"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الخميس 29/مايو/2025 - 11:32 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد أميرة الشريف
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 29 مايو 2025.

غارات إسرائيلية تدمّر آخر طائرة في مطار صنعاء

دمَّرت إسرائيل في موجة تاسعة من ضرباتها الانتقامية ضد اليمن، آخر طائرة مدنية يشغلها الحوثيون؛ رداً على تصاعد هجمات الجماعة، بحجة مساندة الفلسطينيين في غزة.

وفي حين أدت الغارات إلى توقف مطار صنعاء حتى إشعار آخر، حمّل وزير الأوقاف في الحكومة اليمنية، محمد بن عيضة شبيبة، الجماعة الحوثية مسؤولية تعطل تفويج العشرات من الحجاج، مؤكداً العمل على تفويجهم براً.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فرض حصار جوي وبحري على الجماعة، وقال إن الموانئ الخاضعة للحوثيين «ستستمر في التعرُّض لأضرار جسيمة»، وإن مطار صنعاء «سيتم تدميره مراراً وتكراراً»، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها الحوثيون. ومن جهته، حمَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران المسؤولية عن هجمات الحوثيين، وقال في بيان: «الحوثيون مجرد عَرَض مَرضي، وإيران هي المسؤولة».

ومع إغلاق المنفذ الجوي الوحيد في مناطق سيطرة الحوثيين، قال الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، وزير الأوقاف اليمني، لـ «الشرق الأوسط»، إن الحوثيين تمسَّكوا برفض أي وساطة إقليمية تقترح نقل الطائرات إلى أي مطار آمن داخل اليمن أو خارجه «في تعنت واضح يكشف عن استخفافهم بأرواح المدنيين وحجاج بيت الله».

وكانت إسرائيل دمَّرت في 6 مايو (أيار) ثلاث طائرات في المطار نفسه، في حين نجت الطائرة الرابعة لوجودها آنذاك في مطار بالأردن.

​وزير الأوقاف اليمني: الحوثيون يتحملون مسؤولية الفوضى المتكررة في ملف الحج

حمّل الدكتور محمد بن عيضة شبيبة وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، في حديث مع «الشرق الأوسط»، الجماعة الحوثية المسؤولية الكاملة عن الفوضى التي قال إنه تكرر وقوعها في ملف الحج.

يأتي ذلك في أعقاب قصف إسرائيلي، الأربعاء، لطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية بمطار صنعاء الدولي الذي يقع في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران، وهو ما أدى إلى عودة عشرات الحجاج اليمنيين إلى منازلهم.

وذكّر الوزير اليمني بما أقدمت عليه جماعة الحوثي موسم حج العام الماضي بقوله: «في العام الماضي، أقدمت هذه الميليشيات على اختطاف أربع طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ما أدى إلى عرقلة سفر أكثر من 1300 حاج، ظلوا عالقين في الأراضي المقدسة لفترة طويلة، في سلوك لا تُقدم عليه سوى العصابات الخارجة عن القانون». وذلك رغم كل النداءات والمناشدات والجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة الشرعية والجهات الإقليمية المعنية.

ويقول الوزير إن الحوثيين تمسكوا برفض أي وساطة إقليمية تقترح نقل الطائرات إلى أي مطار آمن داخل اليمن أو خارجه «في تعنت واضح يكشف استخفافهم بأرواح المدنيين وحجاج بيت الله الحرام».

وتابع: «مما فاقم الكارثة، أن هذه الطائرات تم احتجازها في مواقع غير آمنة، وعُرّضت لاحقاً لخطر القصف ضمن العدوان الصهيوني الغاشم على العاصمة صنعاء، نتيجة تعنت الميليشيات ورفضها تحييد الطيران المدني رغم المخاطر المحدقة».

وشدّد الوزير شبيبة على أن ما يحصل اليوم هو «نتيجة مباشرة لهذا التهور، إذ تم تدمير آخر طائرة من طائرات (اليمنية) المحتجزة في مطار صنعاء، ما اضطر العشرات من الحجاج إلى العودة إلى منازلهم، هرباً من القصف الإرهابي الصهيوني الذي أصاب مدرج مطار صنعاء الدولي والطائرة المتبقية للخطوط اليمنية».

