الجزائر.. استقالة الحكومة وتبون يجدد الثقة في العرباوي.. تجميد تمويل جمعيات مشبوهة.. تونس تجفف «منابع» الإخوان والإرهاب... المبعوث الأمريكي: خبراء روس في صنعاء لتزويد الحوثيين بالأسلحة
الثلاثاء 26/نوفمبر/2024 - 11:08 ص
طباعة
إعداد فاطمة عبدالغني - هند الضوي
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 26 نوفمبر 2024.
العين الاخبارية..الجزائر.. استقالة الحكومة وتبون يجدد الثقة في العرباوي
قدمت الحكومة الجزائرية استقالتها، إلى الرئيس عبدالمجيد تبون، الذي قبلها وكلف رئيسها نذير العرباوي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال بيان للرئاسة الجزائرية اطلعت عليه "العين الإخبارية" إنه "استقبل اليوم رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون الوزير الأول نذير العرباوي الذي قدّم له استقالة الحكومة والتي قبلها، حيث جدّد فيه السيد الرئيس الثقة وأمره بمواصلة مهامه".
ويعد العرباوي من المقربين من الرئيس الجزائري، وهو دبلوماسي مخضرم، مَثّل بلاده في عدة دول، كما عمل لفترة رئيسا لديوان الرئيس الجزائري، قبل توليه رئاسة الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وجاءت استقالة الحكومة بعد نحو شهرين من فوز الرئيس تبون بولاية ثانية، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي، وتصدرها تبون بنسبة 84.3%.
وتضمنت الحكومة الجديدة استحداث منصب "الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني" (وزير دولة للدفاع) يتولاه الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الجزائري.
وبموجب الدستور الجزائري فإن رئيس الجهورية يتولى منصب وزير الدفاع الوطني إلى جانب منصبه الرئاسي.
كما تضمنت الحكومة الجديدة الإبقاء على عدد من الوزراء في مناصبهم، أبرزهم أحمد عطاف وزير الخارجية ومحمد عرقاب وزير الطاقة وإبراهيم مراد وزير الداخلية.
من هو نذير العرباوي؟
العرباوي هو وجه دبلوماسي جزائري شهير، رأس بعثة بلاده في الأمم المتحدة، وعمل قبلها سفيرا لدى مصر، كما كان آخر منصب تولاه هو مدير ديوان الرئاسة الجزائرية.
ويعكس تجديد تبون الثقة بالعرباوي رغبة الجزائر في تعزيز دورها الإقليمي ولعب دور أكبر خارج حدودها، لما للعرباوي من علاقات دولية واسعة.
وسبق أن عمل العرباوي سفيرا لبلاده لدى باكستان، ومديرا لإدارات الشؤون القانونية والقنصلية، والمغرب العربي، العلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية الجزائرية، بالإضافة إلى شغله منصب ممثل الجزائر في الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي بمقرها بالرباط، وعضو مجلس إدارة المركز المغاربي للدراسات والبحوث، كما عمل سفيرا للجزائر بالقاهرة وممثلا لبلاده بجامعة الدول العربية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019 عين العرباوي مستشارا لوزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، قبل أن يتم تعيينه في سبتمبر/أيلول 2021 سفيراً وممثلاً دائماً للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك.
والعرباوي تخرج في كلية الحقوق، عمل محاميا قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي، وكان لاعبا دوليا سابقا في المنتخب الجزائري لكرة اليد.
وكالات.. تجميد تمويل جمعيات مشبوهة.. تونس تجفف «منابع» الإخوان والإرهاب
لطالما أثارت تمويلات عدد من الجمعيات المشبوهة الجدل في تونس، وسط شبهات تشي باحتمال ارتباطها بالإخوان والإرهاب.
والخميس، أعلنت السلطات التونسية تجميدها لأموال جمعيات مشبوهة تلقت أموالا من الخارج، وتعمل لصالح جهات أجنبية، وتمثل امتدادا لقوى من الخارج.
