إيران تلوّح بالإرهاب كأداة ردع.. هل يشعل الحرس الثوري فتيل مواجهة إقليمية؟
السبت 24/مايو/2025 - 10:35 ص
طباعة

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، أطلق الحرس الثوري الإيراني، 24 مايو 2025، تهديداً لافتاً بمواجهة مفتوحة، ملوّحاً برد "حاسم ورادع يتجاوز التوقعات"، في حال تعرّضت إيران لأي هجوم خارجي.
واعتبر البيان أن الرد المحتمل لن يكون مجرد رد فعل، بل "تغيير شامل في معادلات القوة الاستراتيجية" في المنطقة، في إشارة واضحة إلى انخراط أوسع في سيناريوهات المواجهة.
البيان، الذي نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية، وصف التهديد بأنه "رسالة لمن يخطط للعدوان"، مؤكدًا أن قوات الحرس الثوري "تضع إصبعها على الزناد"، مشدداً على أن أي تحرك معادٍ سيُقابل بـ"رد يعيد رسم موازين القوى لصالح جبهة الحق، وضد الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني"، في إشارة مباشرة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
هذا التصعيد الإيراني يتقاطع مع تقارير غربية أفادت بأن الجيش الإسرائيلي بدأ استعدادات ميدانية لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، في ظل تعثر محادثات فيينا بشأن برنامج إيران النووي.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر استخباراتية قولها إن إسرائيل تتهيأ لعمل عسكري "سريع وحاسم" حال فشل المفاوضات، ما يضع المنطقة على شفير انفجار قد يتجاوز حدود الحرب التقليدية.
تصريحات الحرس الثوري لا تأتي في فراغ، بل تندرج ضمن استراتيجية إيرانية أوسع تعتمد على استخدام جماعات مسلحة بالوكالة، مصنّفة إرهابية دولياً، كأدوات تنفيذية في صراعات النفوذ الإقليمي، فالحرس الثوري، عبر "فيلق القدس"، يدير شبكة من المليشيات المرتبطة به في العراق وسوريا ولبنان واليمن، جاهزة للتحرك حال اندلاع المواجهة.
ويعكس الخطاب الإيراني، الذي يغلف لغة الحرب بمفردات "الحق" و"الشيطان"، عمق تسييس الدين وتطويعه في خدمة أجندات توسعية، ويضع العالم أمام احتمال تصاعد إرهاب الدولة أو عبر وكلائها، تحت ذريعة "الردع المشروع".
ويخشى مراقبون من أن يترجم التهديد الإيراني إلى عمليات غير تقليدية تستهدف المصالح الغربية أو الإسرائيلية، سواء بشكل مباشر أو عبر منظمات حليفة، ما قد يُدخل الشرق الأوسط في موجة جديدة من العنف والإرهاب المتبادل.
وفيما تتجه الأنظار إلى ردود الفعل الإسرائيلية والأميركية، يُطرح سؤال محوري، هل تسعى طهران فعلاً إلى مواجهة مفتوحة، أم أنها تمارس ضغطاً استباقياً لردع الهجمات وخلط الأوراق قبيل أي عمل عسكري محتمل؟ في الحالتين، فإن التصريحات تحمل دلالات تصعيدية لا يمكن تجاهلها، وتعيد إلى الواجهة خطر اندلاع مواجهة شاملة تُستثمر فيها أدوات الإرهاب والتخريب كجزء من لعبة الردع الاستراتيجية.
المعادلة التي يلوّح بها الحرس الثوري، إن تم تنفيذها، قد لا تغيّر فقط ميزان القوى، بل قد تفتح الباب على مرحلة جديدة تتداخل فيها الجغرافيا بالحرب، والدين بالإرهاب، والدبلوماسية بالبارود.