ووفقاً للوزير، فإن «وزارة الأوقاف والإرشاد تواصل العمل على معالجة آثار هذا القصف الإرهابي للكيان الصهيوني، الذي تسببت فيه الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانياً، حيث تم حصر المتبقين من الحجاج وعددهم 78 حاجاً، وبدأنا بإجراءات نقلهم براً عبر منفذ الوديعة البري».

كما أكد أن الوزارة ستبذل كل ما في وسعها لضمان حقهم في أداء مناسك الحج، رغم كل العقبات المفتعلة والمخاطر التي خلفها الحوثيون.

العليمي في موسكو لتعزيز الدعم الروسي للشرعية اليمنية

بالتزامن مع زيارة عدد من سفراء «الاتحاد الأوروبي» العاصمة اليمنية المؤقتة عدن؛ للتعبير عن مساندة الحكومة الشرعية، بدأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، اجتماعاته غداة وصوله إلى موسكو، بلقاء رئيس مجلس «الدوما» فياتشيسلاف فولودين.

ويسعى رئيس مجلس الحكم اليمني إلى استجلاب الدعم الروسي على صعيد المواقف السياسية المساندة للشرعية ببلاده، في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي بحث، الأربعاء، مع فولودين العلاقات اليمنية - الروسية، وأثنى على مواقف موسكو، معبراً عن تطلعه إلى مواصلة دورها الفاعل في دعم الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية.

وطبقاً لوكالة «سبأ»، فقد تحدث العليمي عن مستجدات الوضع اليمني، بما في ذلك مسار جهود السلام المتوقفة «جراء تعنت الميليشيات الحوثية الإرهابية، وموقف الحكومة الشرعية المنفتح على المبادرات كافة الرامية لإنهاء الحرب وفقاً للمرجعيات المتفق عليها، وعلى وجه الخصوص القرار (2216)».

ونسبت «الوكالة» إلى رئيس مجلس «الدوما» الروسي أنه «أكد استمرار دعم روسيا لليمن وشعبه وتطلعاته في استعادة الأمن والاستقرار والسلام»، وأعرب عن ثقته بأن الزيارة «ستمثل دفعة مهمة لتعزيز هذه العلاقات على المستويات كافة».

ومن المقرر أن يجري العليمي، وفق الإعلام الرسمي، مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها تطورات الملف اليمني، وجهود إحلال السلام، والأمن الإقليمي والدولي.

مساندة أوروبية
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الحكومة اليمنية بسبب نقص الموارد، فقد جدد سفراء «الاتحاد الأوروبي» تأكيدهم على المساندة عبر زيارة إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وذكر الإعلام الحكومي أن نائب محافظ «البنك المركزي» اليمني، محمد باناجه، ناقش مع سفراء دول «الاتحاد الأوروبي» الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وأبرز المستجدات المتعلقة بالقطاع المصرفي، خصوصاً ما يتعلق بجهود إعادة تأهيل البنوك ونقلها من مناطق سيطرة الحوثيين إلى مناطق الحكومة الشرعية.

وتطرق اللقاء، وفق المصادر الرسمية، إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمنع الجماعة من استغلال المؤسسات المالية لتمويل أنشطتها الإرهابية.

كما استعرض اللقاء التحديات الكبيرة التي تواجه البنوك اليمنية في الحفاظ على علاقاتها بالبنوك المراسلة في الخارج، نتيجة الضغوط التنظيمية والمخاطر المرتبطة بالإجراءات الإرهابية من الميليشيات الحوثية.

ونقلت وكالة «سبأ» أن باناجه أوضح أن «البنك المركزي» يبذل جهوداً حثيثة، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين؛ لمساعدة البنوك اليمنية على «استعادة وتعزيز علاقاتها الخارجية، بما يتيح لها الاستمرار في تمويل عمليات الاستيراد، وتسهيل تحويلات المغتربين، وبما يخدم الاقتصاد الوطني، ويحقق استقراراً نسبياً في الظروف الراهنة».

نقاش أمني
ضمن الزيارة الأوروبية إلى عدن، التقى السفراء وزيرَ الدفاع اليمني، محسن الداعري، بحضور نائب وزير الخارجية والمغتربين، مصطفى النعمان.

وأفاد الإعلام الرسمي بأن اللقاء ضم سفير «الاتحاد الأوروبي» غابريال فينالس، وسفيرة مملكة هولندا جانيت سيبين، وسفيرة فرنسا كاثرين كومون، وسفير ألمانيا جانينا كويفيميولر، ولينانا فيل نائب السفير الفلندي، ومدير التعاون في «الاتحاد الأوروبي» جوست موهلمان.

