته المطابع، على ضرورة الإسراع في توفير الدعم المالي اللازم لشراء المواد الخام والشروع في البدء بطباعة مئات الآلاف من الكتب الطائفية الجديدة.

وسبق ذلك، عقد قيادة مطابع الكتاب المدرسي الموالية للجماعة، لقاء موسعاً، مع ما تُسمى «لجنة التربية والتعليم» بمجلس النواب الخاضع للحوثيين بصنعاء؛ لمناقشة ما أطلقت عليه «الآليات الكفيلة لتوفير الدعم لطباعة نسخ جديدة من الكتاب المدرسي، وتعميمها مطلع العام المقبل على عموم المدارس» في مناطق سيطرتهم.

وخرج الاجتماع بقرارات عدة توصي بعضها بتوفير موازنة تشغيلية لمطابع الكتاب الخاضعة للجماعة، وتوفير المستلزمات الفنية للبدء في طباعة نسخ مُحرّفة ومؤدلجة طائفياً من الكتاب المدرسي؛ لاستهداف عقول وأدمغة الطلبة في أغلب مراحل التعليم.

سعي حثيث للتطييف
بات الملايين من الطلبة اليمنيين يواجهون، أكثر من أي وقت مضى، مخاطر التحريف المتكرر لمناهج التعليم الذي تجريه الجماعة قبيل كل عام دراسي وفق موجهات سياسية، وتوظيف المدارس لأغراض عسكرية، وتغيير وقائع التاريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وتأويل الآيات والأحاديث لتكفير الآخرين، وإضفاء قدسية دينية على سلالة زعيم الجماعة، ومعاداة الفنون والمرأة.

ووفقاً لمصادر تربوية تحدثت مع «الشرق الأوسط» يُشرف شقيق زعيم الجماعة، يحيى بدر الدين الحوثي المعين وزيراً للتعليم، على فريق تجريف مناهج التعليم، ويضم موالين للجماعة وخبراء يسخّرون جل جهدهم لاستهداف الكتاب المدرسي من أجل تكريس الطائفية، وثقافة الموت، وإنشاء دفع جديدة من المقاتلين بين صفوف الأطفال والشبان في المدارس تحت سيطرة الجماعة.

وأدى ذلك التوجه الحوثي الأخير إلى حالة من الغليان والسخط والرفض المطلق في أوساط شريحة واسعة من اليمنيين والتربويين، حيث يتحسر الكل بسبب تجدد الاستهداف الذي يطال ما تبقى من مناهج التعليم، وكذا من الحال المزرية التي وصل إليها التعليم في المدن التي في قبضة الحوثيين.

ويشير حسان، وهو اسم مستعار لأحد التربويين في صنعاء، إلى أن غالبية التعديلات التي أجرتها الجماعة الحوثية على مناهج التعليم تكاد تكون معظمها شبيهة بتلك التي في المنهجين الإيراني والعراقي.

ويعتقد التربوي اليمني أن الغاية النهائية من هذه التعديلات الحوثية في المناهج، هي أدلجة الأجيال الجديدة بأحقية حكم السلالة الحوثية لليمنيين.

تغييرات جذرية
تعليقاً على ذلك، أفاد الناشط الحقوقي اليمني رياض الدبعي، بقيام جماعة الحوثي بإجراء تغييرات وصفها بـ«الجذرية»على مناهج التعليم حتى تتماشى مع الأهداف والفكر السياسي والديني للجماعة.

وبحسب الناشط الدبعي، شملت تلك التغييرات 4 جوانب رئيسية؛ منها «التأثير الديني» المتضمن مزيداً من المواد الدينية والدروس التعليمية التي تُروّج للفكر الشيعي الزيدي ومبادئ الحركة الحوثية، حيث تمت إزالة أو تغيير المحتوى الذي يتعارض مع هذه الآراء والمعتقدات.

وجاء الجانب الثاني متمثلاً بـ«التأثير السياسي»، حيث تم تغيير المناهج التعليمية لتعكس الرؤية السياسية للحوثيين وتعزز الولاء للحركة، بما في ذلك التشبيك بين المقررات الدراسية والأهداف السياسية للحركة. بالإضافة إلى «التغييرات الثقافية» التي تضمنت تغيير المحتوى الثقافي ليعكس المفاهيم والقيم التي يُروّج لها الحوثيون، وتقديم رؤية مُعدّلة للتاريخ والثقافة اليمنية والعالمية وفقاً لمواقف الحركة.

وبخصوص «التغييرات الآيديولوجية»، فقد أشار الدبعي إلى تركيز الجماعة عند استهدافها المناهج على وضع دروس تعزز من الولاء المطلق للجماعة وزعيمها، موضحاً أن «هذه التغييرات وغيرها تعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الجماعة للترويج ونشر رؤيتها السياسية والدينية، والتأثير في الثقافة والتعليم في المناطق التي تسيطر عليها».

ونشر الدبعي، على منصة «إكس»، مجموعة صور تحوي دروساً عدة أضافتها الجماعة الحوثية وأصبحت ضمن مناهج التعليم التي يتلقاها الطلبة في عموم المدارس في مناطق سيطرتها.

ومنذ اجتياح الجماعة صنعاء، ومدناً أخرى، نفذت سلسلة من التغييرات في المناهج الدراسية، واتخذت قراراً بتغيير لجنة المناهج في وزارة التربية والتعليم، لتحلّ محلها لجنةٌ أخرى افتتحت سلسلة التغييرات في مناهج التربية الإسلامية، والتربية الوطنية، وامتدت هذه التغييرات أخيراً إلى مناهج المواد العلمية، وغيرها.

وكان قطاع التعليم في اليمن تعرّض، على مدى السنوات الماضية التي أعقبت الصراع، لانتكاسة كبيرة، دخلت من خلالها العملية التعليمية، بموجب تقارير دولية وأخرى محلية، أوضاعاً ومعاناة وُصفت بـ«الكارثية».

شارك