جاء ذلك في قرار صادر عن «القطب القضائي الاقتصادي والمالي» (محكمة مختصة) يقضي بتجميد أموال عدد من الجمعيات في علاقة بالتمويل الأجنبي.
وكانت النيابة العامة بـ«القطب القضائي الاقتصادي والمالي» تعهدت بإجراء التحقيقات اللازمة بخصوص ملف التمويل الأجنبي للجمعيات، وذلك بالتنسيق مع لجنة التحاليل المالية والجهات المعنية.
ومع تقدم التحقيقات، تقرر تجميد أموال وحسابات مالية وبنكية تابعة لعدد من الجمعيات وذلك استنادا إلى وجود تمويلات أجنبية مشبوهة.
وتتجه تونس إلى تعديل قانون الجمعيات في البلاد لمنع نشاطات الجمعيات التي تعمل لصالح جهات أجنبية إضافة للجمعيات الداعمة للإرهاب، والمتنكرة بعباءة العمل الخيري ونشر الثقافة الدينية.
وثيقة
مؤخرا، كشف الرئيس التونسي قيس سعيد، في لقاء بوزيرة المالية سهام البوغديري بقصر قرطاج، وثيقة تفيد بتلقي جمعيات في تونس تمويلات تفوق ملياري دينار من الخارج من سنة 2011 إلى العام الماضي.
وأكد سعيد أن لجنة التحاليل المالية أثبتت ذلك دون القيام بدورها كاملا.
وأوضح أن هذا الرقم الذي جاء في الوثيقة لا يتعلّق إلا بالجمعيات التي تحصّلت على مبالغ من الخارج تفوق 500 ألف دينار (160.2 ألف دولار) وهذه الأموال التي توزع في تونس ودخلت خلسة إلى الحسابات الجارية لجمعيات مذكورة بالاسم.
وحذر سعيد من التدخل الأجنبي في شؤون تونس باسم المجتمع المدني، متابعا "نحن لا نريد مجتمعا مدنيا يمثل امتدادا لقوى ودول من الخارج ويجب ضبط الأمور في هذا المستوى".
الإخوان والإرهاب
منذ وصولهم للحكم، سارع الإخوان إلى وضع مرسوم منظم للجمعيات من أجل تسهيل أعمالهم وتدفق الأموال إليهم، حيث عادوا من سجونهم ومنافيهم محملين بأجندة تخريبية مسمومة لأدلجة المجتمع وزرع بذور التطرف والإرهاب، وتحقيق ثروات طائلة.
وبتمويلات أجنبية دخلت عن طريق جمعيات متطرفة، تمكنوا من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية على مدى أكثر من عقد، ففخخوا مفاصل الدولة التي تسللوا إليها، وعاثوا فيها فسادا، ظنا منهم أنهم فوق المحاسبة.
وكثيرا ما أثار الإنفاق الضخم لحركة النهضة الإخوانية، سواء في الحملات الانتخابية أو الاجتماعات بهدف اختراق الشارع واستمالته، التساؤل عن مصدر تلك الأموال.
وكشف تقرير دائرة المحاسبات عدد 32 لسنة 2021 أنه تم اكتشاف 566 جمعية تتلقى تمويلات أجنبية في حدود 31 مليارا ولم تعلم الكتابة العامة للحكومة بذلك.
كما كشف أن 1385 جمعية انتفعت بتمويلات أجنبية منها 45 جمعية استأثرت بـ56 في المئة من التمويلات، في حين تم اكتشاف دخول 68 مليون دينار (25.15 مليون دولار) سنة 2017 من تمويلات أجنبية لجمعيات تونسية و78 مليون دولار (28.85 مليون دولار) في عام 2018.
