أفغانستان على شفا الانهيار الاقتصادي: 97% من السكان تحت خط الفقر

الثلاثاء 06/مايو/2025 - 06:59 م
طباعة أفغانستان على شفا علي رجب
 

يشكو أغلب المواطنين الأفغان من تصاعد غير مسبوق في معدلات البطالة والفقر، وسط شلل اقتصادي شبه كامل، وغياب للفرص، وقيود مشددة على المرأة، جعلت الوضع الإنساني في البلاد على حافة الانهيار. ويقول المواطنون إن نسبة كبيرة من السكان لم تعد قادرة حتى على تحضير وجبة طعام واحدة يومياً، فيما يشير آخرون إلى أن التسول بات مظهرًا شائعًا في العاصمة كابول.

وفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن أكثر من 97% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، في حين أن 69% من الأفغان عاطلون عن العمل أو لا يملكون دخلاً ثابتًا. وتشير التقديرات إلى أن 90% من النساء حُرمن من حق العمل، فيما لم تعمل سوى 7% منهن خارج المنزل خلال العام الماضي.

فقر وبطالة وهيمنة طالبان على الوظائف

يقول مواطنون إن حكومة طالبان لم تفشل فقط في خلق فرص العمل، بل تسببت في الاستيلاء على وظائف موجودة وتقليص الهيكل الحكومي، مما حرم آلاف الموظفين من مصادر رزقهم. ويؤكد كثيرون أن المحسوبية والولاء لطالبان أصبحا معيارًا أساسيًا في التوظيف.

جيل ضائع: بطالة الشباب وازدهار عمالة الأطفال

أفادت تقارير منظمة العمل الدولية والبنك الدولي بأن البطالة بين الشباب في المدن وصلت إلى أكثر من 30%، وتضاعفت عمالة الأطفال، خاصة في الحرف اليدوية وجمع القمامة. ويحذر الخبراء من أن أكثر من 95% من العمال الأفغان يعملون دون أي حماية قانونية أو اجتماعية، ما يجعلهم عرضة للاستغلال والفقر المزمن.

كما سجلت البلاد خسارة أكثر من 700 ألف وظيفة منذ سيطرة طالبان على الحكم عام 2021، وفقًا لتقرير البنك الدولي لعام 2024، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الرسمي قد انهار فعليًا، ولم يتبقَ سوى اقتصاد غير رسمي هش وغير مستقر.

المرأة الأفغانية: مقيدة ومحاصرة اقتصادياً

القيود المفروضة على النساء أدت إلى خسائر اقتصادية فادحة، حيث قدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخسائر بنحو 920 مليون دولار بين 2024 و2026، بسبب منع النساء من العمل والتعليم. ويؤكد التقرير أن تهميش النساء أضعف الاقتصاد وأغلق باب الأمل أمام ملايين العائلات التي كانت تعتمد على دخل النساء.

 

طالبان: الفقر "قدر إلهي"

في تناقض صارخ مع واقع الشعب، قال زعيم طالبان هيبة الله أخوندزاده في خطابه الأخير بمناسبة عيد الفطر، إن "الفقر جزء من القدر الإلهي"، داعيًا الفقراء إلى "الرضا والصبر"، وعدم لوم الآخرين على معاناتهم. هذا التصريح أثار موجة من الغضب الشعبي، حيث اعتبره كثيرون تنصلاً من المسؤولية وتبريراً للفشل الاقتصادي.

 يواجه الشعب الأفغاني أزمة إنسانية متفاقمة، تتجسد في بطالة خانقة، فقر مدقع، وغياب أي أفق اقتصادي أو اجتماعي حقيقي في ظل سياسات طالبان. وبينما تغلق الأبواب في وجه الشباب والنساء، ويُهمش صوت المواطن، تتجه البلاد أكثر فأكثر نحو العزلة والانهيار الداخلي.

 

شارك