هجوم حركة الشباب: كيف أصبحت غابة بوني نقطة ساخنة للهجمات الإرهابية؟

الأحد 04/مايو/2025 - 04:28 م
طباعة هجوم حركة الشباب: علي رجب
 

قُتل خمسة من رجال الشرطة الكينية وأصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة، في كمين مسلح نفذته حركة الشباب في منطقة ليهيلو داخل غابة بوني الكثيفة، والتي لطالما شكلت ملاذًا آمنًا للعناصر المسلحة على الحدود مع الصومال.

تفاصيل الحادث:
الضباط القتلى ينتمون إلى فرقة العمليات الخاصة النخبوية، وكانوا ينفذون عملية ميدانية لتعقب عناصر مشتبه بانتمائهم لحركة الشباب، بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط المسلحين لهجوم إرهابي واسع النطاق.
وبحسب الشرطة، فإن العملية استغرقت يومين من التمشيط والملاحقة داخل الغابة قبل أن يقع الكمين، حيث تعرض الفريق لإطلاق نار كثيف من قوة معادية.

تم نقل الضباط المصابين جواً إلى مستشفى نيروبي الغربي لتلقي علاج متخصص، بينما تم تأجيل الكشف عن هويات القتلى إلى حين إبلاغ عائلاتهم رسميًا.

الرد الأمني:
أطلقت الأجهزة الأمنية الكينية عملية مشتركة متعددة الوكالات في المنطقة، بهدف تطويق المهاجمين وتعقبهم داخل غابة بوني. ووفق مصادر أمنية، يُعتقد أن حركة الشباب تكبدت خسائر في الأرواح خلال الاشتباك، دون توفر تفاصيل دقيقة حتى الآن.

التصريحات الرسمية:
زار وزير الداخلية كيبتشومبا موركومين الضباط الجرحى في المستشفى وأدان الهجوم بشدة، مؤكدًا على التزام الحكومة بتكثيف عمليات مكافحة الإرهاب.

"يُخاطر ضباطنا بحياتهم يوميًا لحماية هذا الوطن. نحن مدينون لهم بالدعم الحقيقي، من خلال تحسين الرعاية الصحية والمعدات والرعاية الطبية"، قال موركومين.

ورافقه في الزيارة كل من المفتش العام للشرطة جافيت كومي، ونائب المفتش العام إيليود لاجات (KPS)، وجيلبرت ماسينجلي (APS).

وأكد الوزير أن خمسة من الضباط لقوا حتفهم خلال الأسابيع القليلة الماضية أثناء تنفيذ واجباتهم، في كينيا وهايتي، بينما يتعافى تسعة آخرون من إصابات متفرقة.

خلفية أمنية:
تشكل غابة بوني الممتدة على أجزاء من مقاطعات لامو وغاريسا ونهر تانا، نقطة تسلل استراتيجية لعناصر حركة الشباب. وفي الأشهر الأخيرة، شهدت كينيا تصعيدًا واضحًا في هجمات الجماعة المسلحة، لا سيما في المناطق الحدودية مع الصومال.

وفي وقت سابق من هذا العام، قام مسلحو الحركة بعقد جلسات "دعوية" في بعض قرى لامو محذرين السكان من التعاون مع قوات الأمن، مما أثار قلقاً واسعًا من تصاعد النفوذ العقائدي والميداني للجماعة داخل الأراضي الكينية.

تصاعد العنف عبر الحدود:
بين يونيو وأغسطس 2023، سجل مشروع بيانات أحداث الصراعات المسلحة (ACLED) أكثر من 90 حادثة عنف سياسي على الحدود الكينية الصومالية، نصفها تقريبًا في منطقة جوبا السفلى بالصومال. وتشير البيانات إلى ازدياد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن والمدنيين في شمال شرق كينيا ومقاطعة لامو، بالتوازي مع نشاط مماثل في ولاية جوبالاند بالصومال.

وعلى الرغم من التعاون الأمني المتزايد بين نيروبي ومقديشو منذ 2022، بما في ذلك خطة لإعادة فتح المعابر الحدودية المغلقة، إلا أن الانسحاب التدريجي لقوات بعثة الاتحاد الأفريقي (ATMIS) وفشل التنسيق في بعض المناطق ساهم في توسع نشاط الجماعة.

الخلاصة:
تعكس الهجمات الأخيرة تحديًا أمنيًا متزايدًا للسلطات الكينية، وسط دعوات متكررة لتحسين التنسيق الأمني الإقليمي، وتعزيز الاستجابة المحلية للحد من تغلغل حركة الشباب. وتؤكد الحكومة الكينية أن العمليات الأمنية ستتواصل في غابة بوني حتى يتم تحييد التهديد بشكل كام

شارك