بلقيس.. الخارجية المصرية: مصر أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين
أكدت مصر أنها أكثر البلدان تضررا من التوترات الجارية في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين على الملاحة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن عائدات قناة السويس تراجعت بشكل كبير نتيجة التصعيد في البحر الأحمر.
وأوضحت القاهرة أن المزيد من عسكرة البحر الأحمر سيفاقم من الأضرار على التجارة العالمية والاقتصاد المصري، خاصة مع التراجع الكبير في عائدات قناة السويس، نتيجة التصعيد غير المقبول في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق، أعلن صندوق النقد الدولي أن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس التي تعد مصدرا رئيسا للعملة الأجنبية للبلاد.
وأكد بيان صادر عن الصندوق، أنه مع استمرار التوترات الجيوسياسية المتعددة في المنطقة، "تظل التوقعات الاقتصادية للمنطقة، بما في ذلك مصر، صعبة".
لافتا إلى أن هجمات البحر الأحمر وانقطاعات التجارة ما تزال تؤثر سلبا وتتسبب في انخفاضات كبيرة تصل إلى 70 بالمئة في عائدات قناة السويس.
وتضامنا مع غزة التي تتعرض لإبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، يهاجم الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر.
ودفع ذلك سفنا عديدة إلى عدم المرور من قناة السويس وتفضيل استخدام مسار رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع التكلفة.
وكالات..المبعوث الأمريكي: خبراء روس في صنعاء لتزويد الحوثيين بالأسلحة
كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، عن تواجد موظفين روسي في العاصمة صنعاء؛ بشأن تزويد الحوثيين بالأسلحة.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن ليندركينغ قوله: "نعلم أن هناك أفرادا روسيين في صنعاء يساعدون في تعميق هذا الحوار، وروسيا تتواصل بنشاط مع الحوثيين، وتناقش إمدادات الأسلحة معهم".
وأضاف أن "أنواع الأسلحة، التي تتم مناقشتها، تثير قلقًا كبيرًا؛ وستسمح للحوثيين بمهاجمة السفن بشكل أفضل في البحر الأحمر، وربما أبعد من ذلك".
ولفت إلى تقارير تفيد بوجود مناقشات حول الصواريخ المضادة للسفن، وأنواع أخرى من المعدات الفتاكة.
وحذّر من أن هذا التعاون من شأنه أن يزيد من هجمات الحوثيين، كما عبّر عن قلقه من تجنيد روسيا للمرتزقة اليمنيين للحرب ضد أوكرانيا.
وأضاف: "أود أن أقول إن هذا الأمر يقلقنا بالتأكيد، إنه جزء من هذا الاتجاه، وليس شيئًا من شأنه أن يفاجئنا بالضرورة".
يأتي ذلك، فيما أشارت مصادر غربية إلى أن هناك مخاوف متزايدة لدى واشنطن من أن يعمل الحوثيون على إقامة علاقات مع جهات عالمية فاعلة؛ مثل الصين وروسيا.
وأضافت الباحثة في المجلس الأطلسي، إيملي ماكلين، أنه إذا استمرت هجمات الحوثيين فإن هذا يعني اضطرابات مطولة، وتكاليف شحن مرتفعة، ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي.
وتوقعت أن يعيد ترامب تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية"، رغم أن ذلك سيكون له تأثير محدود، وهو ما قد يجعل الإدارة الأمريكية تلجأ إلى استخدام مزيج من الضربات على كبار قادة الحوثيين، والمواقع العسكرية لإضعافهم.
بلقيس.. ما وراء استمرار المفاوضات بشأن السلام بين مليشيا الحوثي والسعودية؟
الملف اليمني معلّق في منطقة رمادية، بين الحرب والسلام، إلا أن القيادي الحوثي حسين العزي قال إن صنعاء والرياض قطعتا شوطا مهما على طريق السلام، وتظهران تصميما تضامنيا مشتركا على إنجاز ذلك، ورفضهما لأي طرف فرعي داخل التحالف بمواصلة عرقلة هذا المسار، داعيا أمريكا إلى التخلي عن موقفها المعيق للسلام.