ووقف اللقاء، وفق المصادر الرسمية، على الجهود المبذولة لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، في ظل استمرار خطر الحوثيين على حرية الملاحة وخطوط التجارة العالمية.

وخلال اللقاء، اتهم وزير الدفاع اليمني الحوثيين بتحويل البلاد إلى «منصة إطلاق وتجريب للصواريخ والأسلحة الإيرانية لتهديد وابتزاز المنطقة والعالم».

وجدد الداعري التأكيد على ضرورة دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اليمنية، بوصف ذلك «الخيار الضامن تأمين الملاحة البحرية، واستعادة الدولة، وإنهاء الخطر الحوثي المهدد للأمن والسلم الإقليميين والدوليين».

غروندبرغ: المواجهة بين إسرائيل والحوثيين «أمر غير مقبول»

في أول تعليق أممي على الموجة التاسعة من الضربات الإسرائيلية الانتقامية ردا على هجمات الحوثيين، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إن المواجهة العسكرية بين الطرفين «أمر غير مقبول»، داعيا إلى ضبط النفس وإلى حوار يمني-يمني بدعم إقليمي لإنجاز مسار السلام المتعثر.

وكانت إسرائيل ضربت، الأربعاء، مطار صنعاء الدولي بنحو أربع غارات ودمرت المدرج وآخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية يشغلها الحوثيون من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء في الأردن.

وقال غروندبرغ في بيان وزعه مكتبه إن المواجهة العسكرية الجارية بين الحوثيين وإسرائيل تفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة. وشدد بالقول: «استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مطار صنعاء في اليمن ومطار بن غوريون في إسرائيل، أمرٌ غير مقبول».

وأشار المبعوث إلى أن الغارات الجديدة على مطار صنعاء وما نتج عنها من تدمير لطائرة مدنية يمنية، تحرم العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه الآلاف لأداء مناسك الحج.

ودعا غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وشدد المبعوث على ضرورة العودة إلى حوار يمني-يمني، بدعم من الأطراف الإقليمية، باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو تحقيق الأمن والسلامة الدائمين في اليمن والمنطقة.

سلسلة اجتماعات
كان المبعوث الأممي إلى اليمن أنهى هذا الأسبوع سلسلة من الاجتماعات في الرياض، حيث التقى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني وسفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر وسفير الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي وعدداً من أعضاء السلك الدبلوماسي.

وأشار غروندبرغ إلى إعلان وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، وقال إنه «لا يُعد مجرد فرصة لخفض التصعيد في البحر الأحمر فحسب، بل يتيح المجال للأطراف للوفاء بالتزاماتها السابقة بشأن وقف إطلاق نار شامل، واتخاذ تدابير اقتصادية، والمضي قدماً في عملية سياسية».

وأوضح المبعوث الأممي أنه ناقش خلال اجتماعاته سُبل تركيز الجهود بشكل جماعي ومنسق لدفع الجهود في اليمن قُدماً، مع توفير استقرار مستدام وضمانات للمنطقة.

وقال: «لقد عانى اليمن لأكثر من عشر سنوات من ويلات الصراع. هناك مسار عملي متاح أمام الأطراف للسير فيه نحو سلام تفاوضي وشامل يعود بالفائدة على جميع اليمنيين، بدعم من الفاعلين الإقليميين والمجتمع الدولي».

وشدد غروندبرغ، في بيان وزعه مكتبه، «على الضرورة الملحة لمعالجة التدهور الاقتصادي في اليمن، والذي يؤثر بشكل مباشر على حياة اليمنيين اليومية في مختلف أنحاء البلاد»، مشيراً إلى أن الاستقرار الاقتصادي يُعد أساساً ضرورياً لأي تقدم سياسي.

وكانت جهود غروندبرغ على وشك أن تحقق اختراقا بالتوقيع على خريطة طريق للسلام في اليمن في أواخر 2023، غير أن انخراط الحوثيين في الصراع الإقليمي ومهاجمتهم للسفن أديا إلى تجميد هذا المسار.

إسرائيل تفرض حصاراً جوياً وبحرياً على مناطق سيطرة الحوثيين

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فرض حصار جوي وبحري على المناطق الخاضعة للحوثيين في اليمن، عقب موجة تاسعة من الضربات الانتقامية دمَّرت، الأربعاء، آخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية تُشغِّلها الجماعة من وإلى مطار صنعاء.

