د مارتن عقاد : نعم "حزب الله "يعيق مستقبل لبنان ولكن

الأربعاء 17/أبريل/2024 - 11:39 ص
طباعة د مارتن عقاد :  نعم روبير الفارس
 
د مارتن عقاد :  نعم
-    السرديات الطائفية  لاحداث التاريخ مصدر صراع دائم
-    نقاط سوء الفهم في حوار الاديان كما هي منذ قرون


 الاستاذ الدكتور "مارتن عقاد "باحث متفرد  في اللاهوت ومؤرخ افكار ومتخصص في تاريخ الحرب اللبنانية ومهتم بحوار الاديان وصدرت رسالته للدكتوراه حول سوء الفهم بين الاديان في كتاب بعنوان " سوء الفهم بنوايا حسنة: عبور الهوة الإسلامية – المسيحية "ا عن دار نشرEerdmans  ، والذى يندرج  في مجال الحوار اللاهوتي، واعتمد فيه مارتن نهج “تاريخ الأفكار” ، وأعاد النظر في بعض الخلافات العقائدية السائدة في الحوار المسيحي الإسلامي. هذه المنطلقات التى تجعل منه مفكر وباحث مختلف دفعتنى للحوار معه حيث ياخذك فكره المتفرد الي رحابه اتمنى ان يتسع لها واقعنا المؤلم