تأتي مخاوف الحوثيين في ظل مساعي الإمارات لتعزيز نفوذها عبر اقتراح تشكيل تحالف عسكري لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما يعكس تصاعد دورها الإقليمي، عوضا عن مخاوف الجماعة من تغيير سياستها مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد عامين من توقف خارطة الطريق.
-مناورة لحرب قادمة
يقول الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد عبد الرحمن الربيعي، إن تصريحات حسين العزي لا يعوّل عليها على الإطلاق، هو مغرد بمواقع التواصل الاجتماعي أكثر من كونه مسؤولا بالخارجية".
وأضاف: "لكن إذا أخذنا الموضوع على محمل الجد، فغالبا وخلال السنتين، التي مضت ونحن نسمع تقدما في المفاوضات، وقطعنا شوطا، وعملنا كذا".
وتابع: "في حقيقة الأمر لم يحدث أي تقدم على الإطلاق، باستثناء هذه اللحظة التي -في تقديري أنا- أنها محاولة إيرانية بدرجة أساسية لتسجيل عمل استباقي عن طريق إحياء خارطة الطريق، وذلك لإدراكها بالمخاطر الجمة المحيطة بأذرعها في المنطقة، وعلى وجه التحديد حزب الله في لبنان، الذي هو الآن على وشك السقوط، ومن ثم الحوثيون".
وأوضح: "إيران الآن تتحرك سياسيا؛ إما من خلال تقديم نفسها على أنها حمامة السلام لأمريكا، وتحاول تقديم نفسها بكثير من الكلام المعسول للرئيس الجديد المنتخب ترامب، وفي نفس الوقت هي تدرك تماما أن أذرعها في المنطقة بدأت بالذبول أو بُترت".
وأردف: "إذا ما استثنينا حزب الله في لبنان، وتكلمنا عن العراق وسوريا؛ فأذرع إيران بهاتين المنطقتين، ضعيفة جدا، فسوريا معروف موقف بشار الأسد من وجود الإيرانيين، وكان حذرا جدا في هذه المسألة، أما في العراق طبعا هناك بعض المليشيات ما تسمى بالحشد الشعبي، وهي ليست فعالة، وليست مدربة، وليست مسلحة كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن".
وزاد: "لذلك إيران الآن تراهن، وتحاول تسجيل عمل استباقي لإنقاذ الحوثيين؛ لأنها تدرك تماما بأنه ما أن تنتهي معركة لبنان وإسرائيل مع حزب الله، حتى يتحول الجهد الدولي تجاه الحوثيين".
وقال: "دولة الإمارات تحث على إنشاء تحالف دولي تحت مبرر حماية الملاحة في البحر الأحمر، وقد يكون هذا التحالف يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك".
ولفت إلى أن "قبل أيام كان هناك تصريح ثلاثي من قبل إيران والمملكة العربية السعودية والصين، يقول إن إيران والسعودية والصين تؤكد على تحقيق السلام في اليمن وفق المرجعيات الثلاث، ونضع خطا تحت كلمة المرجعيات الثلاث، التي كانت مرفوضة إيرانيا وحوثيا".
وأضاف: "هذه المفاوضات الجارية الآن ليس هناك معلومات تفصيلية دقيقة عنها، لأن حتى خارطة الطريق، وكما قال المبعوث الأمريكي، تيم ليدر كينج، قبل أيام، كانت فرصة، وفوتتها مليشيا الحوثي، ولم تعد مطروحة على الطاولة".
وتابع: "لكن، عندما وقبل وأثناء التحضير لأي عمل عسكري غالبا ما تغلف بالأعمال السياسية، أو ما يطلق عليه بالعمل الخداعي، أو استخدام مناورات، بحيث يتوه الخصم، ويجعله لا يتوقع أن هناك إعدادا لحرب".
