بعملية نوعية.. سقوط "الأمير التنفيذي" والذراع اللوجستي لـ"القاعدة" في أبين

الجمعة 16/مايو/2025 - 12:14 م
طباعة بعملية نوعية.. سقوط فاطمة عبدالغني
 
تعرض تنظيم القاعدة الإرهابي لضربات موجعة بعمليات نوعية شنتها قوات دفاع شبوة، ضمن جهود تجفيف منابع الإرهاب الذي تغذّيه التنظيمات المتطرفة.
وقالت القوات في بيان لها الأربعاء 14 مايو، أنها نفذت عملية نوعية بأحد النقاط الأمنية يوم الاثنين 12 مايو تمكنت خلالها من الاطاحة بالقيادي الميداني البارز في تنظيم القاعدة الإرهابي المدعو "ابو عاصم الوليدي" والقيادي الميداني "حسام مصفر" 
وأكد البيان أنه قد تم القبض على المذكورين في احد نقاط دفاع شبوة وهم في طريقهم إلى محافظة مأرب قادمين من محافظة ابين متنكرين ويحملون هويات مزورة. 
وأشار البيان إلى ان هذه العملية النوعية تم تنفيذها بعد عملية رصد ومتابعة استخباراتية دقيقة لتحركات قيادات التنظيم حتى تم القبض عليهم. 
وأوضح البيان أن القياديين المقبوض عليهما نفّذا العديد من العمليات الإرهابية خلال الاشهر والسنوات الماضية ضد القوات المسلحة الجنوبية، في إطار مسرح عمليات سهام الشرق بمحافظة ابين ولهم مشاركات عدائية ضد القوات في محافظة شبوة. 
وبحسب البيان تُعد هذه العملية ضربة أمنية موجعة للتنظيم في محافظتي ابين وشبوة، وتأتي ضمن جهود قوات دفاع شبوة في مكافحة الارهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة خاصة والجنوب عامة، تؤكد هذه العملية على الجهوزية العالية والكفاءة والحس الامني الذي تمتاز به القوات وقدرتها على ضبط الأمن والاستقرار في المحافظة.
من هو ابي عاصم الوليدي؟
في ظل تصاعد العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، تتجه الأنظار نحو الشخصيات التي تقود هذه التحركات على الأرض، وعلى رأسهم القيادي الميداني البارز "أبو عاصم الوليدي"، يُنظر إلى الوليدي باعتباره أحد أبرز العقول الميدانية التي يعتمد عليها التنظيم في محافظة أبين، نظرًا لما يمتلكه من خبرات عسكرية ومعرفة جغرافية دقيقة، أهلته للعب أدوار محورية في تنفيذ وتخطيط العمليات الإرهابية، وخاصة في المناطق الحدودية الرابطة بين أبين، شبوة، والبيضاء.
النشأة والانضمام إلى التنظيم:
وُلد "أبو عاصم الوليدي" في بيئة مشبعة بفكر تنظيم القاعدة، حيث انضم إليه منذ نعومة أظافره، بحسب ما أفادت به مصادر صحفية، وتلقى تدريبه الأولي في معسكر "أسامة بن لادن" الواقع في مديرية المحفد شرقي محافظة أبين، وهو معسكر معروف بتخريج عدد من العناصر المتطرفة التي لعبت أدوارًا مهمة في هيكل التنظيم لاحقًا.
وخضع الوليدي لسلسلة من الدورات العسكرية والتأهيلية المكثفة، شملت تدريبات على صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، وهو ما أكسبه خبرة واسعة جعلته لاحقًا مسؤولًا عن تنفيذ عمليات من هذا النوع.
الخبرة الجغرافية والدور الميداني:
برز "أبو عاصم الوليدي" بوصفه أحد القيادات التي تمتلك خبرة واسعة في التضاريس الجبلية والطرق النائية في المناطق الحدودية بين المحافظات الجنوبية، وقد وظف هذه الخبرة لصالح تنظيم القاعدة خاصة بعد مقتل عدد من قادة الجيل الأول للتنظيم في المنطقة، أدى ذلك إلى صعود الوليدي ليتولى الإشراف المباشر على العمليات الميدانية للتنظيم لا سيما في محافظة أبين التي أصبحت مسرحًا رئيسيًا لنشاطاته.
كما تولى الوليدي أدوارًا تنظيمية ولوجستية مهمة مثل إدارة تحركات عناصر التنظيم، تأمين العلاج للجرحى، وجلب التمويل اللازم لاستمرارية العمليات، إلى جانب تحديد "ساعة الصفر" لتنفيذ الهجمات، الأمر الذي دفع العديد من المصادر الأمنية إلى  وصفه بأنه "الأمير التنفيذي" للتنظيم في أبين، رغم أنه لا يحمل رسميًا لقب الأمير.
العمليات الإرهابية التي أشرف عليها:
قاد "أبو عاصم الوليدي" العديد من العمليات الإرهابية في محافظة أبين، وكان من أبرزها الهجوم الذي وقع في منتصف أغسطس من العام الماضي، والذي استهدف مقرًا للقوات العسكرية في مديرية مودية، استخدم في الهجوم سيارة مفخخة انفجرت وسط المبنى وأدت إلى مقتل 16 جنديًا وإصابة 18 آخرين، هذه العملية تعكس قدراته في التخطيط والتنفيذ ومدى خطورته كقيادي ميداني.
العلاقات والدوائر المغلقة:
تفاني الوليدي في خدمة التنظيم جعله يحظى بمكانة رفيعة لدى قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذين يتخذون من اليمن قاعدة رئيسية لهم، وبحسب المصادر يتمتع الوليدي بصلاحية التواصل المباشر معهم، واللقاء بهم بشكل منتظم، ما يعكس ثقته العالية داخل البنية القيادية للتنظيم.
الدائرة المقربة:
أكدت مصادر عسكرية في "قوات دفاع شبوة" أن "حسام مصفر" هو الحارس الشخصي والمرافق الدائم للوليدي، وهو أيضًا صديق مقرب يحظى بثقة عالية لديه، ولا يعتمد الوليدي في تحركاته وتنظيم عملياته على أحد كما يعتمد على مصفر، وهو ما يشير إلى وجود دائرة ضيقة وموثوقة تحيط به وتشاركه تنفيذ مخططاته.
وختامًا، يُعد "أبو عاصم الوليدي" أحد أخطر القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة في اليمن، ليس فقط بسبب خبراته القتالية، بل أيضًا لما يملكه من علاقات تنظيمية وقدرات لوجستية ومعرفة جغرافية واسعة، واستمرار نشاطه دون رادع يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية، ويؤكد ضرورة تكثيف الجهود الاستخباراتية والعسكرية لتفكيك الشبكة التي يقودها، وتجفيف منابع تمويلها وتحركاتها.

شارك