-    ماذا تعني بمؤرخ افكار ؟
عندما تبنى جدلية فكرية علي حدث .تجد في مجال تاريخ الافكار ان هناك الحدث وهناك سرديات للحدث .سرديات متعددة للحدث الواحد تخص كل طائفة تبنى سرديتها الخاصة ومع مرور الوقت يضيع الحدث او يتم التشويش عليه وتبقي السرديات  تتصارع .مثلا في لبنان يتم تدريس منهج التاريخ  عن لبنان لطلبة المدارس  - حتى عام 1947 اي سنوات قليلة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.فبعد ذلك التاريخ لايوجد اتفاق بين الطوائف علي سردية واحدة لتاريخ لبنان وما حدث بعد هذا التاريخ ؟!
-    كيف تري الازمة اللبنانية حاليا ؟
-    الازمة اللبنانية معقدة جدا وللاسف لا مخرج قريب لها
-    يري البعض ان حزب الله هو السبب في كل ازمات لبنان ؟
-    نعم حزب الله  هو الان العائق امام مستقبل لبنان لان له اجندة خارجية ولكن لنكن صرحاء اذا لم يكن حزب الله موجودا لكان هناك امور اخري. تعيق تقدم لبنان فيمكن ان نقول ان كل الاحزاب ومنها الاحزاب اليمينية واليسارية ذات الاجندات الخاصة تمثل نفس العقبة
-    وانا في لبنان وجدت كل من قابلتهم في الفندق وسائق التاكسي وغيرهم يلقون باللؤم علي السياسين ويتهمونهم بالفساد مارايك ؟
-    اتفق معهم السياسين هم سبب الازمة الحالية والانهيار الشامل الذى تعاني منه البلاد في كل المؤسسات وخاصة في القضاة والجيش
-    هل بناء الدولة علي دستور طائفي هو اساس كل المشاكل ؟
-    نعم وهي ليست  اسس دينية .بل طائفية قبلية .تتخذ من الدين عباءة لها والمطلوب فعلا مواطنة مدنية تفوق علي الروح الطائفية .
-    حضرتك ذكرت اكثر مرة المشكلة السردية التاريخية المتعددة للحدث الواحد هل هي مشكلة في العقلية العربية؟
-    السرديات السائدة هي مشكلة عالمية  فالتاريخ يكتبه المنتصرون هي مقولة حقيقية فالسائد والذى اقوله بلا حقد مثلا في المنطقة العربية هي السردية الاسلامية للتاريخ حيث يطلقون علي دخول الاسلام للمنطقة بالفتوحات .فهل كانت هذه المناطق والشعوب مغلقة ومظلمة وتم فتحها وانارتها وماذا عن الشعوب المفتوحة وهل تري وتروي سرديتها من نفس المنطلق هذا ما يسمي تاريخ الهامش وغي امريكا هناك سردية سائدة بتمدين وتوصيل الحضارة للشعوب الاصليين الذين لهم تاريخهم الخاص للتوضيح، أنا لا أدعو إلى توحيد السرديات، بل أدعو إلى الحفاظ على السرديات المتعدّدة التي يتم التنقيب عنها والمبادرة إلى الحوار وصناعة السلام والمصالحة انطلاقًا منها. فهذا امر لا يخص الماضي .فالتاريخ واجهه للمستقبل وليس مجرد مروية للماضي .بل انه يؤكد علي العيش المشترك ويطرد الخوف الكامن في المناطق المظلمة منه .ومشكلتنا في لبنان ان كل طائفة تخاف من سردية الطائفة الاخري ولا توجد طائفة اكثرية لها سردية سائدة .فالطوائف في لبنان متقاربة السنة يمثلون 35% والشيعة 35% والمارونية 30%
-    هل هذا يعني انه اذا كانت هناك اكثرية لطائفة في لبنان لحلت المشكلة ؟
-    في وقت من الاوقات كان الموارنة أكثرية في لبنان ولكنهم لم يتحملوا مسئولية ودور الاكثرية .للاسف البعض يفهم ان الديمقراطية هي حكم الاغلبية وهذا خطا .الديمقراطية هي التمثيل المتوازن بين الجميع وفي لبنان يجب ان يحدث تمثيل ولو لاصحاب الواحد في المئة وهنا اريد ان اقول في مجتمع مثل مجتمعنا يجب ان يكون هناك سلطة الي جانب السلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية وهي سلطة لرجال ونساء الدين لمكانتهم الكبيرة في مجتمعتنا ليقولوا الحق وان يعلوا الضمير في باقي السلطات
   - تقصد ضمير ؟
-    نعم ضمير .هناك بالفعل رجال دين اسلامي ومسيحي لهم اصوات نبوية ويتصدون لرجال السياسة الفاسدين ويقولون لهم لا
-    ومالمقصود بنساء الدين ؟
-    اقصد نساء ذات مناصب ومسؤولية في المؤسسة الدينية
-    لكن قد يفهم البعض انها سلطة حكم ديني ؟
-    لا  طبعا انا ضد الحكم الدينى .اقصد ان يكون هناك ضمير عالي الصوت من خلال مكانة رجال الدين في الشرق
-    اذا انتقلنا لاهتمام حضرتك بحوار الاديان ماهي اهم مناطق سوء الفهم بين الاسلام والمسيحية التى تعيق الحوار؟
-    هي النقاط المعروفة للجميع منذ قرون ومنها التثليث وذات الله .وطبيعة المسيح وصلب المسيح واين كان الله وقتها وتحريف الكتاب وعلي الجانب الاخر نبوة رسول الاسلام
-    هذه النقاط رغم كل ما كتب واثير حولها منذ قرون لم يحدث اي تقارب ؟
-    لا  .رغم مرور قرون الا ان الحوار اللاهوتي لم يحدث اي تقارب لذلك تم ترك الحوار اللاهوتي .واصبح الاهم عند المتحاورين هي قواعد العيش المشترك والقيم المشتركة
-    هل يشعر رجل الشارع بحوار الاديان ؟
-    هناك امور ايجابية يشعر بها وامور لا . وهذا يكشف عن اهمية دور وسائل الاعلام وخاصة في نقل امور مهمة مثل زيارة بابا روما للازهر وعمل مؤسسة حوار الاديان في ابو ظبي" - ومنتدى أبو ظبي للسلم
-    كتبت تطلب استخدام اسم عيسي بدلا من يسوع في المجتمعات العربية كيف  يمكن ان تكون اسماء الانبياء منطلقا لحوار الاديان ؟
-    الامر يرجع حسب الطريقة التى تنظر اليها في اطلاق الحوار .انا اقول ان نستخدم الاسم المعروف في المجتمع لتقدم المحتوي الذى تعتقده او تريده .ولم اقول مثلا ان تستخدم اسم عيسي في الكنائس والصلوات المسيحية ولكن المجتمع الذى تعيش فيه يعرف عيسي فانا استخدم الاسم ليعرف من خلاله يسوع المسيح هذا ما قصدته
-    هل تاثرت المسيحية الشرقية بالاسلام ؟
-    لا توجد حضارة تنشأ من فراغ .هناك تاثير متبادل كما حدث تمازج بينهما بل ان الاسلام نشا في الجزيرة العربية حيث مهد اليهودية والمسيحية وعندما تقرأ قصص الأنبياء في القرآن تشعر  أنها خُطَب تفسيرية تهدف إلى استخراج العِبَر ممّا كان معروفًا قبلها وذلك واضح في قصص ابراهيم وموسي ويحي او يوحنا المعمدان وهناك في الشرائع تاثر بالحضارة الرومانية والبيزنطية واليهودية .



شارك