وأردف: "هناك تحضير لأعمال عسكرية، وقد تكون كبرى، ومغايرة لما حدث في اليمن من احتراب خلال عشر سنوات، قد يكون هناك -وهذا أمر وارد جدا- تخطيط وتدارس عمل عسكري قادم ذي فاعلية على الأرض أكثر مما حدث سابقا، لعدة أسباب".
وتابع: "أولها أن الموقف الدولي السياسي تغير بشكل كبير جدا لصالح الحكومة الشرعية، وهذا ما كانت تفتقده خلال السنوات التي خلت".
وزاد: "المشهد الدولي الآن في حالة من التغير الكلي، ولذلك على حكومة الشرعية ألا تفوت مثل هذه الفرصة".
وقال: "ما يدار في لبنان هو مؤشر على أن الحرب ستنتقل إلى اليمن لا محالة، وقد تكون التسريبات هذه، والحديث عن عمل سياسي، من باب المناورة".
- رغبة سعودية - إيرانية
يقول الصحفي أحمد شوقي أحمد: "أعتقد أن هذه التصريحات، إذا كانت جادة وحقيقية، تشير إلى وجود رغبة سعودية - إيرانية مشتركة في احتواء التصعيد في المنطقة؛ نظرا للمخاوف من تصاعد الدور الإسرائيلي، خلال الفترة الماضية".
وأضاف: "إيران تتخوف على أذرعها في المنطقة، وتتخوف أيضا على نفسها، خصوصا من جهة الكيان الصهيوني، أما السعودية فهي تتخوف من أن استهداف وضرب الأذرع الإيرانية يعني أن المنطقة سوف تكون بيد الحاكم العسكري الإسرائيلي في الفترة المقبلة، وهذا سينهي النفوذ العربي في المنطقة؛ سواء كان الدور السعودي، أو الدور المصري، أو الدور الإماراتي، أو أيا كان، وهذا يمثل تهديدا لكلا الطرفين".
وتابع: "من جهة أخرى، أيضا هناك مسائل تتعلق بالنفوذ داخل اليمن، فالسعودية -مع الأسف- ليس لديها حلفاء من قوى محلية داخلية في اليمن، بحيث يكون حسم هذا الصراع يعود بالنفع لصالحها، أو يكون عبر حلفائها، ولكن كما هو واضح، هناك تحالفات موزعة هنا وهناك، والسعودية تقريبا لم تعد تمتلك هذا التحالف الكبير والعريض في الداخل؛ باستثناء التنفيذ الرسمي الممثل في الحكومة الشرعي، التي أيضا يتقاسمها عدد من الأطراف".
وأردف: "هناك قوة داخلية رفضت الاستجابة، أو الاشتراك في تكتل سياسي واحد يمثل الشرعية، وبالتالي هذا يمثل أيضا تحديا لطبيعة القوى، أو توحيد القوى في الداخل، وعلاقتها أيضا بالمملكة كجار لصيق باليمن".
وزاد: "ربما أيضا تكون هناك رغبة صينية، ربما تكون هناك رغبة من قبل القوى الآسيوية الأخرى، في أن يتم احتواء هذا الصراع؛ لمخاوف من أن يعود بالمصلحة؛ لأن مثل هذه الصراعات تعود بالمصلحة إلى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وأقصد هنا تحديدا إسرائيل".
العربية نت..خلية النحل.. مدافن غامضة بين الرمال والتهديدات في السودان
تُعدُّ مدافن "خلية النحل" في شمال السودان، التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، واحدة من أبرز المواقع الأثرية، التي تقدم لمحة عن حضارة النوبة القديمة.
ورغم أن هذه المدافن اكتشفت قبل عقود، فإن أهميتها تزداد حالياً في خضم الحرب، حيث تقدم أدلة جديدة حول الحياة الروحية والثقافية في مملكة المقرة القديمة.
