بيان لكنائس الشرق الأوسط:11 عاما علي خطف مطراني حلب

الثلاثاء 23/أبريل/2024 - 10:32 ص
طباعة بيان لكنائس الشرق روبير الفارس
 
في الذكرى السنوية الحادية عشرة على اختطاف مطراني حلب المطران بولس يازجي ومار غريغوريوس يوحنا إبراهيم  اصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط بيانا جاء فيه "تمر السنة الحادية عشرة، ومطراني حلب، العزيزين على كنيستَيهما وعلى قلوب رعاياهم وكلّ من عرفهما، ما زالا مجهولي المصير.

ماذا يسعنا ان نقول للعالم الصامت والمتجاهل لهذه المأساة؟ هل نرفع الصوت عاليا ونحن نعلم انه أصم؟ هل نخاطب ضميره ونحن نعلم انه قد فقد كل مشاعر الرحمة؟ هل نتوجه الى مؤسساته ونحن نعلم انها ليست ذات جدوى؟ ينطبق على العالم اليوم القول "لكان أجاب لو ناديتَ حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي".

مخجل موقف العالم، مخجل تجاهله لآلام الناس، اهل المخطوفين والمغيبين قسرا، وهم يعدون بالملايين في العالم،ومنهم اهل ورعايا ومحبي مطراني حلب، مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم والمطران بولس يازجي، الذين طال انتظارهماوالذين تركا وراءهما ارثاً عظيماً وفراغاً كبيراً.

لقد حولنا تغييبهما، في ذكراه العاشرة العام الماضي، الى رمز انساني مسكوني، عبر تحويل يوم اختطافهما الى هدف انساني مسكوني وعالمي، ابعد من المطالبة بعودتهما منفردين، فسمينا هذا التاريخ "اليوم المسكوني للمخطوفين والمغيبين قسراً" معتبرين ان تغييب هذين الراعيين الجليلين هو تغييب لكل من فقده اهله واحباءه بالوسائل الاجرامية نفسها التي رمت عائلات بكاملها في آتون البؤس والحسرة.

لقد اعتبرنا ان مأساة تغييب هذين الحبرين الجليلين تعبرعن مأسي آلاف الاسر وملايين الناس ممن فقدوا عزيزا في ظروف مأساوية، وما زالوا يحيون على امل ان يردهم خبر، أي خبر، يثلج صدورهم.

سوف نتابع احياء ذكرى خطفهما كل عام، وسوف نبقى نتحدى صمت المسؤولين في العالم وتجاهلهم، كما سنستمر بمحاكاة ضمائرهم، من اجل الحبرين الجليلين كما من اجل جميع من هم مغيبون قسرا في العالم، محمّلين أصحاب القرار والعالمين بخبايا الأمور، المسؤولية امام التاريخ والإنسانية، منطلقين من قناعة راسخة لدينا انهم قادرون على القيام بما يثلج صدور العدد الهائل من الاسر التي تعيش على امل يتضاءل كلما طال الزمن.

اننا نهيب بكل من هو معني بالمشاعر والكرامة الانسانيتين، بكل من هو معني بحقوق الانسان، بكل من هو معني بالعدالة والحرية والسلام، ان يبقي الصوت عالياً، دفاعا عن المخطوفين والمحتجزين عن غير وجه حق، والمغيبين قسراً، والذين يئنون في اقبية مظلمة ولا يعرفون مصيرهم، وان يبقوا صوتاً صارخا في بريّة اللامبالاة والاستهتار بالإنسان.