واعترفت وسائل إعلام الجماعة المدعومة من إيران بتلقي 4 غارات قالت إنها استهدفت مدرج مطار صنعاء وطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، دون الحديث عن تفاصيل فورية عن سقوط ضحايا.

جاءت الضربات الإسرائيلية في موجتها التاسعة على مناطق سيطرة الحوثيين بشكل متوقع لجهة استمرار الجماعة في إطلاق الصواريخ والمسيرات بشكل شبه يومي باتجاه إسرائيل في سياق ما تدّعي أنه مساندة للفلسطينيين في غزة.

وحذر باحثون ومحللون يمنيون في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» من الرد الإسرائيلي، إلا أنهم أكدوا أن المتضرر الأول من هذه الضربات هم اليمنيون وليس قادة الجماعة الذين لا تملك تل أبيب معلومات استخبارية كافية عن أماكن اختبائهم.

وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان، أن طائرات تابعة لسلاح الجو قصفت ما وصفها بـ«أهداف إرهابية تابعة لتنظيم الحوثيين الإرهابي في مطار صنعاء»، مشيراً إلى أنها دمَّرت الطائرة الأخيرة التي كانت لا تزال قيد الاستخدام من الحوثيين.

وتوعد كاتس بأن المواني الخاضعة للحوثيين «ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة»، وأن مطار صنعاء «سيتم تدميره مراراً وتكراراً»، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها الحوثيون.

وأضاف كاتس بالقول: «تنظيم الحوثيين الإرهابي سيكون تحت حصار بحري وجوي، كما وعدنا وحذرنا».

في السياق نفسه، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، إن الجيش أغار على ما وصفها بأنها «قطع جوية» تابعة للحوثيين في مطار صنعاء الدولي.

واتهم المتحدث الإسرائيلي في تغريدة على منصة «إكس» الحوثيين بأنهم استعلموا القطع الجوية في نقل عناصر لتشن هجمات ضد إسرائيل، وأكد التصميم على مواصلة العمل وضرب كل تهديد على الإسرائيليين «مهما بلغت المسافة».

وتعليقاً على هذه الغارات الانتقامية، حمَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران المسؤولية عن هجمات الحوثيين، وقال في بيان نقله الإعلام العبري: «الحوثيون مجرد عَرَض مرضيّ، وإيران هي المسؤولة».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن بيان نتنياهو قوله: «نعمل وفقاً لمبدأ بسيط: سنضرب أياً مَن يضربنا. ومن لا يفهم ذلك من خلال القوة، سيفهمه بمزيد من القوة».

الطائرة الأخيرة
مع تدمير الضربات الإسرائيلية الطائرة الأخيرة التي تُشغِّلها الجماعة من صنعاء، عبّر الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم، وحمَّلوا الجماعة مسؤولية تعريض طائرات الخطوط الجوية اليمنية للدمار.

وفي الموجة السابعة من الضربات الانتقامية في 6 مايو (أيار) الحالي كانت إسرائيل قد شنت أعنف ضربات على مطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير المدارج وصالات القدوم والمغادرة، إضافةً إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وطائرات أخرى كانت خارج الخدمة.

ونجت الطائرة التي جرى تدميرها (الأربعاء) من الدمار في المرة السابقة، حيث كانت في مطار الملكة علياء في عمان، قبل أن تقوم الجماعة بإعادة تشغيل المدرج في صنعاء وتستأنف الرحلات من جديد بواسطة هذه الطائرة.

واستولت الجماعة الحوثية قبل نحو عام على أربع طائرات من طائرات الخطوط الجوية اليمنية السبع، وقامت باحتجازها في مطار صنعاء، ومنعت عودتها إلى عدن، في سياق سعيها للاستئثار بأموال الشركة.

وعلى الرغم من الضغط الذي واجهته الشركة اليمنية في الوفاء بجدول رحلاتها، تمسكت الجماعة الحوثية باحتجاز الطائرات الأربع على الرغم من أنها لا تقوم إلا بتشغيل رحلة وحيدة يومياً من وإلى الأردن.