وتقع تلك المدافن في منطقة دنقلا العجوز، شمال البلاد، وتتميز بتصميم هندسي يشبه الخلايا المتراصة، حيث يُعتقد أن هذا الشكل كان رمزًا للخلود والاتصال بالعالم الروحي.
كما تتكون من تلال من الرمال تحيطها هياكل حجرية، وهو تصميم يعكس علاقة الإنسان بالموت وحياة الآخرة، ويؤكد ارتباط الثقافة النوبية بمعتقدات قديمة حول الوجود بعد الموت.
فيما أوضحت الدكتورة حباب إدريس، كبير مفتشي الآثار في السودان أن "هذه المدافن لا تمثل مجرد أماكن للدفن، بل هي شهادة على قدرة الحضارة النوبية على دمج الرمزية الدينية مع تصاميم معمارية فريدة". وأضافت في تصريحات لـ"العربية.نت" أن "تصميم "خلية النحل" يعكس فلسفة الحياة والموت التي كانت سائدة في تلك الحقبة".
كما أشارت إلى أن "هذه المواقع ليست مجرد آثار قديمة، بل هي دليل على كيف كانت النوبة تشكل هيكليتها السياسية والاجتماعية من خلال الدين. وأردفت أن "معمارها يعكس تطور الحضارة النوبية في ظل مملكة المقرة".
الحفاظ على الإرث الثقافي
لكن مع هذه الاكتشافات تأتي التحديات المستمرة في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الفريد. فبالرغم من تاريخها الطويل، تواجه مدافن "خلية النحل" تهديدات بيئية شديدة، تشمل التعرية الطبيعية والاحتكاك الناتج عن الأنشطة البشرية غير القانونية مثل التنقيب غير المنظم عن الآثار.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم الظروف السياسية والاقتصادية بالمنطقة في تقليص الموارد المخصصة للحفاظ على هذه المواقع الأثرية.
وفي السياق، أوضحت إدريس أن "الأثر التاريخي لهذه المدافن مهدد بشكل مستمر، ما يتطلب تعاونًا بين الحكومة السودانية والمنظمات الدولية لضمان حمايتها"، محذرة من أن "الفشل في ذلك قد يؤدي إلى فقدان جزء من تاريخنا لا يمكن استعادته".
هذا وتعتبر مدافن "خلية النحل" جزءًا من التراث العالمي الذي يمثل تاريخًا متداخلًا بين الحضارات القديمة على ضفاف النيل. وقد تكون، إذا تم الحفاظ عليها بشكل مناسب، مفتاحًا لفهم أعمق للعلاقات الثقافية بين النوبة والشعوب المجاورة في شمال إفريقيا، ما يوفر رؤية جديدة في دراسات الحضارات القديمة.
من هنا، فإن إدراج هذه المدافن ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إذا تم تحقيقه، قد يساعد في جذب المزيد من الاهتمام الدولي لهذه المنطقة الحيوية في تاريخ إفريقيا.
يشار إلى أن مملكة المقرة، إحدى أعتق وأعظم الممالك النوبية، نشأت في قلب وادي النيل في القرن السادس الميلادي. وكانت عاصمتها دنقلا العجوز بمثابة منارة للحضارة المسيحية، حيث تزينت الكنائس بزخارف فنية رائعة.
كما اشتهرت المقرة بعقد معاهدة "البقط" الشهيرة مع المسلمين، ما ضَمن لها الاستقلال لقرون طويلة. ورغم قوتها التي سادت المنطقة، فإنها انهارت في القرن الرابع عشر.
لكن إرثها ما زال ينبض في العمارة والثقافة النوبية. ومنذ ثلاثة أعوام، كشف فريق من العلماء البولنديين عن كنيسة ضخمة في دنقلا القديمة، قد تكون "الكاتدرائية" الأولى من نوعها في المنطقة، لتروي قصة المسيحية التي سادت قبل دخول الإسلام.