اننا نرفع الصلاة الى الرب القدير، خالق السماء والأرض، الذي لا فناء لملكه، العالم بالخفايا والنوايا، ان يلهم مرتكبي فعل الخطف والتغييب سواء السبيل، وان يلهمهم الى وقفة ضمير، الى وقفة مع الذات، لعل في ذلك بعض الراحة والطمأنينة لمن يسهر الليل في انتظار عزيز غاب."
وفي سياق متصل تحت عنوان " ١١ عاماً .. لن نطو الملف ولن ننسى القضية" وبمناسبة الذكرى الحادية عشر على اختطاف وتغييب مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وبمبادرة من المرصد الآشوري لحقوق الإنسان افتتحت مكتبة باسم "المطران العلامة يوحنا ابراهيم" في كنيسة انسغارس السويدية في مدينة اسكلستونا
بدأتْ الفعالية بمقطوعات موسيقية عزفتها الفرقة النحاسية التابعة لكشاف السيدة العذراء ايكتورب- نورشوبينغ، بقيادة القائد يونان يونو
من ثم قام المدير التنفيذي للمرصد جميل دياربكرلي،  وراعي كنيسة انسغارس القس كلاوس بيدابو، والخوري افرام جللو وممثل المرصد في مقاطعة سورملاند يعقوب الياس بقص الشريط  الحريري إيذانا بافتتاح المكتبة.
وفي كلمته رحّب يعقوب الياس بالحضور مشيراً إلى ان قضية المطرانيين المغيبين ليست محصورة بيوم محدد، بل ستبقى قضيتنا وشغلنا الشاغل الى حين نهاية الملف بطريقة سعيدة.
بدوره نوّه المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل دياربكرلي، إلى أنّ مدينة اسكلستونا السويدية، التي يعيش فيها الآلاف من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، تستذكر للمرة الاولى بعد 11 عاماً حادثة اختطاف وتغييب المطرانيين،
هذه القضية الرمز لمأساة مسيحيي المشرق في العصر الحديث،  والحاملة للعديد من القضايا الخاصة بشعبنا من خطف وتغييب قسري وتهجير وتغيير ديموغرافي وتسريب عقارات.
كما أكّد دياربكرلي في كلمته على ضرورة الالتفاف حول قضايانا والاهتمام بها، والدفاع عنها بالطرق السلمية والمدنية والحقوقية، كلّ من موقعه، لأن الشعب الذي لايحترم قضاياه، شعب غير جدير بالاحترام من الاخرين بدءاً من اصغر موظف دولي وصولاً لأرفع المستويات.
وشكر المدير التنفيذي للمرصد الآشوري جميل دياربكرلي في كلمته القس كلاوس ومجلس كنيسة القديس انسغارس التابعة للكنيسة الوطنية السويدية على فتح قلوبهم أولاً، وأبوابهم ثانياً لاستضافة هذه المكتبة التي تتصدرها صورة للمطران يوحنا ابراهيم
مشيراً الى أن المضحك المبكي في الامر هو تخصيص  ركن كامل لتخليد ذكر المطران يوحنا ابراهيم في قاعة الكنيسة السويدية بينما الكثير من الكنائس، التي ينتمي اليها المطرانين، في الغرب لا تتذكرهم اصلاً.
وفي ختام كلمته استمع الى مداخلات واستفسارات الحضور الذين غصّت بهم قاعة الكنيسة والركن المخصص للمكتبة.  وقالت  حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، منذ احدى عشر سنة خطفت يَدُ الغدر مطرانيّ حلب بولس يازجي ويوحنّا ابراهيم في طريق عودتهما كلّ إلى أبرشيّته في حلب.
ورغم كلّ الجهود التي بُذِلت طيلة هذه السنوات، خصوصًا من قِبل غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، فان مصيرهما لا يزال حتّى اليوم مُقلِقًا ومجهولًا.
أمام هذه المأساة، التي أُضيفت الى مآسي الحرب الكثيرة والمؤلمة في سوريا، لا يسعنا إلا ان نزدادَ صلاةً ورجاءً لكي يتجلّى الحقّ ويُشرق عدلُ الربّ وسلامُه فيستيقظ ضميرُ العالم وينكشف مصير المطرانين ومصير كلّ المفقودين ليعودوا جميعًا سالمين معافين محفوظيّ العزّة والكرامة.
فأدعوكم، في المناسبة هذه، إلى هذه الصلاة، والثبات في هذا الرجاء وفي شهادتنا في هذا الشرق العزيز والمتألّم أيّةً كانت الصعوبات.
يذكر ان مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي تم خطفهما في 22 ابريل 2013. ونسب الخطف لتنظيم داعش الارهابي .ولم يعثر لهما علي اثر .او جثث ولم يعلن اي تنظيم ارهابي قتلهما كعادة الاعلان عن جرائمهم .

شارك