تهميش الكنائس الشرقية وتحديات الانقسام تنتظر بابا الفاتيكان الجديد

الإثنين 05/مايو/2025 - 11:06 م
طباعة تهميش الكنائس الشرقية روبير الفارس
 
أشاد بطريرك العراق للكلدان الكاردينال لويس رافائيل ساكو والمشارك في انتخابات بابا الفاتيكان الجديد التي تبدا بعد غدا الاربعاء 7 مايو الجاري .   بالدور الرياديّ للبابا فرنسيس الداعم لمسيحيّي الشرق الأوسط، وبقربه من معاناتهم في ظلّ الصراعات والتوتّر والحروب والفكر الإيديولوجيّ المتزمّت، لا سيّما عبر زياراته ستّ دول شرق أوسطيّة.
ووصف  ساكو البابا الراحل بأنّه كان «قريب من كلّ إنسان»، متمنّيًا أن يكون البابا  الجديد قريبًا من الشرق الأوسط وكنائسه المشرقيّة وداعمًا للحوار والوحدة ومُسارعًا إلى حلّ المشكلات العالقة بلا تأخير.
وأشار إلى شعور هذه الكنائس بالتهميش وافتقادها الاهتمام اللازم المُستَحَق، رغم عيشها مشكلة «وجود أو عدم وجود». وأضاف: «نحن جزءٌ من الكنيسة، بل نحن جذورها الواجب الاهتمام بها، وهذه البطريركيّات التي غدت اليوم أقلّية كان لها دورها الريادي في حمل الإنجيل إلى العالم، وبشّرت بالمسيحيّة وصولًا إلى الصين والهند حيث لا تزال كنيستا الملابار والملانكار تصلّيان بحسب الطقس المشرقيّ».
واستذكر ساكو مطالبة البابا فرنسيس المتكرّرة باحترام الديانات والتسامح ودعوته الجميع إلى قبول الآخر معترفين بالمُشتَرَك والمُختَلَف عليه، عِوَض التقاتل والتحارب، «فالله خَلَقَنا لنعيش بمحبّةٍ وفرح».
وذكر توقيع البابا الراحل وثيقة الأخوّة الإنسانيّة في أبوظبي عام 2019 مع شيخ الأزهر، وحرصه في خلال رحلته التاريخيّة إلى العراق على لقاء المرجع الشيعيّ الأعلى علي السيستاني الذي أشار إلى هذه الأخوّة بقوله: «نحن جزءٌ منكم وأنتم جزءٌ منّا».وختم ساكو: «كوننا أقلّية لا يعني أن نُهمَل، الأمر الذي يحزّ في نفسي وأنفس سائر البطاركة المتطلّعين إلى أن تعطيهم روما دورهم وتشجّع هذه الكنائس على التطوّر والازدهار عبر دعمها على مختلف الصُّعد، وألّا تولّد لنا مشكلات».
   وفي سياق متصل رصد الاب الراهب جون جبيرائيل الدومنيكاني  بعض التحديات التى علي خليفة البابا فرنسيس، أن يواجهها
وفقًا لتحليلات عدد من الخبراء مثل Massimo Faggioli وغيره يمكن تلخيص أهم التحديات التي سيواجهها البابا القادم بعد البابا فرنسيس: فيما يلي
١. استكمال إصلاحات الڤاتيكان
البابا فرنسيس شرع في إصلاح الإدارة المركزية (الكوريا الرومانية) عبر الدستور الرسولي:"أعلنوا البشارة: في الكوريا الرّومانيّة وخدمتها للكنيسة في العالم"
البابا الجديد سيُواجَه بتحدٍّ مواصلة هذه الإصلاحات أو تعديلها، خاصةً في ظل مقاومة داخلية.
٢. التعامل مع الانقسامات داخل الكنيسة
الكنيسة تشهد استقطابًا بين تيارات "محافظة جدًا" وأخرى "تقدمية"، خاصة بخصوص قضايا مثل السينودسية (Synodality)، ودور النساء في الكنيسة، والهوية الليتورجية.
٣. العلاقة مع الصين والدول ذات الأنظمة السلطوية
الاتفاق المؤقت بين الكرسي الرسولي والصين حول تعيين الأساقفة (2018) يثير جدلًا كبيرًا.
البابا الجديد سيُضطر إلى اتخاذ مواقف دقيقة للحفاظ على وجود الكنيسة في هذه الدول من دون الخضوع لشروط سياسية مُهينة.
٤. تحديث خطاب الكنيسة مع احتفاظها بهويتها الإيمانيّة
يتعيّن على البابا القادم أن يحافظ على توازن دقيق: أن يتحدث إلى عالم سريع التغيّر (خاصةً حول قضايا البيئة، الهجرة، الفقر)، من دون التنازل عن جوهر الإيمان الكاثوليكي.
٥. مواصلة الحوار المسكوني والديني
الحوار مع الأرثوذكس والمسلمين والديانات الأخرى ازدهر في عهد فرنسيس، ولكن العلاقات تبقى حساسة وتتطلب حكمة دبلوماسية وروحية عالية.
٦. التعامل مع أزمة الإيمان في أوروبّا
انخفاض أعداد الممارسين للإيمان الكاثوليكي في أوروبا يستدعي إستراتيجيات تبشيرية جديدة.


شارك