وحمَّلت الشركة بعد تدمير الطائرات الثلاث في الموجة السابعة من الغارات، الحوثيين المسؤولية، وأكدت أنهم رفضوا نقل الطائرات إلى أي مطار آمن رغم علمهم بسعي إسرائيل للانتقام من الأصول والمنشآت الحيوية.

كانت الجماعة قد قدَّرت الخسائر الناجمة عن قصف مطار صنعاء بنحو 500 مليون دولار، في حين قدَّرت الخسائر جراء الضربات على مواني الحديدة بنحو مليار دولار.

ومن المتوقع بعد هذه الغارات الإسرائيلية أن تتوقف الرحلات من مطار صنعاء حتى إشعار آخر، وهو ما يعني أن مئات المسافرين سيواجهون مصاعب في السفر عبر المطارات الخاضعة للحكومة اليمنية، بخاصة كبار السن والمرضى.

تصعيد مستمر
بهذه الغارات الأربع تكون إسرائيل قد نفَّذت الموجة الانتقامية التاسعة رداً على هجمات الحوثيين المتصاعدة بالصواريخ والمسيَّرات، حيث بدأتها في 20 يوليو (تموز) 2024، إثر مقتل إسرائيلي في تل أبيب جراء انفجار طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون في شقة سكنية.

وتوالت الضربات الإسرائيلية حتى قبل نحو 10 أيام من الهدنة المنهارة مع حركة «حماس»، إذ نفَّذ الجيش الإسرائيلي خامس موجة من ضرباته في 10 يناير (كانون الثاني) بالتزامن مع غارات أميركية على مواقع عسكرية حوثية.

واستأنفت إسرائيل ضرباتها الانتقامية ضد الحوثيين بالموجة السادسة في 5 مايو (أيار) الحالي قبل أن تتلوها الموجة السابعة في اليوم التالي، وصولاً إلى الموجة الثامنة في 16 من الشهر نفسه، حيث استهدفت ميناءي الصليف والحديدة.

وخلال هذه الضربات استهدفت إسرائيل مواني الحديدة الثلاثة (الحديدة، والصليف، ورأس عيسى)، حيث أحرقت مستودعات الوقود كما دمرت الأرصفة والرافعات ولنشات سحب السفن، مما جعل المواني خارج الجاهزية.

كما دمَّرت الضربات مطار صنعاء الدولي ومصنع أسمنت عمران ومنع أسمنت باجل، إلى جانب تدمير محطات كهرباء رئيسية في صنعاء والحديدة، وخلال هذه الغارات سقط عشرات القتلى والجرحى، وفق البيانات الحوثية.

في المقابل أطلقت الجماعة الحوثية منذ 17 مارس (آذار) الماضي نحو 31 صاروخاً والكثير من الطائرات المسيَّرة باتجاه إسرائيل، كما زعمت فرض حظر جوي على مطار بن غوريون، وحظر بحري على ميناء حيفا، وهددت بالعودة إلى مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان أخطر هذه الهجمات الأخيرة انفجار أحد الصواريخ قرب مطار بن غوريون في 4 مايو (أيار) الحالي، محدثاً حفرة ضخمة، بعد أن فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.

وسبق أن هاجمت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 نحو 100 سفينة، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيَّرة باتجاه إسرائيل حتى 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين لا تفيد الفلسطينيين في غزة، بقدر ما تستدعي إسرائيل لشن ضربات تدمِّر ما بقي من المنشآت الحيوية والبنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومن المرجح أن تستمر تل أبيب من وقت لآخر في ضرب المنشآت الخاضعة للحوثيين رداً على الهجمات، لكن يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تكون الضربات ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها بسبب البعد الجغرافي.

إسرائيل تعلن قصف أهداف للحوثيين في مطار صنعاء باليمن

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن سلاح الجو قصف أهدافاً للحوثيين في مطار صنعاء باليمن.

وأضافت أن «الضربات رسالة واضحة بأن من يطلق النار علينا سيدفع ثمناً باهظاً، وسنواصل إلحاق أضرار بالغة بالمواني اليمنية ونستهدف المطار والبنية التحتية مراراً».

و ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت أهدافاً في المطار.

وقال كاتس في بيان: «قامت طائرات سلاح الجو قبل قليل بقصف أهداف إرهابية تابعة لتنظيم الحوثيين الإرهابي في مطار صنعاء، ودمرت الطائرة الأخيرة التي كانت لا تزال قيد الاستخدام من قبل الحوثيين».

شارك