الإرياني: عبدالملك الحوثي "دُمية" تحركها طهران وتوظفها بدموية لخدمة مشروعها التخريبي في المنطقة
السبت 10/مايو/2025 - 12:37 م
طباعة

في ظل استمرار التصعيد الحوثي وتنامي التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني، جدد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني التأكيد على الطابع الخارجي لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية، متهماً إياها بتنفيذ أجندة الحرس الثوري الإيراني على حساب اليمنيين ووطنهم.
وفي تصريح شديد اللهجة، كشف الإرياني زيف الشعارات التي ترفعها الميليشيا، مؤكدًا أن زعيمها عبدالملك الحوثي لا يعدو كونه "دمية" تتحرك بأوامر من طهران، بعيداً عن الإرادة الوطنية أو المصلحة العامة، الإرياني أضاء كذلك على المفارقة الصارخة بين ادعاء الحوثيين بالثبات والمقاومة، وبين اختباء قائدهم عن الأنظار لعقد كامل، مما يفضح حقيقة المشروع الذي يقفون خلفه.
وقال الوزير اليمني في تغريدة له على منصة "إكس" "منذ اليوم الأول لانقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران على الدولة اليمنية، لم يكن قرار المدعو عبدالملك الحوثي نابعا من إرادة وطنية أو حسابات داخلية، ولم يكن يوما قائما على مصالح اليمنيين أو تطلعاتهم، بل كان امتدادا مباشرا لتوجيهات الحرس الثوري الإيراني، فزعيم المليشيا الذي يزعم أنه "قائد ثورة"، ليس سوى "دمية" تحركها طهران وتوظفها بدموية لخدمة مشروعها التخريبي في المنطقة وتهديد المصالح الدولية، على حساب دماء اليمنيين ومقدراتهم".
وأضاف الإرياني "كل خطوة خطتها مليشيا الحوثي منذ 2014م كانت تصب في مصلحة إيران، من اجتياح المدن إلى تدمير مؤسسات الدولة، ومن تجريف الهوية الوطنية إلى قتل المدنيين وتفجير منازل الخصوم وتشريد الملايين، ومن زراعة الألغام إلى عسكرة التعليم وتلغيم عقول الأطفال بخرافات الولاية والكراهية، وانتهاء بتهديد الملاحة الدولية، لم تكن حرب الحوثي "مقاومة" كما يدعي، ولا "نصرة لغزة" كما يروج، بل كانت تفويضا إيرانيا صريحا لتدمير بلد بكامله وتحويله إلى منصة تهديد لجيرانه، وخنجر في خاصرة الخليج والمنطقة والعالم".
وتابع الإرياني في سلسلة تغريدات له "المفارقة أن عبدالملك الحوثي، الذي يجر البلاد إلى حروب لا تنتهي، ويدفع بآلاف المغرر بهم إلى محارق الموت، لا يجرؤ هو نفسه على الظهور تحت ضوء الشمس، فمنذ ما يقارب عقدا من الزمن، لم يظهر هذا الرجل في لقاء مباشر واحد، ولا في فعالية علنية، ولا حتى في تسجيل مصور حي، لا أحد يعرف أين يقيم، هل ما يزال مختبئا في كهوف صعدة؟ أم نُقل إلى إيران؟ أم أنه بات مجرد "دمية" بيد الحرس الثوري لا تملك حتى حرية التحرك والظهور؟.
وهاجم الإرياني القائد الحوثي عبدالملك الحوثي قائلاً: إن القائد المزعوم، الذي يدّعي تمثيل "الشعب"، بينما لا يثق حتى بأقرب مقربيه، ويكتفي منذ عشر سنوات بخطابات مسجلة تُبث في مناسبات طائفية أو حربية، يخاطب بها عناصره من خلف الظلال، ويواصل الدفع بالأطفال والمراهقين إلى الجبهات كوقود لمعارك عبثية لا تخدم سوى المشروع الفارسي، رجل يدّعي "الثبات" وهو لا يظهر علنا، ويدعي "البطولة" وهو لا يجرؤ حتى على مواجهة عناصره والظهور عليهم وجهاً لوجه".
واختتم الإرياني تصريحاته موضحًا أنه حين يُقتل اليمنيون وتُفجَّر مطاراتهم وموانئهم ومصانعهم، ومحطات الكهرباء والبنية التحتية، وتهدد سلامة الملاحة الدولية وأمن واستقرار المنطقة بأوامر من قم وطهران، فإن ما يجري لم يعد مجرد تمرد مليشياوي، بل احتلال فارسي بواجهة محلية، يسعى للهيمنة تحت عباءة الانقلاب، ويغطي مشروعه بسلسلة من الأكاذيب والشعارات المضللة.
ويرى مراقبون أن تصريح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني يعكس تحوّلاً واضحاً في الخطاب الرسمي اليمني نحو تسمية الأمور بمسمياتها، لا سيما فيما يتعلق بالدور الإيراني المباشر في إدارة ميليشيا الحوثي وتوجيه عملياتها العسكرية والسياسية، ويُجمع عدد من المحللين السياسيين على أن الإرياني لم يكتفِ بالإشارة إلى ارتباط الحوثيين بإيران، بل ذهب أبعد من ذلك بوصفهم كأداة تنفيذية تعمل وفق أجندة الحرس الثوري، وهو توصيف يعكس قناعة متنامية داخل الحكومة اليمنية ودول الإقليم بأن ما يجري في اليمن لم يعد مجرد صراع داخلي بل امتداد لحرب إقليمية بالوكالة.
ويؤكد المراقبون أن استمرار عبدالملك الحوثي في التواري عن الأنظار طوال عقد كامل يعزز من فرضية أنه لا يمتلك سلطة القرار، بل يمثل واجهة رمزية تُستخدم لتبرير تحركات خطيرة تقودها طهران، كما يرون أن حديث الإرياني عن عسكرة المجتمع وتدمير مؤسسات الدولة يحمل دلالات خطيرة حول مستقبل اليمن كدولة موحدة، خاصة في ظل الإصرار الحوثي على فرض نموذج طائفي مستورد يهدد النسيج الوطني ويقوض فرص السلام.
ويُضاف إلى ذلك أن الإشارة إلى تهديد الملاحة الدولية تعكس مدى اتساع نطاق الخطر الحوثي، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه ما لم يعد يقتصر على الداخل اليمني، بل بات يمس الأمن البحري الإقليمي والدولي، مما يتطلب – بحسب المراقبين – موقفاً أكثر صرامة إزاء هذا التمدد الإيراني عبر الحوثيين.